You are currently viewing نشرة النهج العدد 99

نشرة النهج العدد 99

  

وجهة نظرنا
 سر الفشل الامني
تتصاعد وتيرة العنف في ظاهرة اصبحت مألوفة للعراقية في مناطق الجنوب والوسط والشمال الغربي، حتى بات الشعور بالامتعاض ضعيفاً للغاية والاحساس بالاعتراض ميتاً الى النهاية، وهذا ما يريده من يقف وراء هذه التفجيرات ان كان في داخل العملية السياسية وأن حصل ما حصل، وذلك لأن الاساس التي بنيت عليه الدولة العراقية المحتلة كان خاطئاً وقاتلاً وهو سلامة العملية السياسية من الانهيار والتقهقر وهذا ما كان يحصل منذ زمن برايمر وما بعده الى الان حيث لم يكشف عن الفاعل الحقيقي والمجرم الذي يقف وراء هذه التفجيرات وكان المبرر هو سلامة العملية السياسية، وكأنها شيء مقدس وراء كل مقدسات السماء وفوقه مقدس إنسانية الإنسان، الامر الذي يعني ان سلامتها المصونة مقدسة على سلامة الانسان العراقي ورعاية حرماته وحقوقه في العيش بأمن وامان ما دامت العملية السياسية بخير، وكل شعوب الارض في انظمتها السياسية تجعل انسانية المواطن هي الاساس ورعاية سلامته اولاً وامنه وحقوقه ثانياً، وأن البناءات السياسية كلها تعود الى الانسان وتنطلق من احترامه ورعايته، وبهذا يفهم ان العملية السياسية هي اداة خدمة الانسان وليس هو اداة خدمتها والحفاظ عليها وأن ضحى بالغالي والنفيس من ارواح ابرياء شعبه وامنهم، مع ان الانسان غير قابل للتغيير الاعتباري والتغيير التقنيني لأنه مخلوق رب العالمين، فيما العملية السياسية ابداع ذهني بشري اعتباري يمكن تغييره بما ينسجم مع الانسان ومصالحه وحقوقه، وخصوصاً اذا اثبتت تجربة الحياة فشل هذا النوع من التصميم الهندسي للعملية السياسية، من واقع النتائج المدمرة الحاصلة من جراء الاصرار على بقائها، وها هي عشرات الشهداء ومئات الجرحى والعديد من الابنية من الدور وغيرها المدمرة والاف الارامل واليتامى تخبرك بما لا يقبل الشك ان العملية السياسية يجب تغييرها، ليبقى الاساس هو المواطن العراقي لا غيره، ويعود البلد معافى بانسانه وثروته الهائلة التي تعطي كل ما يحتاجه البلد من بناء وعمران وتربية وتعليم وتأسيس وتكوين بلد قوي ومتراص متحابب.
ان اصرار المسؤولين على بقاء العملية السياسية بتخطيطها الحالي مع كل نتائجها المدمرة خطيئة عظيمة لا يتحملها حتى اخلافهم القادمين لعشرات بل لمئات السنين، ناهيك عن حساب الضمير ودعاء الايتام والارامل، واخيرا حساب رب العالمين.
((وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ))

