قطبا الصراع
أسوء ما يسمع الإنسان من لفظة الظلم والاسوء من سماعه عند ما يقع عليه ظلم من الآخرين وأسوء الأسوء حينما يعجز عن رده والدفاع عن ذاته وموقعه أمام الآخرين بحيث يظهر أمامهم كالمسكين الذي يستسيغ الظلم ويبرر التقاعس عن مواجهته ومدافعته عن نفسه ومتعلقيه ممن يرتبط بهم برابطة معينة، كالدين والوطن والعشيرة والصداقة والأخوة والعائلة والجيرة وهكذا، وكلما أشتدت الرابطة وأمتدت في عمقها التأريخي كلما زادت مسؤولية الفرد وعظمت فقد تصل الى حد طلب الشهادة لدفع الظلم عن غيره أو تصحيح مسيرة الظالمين في سلوكهم مع غيرهم أو فتح آفاق رحبة لطلب الشهادة واستسهال مواجهة الظلمة، وبعبارة أوضح كلما سما الهدف وبَعُد كان الإقدام على تحقيقه أغلى وثمنه أبهض قد يصل لحد تقديم النفس تضحية من أجله لأنه أسمى منها، كالدين فهو أسمى من النفس مهما علت، ويأتي في المرتبة الأخرى النفس والعرض ثم المال، فقد وردت في موروثاتنا الروائية بأن من يقتل من أجلها فهو شهيد إلا إننا لا بد من ان نفهم انها دون الشهادة للدين ومن أجله ولذى نرى أن الشهيد من أجل دينه باق ما بقي الدين يرسم طريق الحياة في الدنيا فيتفاعل معه الناس في كل زمان ومكان ذلك لأن هدفه هو الدين، دين الله الخالق المطلق الباقي الدائم فكيف يزول من أرتبط عمله به أو يمحى من ذاكرة الأجيال، وبهذا بقى الحسين مخلداً وسيبقى ما زالت الدنيا قائمة بل سيبقى سيد الشهداء حتى في الآخرة من جهة ارتباطه بالمطلق، بخلاف من يموت لهدف دونه ولو كان الوطن أو النفس أو العرض فأنها غير باقية وضيقة فيبقى الشهيد في ذاكرة من يرتبط به بعلقة معينة ثم يأخذ الزمان في فعله لازالة تأثير ابقاء ذكراه في اعماق نفوسهم ويتعمق الأمر مصيبة لو وقع الظلم على دين الله بمحاولات تحريفه أو تغريبه أو أبعاده عن التأثير في السلوك الانساني وتنحيته عن دائرة ضبط سلوك البشر وهو النظام الألهي الاصلاحي الذي أسسه أنبياء الله كلهم جميعاً مختتماً بالخاتم (صلى الله عليه وآله) فالدين يمثل الثروة البشرية والموروث الرسالي لرسل الله سبحانه على طول التأريخ البشري.
ومن هنا نفهم الفعل الحسيني من كونه يمثل المطلق في دينه والانبياء في رسالاتهم وحق الانسانية في تراثها الديني في مقابل الفعل الأموي المتمثل بيزيد من كونه يمثل الشيطان في سلوكه والظلم في ماهيته ومحاربة الانبياء في رسالاتهم فكانت مواجهة بين الرحمن في تجلياته على الأرض وبين الشيطان وهو الصراع الأزلي الأبدي صراع الحق والباطل والعدل والظلم والانصاف والاعتساف والشجاعه والتهور والاباء الخسة والكبرياء والدناءة والعز والذل وسيبقى صرعاً يمتثله البشر في حياتهم الدنيا لأنهم بين هذه المفاهيم تتجاذبهم إما الى طريق الرحمن وهو ما مثله الحسين (عليه السلام) بكل أبعاده وقيمه وآثاره وإما الى الشيطان وهو ما مثله يزيد بكل اغراءاته وتسويلاته وآثاره المدمرة للحياة.
ومن هنا لا ثالث لهذين الخطين فأما أن تكون حسينياً وإما أن تكون يزيدياً، تعيش على الأول أطاعة للرحمن وعلى الثاني خضوعاً للشيطان فأختر لنفسك أحد الطرفين، والمعطيات الحياتية تشير الى تصاعد حركة الطريق الأول وأمتلاكه ساحات عديدة من مناطق متعددة من العالم.
