وجهه نظرنا – غزة تنتصر –
في العقيدة العسكرية المنتصر هو من لا ينكسر في نهاية مطافها ولا يستسلم قبل اوان وقفها او نهايتها وان كانت الخسائر المكبدة جليلة ومكلفة ولكن المهم هو ارادة النصر وتسيير الاحداث وتسجيل التأريخ هو لمن يبقى بلا انهيار في الميدان وهذا ما حصل في الحرب الأوربية الثانية في الجبهة السوفيتية حين تكبد السوفيتيين ما يقارب العشرين مليوناً فيها وفق تقديرات خبراء حربيين ودمرت مدن بكاملها ولكن لن تنكسر الارادة السوفيتية بل الانكسار حل بالالمان وبعدها توالت هزائم الجيش النازي في جبهة فرنسا وبريطانيا وغيرهما وهذا حال غزة في حربها مع اليهود والمتواصلة ليومها الرابع والعشرين في كتابه هذا المقال وفي صمت عربي وتحايل دولي يبرر للكيان الصهيوني حرب الابادة والتدمير ضد شعب بكامله والمتابع لمشاهد الحرب عدم انكسار الغزيين من الشعب فضلاً عن المقاومين الذين لم يرَ لهم رسم ولا تجمع غير ما تبثه صور المقاومة نفسها عبر وسائلها البسيطة وبذلك فهي من ستفرض سير العملية العسكرية ومن تضع شروطها في الحرب والذين ينظرون الى الخراب الصهيوني للشعب المسلم الغزي من العرب والمسلمين على اصناف ثلاثة صنفٌ يعلنها صراحة بدعمهم بالمال والسلاح والاعلام والمواقف السياسية في المحافل الدولية او عقد المؤتمرات وهي متمثلة بإيران وسورية وحزب الله لبنان او ما يسمى بمحور المقاومة وصنف يدفع باتجاه ايقافها لإيقاف ما يمكن ان تحققه حماس في هذه المواجهة كما وقفت في وجه حزب الله في حرب 2006 متمثلة بالسعودية ومصر والامارات وقسم يبدوا انه يراوغ ويقف على التل خوفاً من اتخاذ موقف صريح في هذه المواجهة ظناً منه بأن هذا قد يكلفه بعض المكاسب السياسية في هذا الوقت بالذات وتتقدمها تركيا وقطر وربما السلطة الفلسطينية في موقفها الحرج، وبهذا ميزت حرب غزة العرب او المسلمين الى داعم ومعادي ومراوغ في تسلسل افضلية المواقف، وهذا من اهم منجزات هذه الحرب، بعد المنجز الاول ألا وهو انها اصبحت تملك مفاتيح انهاء الحرب لا الكيان الصهيوني الذي بات حائراً في استمرارها او ايقافها فالاستمرار مكلف لا تتحمله حكومة الاحتلال وايقافها مذل لا يقبله الكبرياء والغطرسة الصهيونية وهيبة قدرتها العسكرية الوهمية، خياران احدهما أمرّ من الاخر.
وهي من اذاقت الصهاينة مرارة الحرب ونقلتها الى الداخل اليهودي بعد ان كانت جميع حروبهم خارج حدود دولتهم الغاصبة وبذلك حلحلت الجبهة الداخلية وتماسكها واخذت اصوات خارجة من داخل الحكومة او المجتمع لدراسة اسباب الاخفاق في هذه المواجهة واثبتت حيرة الصهاية في التوصل الى حبط لهذه المقاومة التي يبدوا من خلال سير المواجهة انها استعدت جيداً وتملك خيارات عديدة لإدارة الحرب لم يسبقها حرب مع الصهاينة في كل الحروب السابقة من المواجهة مع العرب وجبهة الجولان والجبهة المصرية الى حرب الانتفاضة مع الفلسطينيين الى حرب غزة في واحدة من افضل المعارك واكبرها هيبة وفق المعطيات المتوفرة لغزة وامكانياتها الجغرافية البسيطة وحصارها حتى من الجبهة المصرية منفذها الوحيد الى العالم العربي او الخارجي ناهيك عن استمرارها هذه المدة واسقاطها لمقولة التفوق العسكري الصهيوني واعادة ميزان القوى على الساحة الحربية مع الكيان، ويبقى الاهم للجميع صلابة ارادة المقاومين وعدم انكسارهم رغم الآلام والدمار والضحايا
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)الحج/آية39.