انفجار ابو غريب

اعتبر البعض ان عملية هروب السجناء من سجن ابي غريب والتاجي، هي جريمة العصر بامتياز باعتبارها تمثل تحدياً للدولة وبكل مؤسساتها وخصوصاً الامنية، وشخصيتها الاعتبارية امام شعبها ودول العالم والمحيطة بها خصوصاً مما يقلل من درجة اعتبارها واحترام قوانينها بل ويضعف من قناعات الاخرين بالتزاماتها معهم، وبغض النظر عن هذا التوصيف من حيث صحته وعدمها فإن العملية ينبغي ان لا تمر مرور الاخريات من العمليات الارهابية التي طالت بلدنا العزيز وطوتها سنين النسيان مثل جريمة جسر الائمة وعملية الزركة واقتحام وزارة العدل، وتفجير وزارة المالية، والحرائق الحاصلة في بعض الوزارات كوزارة النفط، فإن هذه عمليات اجرامية تستهدف هيبة الدول ومكانتها في البعدين الشعبي والدولي، فقد استوعب الناس العملية وعبروها كما عبروا غيرها بدون طلب المكاشفة مع الحكومة ومحاسبة المقصرين وبيان اسباب وقوعها وعدد الضحايا، وفي اي دائرة للمسؤولية الحكومية تقع، وأين التقصير، ولماذا لم يحاسب المقصر، واذا استدعى الظرف وضخامة الجريمة موقفاً حاسماً من الجهة المسؤولة فيكتفى باعفاء المقصر او من يتهم به من المنصب!!
وفي المنظور البسيط لهذا الحدث ستسمع بأن مجموعة ارهابية قامت باقتحام السجن بعد ان مكنت نفسها عدةً وعدداً، وهذه النغمة جارية ومسموعة وأن ما لدى قواتنا الامنية من العدة لا يصل لمستوى ما عندهم من العدة والسلاح، وهنا اين التجهيز الذي ارقامه مخيفة ولم يسمع المواطن العراقي حتى بالفاظ ارقامها بالدنيار العراقي (كالترليون) وما فوقه بعد تجاوز رقم (المليار) فضلاً عن الميون من الدولارات، ومن وراء صفقات الاسلحة الوهمية او الحقيقية بمعدات اكل عليها الدهر وازيلت من الخدمة في معظم الدول وهذا التبرير عليل واصبح عديم الاقناع للجمهور العراقي لأن الارهابيين مهما كانوا فمن غير المعقول قيامهم بعملية بهذا الحجم لسجن محصن على الاقل بثلاث دوائر امنية مع اسلاك شائكة واسيجة شاهقة الارتفاع وكاميرات مراقبة و.. و..، مع ما يسمع الناس من الاخبار اليومية باعتقال كذا ارهابياً والذي في معادلة حسابية لطلبة الابتدائية فإن المجموع الملقى القبض عليه سيصل الى مجموع كل ارهابيي الارض.
ثم ان الارهاب لا يهمه ارهابي اخر وقع في قبضة القوات الامنية، الا اذا كانت الجهة الواقفة وراءهم هي من ترغب في اطلاقهم لمشاريع لا يمكن القيام بها الا من خلالهم، وعليه لنسأل، من هذه الجهة؟ هل هي بعض دول الجوار او هي خليط المخابرات العالمية الدائرة في الارض العراقية ولو تحت تسميات مؤسسات انسانية وغيرها؟ او هي بعض خطوط الحكومة في صراعها المستمر معها، او هي الدولة الاحتلالية في تواجدها عبر السفارة العالمية- بل الكونية- ولماذا لم تحرك الحكومة ساكناً لتفتيت هذه السفارة عدةً وعدداً ومكاناً مع ما في الاتفاقية الامنية معها لتسهيل حركة متعلقاتها بسهولة وبدون رقابة وتدخل السفير في كل شأن سياسي واحكام قبضتها على الاتصالات لوزارتي الدفاع والداخلية على ما نقل لي شخص كان يعمل في احدى الوزارتين.
نرجح الاخير مع عدم نفي تعاون بين الجهات الاخرى والسفارة، واليك الدواعي والاسباب:
الاول: انهزام الادارة الامريكية في مشروعها داخل سوريا او على وشك الاعلان عن الهزيمة ولو سياسياً لا عسكرياً وهذا الشعور بالانهزام يتطلب عملاً لإعادة التوازن بين ما يسمى قوى المعارضة وقوى النظام السوري، وهذا الكم من السجناء من العراق وليبيا والباكستان يمكن ان يشكل توازناً او يعيده، وهذا المعنى مجازفة امريكية واضحة قد تصل تداعياتها الى الارض الامريكية والاوربية.

الثاني: اعادة ترتيب تنظيم عمل القاعدة وهي اداة امريكية- لا يقبل هذا المعنى عندنا التشكيك او التكذيب- ومن ثم برمجة عملها بما يخدم المصلحة الامريكية في اماكن من الارض ولعل جنوب روسيا وشمال الصين مناطق مرشحة لذلك انعكاساً على الموقفين الروسي والصيني من سوريا.

الثالث: وهو الاخطر على الوضع العراقي وقد يؤدي الى حرب اهلية تجر إلى تمزيق البلاد ضمن مشروع بايدن الأمريكي لتقسيم البلد الى دوليات ثلاثة بدأت بتعليقات وتصريحات يتداولها الإعلام المحلي، وهو من حيث يعلم او لا يعلم يمهد لقبول هذه الفكرة داخلياً وقد نبهنا على ذلك وحرمنا تداول الفضائيات لشيء من هذا القبيل.

ويكون جر البلاد من خلال انتظام هذه المجموعة المهرِّب والمهرّبة في جيش نظامي مدعوم من الاستخبارات الامريكية لإسقاط بغداد واسقاط حكومة المركز واحداث اعمال قتل وسلب ونهب داخلها، وايقاظ كثير من الخلايا النائمة من المسلحين لمواجهة الموقف تحت عنوان طائفي او دفاعي من النفس او غيرها، ولا يخفى فإن ميلشيات مسلحة لها عناوين معروفة تعد العدة وتهيء انفسها لمواجهة من هذا القبيل، ولعل كثرة التفجيرات واستمرارها وانتشارها في بغداد مقدمة اعدادية لذلك، فمن جهة ضعضعت معنويات الاجهزة الامنية وافقادها توازنها في مواجهة الارهاب، ومن جهة ايقاظ المسلحين تحت اي عنوان كانوا.

الرابع: لضعضعة الجهة التي تسمى بالعرف السياسي الحالي جهة المقاومة أو الممانعة وتبني خيارها العسكري المتمثل بإيران وحزب الله وسوريا، واما العراق فهو الطريق الواصل بين هذه المناطق الثلاث، واذا ما قطع الطريق فإن جهة المقاومة ومحلها في سوريا سوف يرتبك الى الحد الذي يوقف انتصارات النظام ويعيد مواقع المعارضة السورية على الارض قبل مؤتمر جنيف الثاني، واذا قطع طريق الامدادات الى سوريا ولبنان وكشف الساحة الايرانية لضربة محتملة لمفاعلاتها النووية من قبل اليهود.

