نتائج الانتخابات

 من الطبيعي ان نتائج الانتخابات لمجالس المحافظات ستفرز واقعا سياسيا جديدا وستغير الخارطة السياسية العراقية فيما لو سارت بشكل طبيعي ، وستكون النتائج الجديدة محلاً لأختيار مصداقية الساسة العاملين في الساحة العراقية فيما لو كانت النتائج قد أتت على عكس ما يشتهون ، ولم يكن لتوقعاتهم في الفوز من اثر مما سيضعهم في دائرة التساؤل من قبل طبقاتهم الشعبية ومؤيديهم عن سبب هذا الانتكاس ، وليس هو كذلك ، لان العمل السياسي يتعاور بين النجاح والفشل ومن غير المنطقي ان يكون النجاح حليف أهل السياسة ، وإنما هي تقاس بكثرة النجاحات في مقابل الإخفاقات  وهذا الأمر معروف عند متعاطي السياسة ، ولكن الأهم من المعرفة هو القبول بالفشل كمحطة من محطات عملهم للانطلاق منها نحو نجاح جديد ، وليس مهماً ان نطعن بالنتائج ونرمي وثاقتها بالتزوير أو التلاعب وهذا ما يرتكبه الساسة الذين تأتي نتائج الانتخابات  بما لا تشتهي سفن طموحهم .

   ولكنها ليست نهاية الشوط ومطاف قطار الحركة السياسية ، فان في انتخابات البرلمان القادمة طموحا في الفوز من خلال الاستفادة من تجربة هذه النتائج ومحاولة تصحيح ما وقعت فيه من أخطاء أدت الى تلك الهزيمة الانتخابية .

     والسياسي البارع هو من يستفيد من الفشل ليتزود من خلاله لانطلاقة جديدة في جولة مقبلة ومن المؤكد انه سيحقق النجاح غالبا فيما لو أحسن اللعبة السياسية ، وقبل بالأمر الواقع وبارك للناجحين أو الفائزين فيها لان المهم عنده وهو يعيش حالة سياسية جديدة في عراق اليوم الذي نريده جميعا معافا من كل أمراض الواقع المرير الموروث من النظام السابق ، هو نجاح العملية الديمقراطية في العراق وتقدمها للأمام تكريسا لحياة سياسية مستقرة ستنعكس على واقع البلد اقتصاديا واجتماعيا وامنيا وحضاريا . وسيكون ممن شارك في تقدم بلده ونجاح تجربته الديمقراطية وهذا هو الفوز الحقيقي ، وان لم يفعل سيسقط من أنظار الرأي العام وسيجد نفسه منبوذا أكثر من ذي قبل .