3شوال 1435
خطان تراجع وترافع
هنا خطان في معادلة الصراع العربي اليهودي وفي إطار القضية الأساسية فلسطين منذ عام 1948 حينما اصطف العالم الغربي واصدر قراراته بإنشاء دولة الاحتلال اليهودي فبرز خطان عربي متراجع ويهودي متصاعد والتراجع في سعة المواجهة وعمق الأهداف وبعد ان كان الهدف تدمير دولة إسرائيل وإنهاء وجودها الجغرافي على ارض فلسطين باصطفاف جيوش لدول عربية متعددة عام 1948 وقد رجعت ادراج الرياح فلا (إسرائيل) دمرت كدولة احتلال يملك العرب كل الحق في ذلك ولا الكيان الصهيوني امتنع عن احتلال المزيد من الارض العربية، فهنا صعود وهناك تراجع والأفضل تسميته تسافل وتخاذل، ثم جاءت النكسة عام 1967 وانهزمت جيوش دول عربية في بضع ساعات، هي الجيش المصري والسوري والاردني، واحتلال المزيد من الارض على الجبهات الثلاثة، الا الرابعة جبهة البحر ولو امكن لإحتلت الدول الاحتلالية المزيد منه او احتوت الواسع منه وانهيار نفسي في شعوب العرب قاطبة وتوسيع الرقعة اليهودية وان بقت ما احتلته تحت عنوان الاحتلال تصوروا احتلالاً يحقق احتلال وهي قضية باطلة بلغة المناطقة لأنها قضية بشرط المحمول او ليس قضية لعدم تباين طرفيها الا بالاعتبار وكسبها احترام الدولي والاعتبار العسكري ولم نذكر مواجهات قناة السويس لأنها ليست عربية بل مصرية مع دول ضمنها الكيان الصهيوني وهي بريطانيا وفرنسا ثم جاءت حرب اكتوبر عام 1973 وقد توقفت او اغلقت او اخرجت من دائرة الصراع الجبهة الاردنية ووقعت في اصطدام مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1970ـ 1971 راح ضحيتها الاف الفلسطينيين المحاربين تبرعاً للكيان الغاصب بحسب النتيجة ان لم تملك الأدلة الاثباتيه عن ذلك في حسابات السياسة الاردنية وبذلك انحسرت الساحة ساحة المواجهة الى الساحتين السورية والمصرية وفيه تراجع في سعة المشاركة العربية وان لم يكن من ثمة تراجع في ما هو محتل من الاراضي العربية مع التقدم الذي لا يقدم ولا يؤخر في حسابات ارجاع الارض العربية المحتلة من قبل الكيان الا قناة السويس في عملية عسكرية مباغته للجيش المصري اعاد شيءً من هيبة الجيش العربي فيما رفعت الدولة الغاصبة عقد معاهدات سلام مع مصر والاردن دون سوريا ثم تقزمت الصراعات الى صراع فلسطيني يهودي من خلال انتفاضات ومواجهات شعبية مع قوى احتلال بانحسار حجم المواجهين العرب وترك الساحة للفلسطينيين وحدهم امام الغطرسة اليهودية وآلتها العسكرية المدمرة وهكذا كسبت الدولة الاحتلالية تنحي مواجهين بتصغير ساحة الصراع مع العرب وحصر صراعها مع الفلسطينيين بدءً لدورة من استمالة بعض الدول العربية وتطبيع علاقاتها معها كما حصل مع مصر والاردن وموريتانيا والمغرب وقطر..
واخيراً قلصت ساحة المواجهة بجزء من فلسطين صغير محاصر هي غزة في صمت عربي ودولي مخيف ينبئ عن انحطاط أخلاقي وقانوني للمجتمع الدولي وتخاذل عربي واسلامي كبير، بل الامر منه تأييد بعض الدول العربية للكيان في صراعها مع الغزاويين لأنها تمثل ذراع من اذرع الاخوان المسلمين المحظورة في مصر والسعودية، وهنا يبدوا ان الترافع اليهودي ليس هو بتحييد بعض الدول العربية بل بإخراجها من دائرة الدعم الفلسطيني بل اكثر ادخالها في دائرة العداء لهم وسحق مقاومتهم وهذا التراجع يخبرك ان اهل القضية وسكانها هم اولى بالدفاع عنها والاستماته في سبيلها.
4شوال/1435.
في فترة الهجوم على غزة
لليوم الرابع والعشرين
اذا طارت الشواهين توهمت الزرازير
هناك مقولة اذا تابعتها عرفت صدق قائلها وهي ان ما يسمى من عناوين لمنظمات ارهابية لا تعرف الا القتل وسيلة ولا تفهم الا التدمير حيلة اذا طار صيتها وبرق لمعان اسمها واخذت مساحة من الاعلام والتداول والمتابعة فاعلم انها منظمة يهودية امريكية جعلت وانشأت اداة للتخريب ووسيلة للقتل والشاهد على ذلك أمران ساحة عملها وطريقة فعلها فإذا كانت الساحة عصية على الغرب اخضاعاً وعلى التميع الخلقي الجاءً كالساحات الاسلامية الممانعة الابية مثالها الاوضح العراق وسورية حيث العمق التأريخي والتراث الانساني الذي يفتقده اليهود والامريكيين بالتبع وانه لابد من تدميره ليكونوا سواءً ولقطع صلة الامة بماضيها وارتباطها شعورياً به وهو رصيد انسانيتها وقوة ارادتها التي يراهن الاخرون على اذهابها بقطع صلة الامة من خلال حاضرها بماضيها وليس من ادل دليل على تدمير التراث في سوريا والعراق واحداث الموصل ليست ببعيدة عن الذاكرة.
