دستور زيارة الأربعين
البند الأول: ما يصيب الإنسان إما انه واقع في صراط رضا الله سبحانه أو في صراط سخطه، ومن الواضح أن ما أصاب الركب الحسيني هو ما كان في صراط الله، ولذا تُلقي بالقبول والرضا منه، والماشي الى كربلاء ما يصيبه يقع في صراط رضاه سبحانه، فعليه أن يتلقاه بالقبول، والتحمل والتجمل بأن لا يجعل همه الراحة والأكل والشرب.
البند الثاني: إن طريق الله مليء بالصعاب، ومن سلكه عليه أن يتحمل ما يصيبه تربية له أو تزكية أو رفعاً لدرجته، فإذا ما سرت وأصابك التعب والنصب فاعلم انه احد الثلاثة ستصيب منها لا محالة.
البند الثالث: إن الصعوبة تمر لا محالة، إما على خير وإما على جزع، والأول مأجور والثاني مأثوم، فإياك أيها الماشي أن تضيع الأول لتكون من الثاني وليكن أجرك مضاعف للدنيا بزيادة الهمة وقوة التحمل وتقوية الإرادة وبالآخرة توفية للثواب.
البند الرابع: لا تجعل همك وأنت تمشي متى وكيف تصل بل اجعل همك انك ستصل لا محالة وحينها لا تشعر بالتعب ولا التململ، وكانت همتك عالية ومقصدك سامي، وما عليك إلا أن تستهدف ما هو ابعد من الهدف لتصل إليه بخفة وراحة، كمن يجعل مقصده بغداد للقادم من جهة الجنوب، وللقادم من الشمال أن يجعل مقصده النجف بدلاً من كربلاء.
البند الخامس: لا تضيع وقت مسيرك إلا بالعبادة والذكر من التسبيح والتهليل والصلاة على محمد وآل محمد، والنداء (يا حسين)، وقراءة القرآن والأدعية لتتضاعف بذلك حسناتك ولا تقع في محقها أو حبطها وأنت تستغرق في كلام لا يعني لك شيئاً إن لم يوقعك بالغيبة والنميمة.
البند السادس: استثمر هذه التظاهرة والمسيرة باللعن لأعداء الله والإنسانية من المستكبرين (أمريكا وإسرائيل)، ومن المحتالين والمختلسين وسراق المال العام ليعرف هؤلاء وغيرهم كيف يغير الحسين عليه السلام بالنفوس ويحشد الطاقات ويرسم ملامح التغيير والإصلاح العالمي تمهيداً لدولة العدل الإلهي بقيادة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، وهو الآن يمشي مع الزائرين كما نعتقده.
البند السابع: لا تبخل بالدعاء للخيرين وخصوصاً للعاملين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ولموتى المؤمنين، وعلماء الإسلام المتوفين، وشهدائنا المجاهدين، وعموم المشاركين في زيارة الأربعين، نساءً ورجالاً، صغاراً وكباراً، فإن الدعاء يرد القضاء وقد ابرم إبراماً.
البند الثامن: الاصطفاف للصلاة جماعة عند كل موكب، وترك المسير أثناء وقت الصلاة وأدائها، فإن الحسين عليه السلام الذي تواسيه بمشيك لم يترك الصلاة وهو يحارب أهل الزيغ والضلال، وأصحاب المنكر والباطل، وأمر جميع من معك بالصلاة وأفضل الصلاة جماعة، فلا تفوتن ذلك وتفسح لنفسك أن تسرح في التشكيك بعدالة الإمام، فإن السائر للحسين مع التزامه بالبنود الدستورية عادل جزماً.
البند التاسع: التمثل بكل القيم الإسلامية العربية العراقية الأصيلة بالانفتاح على الآخرين من الزائرين ليعرفوا منك ومن غيرك كيفية تأديب الأئمة عليهم السلام والحسين خاصة لمحبيه ومواليه، ومنه ينتقل ذهنه الى نفس شخص الحسين وهو يرى محبيه على هذه الشاكلة، وستكون داعية صامتاً، خافضاً جناحك لأهل الملل والأوطان الآخرين.
البند العاشر: كن منتظماً ومنضبطاً فإن في الأخير يتحقق الأول وبالأول تمضي الأمور متسقة مستمرة بلا انقطاع، ومن الانتظام احترام النظام وإرشادات قوى الأمن التي سترافق مسيرك خدمة لسلامتك، واحترام كل مشارك ومساهم من رجال الدين وأداري المواكب والحضرات والحسينيات.
البند الحادي عشر: لا تبتذل في التجاذب مع الآخرين وتتدافع معهم عند رؤية تجمع منهم لأخذ بعض الشرابت أو (اللفات) من السيارات الواقفة أو المتحركة، فإن في هذه الصورة إساءة واضحة لهذه المسيرة وفتحاً لأبواب نقد الآخرين لها، كما أنها تدلل على حرص منك، عليك أن ترفضه وتنزعه عن نفسك، فالحرص لا يجتمع مع الكرم والشجاعة اللذين عليهما الركب الحسيني وتذكر رفض العقيلة زينب لعطايا أهل الكوفة ورميها من أيدي الأطفال.