الخامس: وهو ما يدخل في المشروع الامريكي للقرن الحادي والعشرين، وهو تقديم ارضية مناسبة لصراع جديد بديل عن الصراع العربي اليهودي بعد حسم وتصفية القضية الفلسطينية عبر الدولتين واحداث اكبر اصطفاف طائفي في الدائرة الاسلامية تمهيداً لإحداث اصطدام شيعي- سني لطرفين عربي سني وايراني شيعي، كما نبهنا عليه قبل اكثر من ست سنين.ومن الشواهد على ذلك، تهريب الارهابيين من غير العراق من ليبيا وباكستان ولعله في دول اخرى تعتبر حواضن للإرهاب، واقالة مرسي وبعض اعضاء الاخوان للمسلمين المتشددين طائفياً وهو يعترف بأن امريكا قد ورطته في لعبة الرئاسة ثم خذلته، وهذا بالضبط ما تريده الادارة الامريكية، وما مقتل الداعية حسن شحاته الا تمهيداً لإقالة الرئيس وتصعيداً للأنفاس الطائفية في مصر.وفتاوى التحريض الطائفي امام مرأى ومسمع حكومات اصحاب هذه الفتاوى، وهي فتاوى مخزية وشيطانية، وليس لها ما يدعمها شرعاً وعقلاً الا ارضاءً للأسياد من الامريكان ومن لف لفهم.والفضائيات التي تحرك الانفاس الطائفية هي الاخرى من شواهد المبرر الخامس ولو اعتبر بعضهم بذكر محاسن اهل البيت لكان في ذلك كفاية لنشر المذهب وتصفية الاجواء العامة، ونختم بهذه الرواية المباركة:
عن الامام الصادق عليه السلام قال: (رحم الله عبداً حبّبنا الى الناس ولم يبغضنا اليهم، اما والله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به اعز، وما استطاع احد ان يعلّق عليهم بشيء، ولكن احدهم يسمع الحكمة ويحط اليها عشرة). اصول الكافي ج8 ح193.
24/رمضان/1434

   رسالة عرفان

من المقاتلين المدافعين عن مقام السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب (عليهما السلام)
إلى سماحة الأب المجاهد المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله الشريف)
بسم الله الرحمن الرحيم
((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)) الانفال60
     يبدوا أن من ركبوا الباطل قد زين الشيطان لهم أعمالهم ، بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك عندما تشاركوا معه في محاولة هدم العقيدة الإسلامية الحقة بمعول الخراب ، واستنبطوا من قعر الظلام خزائن الشر وتوريدها إلى عقولٍ متحجرةِ مُجّت بعفن الفتنة والعصبية والقبلية والمذهبية ، واعتلوا قمة الجهل بحبل الغرور ، لقد عادوا على ظهر الجمل (عسكر) آخذين بخطامه إلى الهَلكة و(متبغلين) يتناخون على رمي سهام الباطل ، ومُدت يدهم إلى خراب الشام ملحوقةً بأرض السواد ، موصولة من كتف اليهود اللعناء والغرب الكافر وشظايا المنافقين الأعراب ، ظناَ منهم أن مراحهم هذا إلى كسب الجولة على حساب الحق ، متوهمين بوضع قدمهم على سكة رصينة ، كما أنهم رَكَزوا في يد الظالم كعصا للشيطان محاولين هشّ الحق من أمامهم ، لكن هيهات وان للحق دولة جُسِرت برجال خُلِقت من اجل الصولة متكئين على مرجع فقيه قلّ نظيره في هذا الزمن العقيم.
شيخنا الطائي المجاهد …
     لقد كنتم في طليعة من صنع المقاومة الشريفة في العراق ضد المحتل الأمريكي المهزوم ، وها انتم اليوم تسطرون أروع الكلام وصلابة الفعل في سجل الفخر والعز والكرامة في ارض الشام للدفاع عن المقدسات الشريفة ، وحررتم صدق عملكم بزيارتكم لمرقد عقيلة الطالبيين السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب (عليهما السلام) واطلاعكم على أحوال أبنائكم  المقاتلين رغم الخطورة القصوى على حياتكم المهمة بالنسبة للأمة ، الذي كان بمثابة انفجار إيماني لنا ، وأعطيتم درساً لفعل الحوزة العاملة ، في حين عجز وتتعتع الآخرون عن هذا الفعل الذي سيُكتب في مقدمة فهارس التاريخ بأحرف ينظرها حتى الأعمى ، واقتنصتم بها كل الخير من اجل رفع راية (الله اكبر) والسير على صراط الحق ونهج ولاية محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
شيخنا المجاهد . . إن المدافعون عن ارض العقيلة مع كل انقباضه قلب وبسطه يدعون لكم بالخير والعافية ومن نصر إلى نصر بإذنه تعالى تحت رايتكم لأنكم أهلاً لها ، ومتن من متون العلم والعمل والشجاعة والكرم والخلق المحمدي العظيم.
((إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لِمِثْل هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ)) الصافات 60 -61
أبقاكم الله علماً للأمة ومنارا يُستدل به
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 أبنائك المقاتلين
من ارض العقيلة زينب عليها السلام
الخامس عشر من رجب الاصب 1434 هـ