وسيستمر زحفه الى أن يغطي كل مساحات الأرض شاء الحاقدون أم أبوا فأن حركة التأريخ تنبئ بأن الله سيظهر دينه على كل الأديان {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}التوبة/33
لا يهتدون سبيلا
حدد أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلماته جملة من القواعد الاجتماعية للتعامل بين البشر أفراداً كانوا أم جماعات، وفي معتقدنا فأنه (عليه السلام) ينطلق في كلماته من معرفته بحقيقة الأمور وراثة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا كما نحن عليه حيث ننطلق من قراءة للعناصر المتحركة أمامنا وتصوراتنا فيما تتجه إليه من نتائج على مستوى التخمين والحدس لا القطع واليقين ولذا فأن أفكارنا متغيرة متبدلة لا تستقر على حال بخلاف كلام المعصوم فهو ثابت وباق ما دامت السموات والأرض والإنسان بقاءً على الأرض، ومن هنا فنحن مطالبون بل ملزمون بقراءة كلامهم والسير على هداه من دون حاجة الى المرور بتجربة إنسانية قلما تكون ناجحة بنجاح مشوب بالتعب والبذل الذي يفوق ما يحققه البشر من نتائج، خصوصاً في كلماتهم المنسلخة عن زمانها ومكانها بحيث يشكل قواعد سلوكية عامة لا تختص بزمان دون آخر، ومحل الشاهد في كلامنا قوله (عليه السلام) الأصدقاء ثلاثة صديقك وصديق صديقك وعدو عدوك، ومن ذلك ينبغي ان تنطلق علاقات الدول وتعاملاتها، وأنه يمكن الاستفادة من عدو عدوك لأنه وطبقاً لكلام الأمير صديقك، حيث نستفيد من عداوته لعدوك لنحقق من خلالها مكاسب معينة ونجاحات لم تكن بالحسبان، ولو كان هو في الحقيقة عدوك إلا ان عداوته لعدوك تعتبر مكسباً يمكن استثماره في علاقات الدول والشعوب بل حتى الأفراد فيما بينهم، وهنا تظهر حقيقة السياسة العربية في تعاملاتها مع قضايا الأمة ومستقبلها ولنضرب مثلاً الكيان الصهيوني عدو للعرب بلا إشكال ولا مناقشة في ذلك وعداوة اليهود للعرب والمسلمين خاصة أنبأ عنها القرآن بقوله {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ}المائدة/82 ووقائع التأريخ تؤكد ذلك، والمعروف دولياً التحالف الأبدي والاستراتيجي بين أمريكا والكيان الصهيوني، فهي صديق لعدو العرب، وبمقتضى القاعدة للأمير فأن فيها زيادة وأعداؤك ثلاثة عدوك وصديق عدوك وعدو صديقك والثاني ينطبق على أمريكا والغرب وبمقتضاها فهم أعداء لنا، ولكن الواقع غير ذلك فأن العلاقات العربية الأمريكية على مستوى عال من الصداقة، وهم أعداء لنا !!
وهذا الخطأ قد وقعت فيه أمريكا في حربها ضد الإرهاب وتحالفها الدولي ضد تنظيم الدولة الإرهابية في العراق والشام لأنا نجّل الإسلام أن يكون على شاكلة هؤلاء القتلة، فأمريكا عدو ظاهري لداعش فإذا ما وجد عدو لداعش ينبغي جعله صديقاً ولو في مواجهة هذا الإرهاب ولكن أمريكا تعتبره عدواً ولا تتعامل معه بلطف أو تقدير بل بريبة وترصد، ومن الواضح أن حزب الله وإيران وشيعة العراق وسوريا أعداء ويحاربون داعش وأمريكا لا تعتبرهم أصدقاء بل بعضهم أعداء تحاول أمريكا بين فترة وأخرى القضاء عليهم، وخصوصاً حزب الله لبنان مع أنه أكثر القوى عداءً لداعش وبإمكان أمريكا استثمار عداوته لداعش في مواجهتها لها، وهذا هو غباء السياسة الأمريكية فهم لا يتفقون مع حزب الله حتى يلج الجمل في سم الخياط.
رسالة الى السلطات السعودية
قراركم القاضي باعدام فضيلة الشيخ النمر مستعجل في امضائه ومتسرع في اعلانه، وكان ينبغي استشارة عقلاء السعودية وبعض الاصدقاء وأهل الخبرة والدراية، فأن استشارتهم زيادة في التأمل وتعمق في معرفة عواقب الأمور والتي تنذر بالانفجار فيما لو نفذ الحكم مع أن الشيخ لا يريد إلا الإصلاح وقيام الحقوق وهو مطلب إنساني عقلائي لا يختلف عليه اثنان وأنتم منتحلون الاسلام صفة، والعفو عند المقدرة سجية والاخذ باعتبارات المناشدين كريمة، واعدام الشيخ النمر يفسد بلدكم أكثر مما يصلحها ولا ينبئكم مثل خبير، وإن في الغاء حكم الاعدام واطلاق سراح الشيخ النمر ثمرات كثيرة ستجنون ثمارها وتقبرون فتنة طائفية قد بدت بوادر اشعالها كما اشتعلت في بلدان أخرى، وقاكم الله شرها والفتنة لا تبقي صلاحاً ولا تعمر بلاداً، وإذا أحسنتم باطلاق سراح الشيخ مداراة لشعبكم واحتراماً لإرادة مواطنيكم، فسيحسن الله لكم.
{وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الأنفال25
تشتيت الجهد
تناقلت الأخبار الدولية والمحلية خبر إرسال إقليم كردستان قوات من البيشمركه الى مدينة عين العرب – كوباني – السورية لمواجهة داعش، والوقوف مع الكرد السوريين لأن هذا يمثل واجباً إنسانياً وأخلاقياً من قبل الإقليم لأكراد سوريا.
ومن الحق أن يفتح السؤال التالي: إن هذا التصرف يمثل استقلالها في قرار جريء لا يضع للمركز أية خصوصية ويشير أن المركز لا دخل له في سياسة الإقليم، فهل الإقليم مستقل أم ماذا؟ مع إن النواب الكرد دائماً يصرخون بضرورة احترام الدستور! فأين هذا الاحترام؟ أو أنه احترام من نوع جديد؟
وهل الإقليم غير معني بمواجهة داعش في العراق ليبادر بإرسال قوات الى سوريا دعماً للكرد مع إن الحكومة السورية غير مقصرة في هذا الدعم وطائرات التحالف لا زالت تقصف مواقع الداعشيين لأكثر من أربعين يوماً؟
هذا تساؤل أو تساؤلات على الكرد الإجابة عليها، وعلى حكومة العبادي بيان موقفها من ذلك، وهل بإمكانه أن يحرك بعض قطاعات البيشمركه بصفته القائد العام للقوات المسلحة، وهي جزء من هذه القوات داخل المحافظات العراقية ولو القريبة من الإقليم ككركوك وتكريت وديالى، والواقع ليس بإمكانه ومن هنا يطرح سؤال آخر، لماذا؟
وبغض النظر عن جواب الكرد أو الحكومة نذكر النصيحة التالية
أن يعلم الكرد بأنهم أمام خيار قد يتفق مع رغبة الساسة الكرد وهو خيار الانفصال وهذا الخيار موجود في الذهنية الأمريكية ولكن توقيته بيدهم لا بيد الكرد، وسواء أقاموا الاستفتاء وكانت نتائجه الانفصال أو لا، فالرغبة الأمريكية هي الغالبة، وهي غالبة أيضاً على إرادة العراقيين بوحدة بلدهم، فالنتيجة المتوقعة هو الانفصال للكرد وليسمع هذا الجميع، وهنا لا بد من مصارحة الجميع والعمل على هذا الخيار فأن كانت الرغبة الكردية ماضية فيه فلا معنى لمجاملة المركز والمشاركة معه شكلاً لا مضموناً الا بما يتعلق بحصة الإقليم من الميزانية والشراكة في القرار الحكومي ولم نر شراكة في حل مشاكل البلد وأزماته من قبل القادة الأكراد، وعلى الطرفين أن يفصحوا عن الحل بدلاً من إبقاء الوضع الحالي مجاملة وهو يجر الى العديد من المشاكل للبلد وما أن يدخلهم في أزمة إلا وكانت هي أشد بلاءً من سابقتها وقد دعم هذا الوضع الدستور المعوّج الذي كان رئيس العراق الحالي رئيس لجنة كتابة الدستور أو عضواً فيه.
الشعب العراقي لا يتحمل المزيد وكذا الشعب الكردي الذي ما أنفصل وسيجد نفسه في مشاكل إقليمية كانت مجمده بسبب وضع الإقليم مع المركز، فأن دائرة التنافس السياسي الذي ما زالت صورته قائمة بين الحزبين الكرديين قائمة في الأذهان والنفوس وسينفجر فور إعلان الاستقلال وسيخسر الإقليم كل عمق العراق ومكانته وثرواته وسكانه وعلاقته مع العرب وستكون قائمة المشاكل لا حصر لها ولن يتعافى الإقليم الا بعملية قيصرية تمسك دول الجوار ذات النسبة السكانية الكردية عن التدخل في شؤون الإقليم ومحاصرته من جميع الجهات وأهمها الاقتصادية وهي بالتأكيد لن تسمح باستقلاله، وستكون دولة على شاكلة جنوب السودان، وساحة للدمار والتخريب.