البند الثاني عشر: لا تقلل من قيمة أي عمل يقدمه المشاركون من أهل المواكب الكرماء وبعض الزائرين ولو كان إلقاء السلام، وتلقى الآخرين بالبشر والسرور والدعاء، واجعل الإيثار صبغتك عند التزاحم مع الآخرين في المنام أو غيره.
البند الثالث عشر: لابد من جعل الشعارات المرفوعة عامة وفي إطار إسلامي محصن من دون تضميم لفرد أو جماعة أو طائفة أو فئة، وإنما هي إنسانية خالصة وفي إطار ثورة الإمام الحسين الذي لم يفرق بين احد من أصحابه مع اختلاف مشاربهم وأهوائهم.
وليكن الشعار المرفوع هو الصلاة على محمد وآل محمد ولبيك يا حسين، بانتظام وعند كل عشرة دقائق مثلاً.
البند الرابع عشر: إذا تعبت في مشيك فعليك بالنسلان- الإسراع- واكل البصل، وأن تختار أوقات الليل الأولى في مسيرتك، فإنك ستجد راحة في بدنك وبركة في مشيك من حيث قطع اكبر مسافة ممكنة فإن الأرض تطوى في الليل، واقلل من الأكل والشرب، واحتمي بالبصل إذا خفت أن يصيبك بعض الأوبئة وأنت في الطريق، وأن تمشي النساء على جوانب الطريق لا في الوسط والرجال في الوسط.
اخوكم قاسم الطائي
حررناه في 25/محرم/1434 هـ
النجف الاشرف
رسالة الأربعين
ينطلق المحبون والمؤمنون من آفاق بعيده ومحافظات عديدة في منظر أبهر العالم تنظيمه وأثارت حقد الأعداء لخمته راجلين شوقاً لزيارة إمام الإنسانية الحسين (عليه السلام)، وكلهم فرحون ومستبشرون ولإمامهم معزون، ولقيم أسلافهم محيوّن ولكثير من مظاهر الفساد والإفساد من الانحرافات الأخلاقية والعلاقات الممزقة والفتن المذهبية والعرفية رافضون وهم يؤدون أسطورة الحياة بكل قيمها ومبادئها، لا ينالهم نصب ولا مخمصة، وكلهم خادمون ومخدومون، لا يشعر أحدهم بمائزٍ عن غيره، ولا يتمنى له إلا خير الزيارة وبركتها، فقد جمعهم عنوان الفداء والتضحية الحسينية، عنوان الإباء، والغيرة والحمية، يصفهم هاتف الحسين (عليه السلام) ، رضا بقضائك ولا معبوداً سواك، وهي الكلمة السواء بين البشر، أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً.
هذه رسالة الشعب العراقي بمختلف أطيافه وألوانه سيشد الرحال الى عرصة كربلاء في مشهد مليوني لم ولن تعهده بقاع الأرض قاطبة مهما سعت وجنّدت من إمكانيات لتحشد هذا العدد الكبير، وقد حشده الحسين (عليه السلام) بنهضته نهضة العزة المباركة التي فتحت آفاق الخير لأمة الإسلام وغيرها من الأمم، وهي رسالة موجه الى حكومة شعبنا العراقي، بكل رجالاتها عربيهم وكرديهم مسلمهم ومسيحيهم، شيعيهم وسنيهم، وفرصة سانحة لهم للالتحام مع هذا الشعب الكريم السمح، الجدير بهذه المهمة الرسالية العظيمة، ليصطف الجميع عصبة أمام أعداء هذا الشعب الذي فشلت كل وسائل وسبل حلحلت لحمته أن تعمل عليها، وهذه هي الفرصة التي توفرها هذه الأجواء الاخوانية الإيمانية الوحدوية، فاستغلوها يا ساسة، واستثمروها سانحةً لكم لتعزز لحمتنا ووحدتنا وهي أعظم رصيد لبلدنا، وضربة يوجهها لأعدائنا من إرهابيين وغيرهم.
أنا أنصحكم أن تتفاعلوا مع شعبكم راجلين والى حضرة مولانا الحسين سائرين، فأن فيها غسلاً لأخطائنا، ومغفرة لذنوبنا باتجاه شعبنا، فنحن وحدة واحدة، ولا نكون غيرها، ومن يقول غير ذلك فقد أضاع حظه وفقد رشده وكان بداً على شعبه بدلاً من أن يكون يداً له.
ومع نصحنا لكم فأننا مطمئنون إن أقدامكم وإصراركم على المشاركة في هذه اللحمة سيرفع رصيدكم ويكبر قدركم، وستكونون شجعان الموقف وأنتم بأمس الحاجة إليه، واطمئناننا بسلامة سَيركم مضمون لأننا من مدرسة القائل (عليه السلام) ((كفى بالأهل حارساً)) ولكل أجل معلوم.