وطريقة فعلها من التدمير والخراب واشباع غريزة القتل وخلق المبررات الشرعية او القانونية للقتل وازهاق الارواح وكأنهم منصبون للقسمة بين من يستحق الحياة ومن لا يستحق ,وهذا منطق الترويع والافضلية لشعب الله المختار هو فعل اليهود وشعورهم بأنهم شعب الله المختار الذي يتيح لهم قتل الاخرين تحت اية ذريعة وان لم تكن من ثمة ذريعه الا لانهم اختيار الله وهذا ما اشارت اليه بروتوكول الصهيونية وهذا ايضاً في عقل السياسة الامريكية فان من حق الامريكي ان يقتل ولو شعباً من أجل تهمة باطلة أو حيلة مدبرة بمخيلة الساسة كاحتلال افغانستان في لعبة ضرب برجي التجارة العالمية وقد أكدت موظفة الاستخبارات الامريكية في حلقة من الذاكرة على قناة RT الروسية وهي سوزان ان التدبير لتدميرها لم يكن الا لعبة مخابراتية أمريكية فيها رعاية للمصالح اليهودية وقد قرأنا ذلك في حينها في كتيبنا الصغير نبذة تحليلية في أحداث 11 من أيلول، وأحتلت العراق بكذبة امتلاكه للأسلحة التدميرية وهم يخفون نية قتل أكثر افراد الشعب العراقي خدمة للكيان الصهيوني في اشارة لكلام بوش الابن قائلاً خمسة وعشرون مليون عراقياً عدد كبير فليكن عدد نفوس العراق خمسة ملايين مع الالتفات الى ان عنوان داعش يعمل في مناطق يتواجد فيها الطيف الشيعي بكثرة كالعراق والشام في ما يعمل عنوان القاعدة في مناطق يتواجد فيها الطيف السني بكثرة.
وهذان الاسلوبان من تدمير التراث والقتل هو فعل منظمات داعش والنصرة وطالبان والقاعدة، ويخبرك حدث آخر عن صحة هذا الاستنتاج هو عجز هذه المنظمات في أي عمل أرهابي داخل الكيان الصهيوني بل عدم تصريح ولو واحد منها فيما يتعلق بمجازر اليهود ضد المسلمين في فلسطين.
وهذه المنظمات هي اداة الادارتين اليهودية والامريكية لاقرار المشروع العالمي لضرب الاسلام بالصميم من خلال احداث صراع داخل الدائرة الاسلامية بانفاس طائفية سني شيعي من أجل القضاء على الصحوة الاسلامية الحالية التي ابتدأها السيد الخميني (قده) مؤسس جمهورية أيران الاسلامية الحالية والتي هي في طور النمو وإن كانت تمر بمخاض عبر من خلال هذه الصراعات والتأسيس لها صهيونياً وأمريكياً وعلى هذا فكل من يؤجج الصراع الطائفي في كل منطقة من العالم هو من الدواعش والارهابيين لأنه يخدم المشروع الامريكي الصهيوني الذي بدأ يحصد آلاف الافراد من المسلمين بلا فائز لا من السنة ولا من الشيعة من انحياز التأريخ الاسلامي للوجود الشيعي وأنه لا يمكن ان يندحر فقد يتراجع هنا أو هناك ولكنه يستمر وينتشر رغم كل التحديات ولعل في الزيارة الاربعينية لإمام المسلمين الحسين (عليه السلام) مؤشر يوحد الأمة وسيوحدها وسيكون هو هدف الدواعش والارهابيين ولعل هذا وليس من المستبعد هو الهدف الرئيسي لاعداء الدين ضرباً للفتح الحسيني الذي وصل الى ثلاثين مليوناً وسيزيد، (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) الفتح/1.
الجهل السياسي
العديد من منظري السياسة في العراق او من اختصاصي ما يسمى بالعلوم السياسية لا يجيدون استخدام الألفاظ السياسية ووضعها في محلها المناسب لها في سياق وجمل الكلام اما خروجاً عن ما وضعت له هذه الالفاظ او جهلاً بمدلولاتها الحقيقية او استعمالها بقصدٍ لاغراض معينة، وعلى كل فأن ذلك يكشف عن جهل في استعمال واطلاق هذه الالفاظ وقد نبهنا على بعض منها في مناسبات سابقة كأستخدامه مفردة الحكومة المحلية بدلاً من مفردة السلطة المحلية وقد بينا خلل ذلك الاستعمال وتداعياتها الخطيرة على مستقبل العراق ووحدته.
والان يطرح في اجواء التصريحات والمقابلات السياسية على معظم الفضائيات العاملة في العراق مفردة تفكك العراق او البلد من جراء ما وصل اليه حال البلد وانتشار المجاميع الارهابية في عموم محافظات العراق الشمالية والغربية وتخبط في سياسة وعمل الساسة العراقيين وعدم اخذهم بخطورة الموقف في العراق وشعورهم بمسؤولياتهم الخطيرة في ذلك.
والاحرى استعمال مصطلح التقسيم او التجزئة بدلاً من التفكك لإيحاء الاول بوجود شيء واحد في ما الثاني يوحي بوجود شيء متحد والفرق بينهما يعرفه كل من له ادنى الاطلاع بمفردات اللغة العربية وينطبق الاول على واقع العراق تاريخياً وجغرافياً وسياسياً في ما ينطبق الثاني عليه اعتبارياً في الصياغة الدستورية للبلد في زمن الاحتلال والمجاملات السياسية بين القوى وتمريره عبر الدستور بعبارة العراق بلد متحد والصحيح بلد واحد كما هو المرتكز في اذهان الناس والاصرار من قبل البعض على استخدام التفكك جهل بحقيقة المفردة او خطورة استعمالها.