  
نهج الحق والبلاغة

سميت كلمات الأمير وخطبه بنهج البلاغة والأولى أن تسمى بنهج الحق، لأن البلاغة مادة أدبية لها مريدون وطلبة ولكنها بلحاظ المجموع الإنساني تمثل نسبة ضئيلة جدا ممن له رغبة في البلاغة كَفَن يتذوقه وعلم يكسبه، فيما هو بحقيقته نهج للحق ومن الواضح أن الكل يطلب الحق، بلا استثناء من احد من البشرية، لو كان الحق معهم ولكن المعظم ينفر من الحق لو كان الحق عليه، وعلى كل فهو المطلوب للكل على مستوى المبادئ والشعارات، ومركوز عند الكل لكنه يحتجب ويغطى بما يناسب أهواء وشهوات الإنسان ولا ينتبه إليه إلا بعد رفعها وزوالها ويعلمون انه الحق.
ومن هنا فإنا نقترح تسمية نهج البلاغة بنهج الحق، واليك نماذج من كلمات الأمير الحقانية، وهي كلمات بليغة إلى الغاية لأنهم عرفوا البلاغة مطابقة مقتضى الحال وكلماته عليه السلام مطابقة لمقتضى حال حياة الإنسانية بكل تفاصيلها ودقائقها وكأنه يتحدث من واقع نفس الإنسان وبذلك يكون بليغاً لأنه مطابق لمقتضى حالها.
فمن حق كلماته:
* إنما المرء في الدنيا غرض تنتضل فيه المنايا
* ونهبُ تبارزه المصائب، ومع كل جرعة شرقٌ، وفي كل أكلة غصصٌ…..
* ولا ينال العبد نعمة إلا بفراق أخرى .
* ولا يستقبل يوماً من عمره إلا بفراق آخر من اجله فنحن أعوان المنون وأنفسنا نصب الحتوف فمن أين نرجو البقاء.
* وهذا الليل والنهار لم يرفعا من شيء شرفاً إلا أسرعا الكرّة في هدم ما بنيا وتفريق ما جمعا.
فهذه الكلمات النورانية- العلوية- لا يشك احد أنها مطابقة لمقتضى حال الإنسان المخاطب وإنها عين الحقيقة التي يمر عليها الإنسان يومياً.
وانظر إلى قوله عليه السلام (من لم ينجّه الصبر أهلكه الجزع).
وهو أمر مجرب عند الجميع فإن المصاب إذا وقع على الإنسان فهو بين أمرين احدهما أمرّ من الآخر، لأن الصبر مر بطبعه على البشر ولكن نتيجته اخف بكثير من الجزع في الدنيا والآخرة، فإن الأول سمة الصالحين والشجعان، والثاني سمة الضعفاء والنسوان، والأول محصن للدين والثاني مضيع له، والأول مأجور والثاني مأزور لأن البلاء وقع وليس من خيار أمام المرء إلا احد الأمرين وهو بالخيار للأخذ الأول أو تركه للثاني، فإذا لم يأخذ الأول وقع في الثاني وهذا المعنى واضح جداً.
وانظر إلى قوله عليه السلام (آلة الرئاسة سعة الصدر)
إنما تبرز الحاجة إلى سعة الصدر لأن حاجات الناس تكثر الى الرئيس، والكبير اجتماعياً وسياسياً بل ودينياً وبسعة الصدر تجتذب الأنصار والأعوان، وبالمبادرة وخدمة الرعية تطمئن البلدان، ويسودها الود والحنان، ومن لا يسع صدره لطلبات قومه وشعبه فعليه الفرار من الرئاسة ما دام صدره ضيقاً لا يستوعب مشاكلها وطلباتها وحاجة الناس إليه، ومن تعرض للمغنم عليه قبول المغرم.
وقوله عليه السلام (الرحيل وشيك) ويقصد رحيل الإنسان من الدنيا فهو مجهول الوقوع في الآن أو بعده بساعة أو يوم أو سنة، والمتيقن منه هو الأقل مدة، بذلك يكون وشيكاً، وما على الإنسان إلا الاستعداد له قبل الفوت.
وقال عليه السلام (من ملك استأثر) لأن الملك داعية لغرور وعدم إلزام المالك ولو أدبياً بالأخذ برأي الغير فيستبد، ومن يتمنى السلطان يريده لهذه الغاية فهم دائما ما يستخفون برأي الآخرين وينغلقون على أنفسهم ويحاطون باستبدادهم.