والأول أولى وأحسن للطرفين على أن تخضع سياسة الإقليم للخطوط العامة للمركز من حيث الدفاع والخارجية والثروات الوطنية، وأن أي تدخل بعيداً عن المركز يعتبر تجاوزاً على القانون النظر فيه، وإن تكون دعوى الشراكة للإقليم بقرارات المركز يقابلها مشاركة الحكومة بمهمات وقرارات المركز للمشاكلة والمساوقة وإلا فإذا لم يكن لحكومة المركز أي نظر في قضايا الإقليم فوجوده ضمن العراق هو فقط للمشاركة ببعض ثرواته دون عوض أو مقابل.
إلا إن وقائع الأحداث تشير الى انفراد الإقليم بقرارات تخص سيادة وسمعة الدولة العراقية فقرار الإقليم بإرسال قوات الى كوباني – عين العرب – مما لم توافق عليه الحكومة العراقية وهي تهاجم الإرهاب في مساحات واسعة من أرض العراق وأي مقاتل هو أولى بالدفاع عن وطنه الأم، وبه تنتظم الأمور بين أجزاء الدولة العراقية وتتمتن العلاقات الوطنية وأواصر الإخوة العراقية وفيها من قوة الدولة وهيبتها يدفع عنها أطماع الآخرين أياً كانوا وهذه وغيرها مكاسب للعراقيين جميعاً فلماذا التفكير بشكل فردي لا يدل على أبسط معرفة بقواعد العمل السياسي واحترام مقررات الدستور ويبرز صورة للمراهقة السياسية لا نريدها للسياسيين من أهل العراق.
أن خصوصية الإقليم من حيث اللغة والأعراف والتقاليد وغيرها محفوظة وهذا يكفي للبقاء داخل دولة كبيرة وغنية تفرش أجنحتها على الجميع فالأكراد منتشرون في عموم محافظات العراق ولهم علاقات أخوية وإنسانية واجتماعية جيدة لم يشعر أحدهم بالغربة داخل محافظات العراق ومثل هذه العلاقات لا تتحصل بسهولة أو تنشأ بقفزة، وفقدانها خسارة للأكراد قبل العرب وينبغي وضع ذلك في الحسبان، وهناك أيضاً من العرب من يعيش بعلاقات ودية وإنسانية في الإقليم، وهذه هي نقطة قوة العراق، فلماذا تخسرون نقطة قوة العراق التي هي نقطة قوة للجميع، وتزداد القوة مع العمق التاريخي والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين أبناء بعربه واكراده، ولم يشعر الجميع بالفاصل الشعوري المنطلق من القومية التي يراد لها ان تقصم عرى هذا الشعب.
قصة كربله
سابع من محرم ليش للعباس
بس عباس يعرف والله معناها
شال الجيش كله ابجربته العباس
هديه اكبال أخته اهناك انطاها
الله أيريد زينب تمشي لرض الشام
لذلك هل قبل عباس خلاها
وعلي لو ما كال الله اتروح لرض الشام
جان من البدايه بسيفه كصاها
وعاين علعلم اتشوف جف مطبوع
طايح بالارض ورايه كضاها
قصه وهيج تخلص الله هيج ايكول
لذلك هل تشوف سكينة ماجاها
ما قصر الكافل يوم سابع يوم
وعلي طول العمر ماقصر اوياها
آبو فاضل كتب بلسابع علموت
زينب ذيج اختي وفنه يدناها
اخوها من الجهل معروف انا العباس
امانه ومن ابوي اوياي وداها
اشلون أقبل خدرها اتمسه هاي الكوم
وأنه العباس أجيت وحامل الوها
سوه الجيش سبحه وبيده فر الكوم
كطعه وبيده كام انوب لمالها
أرانب والباطل عباس طب لصيد
صيده والأسد بالسيف صادها
يتخير ابكيفه بالزلم عباس
يأخذ روسهم وجسام ذبها
ضاكت وضلمت بالحومه كلش حيل
ولمع اسم الكمر والنوب ضواها
قصة كربله والسابع ابعاشور
واجب علمحب يوميه يقراها
والياخذ درس اذنوبه كله اطيح
الله ايكول كله بالحظه امحاها
خادم زينب الشاعر سعد الناصري
الى كل من توهم محاربة أمريكا لداعش
تذكر وأنت تصدق كذبتهم هذه أنهم:-
1- لم يعينوا الشعب العراقي في تخليصهم من صدام بعد حربهم له في الخليج الثانية عندما أنتفض الشعب العراقي بمحافظاته الأربعة عشر وأنهى معاقل ومؤسسات النظام فيها في ملحمة تسجل للعراقيين على غيرهم سابقةً لأنها اصطبغت بالدم والمواجهة المسلحة مع نظام كان جريحاً قد خسر حربه مع الغرب وخرج بها ذليلاً جريحاً منكسراً كالنمر الجريح حينما يتعامل مع فريسته.