وننصح أيضاً رؤساء دول العالم وخصوصاً المسلمين ليعيشوا رحاب هذه التظاهرة العالمية ويتفيؤا بركتها عليهم وعلى شعوبهم.
وسيجدون قلوب العراقيين مفتوحة لهم تضمهم بالجود والكرم قبل حكومتهم فلا تفوتوا فرصة كهذه فأن العمر غير مضمون كي يجود بفرصة كهذه ثانية. فما أريد لكم ولشعوبكم إلا الإصلاح ما استطعت الى ذلك سبيلا.
27/ محرم/1432هـ
النجف الأشرف
أخوكم قاسم الطائي
كمال العراقيين من الأربعينية
ملحمة الزيارة الأربعينية من أهم الممارسات الشعائرية التي يحييها محبو أهل البيت في العراق والعالم في مشهد يزداد قوة وعزة كل عام لكثرة الزائرين واجتماع المؤمنين والإفصاح عن مزايا العراقيين التي تبرز جلية في هذه الزيارة مما يعطي معيارا لأفضلية شعب العراق و كماله في مجال الأخلاق والتعارف الإنساني، ومن الضروري أن نبين ونحدد هذه المعيارية، وفيها كمال العراقيين الذي يرتقي سنة بعد أخرى مبهرا العالم أجمع حتى أن المبغضين للعراق وأهله، وللحق و ناسه متحيرون في كيفية منع هذه الملحمة والتي ستقوض عروشهم وتأتي على نهايتهم، بعد أن يفلسوا من اتباعهم وأنصارهم التي بدأت تتآكل كل سنة لينتقل من صف ابن زياد الى صف الحسين، كما حصل للحر الرياحي، فهي برؤيتها لهذا المظهر العجيب والمهرجان التلقائي الكبير تجد نفسها مضطرة الى احترامه وإكباره والانشداد له ولو بصورة لا تملك فيها الشعور الخاص بها لأنه منصهر في شعورها الإنشدادي الحسيني الذي يؤديه العراقيون بكل اتقان ومحبة.
وحينما نقول كمال العراقيين فإنه لا يتحقق الا بالعمل والممارسة والتحقق، واليك البيان: لا يختلف اثنان في العالم بأن الكرم العراقي فوق حد التصور وغير قابل للتصديق الا في العراق، والمثير للدهشة أن هذه الملايين الزاحفة لمعشوقها الامام الحسين عليه السلام كل تأكل وتشرب، وحاجتها من المأكل والملبس وغيرها من الخدمات مقضية بلا قصور ولا نقصان، وهي بإمكانيات ذاتية لأهل الحب الحسيني وأصحاب المواكب بلا مشاركة من الجهة الرسمية الا بشيء لا يسمن ولا يغني من حاجة، والأكثر دهشة أنه بالحسابات الاقتصادية يكلف ما لا تستوعبه ميزانية جملة من الدول، ولا يفوتني أن أذكر أنه بالرغم من هذا البذل العظيم لا تجد خاسرا ماليا، بل الكل رابحون ومسرورون ويشعرون بالتقصير امام سيد الكرم، إمامهم الحسين عليه السلام، وكيف لهم الوصول الى شاطئ كرمه وقد جاد بأغلى نفس وأنفس مطهرة – والجود بالنفس أقصى غاية الجود ـ وللإشارة أن العراقيين يكرمون بلا طلب بل هم من يطلبون من الآخرين أن يتفضلوا عليهم بالضيافة عندهم، وهذا هو الجود الذي يفترق عن الكرم بأنه إعطاء بلا سؤال سائل بخلاف الكرم فإنه قد يكون بعد السؤال والطلب، فالعراقي الحسيني قد فاق الكريم العادي فكان جوادا، وأهمية الجود أنه اذا تكرس وامتلأت به النفس كان دافعا قوية الى الجود بالنفس في أوقات التضحية ومواجهة الظلم والاستبداد، وهذا هو الدرس الأول ولا يمكن أن تقدمه أي مدرسة في الأرض الا مدرسة إمامنا الحسين عليه السلام.