  التحدي ام التردي

انتشر في الاوساط الشعبية وقبلها في الوسط الحوزوي وانسحب الامر على الساحة السياسية فاصبحت مفردة- اتحدى- قائمة على افواه العديد من اهل الاختصاصات المذكورة فتجد ان عالماً وقد يوصف بالمجتهد او بغيره من العناوين الاعتبارية يذكر مسألة او رأياً ويردفه بأني اتحدى الجميع في ان يأتيني احد بما يخالف ما اقول او يكون قد ذكر ما اقول او اتحدى الاخرين في دعوى الاعلمية او ان يأتيني برواية او دليل على عكسه، وهكذا، ولا حاجة لذكر نماذج في هذا المجال بعد ان اطلقها سماحة سيدنا الاستاذ قبل اكثر من عقدين في الاجواء الحوزوية وكان صادقاً ومصراً في دعواه في اشارة الى قوته العلمية واحاطته الفكرية وشموليته المعرفية وكنا نشعر ان كلمته اقلقت الاخرين فحاروا في جوابها وسكتوا عن الانجرار وراءها ظناً منهم بصدقه وتفوقه العلمي او لغير ذلك من الاسباب وربما التفاعل معها في ظنهم اعطائه فرصة لاثبات دعواه وانهاء دعوى الاخرين الذين لم يرفعوا هذه الكلمة ثم توسع استخدامها عند العامة حتى عثرت على شخص- إمعة- يتفوه بها عندما واجهته بتصرفاته السمجة والوقحة وقد انحصر واخذته العصبية فقال انا اتحدى أياً كان اذا كنت قلت ذلك، وقد وصل الامر ببعض عوام الناس الى التحدي في الابتهال لاكتشاف الصادق من الكاذب، حتى اصبح الابتهال كمفهوم مبتذلاً تتداوله السن المنحرفين والمتشيطنين.
واخيراً اطلقها بعض الساسة وهو من الحوّل الذي لا يعي ما خلفه ولا يدرك ما امامه من مهام ومسؤوليات سياسية.
وفي هذا السلوك- بحسب الظاهر- عدة امور مستهجنة، نبدأها بالشرعية فقد ورد ان التمادي والجدال غير محبوب شرعاً الا اذا دعاك اليه اخر فيكون الداعي منهزماً والمدعو منتصراً، على ان تكون الاستجابة ضرورية لردع المنكر او الباطل، واذا ما ادت الى تلوث الحياة الاجتماعية او اسقاط البعض من انظار الناس فقد لا يكون جائز خصوصاً اذا كانا من اهل الصدق والعلم والورع واهل للعلم والعمل به.
واما من الناحية النفسية فهي تنبئ عن غرور ومكانة زائفة عند معظم المطلقين لها والذين يريدون لانفسهم رفعة وهمية ومكانة كارتونية، وانما على الفرد ان يقدم جهده وعمله، ويترك التقييم للاخرين وليعلم ان الانصاف لا يترك المحق مهما تكالبت الظروف والاهواء على ستر واخفاء الحقيقة.
وفيها من النظر الى الذات وهو نوع من العُجُب او التكبّر، كما في النص من المناجاة الشعبانية لامير المؤمنين عليه السلام (ولقد جرت على نفسي في النظر لها، فلها الويل ان لم تغفر لها) كما ان الغرور مستقبح عقلاً وشرعاً، وقد وصف القرآن ابليس بـ(الغَرور).
ناهيك عن ارباكها للواقع التي تتحرك فيه المفردة سواءً كان حوزوياً او اجتماعياً او سياسياً لانها تستبطن اشارة لضعف الاخرين او قلة شأنهم او تدني مكانتهم العلمية او غير ذلك مما تجعل االاخرين مندفعين للدفاع عن انفسهم واعتبارهم في وسائل عديدة من التشويه والتنقيص والاقصاء او الاستبعاد او غيرها.
نعم في مورد بيان الحق وصدق الدعوى لا نمانع من اطلاق لفظة التحدي على ان يكون المطلِق حاملاً هماً دينياً او اجتماعياً لا يمكن اتمامه الا باظهار التفوق على الغير في جانب دعواه وصدقها، فتحدي الرسول الكريم لاهل الكتاب في المباهلة واضح لاتمام دعوة الحق وانتشارها في عموم الجزيرة العربية.
ودعوى السيد الصدر (قدس سره) لاخلاصه وحرقته على حوزة النجف الأشرف واعادة مكانتها العلمية والحضارية والقيادية في المجتمع العراقي وقد نجح (رضوان الله تعالى عليه) فهذان نموذجان لقبول دعوة التحدي فيما غيرهما كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء.
16/رمضان/1434

  
مغالطات قولية وسلوكية
1) الإعلام يقول انهيار امني جديد في بغداد والمحافظات، ويكرر في حال حدوث تفجيرات جديدة هذه النغمة، وهذه مغالطة في التعبير فإن لفظة الانهيار الأمني تعني وجود امن وقد انهار بفعل الأعمال الإجرامية، مع انه لا يوجد امن بالمعنى الصحيح وإنما يوجد تعليق للأمن على عدم التفجيرات وحيث تكون مستمرة ومتكررة فلا توجد ما يعلق عليه وهو الأمن والنتيجة انه لا امن، وهذا ما يشعر به المواطن المسكين الذي ضل سعيه في هذا البلد فأصبح يفتش عما ينفس به عن نفسه لظروفه، كراكب الصعبة إن اسلس لها تقحم.