ولما رأوا أن التغيير كائن لا محالة وهو عراقي بأمتياز غاضهم ذلك فراحوا يفتشون عن مخرج لانقاذ النظام واعادة عافيته وتم لهم ذلك بمباركة خليجية وبطيران الجيش العراقي الذي سُمح له بضرب المنتفظين والمغزى من ذلك أنهم لا يريدون التغيير إلا من خلالهم وفي الوقت الذي يقررونه هم وحدهم لتكون لهم المنة علينا تذكروا ذلك جيداً.
2- أنهم كذبوا على العالم في حربهم ضد طالبان فقد شنوا حرباً منذ أربعة عشر عاماً وها هي طالبان تفرض نفسها كلاعب في افغانستان وباكستان ولِمَ نتأثر بالكذب الأمريكي الغربي في حربها فكيف تصدقون مواجهتها لداعش.
3- لقد غيّبوا الاتفاقية الأمنية التي تبجحت حكومة المالكي السابقة بتحقيقها انجازاً مهماً في التزام أمريكا بحماية سماء العراق وحدوده وها هي سمائه تنتهك وحدوده مفتوحة للارهابيين من كل دول الأرض والأمرّ في الأمر أنها لم تأت على ذكرها لا من قريب ولا من بعيد مما يعني أنها مجرد حبر على ورق لم يعتن بها الامريكان والعراقيون على حد سواء مع أنها ملزمة بقانونيتها وتبجحها بأحترام المواثيق الدولية.
وهي هنا أيضاً كذبت على العراقيين خاصة.
4- أنهم تدخلوا بذريعة مواجهة داعش لما وجدوا بأن الأمور تسير بصالح العراق جيشاً وحشداً في مواجهة الداعشيين وأنهما محرزان تقدماً كبيراً في ذلك وإن المسألة لا تحتاج الا لبعض الوقت لدحرهم وهذا ما لا يخدم المصلحة الأمريكية في المنطقة فأبدعوا في كذبة التحالف الدولي لمواجهة الدواعش لارجاع التوازن في الأرض العراقية ما بين قواتنا والارهابيين، صنائعهم ومن هنا وجدتم ضرب تجمعات الجيش والحشد والحجة دائماً حصل خطأ وتقديم المعونات من الاسلحة والذخائر لهم وبنفس الحجة ولست أدري كيف انطلت على حكومتنا وقد مارستها الى الآن القوات الأمريكية في باكستان وإفغانستان تحت ذريعة الخطأ وتقديم الاعتذار أنهم لا يريدون لكم تحقيق النصر بقدر ما يريدون لكم الارهاق والتعب والاستنزاف ليكونوا اسياد الموقف، ويرتبوا أوراق البيت العراقي كما يريدون وإن في تخطيطهم استقلال الشمال ولكن في الوقت الذي يقرره هم لا الاقليم والمركز، ويريدون نشر الارهاب في كل بقعة في العراق تحت غطائهم الجوي وضرباتهم الوهمية لخلق اوضاع وترتيبات جديدة تخدم المصلحة الأمريكية البعيدة في المنطقة.
رسالتي الى الخطيب الحسيني
حيّاك الله في مسعاك وأعانك على حمل أمانتك وسهل لك القاء الخطاب وأبان لك أرشاد العباد.
وأنت تذكر بملحمة سيد الشهداء وبصورها الدامية في آفاق بطولتها وحماستها وحزنها ومظلمتها وتستحضر كل شاردة وواردة في ملحمتها التي وقعت قبل أكثر من ألف سنة، وكأنها حية حاضرة تلهب بها حماس المستمعين وتأخذ بقلوب المخاطبين مثّوراً في النفوس شجاعتها وحماستها مشعرا أياها بأن فوت الفرصة عليها لتأخير خلقها لا يحرمها شرف مشاركة الملحمة حينما توجه نظرها في ما يستجد على واقع بلدها من اصطفاف لقوى الشر والظلام والجهل والاستحمار قد باض الشيطان في حجورهم وفرخّ على قسمات وجوههم قد أصم اسماعهم وأعمى أبصارهم فصاروا يرون الحاضر بالماضي بكل صوره ومظاهره وكأن الحياة قد وقفت في تلك الصور يستعرضون ملابسها وطرق عيشها أنهم يقتلون الحياة الحاضرة وينقلونها الى الماضي الذي تجاوزه الزمن فأصبح خيراً بعد عين، هؤلاء هم أحفاد الأمويين وذرية احقادهم وسماسرة انحرافهم حاملين قساوتهم وأوزارهم باستهداف الانسان الآمن والمؤمن الطامن لا لشيء معقول انما هو لحقد مدفون ومن هنا تتجلى الصورة الحسينية وتتمظهر من جديد بين خطي الاسلام والجاهلية والحق والباطل والنور والظلام والحب والحقد والرحمة والقسوة والغيرة والسهرة.