والاستغراب من بعض معاصرينا، منهم من سمعتهم عبر تسجيلات صوتية منتقدا صرف الملايين من الأموال في هذه الزيارة ويفضل استثمارها في مشاريع أخرى والوجه في غرابته أن يستكثر هذا الكرم على سيد الكرم ممن جعل لوجودها اعتبار و لبقاء اسلامنا من وجود، مع أنه نسي أن مقابل صرفها هو ما تقدم منا من تكريس قيم التضحية والجود بالنفس وهو ما نحتاجه الان اكثر من أي وقت مضى لمواجهة التحديات التي تعصف بالإسلام واصطفاف اهل الباطل والاستكبار لاستهدافه والقضاء عليه تحت مسميات وذرائع متعددة، مع انها افضل صورة لشعب العراق عند الشعوب الأخرى تكذب ما سطرته وسائل اعلامهم وألسنة حقدهم على العراقيين ومحبي أهل البيت خاصة من توصيفات ما أنزل الله بها من سلطان، وقد قيل لا تطلب أثرا بعد عين، وهذا شيء مؤسف ان يتفوه عالم بهذا الكلام وهذا عتاب له لأننا لا نشك في محبته لأهل البيت وإخلاصه، وهذا هو الدرس الأول.
الدرس الثاني: الانضباط الأخلاقي العالي الذي يعبر عن صور رائعة من صور التربية الإسلامية للإنسان المسلم واتزانه في حالات الاختلاط بين الجنسين، فلم تجد أيه تصرفات مخدشة للحياء أو مثيرة للشهوة أو غيرها من الأمور المحرمة شرعا وعرفا، وهذا لا تجده في أي أية بقعة من الأرض يصطف فيها الملايين من الجنسين الا كانت هناك جرائم أخلاقية وتصرفات مسيئة.
وما ادعاه البعض بأن المرأة الأفضل لها أن لا تمشي مرفوض لأننا لم نحصل على فرصة أفضل من ضبط المرأة في حالات الإختلاط من هذه الفرصة واذا سجلت ملاحظة هنا أو هناك فهي أمر طبيعي فيه نسبة الى الملايين بما لا يمكن أن يخلو منه حتى في مواسم الحج ما دامت الشياطين الغاوية موجودة والنفوس الأمارة متهيئة وكيف لنا أن نضبط تصرف المرأة في الدائرة أو المحامية مع كل المغريات والاثارات.
فإذا كان من ثمة منع للاحتكاك ينبغي أن تمنع دخول النساء الجامعات ومشاركتها العمل بالدوائر أو المؤسسات لأن المنع هنا أولى مع عدم الفائدة من وجودها في دائرة العمل والجامعة، ووجودها في المسيرة المليونية لانشدادها بصورة الحدث وشعورها بضرورة المشاركة لنيل شرف ذلك والتعالي عن مزالق الشيطان وشراك أهل الشيطنة، حيث تجد نفسها منشدة لهذه المظاهر الإيمانية بما يمنعها حتى بالتفكير بالمنكر، على اننا لم نجد ما يعزز قيمة المرأة بدورها وتكليفها في زمن الغيبة الا بالمشاركة، وهي مشمولة باحقية التزوّد من بركات هذه الزيارة كالرجل والشارع لم يمنع من ذلك بل في بعض رواياته أشارة واضحة الى مشاركتها.
نعم وصيتنا لها بعدم المخالطة والاسترسال بالكلام مع غير المحارم والابتعاد عن التزاحم والاحتكاك في المناطق الضيقة وهذا ما لمسنا عدم وقوعه طيلة مدة مشينا بهذه الزيارة لأكثر من عشر سنين متتالية.
وبهذا فالزيارة مدرسة تربية وانضباط لمن تريد المساهمة والمشاركة حباً لأمامها الحسين ومشاطرة زينب مصابها كما نوصيها بضرورة تنبيه الغافلات وإرشاد الجاهلات في إطار الكلمة الطيبة واللين ممارسةً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أوسع دائرة تحصل عليها المرأة في حياتها وبهذا تتكامل المرأة.
الدرس الثالث: الشعور بالقوة والعزة للمسلمين بهذا المظهر الرهيب لأعداء الاسلام فالزيارة عز للمسلمين وغيض للكافرين ومن لحق بهم حكماً، وكأنها تعطي ايحاء الآية (قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ) وأنى للعراقيين تحصيل هذا المشهد ولو كانت امكانية الدولة برمتها متوفرة لانجازه وبه توصل الرسالة الى العالم بأن العراق كان ولا يزال بلد الحضارات والانجازات وإما مظاهر التشتت والفوضوية فهي استثناءات تحصل لاصطفاف اهل الباطل ضدنا مع امكانياتهم الجبارة مالياً وعسكرياً واعلامياً وترهيبياً.
الدرس الرابع: وهو مؤسف لعدم استغلال المسؤولين لهذه المناسبة، بتهيئة خطاب جماهيري واسع ومباشر للجمهور الزائر لما ثبت بالتجربة ان مباشرة المخاطبين مؤثراً أكثر من اسماعهم بدون مباشرة لهم، وبه تبدد مخاوف البعض ممن يغترون ببعض دول الجوار ممن لا يريدون لبلدنا الخير كما وتبدد مخاوف السياسيين المخالفين وان المشاركة في هذه المسيرة تمثل فرصة ايمانية وانسانية وتاريخية لشد اواصر العلاقة الاخوية ولاشعار الاخرين بأنهم شركاء فعلاً في هذا البلد، وإن الفرقة قد تحصل على عدة أمور الا في مواساة الإمام الحسين والتزود من ثورته المباركة وكيف آثر الموت على دنيا زائفة لا كرامة فيها وكيف رفع شعار هيهات منا الذلة وكلها افاضات للحسين على جموع الناس والسياسيين خاصة، وقد دعونا السياسيين قبل أكثر من اربعة سنين بضرورة المشاركة والاصطفاف لمنع المتصيدين بالماء العكر واثارة مخاوف بعض العراقيين تجاه البعض الآخر.