ومن الجهل ايضاً او من غيره استعمال مصطلح المناطق المتنازع عليها في اشارة الى وجود قطبين او قوتين او كيانين او دولتين لأن التنازع يعطي معنى التعدد والا لا معنى له لو لم تتعدد الاطراف وهنا نسأل هل العراق واحد او متعدد، واحدٌ بالطبع وليس متعدد او متحد كما اشرنا انفاً فهذه المناطق هي عراقية سواء ضمت لهذا الحد الاداري والى ذاك وكان الاولى استعمال مفردة المختلف عليها ادارياً بأنها من هذه المنطقة ادارياً او من تلك لا المتنازع عليها، والتي قد يؤدي النزاع هذا الى اصطدام مسلح يذهب بالارواح والممتلكات ويمكن فضه ـ فض الاختلاف الاداري ـ بالرجوع الى خرائط العراق الادارية وتوزيع مناطقه قبل اجراء التغييرات عليها من قبل البعثيين فهي المرجع قبل ذلك والذي يمكن الاتفاق عليه او القبول به لو وجدت ارادة قوية لبناء بلد واحد، لا متحد.
وقد يضاف الى ذلك استعمال مفردة داعش او ما يسمى بدولة العراق والشام الاسلامية والاولى دولة العراق والشام اليهودية او الصهيونية كما يخبرنا واقع هذه المنظمة واطار عملها وجغرافية تحركها وبُعد الاسلام وبراءته من الاعمال التي تقوم بها لأنه دين المحبة والتسامح والتوادد والرحمة واللحمة الايمانية، وهو بريء من اعمال هؤلاء براءة الذئب من دم يوسف كما يعبرون.
هذا واذا اردنا ان يبتني احساساً برفض هذه المنظمة وتجريمها ان لا نستعمل مفردة الاسلامية كما يريده اصحابه ونُبقي على شعور رفضها اجتماعياً ودولياً ان نستبدل ذلك بمفردة الصهيونية او اليهودية وقد اكتشفنا ذلك من خلال صور اعمال قتلها للأسرى فهي نفس الطريقة اليهودية المستعملة لأسرى العرب عام 1967 مكتوفي الايدي من الخلف وملقون على وجوههم ويطلق الرصاص عليهم او طريقة قتل الامريكان المقاومين الفيتناميين بضرب الرأس بأطلاقة قاتلة، للفرق الواضح بين الاحساسين وردود الفعل بين المفردتين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ)البقرة/آية104
3/شوال 1435
انا وجدنا اباءنا على امة
ترسم بعض نصوص القرآن الكريم العلاقة ما بين الرسول وبين امته التي بعث اليها وتبين سبب عتوهم واستعصائهم على قبول دعوة الانبياء للتوحيد بأنهم وجدوا اباءهم على هذه الطريقة التي يتبعونها وانهم على اثار ابائهم في سلوكها مطلقاً ـ أي سواء كانت حقانية صحيحة او باطلة خاطئة ـ فأن الرشد عندهم في مجرد اتباع طريقة ابائهم وتعاملهم مع الالهة، وهذا هو التقليد المذموم لانه لا يستند الى أي سبب مقنع او حجة دامغة تفسر معقولية عملهم هذا غير متابعتهم للأسلاف وتبني طريقتهم التي يعتبرونها مثلى.
وبغض النظر عن تحليلنا لهذه الظاهرة وانها تستبطن تحرراً من الزامات التوحيد وتكاليفه لتبقى نفوسهم رهينة اهوائهم ورغباتهم ومن هنا فهم يضعون لأنفسهم الهة على اهوائهم لا تنطق ولا تملك لأنفسهم نفعاً ولا ضراً الا انها تمثل اشباع حاجة نفسية للآلهة، اي اله ولو كان من حجر مصنوع او تمر معمول حتى اذا جاع العابد اكل معبوده التمري، فيما الاله الواحد القهار يمثل الايمان به والتزامه كمعتقد حاله من الانضباط والالتزام ضمن دائرة من تشريعات في مصلحة الفرد والمجتمع وهذا ما لا تريده انفسهم الامارة بالسوء ولعل هذه الآله يجمعها قوله تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)الجاثية/آية23 وهي مطلقة في أي اله غير الأله الحق خالق السموات والارض مع اعترافهم بأنه الخالق للسماوات والارض ولأنفسهم ولكنهم يرفضون ربوبيته وتدبيره لشؤون حياتهم تركاً لأهوائهم في ان تعبد ما تشاء وهذا المعنى يفسر لنا العديد من الظواهر الاجتماعية الجارية في حياتنا كإتخاذ البعض الهة لهم من حيث لا يشعرون كبطل كروي او مطرب متهتك او ممثل مشهور او شيخ عشيرة او سياسي ما او رجل دين وهلم جراً وألفاظه المشتركة بين الجميع هو الهوى من دون تحكيم للعقل بل هو اسير بين يدي هوىً امير.