خطيبنا عليك بتقليب الصورة وحشد الهمم وتمتين العزم وارشاد الغافل واستحضار النخوة واسترجاع الغيرة في مواجهة هؤلاء وضرورة دحرهم وانهاء قذاراتهم فأنهم مرتع الشيطان وزبانية الاستكبار العالمي ودمى الغرب الذي ما انفك يحرك احقاد الصليبيين على العرب والمسلمين أنها مواجهة الحق والباطل فأجعل التذكير بالحسين زيادة في همم المواجهة مع هؤلاء وأعلم الناس أنهم أن تركوا المواجهة أو جاؤوها فهي حاصلة واقعة لا محالة وإِمنع أن تتكرر مأساة عاشوراء في واقعة هنا وأخرى هناك من قبيل سبايكر والصقلاوية وغيرهما حيث قتلوا ابنائنا وأدموا قلوبنا فأستفزز عليهم انصار الحق واتباع الحسين لنعيد للزهراء بهجتها وللعقيلة حرمتها وللحسين بطولته وشجاعته وللدين موقعه وللأخلاق اعتبارها.أجعل المستمع يطلب الموت وهيء له فرص القول يا ليتنا كنا معكم فلتكن أمنية جاهزة فقدمها له وأختبر بها مشاعره، وأعِلم الجميع أن مولاه الحسين يريد موقفه من انتشار الفساد وتعاظم الظلم وكيف يتصرف في قبالهما أنه يريد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أصبح يضرب بكل مفردات حياتنا من الملبس الى المأنس، وإذا لم ينتصر الانسان على نفسه وينظم سلوكه ضمن نطاق الشريعة المحمدية فأنه لا يتمكن من مواجهة الباطل ومحاربة أهله.
وبهذا يتضح أن على الخطيب بيان ما يلي:
1- تقريب صورة الملحمة الحسينية في مواجهة الظلمة والباطلين بمكافحة إرهاب الداعشيين واسيادهم الغربيين فأنه مظهر من مظاهر المواجهة بين الحق والباطل تلك كان بطلها الإمام الحسين (عليه السلام) وزينب الحوراء وهذه أبطالها ابناءنا المجاهدين وأخواننا المقاتلين.
2- التأكيد على متابعة كل واردة وشاردة لاعداء أهل البيت والانسانية وخلق حالة من الوعي عند المواطن في أن يشترك في الحرب معه ولو بتقديم المعلومة ودعم المقاتلين من قوات جيشنا ومجاهدينا الابطال وتجريم كل من يتعاون معهم بأي موقع كان.
3- استثمار الظرف الدولي في مواجهة هذا السرطان والتنبيه على الخبث الغربي في تسيير الأمور كما يشاء لا كما يشاء ابناءنا ومحاربينا.
4- توجيه رسائل لأبطالنا في ساحات المواجهة تذكرهم بشهامة العباس وغيرته وشجاعته والتعلم منه ومن غيره من ابطال الملحمة كيفية طلب الموت لتوهب لهم الحياة.
5- التذكير بالانضباط الشرعي عند المقاتلين والابقاء على الطاعه والالتزام فان الابقاء عليها يثمر تحصين المقاتل حتى من الموت، ويهيء له فرصة النصر والفوز على الاعداء.
6- التنبيه على ضرورة تعاون جميع العناوين المقاتلة لكون هدفهم واحد ونصرهم للجميع والابتعاد عن لغة الاحتكار والمباهاة العنوانية فأنها ثغرة ضعف قد يستغلها الاعداء الداعشيون.
7- التمييز جيداً بين الدواعش وبقية المواطنين من لا يشاركونهم في حربهم أو يتعاون معهم أو يسهل عملهم الاجرامي في استهداف العباد والبلاد.
8- تركيز الوعي واليقظة عند الناس بضرورة الانتباه جيداً لكل شاردة وواردة في هذه الايام العاشورائية لأنها مستهدفة من قبيل اعداء العراق وأهل البيت وأخذ الاحتياطات اللازمة للحيلولة دون وقوع عمليات ارهابية.