الدرس الخامس: ان التسابق بين الناس ينبغي ان يكون على أمور واقعية ثابتة وقيم دائمة لا على أمور زائلة وقيم بالية، فالمشاركة في الزيارة تسابق للتزود بأكثر قيمة من قيم الثورة الحسينية وبلا اعتبار لمكانة اجتماعية أو موقعية سياسية، فأن الكل محتاجة لقيم هذه الثورة وأن كان البعض احياناً مكابراً لكنه حينما يشارك ويرتبط مع الملايين شعورياً ستتحرك في افاق نفسه من الاسباب التي انتجت هذا الفتح وما هي عوامل بقائها؟ وماذا صنع الحسين ليبقى الى هذا الزمن وما بعده وتزداد ارتباط البشرية به فيأخذه هذا الشعور ليمتثل بعض أو كل هذه القيم محاولة، فيما المنصب زائل مع كل تبعاته ومظالمه والوجاهة كذلك فما ان زالت انمحى ذكر صاحبها وتركه الاخرون بعد فقدانها فيشعر بالغربة والوحدة بعد العزة والأبهة ومن هذا يبدأ يفكر في صناعة حدث يدخله في اعماق النفوس حتى وإن غاب عن عيونهم واندفن جسده في تراب ارضهم فيبدأ مسيرة الاصلاح والتكامل وكل ذلك ببركة الثورة الحسينية والزيارة المليونية المتكاثرة سنة بعد أخرى وقد يأتي عليها اليوم الذي يشارك فيها معظم أهل الأرض كما نتوقعه وليس ذلك بغريب لأن الثورة المباركة قد تجلّت بجملة من السور القرآنية هي الحمد والتوحيد والنصر {إِذا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً}، ولا رؤية أكثر من رؤية زيادة الزائرين، (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) الكافرون/1، فإن الزائرين لا يعبدون قيم ماديتكم الزائلة بل يعبدون رب الأرباب، وبهذا يمتاز المؤمن عن الكافر.
28/محرم الحرام 1436
أربعينية الإمام الحسين عليه السلام
1- ليس من حق أحد أن يدعي التشيع والحب للإمام الحسين (عليه السلام) إلا إذا كان تابعاً له في كل أقواله وأفعاله.
2- من كذب على أخيه المؤمن كان كمن كذب على الحسين (عليه السلام) وكان كمن كذب على الله.
3- الحسينيون حسينيون على الدوام لا وقت المصيبة والذكرى الأربعينية، والا كان ممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض.
4- السارق للمال العام وهو يطبخ للإمام كان كمن أدخل الحرام في بطن الإمام وهو لا يعلم .
5- لا ترفع شعاراً قاله الحسين (عليه السلام) الا اذا كنت على مستوى مسؤولياته.
6- اذا اردت ان تكون مع الحسين (عليه السلام) فاطلب الاصلاح في بلدك وارضك والا فلست معه.
7- نصرك للحسين (عليه السلام) لا يكون بالوقوف على الشعائر وانما بالعبور منها الى قيم الامام ومبادئ الاسلام.
8- من لا يغار لنفسه وأهله ووطنه لا يمكنه ان يغار للإمام الحسين (عليه السلام) ويعيش ذكراه بصدق.
9- اعرف مكانتك عند الحسين (عليه السلام) بقدر ما تقدم من تضحية في سبيل الله والوطن والشرف.
10- اياك ان تنكسر امام ضغط اعداء الله والانسانية والا لم تعرف الحسين (عليه السلام) ولا تدعي موالاته.
11- ان تعيش القيم بسلوكك خير واصدق من تتشدق بها بلسانك.
12- صدقك مع من معك يجنبك تذبذبهم وشراء ذمهم واعتبر بالحسين (عليه السلام) كيف كان صادقاً مع انصاره فنال حبهم واخلاصهم.
13- الهمم العالية لا توجد الا عند الشخصيات العالية والانفس الابية، والهمم الدانية تتوفر عليها النفوس الدنية.
14- قد لا تجد لصبرك أثراً في حياتك ولكنك ستلقاه بعد وفاتك رحمة في الآخرة وسمعة وأثراً في الدنيا، وامامك الحسين (عليه السلام) خير شاهد.
15- إذا اردت الحياة فأطلبها بالموت وإذا أردت الذل فاطلب بالحياة، ولا تنافق القول هيهات منا الذلة ما لم تكن من الأول.