2) في بعض الأهازيج والهوسات العراقية ما يكون مغالطة واضحة، وهي قد تكون مقصودة وقد لا تكون لعدم التفات قائلها إلى مجموع مضمون هوسته، اذكر واحدة وهي أكثر ولكن واحدة فيها غنى عن البقية، وهي (يا كاع أخذيني وطميني) والتي تطلق عند الانتكاسة وفوت فرصة النصر أو عند التخاذل قبل الصحوة، وهكذا وهو يريد التعبير عن عدم فائدة وجوده بعد الذي جرى، وهي انهزامية واضحة وقبول بالذل المنتهي إلى ضم الأرض، والاحجى ان يقول لأنه ظاهراً يريد التعبير عن إمكانية تداركه للأمور وإعادة الأمر إلى سابق عهده فيقول (يا كاع اشريني وخليني) لأن أكون أهلاً للانتفاضة والانقضاض على ما جرى لتداركه.

3) تتعرض المرجعية الدينية في النجف إلى اهتزازات عنيفة قد تذهب بهيبتها وبالتالي تخسر مكانتها وموقعها القيادي والموجه، حينما تسكت على تجاوز من هنا وآخر من هناك وسيكون ثالثاً قادماً ورابعاً وهكذا الى حين إيصالها إلى هياكل لا حول لها ولا قوة، وربما بدأت هذه اللعبة التي يقوم بها بعض المسؤولين المراهقين للسياسة بقصد ومن وراءهم- اجندات خارجية- تحركهم بهذا الاتجاه، فقد بدأت في عام 2009 في فترة السباق الانتخابي على البرلمان بحملة قام بها اياد جمال الدين، وكان السكوت مخيماً على الحوزة التي اتخذت طريق السكوت ومنطق (الباب التي تاتيك منه الريح سده واستريح) وقد تصدى بعض المخلصين الحوزيين بردٍ عرّف المتجري حدوده وحجومه وتسبب في فشله انتخابياً ورسوبه شعبياً ولما كان الرد من شخص عرف بشجاعته وقوة مكانته لم تتكلف بعض الفضائيات مع طلبها بعرض رده.

ثم جاء اخر وبطن اساءته للحوزة بانها مؤسسة مجتمع مدني حالها حال المؤسسات الاخرى، ولم يسمع الرد المناسب لاساءته، ولا يفوتني ان اذكر فعل المؤسسة الرسمية بمداهمة منزل المرجع العامل الفقيه قاسم الطائي في بغداد ولم يصدر من الحوزة ما يستنكر الفعل او يدين المرتكب.

ثم جاء ثالث المتطاولين على الحوزة ورميها بعدم الفاعلية وانها لماذا تحرم الرواتب التقاعدية للمسؤولين وانها تملك اموال طائلة, ولم يرتدع بما ينبغي من الحوزة الا بعض الكلمات من هنا وهناك من خارجها مجاملة للمرجعية او استحياءً منها او تسجيلاً لموقف تأخذه بالحسبان في حين.

وهذه مغالطة خطيرة، فإن على الحوزة المستهدفة- بالمعنون المعروف- ان ترد بقوة وتوجه كلمات للردع وتخرس الاصوات المتطاولة على الاقل اسوة بأمير المؤمنين حينما كان يرد كلمات معاوية ويفصل فيها خلل وفساد قائلها.

ومن الطبيعي ان ذلك السكوت سيجرّئ الكثيرين وبقساوة اكبر مما صدرت فيما لو خيّم السكوت على الحوزة، رداً ولا يشفع لها ان الرد يعطي المتطاول قيمة لا يستحقها واعتباراً لا يحلم به أو أن مكانة الحوزة لا تسمح بالرد، وكلها مردودة بما صدر عن سيد الوصيين بما تقدم ذكره آنفاً.

  استيعاب التدهور الأمني
لإيقاف هذا التدهور الخطير امنياً في العراق سأضع بعض المقترحات أمام المسؤولين علّهم ينتفعون بها لنكون شفيعاً لهم في عملهم.. وهي:
1) ضرورة بقاء السيطرات ونقاط التفتيش في جميع ساعات الليل وعدم التساهل في الإخلال بتواجدها واستمرارها، وإلا فإن العديد من السيارات المفخخة تصل إلى أهدافها في ساعات الاسترخاء الليلي بعد انصراف أفراد السيطرة أو الضابط المسؤول عنها.

2) رفد أفراد السيطرات بأفراد من نفس مناطق تواجد السيطرة فيها لرفد السيطرة بالمعلومات عن الأفراد المارين فيما إذا كانوا من أهل المنطقة أو من غيرها ومعرفة وجه مقصدهم وذهابهم وبذلك يحصل تعاون بين الجهات الشعبية وجهات الأمن الحكومية.

3) إصدار قرار يمنع وقوف السيارات قرب مناطق التجمعات السكانية من الأسواق والمدارس ومحلات البيع وغيرها ومحاسبة المتجاوزين إلا لضرورات صحية بعد معرفة أفراد العجلة وبمعونة ما ذكر في النقطة الأولى.

4) تقليل إعداد المنتسبين للأجهزة الأمنية واعتبار الجميع مسؤولين عن أي خرق بدون عذر انه خارج منطقتي أو دائرة واجبي، ومن الضروري تقليل الترهلات الزائدة في أعداد المنتسبين لأن الزيادة تفضي إلى التواكل وهو يؤدي إلى التكاسل وترامي المسؤوليات فيما بينهم.