9- تجريم من يشارك ويعاون الارهابية أياً كان ولو من المتصفين بالاتباع ويدان قانونياً وعشائرياً ويتحمل كل الاضرار الحاصلة المادية، وان كان من افراد القوات المسلحة.
10- ايقاظ الناس على عدم تناول الاطعمة والاشربة المقدمة من خارج أهل الموكب أو متولي الحسينية والتحرز لاحتمال تفنن الارهابيه باساليب استهداف الناس وقتلهم.
هذه عشرة كاملة فخذها وكن من الشاكرين.
هل من حل
يتساءل معظم سكان الأرض بتفاوت في طريقة طرح السؤال وهو ما هو السبيل لأنهاء الإرهاب في العراق وسوريا انطلاقاً من خوفهم في ان يصل الإرهاب الى بلدانهم كما في الحس الرسمي الغربي الامريكي وليس تضامناً شعورياً مع شعبي العراق وسوريا ومنهم من يسأل لأغراض أخرى لا سبيل الى معرفتها من حيث الغاية والهدف.
وليس مهماً معرفة داعي السؤال بقدر ما هو مهم الجواب عن أصل السؤال وعن السبيل في أنهاء ملحمة الأرهاب في العراق الذي أخبره بوش الأبن قبل مدة أبان رئاسته الأمريكية في العقد الماضي بأن من أهم المكاسب التي حققتها أمريكا في غزوها للعراق هو أنها جعلت العراق ساحة لمواجهة الأرهاب.
وينبغي التنبيه على أن أمريكا تعمل على الأرهاب وليس ضد الأرهاب، ومن لم يعرف هذه الحقيقة الواضحة كالشمس في رابعة النهار فهو أحول (وأثول) وما التصريحات الأمريكية في استمرار المواجهة مع داعش لسنوات طويلة إلا شاهد صدق على هذه الحقيقة.
يتسم الحل بالخطوات التالية:
الأولى:الاستغناء عن الدعم الجوي الغربي وبديله تنشيط القوة الجوية العراقية واعادة هيكلة القوة الجوية من خلال الطيارين القدامى الذين يملكون خبرة قتالية عالية نعتقد أنها تفوق خبرات الطيارين الغربيين والبدء باستيراد طائرات متطورة من مناشئ غير أمريكية كروسيا والصين لأن المخطط الغربي قائم على ضرب قوة هذه الدول وتقدمها اقتصادياً من خلال آلة الأرهاب الممتلئة في افغانستان والشيشان.
الثانية: تنظيم عمل فصائل الحشد الشعبي وتوحيدها تحت مسمى فرق مواجهة الأرهاب كرديف للجيش العراقي وظهير قوي له، شريطة ادخال معظم المقاتلين في دورات تدريبية مكثفة على أحدث انواع الاسلحة وخطط حرب المدن والشوارع وجودة استخدام الاتصالات وايصال المعلومات ضمن شروط وضوابط معينة تأخذ بنظر الاعتبار العمر والولاء للوطن بعد الدين وبسط الجسم.
الثالثة: التوعية الجماهيرية من خلال وسائل الاعلام الرسمية والأهلية الوطنية على ضرورة الفصل بين الأرهاب المتمثل بداعش وبين ابناء المدن العراقية لتبديد مخاوف الاهالي والحيلولة دون التغرير بهم من قبل الدواعش، وتنبيه العشائر العراقية بالتبري عن كل من يثبت انتماؤه لهذه المنظمة الارهابية واجلائه من مناطق سكناهم، ويشارك في هذه التوعية رجال الدين من المسلمين جميعاً لتأخذ طابع الالزام الشرعي بعد الالزام الاخلاقي والاجتماعي.
الرابعة: نقترح تشكيل قوات أقليمية من بعض بلدان المنطقة لمواجهة هذا الخطر وخصوصاً البلدان المتعرضة له والتي يراد لها دخول الارهاب الى اراضيها تحت أية تسمية وعنوان ولتكن تحت عنوان صاعقة دحر الارهاب شريطة ان لا تشترك فيه الدول التي تملك علاقات جيدة مع أمريكا، ولتقتصر على دول الممانعة أو المقاومة المتمثلة بأيران والعراق وسوريا ولبنان مع فتح الباب أمام دول أخرى للاشتراك ولو بصفة مراقب كروسيا والصين ويكون بديلاً عن القوات الغربية التي يراد ادخالها العراق وسوريا.
الخامسة: التنسيق بشكل واضح وجلي مع المكون الكردي بعد التزامه بالعمل ضمن نطاق الدولة العراقية ومركزها الا ان يعمل بصورة منفردة وبالتنسيق مع بعض الجهات بعيداً عن المركز وأن تكون قوات البيشمركة تحت قيادة رئيس الوزراء بالتنسيق مع رئاسة الأقليم بصفته القائد العام للقوات المسلحة.
