ورد ما مضمونه (انه من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم) ونحن في ظل الاحتلال تكاد قضية الشعب الفلسطيني ان تغيب تماما فلا ذكر لها فقبل فترة أطل علينا وزير الأمن الداخلي الصهيوني من خلال نشرات الاخبار المسموعة والمرئية يحذر من وجود جماعات متطرفة يهودية تريد تفجير الحرم القدسي وكأنه لا علم له وانهم أبرياء وان الذين يقومون بهكذا أعمال جماعات متطرفة بينما الحكومة الصهيونية ببثها هكذا خبر تمهد الارضية لفعل هكذا جريمة وتريد جس النبض كما يعبرون عما يحصل في الشارع الاسلامي لان اليهود الصهاينة لديهم منطلق عقائدي وهو ان المسيح (ع) لا يظهر إلا بهدم الحرم القدسي وبناء هيكل سليمان (ع) وهم جادون بهذا العمل. وللأسف الشديد لم يتلق المسلمون هكذا خبر بالاهتمام والانفعال فنرجو من سماحتكم بيان تكليف المسلمين عموما والمنتظرين للحجة ابن الحسن (ع) خصوصا اتجاه القضية الفلسطينية وكل قضايا الشعوب المستضعفة وربطها بقضية المصلح الغيبي العالمي الموعود (ع) وتكليف الفرد اتجاه امام زمانه بهذه القضية كأن يصلي الفرد ركعتين لنصرة المظلوم في كل مكان ويجعل هاتين الركعتين أو ذلك الدعاء أو غيرها من الأعمال المقربة إلى لله عز وجل وردا معينا لـه يجعله من الطرق الموصلة إلى إمام زمانه وتعجيل فرجه الشريف. |
بسمه تعالى: الاهتمام بالشؤون الاسلامية مهما تباعدت قضاياها واختلفت ظروفها يبقى هو المقوم لعنوان المسلم والتركيز على الاهتمام بشؤون المسلمين لا يعفي المسلم من الاهتمام بشؤون الانسان عموما لما ورد في وصية أمير المؤمنين (ع) لمالك الأشتر (رض) حينما ولاه مصر قائلا: الناس اما أخ لك في الدين أو شريك لك في الخلق. حيث وسع في الاهتمام إلى أبعد من المسلمين والخبر وان ورد في وصية لوالي اسلامي لكنه غير مختص به فعلى كل فرد مسلم أن يعكس الصورة الاسلامية الرائعة للاسلام في اهتمامه بالانسان كخليفة لله في أرضه تعتبر رعايته والاهتمام بقضاياه رعاية لحق المولوية الالهية وأداء لوظيفة العبودية. إلا ان كثرة القضايا تجعل اهتمام الفرد المسلم منصبا بالمهم منها، مما هو قريب إلى ظرفه وبيئته وما هو مختص به أولى بالرعاية من غيره كقاعدة متعبدة الاقرب فالأقرب، وإذا اهتم بشأنه وما يخصه فقد لا يسعفه حال امكانياته وقدراته على الاهتمام بغيرها كقضايا المسلمين الآخرين وما يتعرضون لـه من ظلم واضطهاد والغاء للهوية الاسلامية والبلد المسلم والاسم والدولة وهذا هو حال الفلسطينيين الذين أكدوا للعالم انهم شعب حي لا يمكن أن يموت وان المستقبل سيكتب لهم العز والنصر. والفرد المسلم ليس عليه ان يركز اهتمامه بكافة امكانياته وطاقاته بل عليه توزيع هذه القدرات من الاهتمامات ليكون خارج دائرة الحديث المذكور ولا يوصف بعدم الاهتمام. ولكنه اهتمام بحسب القدرة والجهد ويكفي ان يلتفت الفرد المسلم انه متعاطف قلبيا مع كل مسلمي الأرض على اختلاف جنسياتهم ودولهم يتذكرهم عند الصلوات بالدعاء وعند الصيام بالرحمة وعند الحج بالدعاء وهكذا ويكون ذلك منه اهتماما. ومن لم يلتفت إلى ملايين من البشر يشاطرونه معتقداته الاسلامية ويرتبطون معه بعقيدة الدين الاسلامي فهو ممن لم يهتم بأمور المسلمين. هذا هو الحد الأدنى وكلما زاد وانتقل من الجوانح إلى الجوارح كان أفضل ويزداد فضلا وسموا لو وصل المسلم إلى مقام (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان به خصاصه). ويبقى الوضع الدولي وتعقيداته بوضع أكثر العراقيل أمام الاهتمام بشكله الفعلي الملموس. 20 ذي القعدة 1425 |