5) انجاز أحكام الإعدام بحق الإرهابيين وبدون تأخير فإن القصاص حياة الأمم والشعوب ((وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)).

6) محاسبة المسؤولين الأمنيين المقصرين فيما لو حصل خرق امني في مناطق واجبهم ورعاية حقوق الناس فيما لو تسبب تقصيره من دمار وإزهاق للأرواح والممتلكات ليصار إلى محاسبته عشائرياً مع محاسبته رسمياً.

7) المنع من سفر جميع المسؤولين في هذا الظرف بالذات، وإخضاع السفرات للمسؤولين لتوجهات سياسة الدولة العامة، وان يكون السفر تحت مسؤولية المركز حصراً، وفق الاعتبارات والاحتياجات المستدعية للسفر، وإشغال جميع مسؤولي الدولة بما فيهم الوزراء بأداء واجباتهم العملية في ميدان اختصاصاتهم، وإخضاعها للرقابة الحكومية ومعرفة سقف تقدمها وتراجعها ضمن خطة تنموية عامة تشارك فيها كل الوزارات، وفائدتها إنها تجنب البلد المشادات السياسية والتصريحات غير المسؤولة التي تنعكس على الشارع بسبب عدم الاندفاع العملي والانجاز الحكومي.

8) منع المسؤولين بتشريع قانون من التصريحات التخوينية والاستعدائية للمشاركين بالعملية السياسية والبدء بصفحة جديدة للتصارح والتكاشف أمام الرأي العام وعبر وسائل الإعلام ليكون المواطن على اطلاع تام بما يحدث وليكن شعار الجميع تعالوا إلى كلمة سواء، هي خدمة العراق البلد الواحد لا الموحد.

9) الاستعانة بخبراء من دول متطورة لمواجهة الإرهاب لتنمية القدرات العراقية والإسراع بإرسال وفود عراقية للتدريب في هذه الدول والاطلاع على آخر ما توصلت إليه التقنية العلمية في مواجهة الإرهاب ولتكن هذه الدولة (روسيا، اليابان، الصين، الهند) والوجه ظاهر لأنها بلدان واسعة جغرافياً وسكانياً ولم تحصل فيها عمليات إرهابية.

10) معالجة المشاكل بعيداً عن وسائل الإعلام بين الكتل السياسية، ولا يسمح بتسريب أي خبر قبل إنهاء المشكلة ورضا الطرفين فيها شريطة أن تكون المصالحة ضمن المصلحة الوطنية  العليا للعراق الواحد.

11) وأخيراً وهو الأهم على الإطلاق أن تفتش كل سيارات المسؤولين مهما كان موقعهم وان يبدأوا بأنفسهم قبل غيرهم ليكونوا أهلاً للمسؤولية والتقدير الاجتماعي، ومن يعترض أو يتذمر من ذلك فإن أصابع الاتهام تطاله وفي تجريم الهاشمي والعيساوي ما يبرر ذلك، لان البعض يمر من خلال حمايات المسؤولين لا أنفسهم احتماءً بحصانة المسؤول وبعد اتهام الحمايات.

 سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (حفظه ال..)
  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

تتسارع الاحداث في الساحتين الحوزوية والاجتماعية بشكل أربك الواقع السياسي في العراق ونخص بالذكر ابناء التيار الصدري بعد الانباء بانسحاب السيد القائد مقتدى الصدر واعتزاله العمل السياسي وقيادة التيار تاركاً الأمور في مهب الريح غير معلومة العواقب ونحن نعلم بأنك أحد أهم أعمدة التيار الصدري وان كنتم بعيدين عنه من الناحية السياسية ولكن ابناء التيار يعرفون جيداً بأنك أقرب شخص لهم، وانت من فتح لهم ابواب المقاومة للاحتلال في العراق وأنت من وقفت معهم في معظم ازمات التيار ولا ننسى موقفكم بالاعتصام في البصرة لاطلاق بعض معتقلي التيار، وموقفكم المشرف بتنبيه قيادة القوات المتوجهه الى البصرة بضرورة التعامل مع ابناء التيار بالحسنى لأنهم يشكلون أكبر قوة جماهيرية في البلد والحاجة الماسة تبقى قائمة بهم، وأن العملية السياسية بتوازنها مرهونة بهم.
وغيرها كثير ولا نرى لشخصكم الكريم من موقف بإزاء السيد القائد وضرورة الوقوف لتبين الموقف الصحيح حرصاً على بقاء قوة التيار  وعظمة تأثيره في الاحداث والا فإن الأمور مع بقائها بهذا الشكل قد لا تسركم يا شيخنا الشجاع وقد عهدناك لا ترهبك الأمور مهما عظمت ولا يتوقع منك ان تتركنا وسط الطريق، نناشدك بسيدنا الصدر استاذك المفدى وانت من احييت سنته وابقيت عنوانه كبيراً في الحوزة وخارجها.
نحن ابناء الصدر نطلب منك موقفاً يعيد اللحمة والهيبة ويشعر السيد القائد بان طلبة السيد الشهيد وعلى رأسهم أنتم لن ولم يتخلوا عنه مهما حصل.
مجموعة من مقلدي
السيد الشهيد (قده)
3/ شوال 1434 هجـ