الاستفتاءات
سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله الشريف)
السلام عليكم ورحمة ا… وبركاته
ظهرت أصوات تنادي بتشكيل حرس وطني لكل محافظة، فيما ظهرت أصوات سياسية أخرى تنادي بعودة الخدمة الإلزامية المعمول بها سابقاً للجيش العراقي..
شيخنا: ما هي قراءتكم لهذا الموضوع من الناحية السياسية والفقهية؟ جزاكم الله خيراً
جمع من مقلديكم
بسم ا… الر… الر…
قيمة كل شيء بالأهداف المتوخاة منه وقيمة هذه الأهداف وأهميتها في بناء دولة قوية عصرية والعراق منذ احتلاله الأمريكي يعاني من وضع أمني مأساوي ومؤسسته العسكرية مخترقة وضعيفة قد فتكت بها الأنفاس الطائفية ولعبت بها أهواء السياسيين، فلم تعد قادرة على حسم العديد من القضايا المصيرية المتعلقة بوحدة البلد وأمنه، والخطب الأكبر والداء الأعظم الذي أصابها هو المحاصصة وما يسمى بالتوازن فكان اصطفافاً لبعض المكونات داخل المؤسسة مما أفقدها قدرتها على المهنية والوطنية، حتى أتسع الخرق على الراتق عندما دخلت داعش الأرض العراقية واحتلت مناطق واسعة بفترة قياسية وربما لم تحدث في عصر الحروب الحالية في أية بقعة من الأرض، لأن المحاصصة تعني عدم الثقة وتعني التخوف من تنفيذ الأوامر وتعني التخوين في أحيان أخرى، ومع انعدام الثقة يبدأ التفكير لبعض القادة بأنفاس ضيقة طائفية وجر المؤسسة لتحقيق مكاسب وهمية لهذه الطائفة أو القومية على حساب تلك، وهذا الأمر داخل في المشروع الأمريكي في ما يسمى بالفوضى الخلاّقة – الفوضى التي نحن نخلقها –
ولا يمكن سد الثغرة الطائفية وتشتت المؤسسة العسكرية إلا بالقفز على العامل الطائفي والمناطقي الذي هو أخطر من الأول لما فيه من زيادة تشتيت وتقسيم للبلد على أساس محافظاتي مناطقي جغرافي.
وسدها بقرار يعيد تساوي الفرد العراقي أياً كان تحت قانون إلزامي يسري على الجميع، ويشعر به الكل أنه لخدمة الكل وذلك لا يكون إلا بالخدمة الإلزامية التي تسري على الجميع بنحو واحد، وتقارب بين أبناء الشعب وترفع الحواجز النفسية التي ولدها الاحتلال البغيض، وتردم الهوة بين أبناء الشعب العراقي لشعور الكل بالانتماء لهذه المؤسسة وأنها بخدمة الجميع، بعد إرساء العقيدة الوطنية في نفوس أفرادها.
مع مالها من نتائج تربوية قيمة على سلوك الشباب وانضباطه في تصرفاته واحترامه للوقت وتكريس حرصه على النظام والضبط، مما لا أثر له في معظم شبابنا في الوقت الحاضر فكانت الخدمة الإلزامية مدرسة بحق، تربي جيلاً منضبطاً يشعر بالمسؤولية الوطنية ويحمل إرادة قوية للتحمل ومواجهة الصعاب.
وعلى هذا فأن الوحدة الوطنية مطلوبة والمؤسسة العسكرية القوية ضرورة حياتية لكل بلد من بلدان الأرض، والخدمة الإلزامية من أهم مقدمات تحققها كما يعتقد وبالتالي فأن الخدمة الإلزامية من الناحية الشرعية مطلوب على حد ما تؤديه من ضرورة فأن كانت لأجل إنقاذ البلاد والعباد فتكون واجبة، وإن كانت من أجل استقرار البلاد واستتباب أمن العباد فهي مطلوبة على نحو الاحتمال القوي احتياطاً.
وكل هذه الدواعي لا يمكن تحقيقها من خلال الطرح المقابل، وهو الحرس الوطني لكل محافظة، فأنه يؤدي الى شبه استقلال المحافظة بنفسها ويؤدي الى وقوع البلد في خطر التقسيم، كما يمثل فاصل جغرافي وسكاني بين ابناء البلد، فلا يكون لصيغته الشرعية من مطلوبية بقدر ما يكون لها من رفض وتحريم.
قاسم الطائي
1/ محرم الحرام 1436