وانما يتخذونهم لأنه لا يجدون فيهم ما يلزمهم بشيء من الانضباط والقيود في سلوكهم العام او الشخصي فلا رجل الدين الذي يرجعون اليه ينبه على سلوكهم المنحرف ولا تصرفاتهم الخاطئة وهم والاخيار عنده على حد سواء والاكثر حين ما يشاهد من بعضهم بعض التصرفات المنحرفة او الاخطاء المرتكبة يغض طرفه ولسانه عنه ومثل هذا الرجل للدين معبودهم وهو ربهم لأنهم لا يصدرون عن امره الموافق لأهوائهم ويمتنعون عن نهيهم المخالف لأهوائهم وهكذا شيخ العشيرة والمذكورين معه انفاً.
وثمة تقليد اعمى بمعنى انه باطل وعاطل اما بطلانه فواضح واما عطلانه لأنه يوقف عجلة الحياة ويؤخر حركته وانها ثابته بالمطلق لمعبودهم كعبادة معظم المسلمين وتقليدهم لآثار الغرب ونظمهم وسياساتهم وطريقة حكمهم وجريان قوانينهم من دون أي حساب لإختلاف ظروفهم ومرتكزاتهم واعرافهم وتقاليدهم وتاريخهم وطريقة عيشهم واسس حياتهم الاجتماعية والفكرية وهي مختلفة كلياً ومن هنا تقع الاخفاقات العديدة على مستوى النمو والتطور وبناء نظام مستقر وازدهار حياة وتحقيق امن وفتح مجالات جديدة واستحداث قرارات وقوانين مناسبة فمن تقليدهم بالديمقراطية وقد وفرت الفوضى التي يريدها الرب (المقلَّد) ومن اسس تنموية الى مرتكزات تخريبية ومن استقرار سياسي الى فوضى سياسية ومن قوانين راعية لمصلحة المجتمع الى ضوابط مقيدة لحركته.. وهكذا.
والغريب في هذا التقليد شيئان اولهما انه تقليد بفاصل زماني وقيمي كبير حيث المقلِّد يأخذ من المقلَّد ابداعاته التي اصبحت تراثاً وافكاره التي سببت دماراً وثانيهما انه يختلف عن رب الوثنية الذي لا نفع فيه ولا ضر مخلوق للعابد ويختلف عن رب التوحيد حيث المعبود المطلق الذي يمتلك كل شيء وهو يرسم طريق سعادة الانسان ولا بد من الوصول الى تعاليمه وتكاليفه لنيل رضاه وليس كل احد يقدر على معرفتها ونيلها الا قلة موفقون هم الفقهاء العدول في ما رب هؤلاء المقلدين هو من يريد الاضرار بهم وابتزازهم وسلب ارادتهم وتقييد مواقفهم ونهب ثرواتهم ومن هنا فإن الحوّل هم من يخلطون بالتقليد في موارده الثلاث ليشبهوا على الناس دينهم ويخلطوا حقهم بباطلهم من اجل دراهم معدودة او هوىً متبع او رباً يبتدع… 3شوال/1435
عالم جاهلي يدعي التحضر
في مشاهد حرب الكيان الصهيوني على غزة والجرائم المرتكبة بحق المدنين والمنشآت المدنية والانسانية والتعليمية ودور العبادة والمستشفيات ورياض الاطفال و… لم يحرك عالم التحضر شفتاه ليُدين هذا العدوان، بل لم يتجرء ان يوجه بعض كلمات اللوم، والعتاب له ولم يكن معيناً بان يفعل ما يصدق به شعارته في حقوق الانسان وحرية الانسان، والعيش بكرامة فهذه وامثالها يطلقها للاعلام فقط وهو غير مستعد ليترجمها الى واقع عملي في طول الصراع العربي اليهودي، واذا ما تباكى عليها او تحرك لتفعيلها فاعلم ان مصلحة سياسية او اقتصادية او عسكرية او استعلائية تقف خلفها والا فلا تمثل له هذه القيم والشعارات شيئاً على صعيد الساحة الدولية او الاقليمية ومساحتها وحاضنها فقط دائرة دولهم في ما لو تعرض احد مواطنيهم لهتك هنا او ارهاب هناك في مشهد يمثل عنصرية فاضحة لهذه الدول المستكبرة فتعرض شعب فلسطين او لبنان بملايين البشر لا يشبع ضرب ناري بمختلف الاسلحة الحديثة وتدمير كل ما هو ساكن ومتحرك على الارض وقتل كل من ينطبق عليه عنوان انسان صغيراً كان او كبيراً رجلاً او امرأة صحيحاً او معوقاً مسناً او صغيراً لم يؤد بقيمهم هذه الى التحرك والتفعيل بإتخاذ مواقف سياسية او ضغوطات دولية او تحريك مجلس امنهم او هيئة اممهم الى فضح هذا العدوان ورفضه بل وايقافه ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم البشعة بل راحوا كما وصف البعض يصورون الجلاد هو الضحية والضحية هي الجلاد ويرمون باللائمة على المدافعين والمقاومين عن بلدهم ومستقبلهم وديارهم المحتلة بعد ان شرعنت هذه الدول ـ الجاهلية ـ الاحتلال في دولة قد اعترفت بها معظم دول الارض والادهى والامر انهم يدعمون المعتدين ويحاصرون المدافعين بشكل علني وسافر ووقح ينم عن غطرستهم وعدم احترامهم لمفهوم الانسانية فيما لو خرج عن منطقة ديارهم وها هو العراق وقد دمرته الالة الامريكية وقبله افغانستان من اجل بعض ضحايا برج التجارة العالمية في لعبة اثبتت الايام زيفها وظهرت سوءة فعلها من قبل الموساد والمخابرات الامريكية حيث فضحت امرها قبل مدة ضابطة الاستخبارات الامريكية (سوزان) وقرأناها قبل مدة بعد حصولها مباشرة وفي هذين الاحتلالين قتلت الألة العسكرية الأمريكية والأوربية وبعض اذيال الدول قتلت اكثر من مليوني نسمة في هذين البلدين بعد اتهامها من قبل الأمريكيين في لعبة البرجين وهذه المعادلة نفسها في كيان اليهود فمن اصل ثلاثة شبان قتلت عدة ألاف وخربت الأكثر ودمرت منشآت بكاملها وغيرت معالِم، وهذا العالم الظالم والمستكبر ساكت بل مدافع عن الظلم ضد المظلومين.