16- الحق هو المنتصر ولو بعد حين، والملايين الزاحفة للزيارة الاربعينية ترجمة لهذا القول.
17- شعارك هو لبيك يا حسين تكون بمستوى النصرة للحسين (عليه السلام) وهو يستصرخك.
18- لا تطلب حب الحسين (عليه السلام) بلا عمل ولا شفاعته بلا فعل ولا موالاته بلا جهد ولا مواساته بلا نصرة.
19- النصر لقضية الإمام الحسين (عليه السلام) بالسعي للاصلاح أفضل من مواساته، والتضحية في سبيل الخير أفضل من النصر.
20- لا تجعل السير الى كربلاء فسحة للاستئناس واجعله رحلة لمواجهة الظالمين تحت أي لباس وصبغة كانوا.
21- الحسين (عليه السلام) مظهر للرحمة الالهية كما كان جده صلى الله عليه وآله وهي لا تنال الا المتقين والمصلحين.
22- عليك ان تفهم الحسين (عليه السلام) حيث بدل طلب القوم منه لحظة انكسار فقابلهم بشموخ اعلى التضحيات.
23- الحسين (عليه السلام) عنوان الثائرين ورمز المجاهدين وراية للشامخين.
24- اعلم ان بقاء الاسلام المحمدي الاصيل ببقاء شعائر الحسين (عليه السلام) ولا تلتفت لما يقول من لا يذوق حلاوة مواجهة الظالمين.
25- لقد تفوق الحسين (عليه السلام) على كل ابطال التأريخ ما سوى جده وأبيه وأخيه ولذا استحق خلود الذكر وزحف الملايين شوقاً لشخصه الكريم.
26- الحسين (عليه السلام) واصحابه طلبوا الموت فهابهم الاعداء ولا تكن ممن طلب الحياة فيهون على الاعداء.
27- استجداء النصر ممن لا ينتصر لنفسه وكرامته كمن يستجير من الرمضاء بالنار.
28- انما حارب الحسين (عليه السلام) الفساد والظلم بمظهر الأموي –يزيد- وهدفه كل ظلم وفساد فلا تميز بين ظالم وظالم على هواك.
29- الحسين (عليه السلام) اختار لمصرعه مكاناً ولشهادته زماناً سد على الاعداء محاصرته وتغييب ثورته.
30- المشي الى كربلاء استلهاماً من عزيمة الحسين (عليه السلام) لاستهداف الاهداف الكبرى وصناعة احداث الدين.
31- الحسين (عليه السلام) هيأ للمرأة فرصة المشاركة بفتحه ورسالته وهي مع الايمان والحشمة أهل لذلك.
32- إذا سدت عليك الدنيا منافذ ودها فما عليك الا الرحيل لزيارة سيد الشهداء (عليه السلام) فهو طبيب النفوس ومعالج القلوب.
33- الحسين (عليه السلام) أنتصر بموته وشهادته بما لم يحققه أي من شخصيات تاريخ الانسانية فكانت شهادته هي مفتاح الفتح الالهي.
34- تعلمنا من الحسين (عليه السلام) انه إذا قاتلنا عدواً لم نسمح لأنفسنا بأن يركبنا خوف كثرة الاعداء.
35- الوسيلة التي طلب بها الحسين (عليه السلام) الاصلاح في أمة جده وأبيه هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
36- بالوسيلة الحسينية – الامر بالمعروف والنهي عن المنكر – تميز الناطق عن الساكت، والعامل من الخامل، والشجاع من المتردد، والمستقل من التابع.
37- انما ذكر الحسين (عليه السلام) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنه الجهاد في قباله نفثه في بحر لجّي.
38- إذا لم تقدر على وسيلة الاصلاح الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا تعادي من يقوم بها ولا تناصر من يقف ضدها والا كنت محارباً للحسين (عليه السلام) وقبله الرسول صلى الله عليه وآله وقبله الله في سلطانه لانك تحب ان يعصى الله في الارض.
39- تنافسوا في خدمة الزائرين حباً للحسين لا حباً لأنفسهم ومفاخرة بينكم.
40- اجعل مشيك عبادة ولو بالصلاة على محمد وآل محمد وبصوت عالٍ تردده كل خمسة دقائق أو أكثر وبشكل .
أخوكم
قاسم الطائي
26/ محرم الحرام/1435 هـ
الزيارة العالمية
يصح لنا أن نسمي زيارة الأربعين لإمام الإنسانية الحسين عليه السلام بالزيارة العالمية التي عبرت الآفاق لتصل إلى كل أمم الأرض وشعوبها على مختلف مشاربهم وأديانهم ومعتقداتهم حيث شهدت أربعينية إمامنا الأخيرة تجمعاً عالمياً لم يشهده أي مشهد من مشاهد التاريخ الإنساني على ضخامة أحداثها وعمق تأثيراتها ولكنها لم تصل إلى قوة تأثير الحدث الحسيني وقوة تحشيده الملايين وبسرعة فائقة لم يتوقعها معظم البشر، وقد توقعناها قبل بضعة سنين، وقلنا ستتقاطر إلى الحسين عليه السلام جميع شعوب الأرض وسيأتي لزيارته مشياً على الأقدام من مختلف بلدان الأرض، وها هي التوقعات قد اصبحت حقيقة، فكان الأمريكي والإفريقي والاسترالي والأوربي والآسيوي، متواجدين في عرصة الشهادة والبطولة والتضحية كربلاء، كل ٌينبهر بما يشاهده ويتحسسه من آفاق روحية كانت حياتهم خالية منها، ومن ممارسات إنسانية، وكرم عربي منقطع النظير، ومن معاملة أخوية صافية كان الحسين قد خطط لها في معركته وطبقها على صعيدها فجمع الأشتات ووحد الألوان واللغات.
إن هذه الزيارة ستستمر في الازدياد وسيشهد العالم عما قريب مظاهرة عالمية بمعنى الكلمة، ترفع شعار قد صنع ملامحه الإمام الحسين عليه السلام.. هيهات منا الذلّة. انه شعار صناعة الحياة والكرامة والعزة التي يفتقدها العالم اليوم وهو يرفع شعارات مزيفة للحرية والعدالة تحت عنوان الديمقراطية وأشباهها، الأمر الذي يكشف زيف ديمقراطيات العالم ويظهر حجم الظلم والطغيان وسلب الكرامة ونهب حقوق الإنسان من قبل ثلة قليلة من محتكري الأرض والشعوب.
إننا متفائلون بأن الإمام الحسين عليه السلام وبفعل الموالاة العجيبة لشعب العراق له ولأهل بيته سيصوب سهام القتل والذل على كل الطغاة والمتكبرين في الأرض، وسيرسل برسالة واضحة إلى شعوبهم بأن الحياة لا توهب مع الذل بل تُعطى وتؤخذ مع التضحية، والانتفاض ضد ممارسات الظالمين تحت أية عناوين وضعت.
إن الرسالة العالمية الأربعينية ستجعل دوائر الاستكبار العالمي تخطط في كيفية مواجهة هذه الظاهرة العالمية، وما قاموا به عبر مئات السنين قد باء بالفشل أمام الصمود الحسيني والإصرار العلوي لإبقاء شعائر أهل البيت حية فاعلة في نفوس مواليهم. لقد جرب الاستكبار كل السبل والوسائل لإخماد نور الظاهرة العالمية وقد تيقن بالفشل وأحس بالهزيمة، وهل تزحف نحوه معلنة انه موضع الاندحار وموقع الهزيمة.
ومن هذا وذاك تعرف أن مقولة الإسلام حسيني البقاء مقولة حق، وكلمات صدق قد ترجمتها الأيام حقيقة لا غبار عليها، وتعرف أيضاً أن حرب الشعائر الحسينية هو بالحقيقة حرب الإسلام، ولكنه حيث الحساسية من إعلان الحرب على الإسلام تحارب الشعائر وتحت عنوان الإسلام، حتى من بعض المنتسبين لأتباع أهل البيت عليهم السلام. ومن هنا تكون المحافظة على الشعائر واجبة بشكل مؤكد أفرزتها أحداث الواقع في أيامنا هذه، أنها الممارسات التي تستهدف شيئاً واحداً هو تأكيد الولاء وتحفيز النفوس على الثورة والانتفاض ضد الظلم والظالمين، إلا أنها بحاجة إلى مدة طويلة تفرغ النفوس دواخلها من رواسب الظلم والانحراف الذي ارتكبته عن علم أو جهل فأصبح ملكة يصعب تخلصها منها، ولكنها ببركة الشعائر وعالميتها ستنتفض ضدها وتعري نفسها منها وتجرد ضميرها من آثارها.
هذا هو الانتصار الحسيني حينما تغسل النفوس ذنوبها بالتوبة مواساةً للحسين.
سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
أثناء المسير للزيارة الأربعينية لمرقد أبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام لفت ناظري أشياء عدة دخيلة عليها وبعيدة كل البعد عنها، فهذا المصاب الجلل أبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وآل بيته الأطهار لهوله قبل أن يقع.
فهناك من يضع صور المراجع بحجم كبيراً جداً ومبالغ فيه للدعاية، وهناك من يدعم المواكب باشتراط وضع دعايات للمرجع الداعم أو الأحزاب الدينية أو غيرها، واستوقفني موكب لإحدى دول الجوار وقريب جداً من كربلاء المقدسة يوزع أشرطة قماش صفراء توضع حول الرأس واختير هذا المكان القريب لكي يعطى لأكبر عدد ممكن من المشاية للبسه حتى يوهموا الناظر بأن هؤلاء جميعاً منتمون إلى المرجع الفلاني أو الجهة الفلانية من حيث أن الزائر لا يشعر بها، وكذلك إدخال عجلات الزائرين لبعض الدول إلى داخل المدينة المقدسة بمجرد عرض جوازه والعراقي يمنع من ذلك بل يترك يتدبر أموره في الدخول والخروج منها بعد الانتهاء.