والذي ينبغي ان يقال بالنسبة للعرب والمسلمين وبعض البلدان هو ان تجعل لنفسها نظاماً اكثر عدلاً وانصافاً وقد اشرنا اليه من قبل بالخروج عن منظمات العالم من مجلس الامن وهيئة الامم لأنهما اسسا على اساس المصالح الغربية والسيطرة على العالم ومصادرة ارادة الشعوب فهذه مؤسسات لا تستحق الانضمام اليها وهي تخدم ظلم العالم الجاهلي والاستمرار بالانضمام اليها يعني القبول بظلمها واستهتارها بحق الشعوب لمصلحة الظلمة من المستكبرين وانشاء منظمات خاصة بها تدعم مصالحها تكون معادلاً لهذه المنظمات الظالم اهلها او الضغط باتجاه جعل مقعد للعرب واخر للمسلمين في مجلس الامن للحد من الغطرسة الامريكية والتمادي الغربي الذليل والتابع الى امريكا وهي بيد اللوبي الصهيوني الامريكي والا فلا حق يسترجع لهذه الشعوب ولا انصاف تناله منها نعم تحصد حصاراً خانقاً لو خرجت عن ارادة اشرارها وها هي الدولة العظمى روسيا نالها بسبب مواقفها في الفترة السابقة للعقدين السابقين من المجاملة لامريكا والغرب، كأس الحصار بسبب ارادة الاستقلال وانهاء مَعالِم القطب الواحد وسيبقى الرئيس البوليفي موراليس هو رمز الشجاعة الدولية والاكبار والتقدير الشعوبي بإدانة الكيان وجعله دولة ارهاب وقطع علاقته معه وللأسف نحن اهل القضية واصحابها لم نحمل شجاعته ولو بأقل من هذا الموقف. (إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ) التوبة/آية83
5/شوال/1435.
العزة لغزة
اليوم الرابع عشر والآلة العسكرية اليهودية تقتل صبراً وبكل غطرسة شعب غزة المسلم ولا رجل رشيد من رؤساء الدول العربية وحكامها وكأن الامر لا يعنيهم، منهم من هو احول العينين يراها حرباً ضد خصم عقائدي عنيد ومنهم اعور يراها حرباً ضد خصم سياسي عتيد ومنهم يراها بعيده عن مرابعهِ وقد تركوها تغرق بالدم وشرفها في هذه المنازلة انه دم مقابل دم وصواريخ تصل الى العمق اليهودي في سابقة لم تستطع الدول العربية بجامعتها وجيوشها مجتمعاً ان تصل الى هذا العمق الذي غيرَّ اوراق اللعبة واثبتت غزة برجالها المقاومين انهم اهل لمنازلة العدوان الصهيوني بعد انسحاب العرب بلا حياء وخجل منهم الا انهم يوفرون الموارد لإعمار ما دمرته آلة الحرب الصهيونية. وقد رضوا بالخنوع اول مرة فما لهم من وزن ولا اعتبار وسيموتون بغيضهم حينما يسطر التأريخ ملحمة جديدة لحماس بعد حزب الله لبنان تبقى نقطة بيضاء في تاريخ الصراع العربي اليهودي. وما على الغزيين الا شيء من الصمود والصبر واطالة الحرب وارباك استقرار الداخل للكيان الصهيوني المستتبع لاستصراخ يهودي خفي بضرورة تدخل دول العالم لإنهاء الصراع. وان يكون شعارهم (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد/آية7
عناصر القوة عند العرب
1ـ موقف عربي موحد بإدانة العدوان والتلويح بإنهاء معاهدات السلام مع الكيان الصهيوني.
2ـ استخدام النفط كوسيلة ضغط على مواقف الدول الداعمة لإرهاب الدولي التي تمارسها دولة الاحتلال اليهودية.
3ـ التلويح بمقاطعة الدول الداعمة بالنسبة للعلاقات الدبلوماسية على مستوى القرار وفرض مقاطعة البضائع للدول المتعاملة مع الاحتلال بما فيها الشركات.
4ـ فرض عقوبات اقتصادية على تلك الدولة تشمل قطاعات النفط والدفاع والتقنيات الالكترونية والضغط عليها لإجل قطع علاقتها مع الكيان او ادانة العدوان.
5ـ التأكيد في المحافل الدولية على عدم شرعية الدولة العبرية وانها قامت على الارض الفلسطينية بالقوة والقهر مصحوبين بدعم الامريكي غربي لإغتصاب الارض الفلسطينية.
6ـ القيام بحملة اعلامية واسعة النطاق تشمل اقامة المعارض والندوات والمؤتمرات والمسيرات واستعمال وسائل مرئية لنقل الحقيقة الى العالم وايضاح صورة الاحتلال القبيحة للعالم الذي يدعي التحضر وهو العالم الجاهل بإمتياز.
7ـ محاكمة الدول التي سعت في تشكيل هذا الكيان وادانتها دولياً وسل اعتراف منها واعتذار للعالمين العربي والاسلامي وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا وامريكا والزامها بتعويضات مالية جراء كل الجرائم الحاصلة خلال مدة اقامة الكيان الغاصب.
8ـ تثقيف الناشئة العرب على حقيقة القضية الفلسطينية وعلى عدم شرعية الكيان ورفضه وبيان مساوئه من خلال المناهج التدريسية على ان لا يصل ذلك الى حد العنصرية العربية في قبال اليهود وتجريم استعمال لفظة اسرائيل والزام استعمال لفظة الكيان الصهيوني الغاصب.
9ـ تأكيد المؤسسات الدينية في الوطن العربي على بطلان الاحتلال وشرعيته بل وجوب المقاومة وبكل الوسائل الممكنة لأجل تحرير الارض والقدس المحتلة.
10ـ استنهاض همم ومواقف الدول الاسلامية بضرورة تحرير القدس وبكل الوسائل المتاحة من السيطرة اليهودية على اولى القبلتين وثالث الحرمين فان ذلك واجب على هذه الدول الموسومة بالاسلامية.
تلك عشرة كاملة فيها من النصر ما لا يمكن ان تحققه الالة العسكرية العربية على هذا الكيان الغاصب.6 شوال/1435.
شعر:الى حكام العرب
كتب هذا القلم من لوعـــته وصـــاح
ولا منهم ضمير انتفض من فشلة العار
اهل غزة جثـث تتــــناثر وي الريـح
قصف يهدم بيـــــوت ويشــــعل الــــنار
تروح ارواح طفــلة وشـايب وشاب
ولا يعــــرك جــــــبين بوصــــمة العار
واشوف اطـفال غزة بوسـط البيوت
تلوج من العطـــش والــوع تنـــــــــهار
واصيح النفط وينه او وين الفلـوس
ما هزت ذممـــكم هــاي الاخـــــــــطار
واشوفـــن والد يصارع وي الموت
واشوفنه كتـــب يم عتـــــبتة الـــــــــدار
يا اه ـل العروبة ومقصد الضـيف
احسـبــونـة يتـامة وجيــنة خــــــــــطار
يكلولة انت البديت وتستاهل الموت
ليش تظل عنيـد وترفــض الصــــــــار
حكومات العــ ـرب من يوم تشرين
خضعت للكيان وكشـفت اســــــــــرار
وانته على الـكرامة تريــدنة نموت
يا زلـــمة اليواجــه هاي الاخــــــطار
موتي بلا ذنــــــب يا غــزة هاليوم
لأن حكام العرب يرضـون بالصـــار
صواريـــــخ الكـيان بنفط الاسـلام
تطير وتذبح اهلـي وتشــعل النــــــار
واذا صـاروخ يوصــل تــــل أبيب
تشـوف اهل العروبة اتصـــدر إنكار
قبل لا أختم اوكف واحجي كلمات
يا شـــعب العروبة شـعندك اعـــذار
لا ترضة بظلـــــــم حـكام الفلوس
اخــذ درس الطفوف وســيد الاحرار
اخذ منــهم كرامــة وموت بايمان
ولا تبــقة ذليل بقبـضـة اشــــــرار
السيد حسين الحسيني
10شوال/1435
استفتاء
سماحة الشيخ الفقيه قاسم الطائي(دام ظله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك بعض الاشكال ضد الامام علي عليه السلام في قوله (لقد رقعت مدرعتي حتى استحييت من راقعها) وهناك نص قرآني يناقض قول الامام (عليه السلام) في قوله عز وجل (يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجدٍ) فما رد سماحتكم على ذلك.
شيخ منذر العطواني
بسم ا… الر…الر…
امير المؤمنين(عليه السلام) كان يمثل الانسانية بكل صورها والتي توحي بأن القائد او المسؤول يتأسى بأفقر رعاياه كي لا يشتد بالفقير فقره ويخفف عليه من الآمه حينما يرى قائده ورئيسه على صورة الفقر، وبهذا يكون الامير في سلوكه هذا يعطي درساً لكل المتصدين للشأن العام بأن يتمثلوا فقر الفقير من اتباعهم كي لا يشعر بالوحشة والغربة والضيق وسيساهم الفقير ببناء الدولة ويكون عضواً فاعلاً في ذلك بدلاً من ان يكون عضواً عاطلاً ومن نماذج هذا في وقتنا الحاضر مؤسس الدولة الاسلامية في ايران السيد الخميني رضوان الله تعالى عليه بزهده وبساطته فجر طاقات الامة وعبء طاقاتها في بناء بلد متطور.