وفي داخل الحرم الشريف قام احد المواكب بالهتاف لأحد المراجع بقولهم ((تاج.. تاج.. على الراس.. سيد فلان الفلاني)).
شيخنا المفكر.. رويداً رويداً بدأ أصحاب النفوس الضعيفة استغلال هذه الزيارة لمصلحتهم الانتمائية والحزبية والتجاوز على قدسيتها، والمنطق يقول على الجميع أن يُستنفر لهذه الزيارة فقط لا للدعاية وغيرها، وهناك الكثير استطيع أن أقوله بهذا الصدد.
نرجو من سماحتكم زق آذاننا بأكرم القول والدفاع عن هذه المظاهرة المقدسة التي بدأت تنسج عالميتها عاماً بعد عام وهؤلاء الصبية يستغلونها ويستدرجونها بعيداً عن اليد العراقية الخادمة، فكيف نمنعهم ونحافظ على هذه الشعيرة، وللأسف الأمور بيد هؤلاء، ونسأله تبارك وتعالى أن يحشرك مع مولاك الحسين عليه السلام يا شيخنا المفكر.
محمد العسكري
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحدث الجماهيري الكبير تقع مسؤولية استثماره وديمومته من اجل إيصال أهداف الثورة الحسينية إلى كل بقاع الأرض قاطبة على رجال الدين أولاً والسياسيين ثانياً فإنهم المعنيون بهذا الحدث قبل غيرهم وأن عليهم إنتاج آثار هذا الحدث على اكبر صعيد ممكن من خلال إعادة إنتاجه في مناطق أخرى من الأرض وخصوصاً التي تعاني الظلم والاضطهاد، مثل سوريا أو مصر أو اليمن، حيث يتواجد أتباع بأعداد لا بأس بها لتشكل هذه بمجموعها ظاهرة عالمية تعبر حدود العراق.
ولكن المؤسف أن الكثيرين يستثمرون الحدث لأنفسهم وعناوينهم، وليتهم قاموا بتحريك الحدث، ولكن ما أن يتحرك ويتسع ويتأكد وجوده وحضوره على الساحة حتى بدأت محاولات الركوب معه، والتفاعل مع حركته، وكان الأولى بهم صناعته وتقويته لا أن يقوى ثم يلحقوا به، فقد وجدنا آثاراً من صور وبيانات لم يكن لها اثر في السنوات السابقة، ومعنى ذلك أنهم لا يصنعون الأحداث ويفعّلونها، وإنما ينفعلون بها.
إننا نعتقد بأن وجودنا وحضورنا في الساحتين المحلية والدولية كله من آثار الثورة الحسينية وبقاؤها ولا وجود لنا من دونها ولهذا فإن استغلالها لمكاسب ضيقة عنوانية دينية أو سياسية، هو تحجيم لأثرها وتقليل لأهميتها وجعلها ساحة للسجالات والاستعراضات وهذا ما لمسناه لبعض الدول أيضاً.
إن على الجميع دراسة التظاهرة وتحليلها بدقة وإصدار بيانات تتحدث عن قيمها وأهدافها وكيفية زرعها في نفوس الموالين وتقوية إيمانهم وشدة ارتباطهم بالإمام الحسين عليه السلام الذي ظهر في مواجهة من أساء إلى الراية الحسينية من بعض الشركات الأجنبية مستخفاً بمشاعر الموالين، ولم تُبد أي من الجهات رأياً واضحاً ومحدداً في هذه القضية وكأنه حدث عابر لا يلامس الثورة الحسينية والتي يحاول البعض ركوب موجتها- كما يعبرون أهل السياسة- في مثل هذه المواقف.
وليعلم الجميع بأن الحسين عليه السلام باقٍ وهم زائلون، وهو ثائر على الدوام ضد الظلم من أي كان، وهم على الأغلب صامتون، وهو الملهم للقلوب والنفوس وهم على الأغلب المفرقون بعد اصطفاف كل تحت عنوانه الخاص.
والمستغرب أن الصور أخذت مساحات واسعة في العراق وكان الجميع ينتقد القائد- الضرورة- الطاغية صدام في وضعها، فهل أصبحنا مقلدين له في فعله أم إننا مبدعون، وهل صرف الأموال في طبعها وتعليقها جائز أو ليس بجائز، فقد يدخل في عنوان التبذير أو الإسراف؟ وكان إعطاؤه لقضاء حوائج الآلاف من المعدمين هو الأولى والأقرب خصوصاً إذا كان من الحقوق الشرعية
قاسم الطائي
21– صفر– 1435