وبعبارة اخرى بأن هذا تكليف السلطان والراعي للأمة ولا يقاس عليه اخذ الزينة والتجمل كأمر مستحب ومطلوب لكل احدٍ لأن الله جميل ويحب الجمال وبهذا لا منافات بين الامرين. 8 شوال/1435
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة شيخنا الاستاذ آية الله الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد ما مضمونه (انه من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم) ونحن في ظل الاحتلال تكاد قضية الشعب الفلسطيني ان تغيب تماما فلا ذكر لها فقبل فترة أطل علينا وزير الأمن الداخلي الصهيوني من خلال نشرات الاخبار المسموعة والمرئية يحذر من وجود جماعات متطرفة يهودية تريد تفجير الحرم القدسي وكأنه لا علم له وانهم أبرياء وان الذين يقومون بهكذا أعمال جماعات متطرفة بينما الحكومة الصهيونية ببثها هكذا خبر تمهد الأرضية لفعل هكذا جريمة وتريد جس النبض كما يعبرون عما يحصل في الشارع الإسلامي لان اليهود الصهاينة لديهم منطلق عقائدي وهو ان المسيح (ع) لا يظهر إلا بهدم الحرم القدسي وبناء هيكل سليمان (ع) وهم جادون بهذا العمل. وللأسف الشديد لم يتلق المسلمون هكذا خبر بالاهتمام والانفعال فنرجو من سماحتكم بيان تكليف المسلمين عموما والمنتظرين للحجة ابن الحسن (ع) خصوصا اتجاه القضية الفلسطينية وكل قضايا الشعوب المستضعفة وربطها بقضية المصلح الغيبي العالمي الموعود (ع) وتكليف الفرد اتجاه امام زمانه بهذه القضية كأن يصلي الفرد ركعتين لنصرة المظلوم في كل مكان ويجعل هاتين الركعتين أو ذلك الدعاء أو غيرها من الأعمال المقربة إلى لله عز وجل وردا معينا لـه يجعله من الطرق الموصلة إلى إمام زمانه وتعجيل فرجه الشريف.
الشيخ حسين الزيادي
بسم ا…الر…الر…
الاهتمام بالشؤون الإسلامية مهما تباعدت قضاياها واختلفت ظروفها يبقى هو المقوم لعنوان المسلم والتركيز على الاهتمام بشؤون المسلمين لا يعفي المسلم من الاهتمام بشؤون الإنسان عموما لما ورد في وصية أمير المؤمنين (ع) لمالك الأشتر (رض) حينما ولاه مصر قائلا: الناس اما أخ لك في الدين أو شريك لك في الخلق.
حيث وسع في الاهتمام إلى أبعد من المسلمين والخبر وان ورد في وصية لوالي إسلامي لكنه غير مختص به فعلى كل فرد مسلم أن يعكس الصورة الإسلامية الرائعة للاسلام في اهتمامه بالانسان كخليفة لله في أرضه تعتبر رعايته والاهتمام بقضاياه رعاية لحق المولوية الالهية وأداء لوظيفة العبودية.
إلا ان كثرة القضايا تجعل اهتمام الفرد المسلم منصبا بالمهم منها، مما هو قريب إلى ظرفه وبيئته وما هو مختص به أولى بالرعاية من غيره كقاعدة متعبدة الاقرب فالأقرب، وإذا اهتم بشأنه وما يخصه فقد لا يسعفه حال امكانياته وقدراته على الاهتمام بغيرها كقضايا المسلمين الآخرين وما يتعرضون لـه من ظلم واضطهاد والغاء للهوية الاسلامية والبلد المسلم والاسم والدولة وهذا هو حال الفلسطينيين الذين أكدوا للعالم انهم شعب حي لا يمكن أن يموت وان المستقبل سيكتب لهم العز والنصر.
والفرد المسلم ليس عليه ان يركز اهتمامه بكافة امكانياته وطاقاته بل عليه توزيع هذه القدرات من الاهتمامات ليكون خارج دائرة الحديث المذكور ولا يوصف بعدم الاهتمام. ولكنه اهتمام بحسب القدرة والجهد ويكفي ان يلتفت الفرد المسلم انه متعاطف قلبيا مع كل مسلمي الأرض على اختلاف جنسياتهم ودولهم يتذكرهم عند الصلوات بالدعاء وعند الصيام بالرحمة وعند الحج بالدعاء وهكذا ويكون ذلك منه اهتماما. ومن لم يلتفت إلى ملايين من البشر يشاطرونه معتقداته الاسلامية ويرتبطون معه بعقيدة الدين الاسلامي فهو ممن لم يهتم بأمور المسلمين.
هذا هو الحد الأدنى وكلما زاد وانتقل من الجوانح إلى الجوارح كان أفضل ويزداد فضلا وسموا لو وصل المسلم إلى مقام (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان به خصاصه).
ويبقى الوضع الدولي وتعقيداته بوضع أكثر العراقيل أمام الاهتمام بشكله الفعلي الملموس.