بسم ال.. الر.. الر…
الى ابنائي وأخواني والى من يذكرنا بشخص السيد الاستاذ الشهيد (رضوان ال.. عليه) لقد علمتم بأني كنت على الدوام مع تركة السيد الشهيد في تياره وإن كنت بعيداً لأسباب لا حاجة للخوض فيها، وقد كنت الظهير والنصير والراعي والمحامي للسيد مقتدى وطلبة السيد الشهيد انطلاقاً من دعوتي للسيد مقتدى للخروج من المنزل بعد حادثة المقبور محمد حمزة الزبيدي واشتداد المراقبة على السيد مقتدى، وترك الجميع له ولزيارته في دار أخيه الشهيد مصطفى (قده) ثم توالت الاحداث حتى وصل الأمر الى الاحتلال، واعتصام السيد في مسجد الكوفة، وقد زرته مع أكثر من ثمانين طالباً في المسجد ولكن لم التقه وكان في استقبالنا الشيخ قيس الخزعلي ثم زيارته في البراني بعد الانباء بتطويق القوات الأمريكية لداره، وفتوانا في الجهاد وهو ما فتح الافاق للمقاومة والتصدي بعد صمت الجميع عن أهل الصنعة والوجاهة العرفية والاجتماعية بل نقدهم للتيار والسيد وتمنياتهم بسقوطه وزواله من الساحة ويشهد لهذا الكلام الشيخ الخزعلي وكيف كان يختلف الينا لأخذ الاستفتاء وتعليقه على جدران  الأزقة والمساجد مما عزز واقنع ابناء التيار بصحة مواجهتهم للأمريكان.
وقبل ذلك زيارتنا له في دار الشهيد مؤمل (قده) بعد رجوعه من الزيارة لأيران والمشاركة في صلاة الجمعة في مسجد الكوفة التي دعا اليها جميع ابناء التيار الصدري وأخيراً زيارتنا له عام 2006 قبل الانتخابات البرلمانية الأولى وعرض بعض الأفكار  والاراء له  في ما يتعلق بالمقاومة والعمل السياسي وكيفية التعامل مع الاحداث، وعودة رجال الدين لتفعيل الحوزة لارجاع هيبة التيار الصدري درساً وتدريساً كما كنا في جامع الرأس قبل تغيير معالمه في الحضرة العلوية المباركة، وهو محل مجلس درس السيد الشهيد – البحث الخارج – صباحاً ومساءً.
وقد عرضت خبرتي السياسية لأدارة العمل السياسي للتيار من وراء الكواليس وبدون التعريف بوضعي واسمي اكراماً للسيد الشهيد وللتيار بعد ان كان اداء التيار حين ذاك متعثراً وابناءه مطاردون من قبل السلطة، وكان السيد والشيخ هما من حصل الحديث معهما وقد لا يرغبان بذكر اسميهما على ان يوصلا حديثي للسيد مقتدى واعتقد انهما لن يوصلا ما عرضت لهم من الخدمة.
وقد اطلقت مشروع للتيار الصدر واعادة لحمته التي كان عليها ايام جامع الرأس قبل الاحتلال ولم أسمع جواباً، وأخيراً فتحت ذراعي لكل ابناء التيار الصدري في تأبينية السيد الشهيد في منزل أحد الطلبة العام الماضي، وقلت يدي مفتوحة لجميع أخوتي من ابناء التيار لنعود الى الود والتعاون والمصير الواحد والعمل تحت عنوان السيد الشهيد، مع احتفاظ الجميع بعناوينهم الخاصة.
وأعتقد بان التيار من مآثر جهاد وتضحيات سيدنا الشهيد (قده) إذ هو امانة بأعناقنا، ولن نرضى بتضعيفه أو زواله من الساحتين السياسية والدينية، وخصوصاً نحن نملك مؤهلات تطويره واستمراره بما حبانا الله من فضله فقهاً وخبرة اجتماعية وسياسية بما لا نحتاج الى توجيه ورعاية من الغير مهما كان عنوانه فأن البعيد مهما كان فأنه لا يشعر بالرابطة والاحساس القوي الذي يدفعه للدفاع عن التيار وبقائه، بقدر ما يستقوي به لأبراز وجوده الاجتماعي في الوسط الاجتماعي.
بابنا مفتوح للجميع وحرصنا باق للجميع وعنوان السيد الصدر يجب ان يبقى مهما كلف الأمر ويبقى السيد مقتدى متحملاً مسؤولية رعاية التيار اجتماعياً وسياسياً وسأكون له خير ناصح وامين وانما نقدم ذلك وفاءً لسيدنا الشهيد (قده) لا نريد بذلك منافسة في سلطان ولا مزايده مع أحد في ان عمق علاقتي مع السيد الشهيد تمتد لمنتصف الثمانينات وقبل بروز نجمه المرجعي في سماء حوزة النجف وثورته الاصلاحية التي ختمها بالشهادة، وكنا معه في كل المحطات على رأي واحد هو ان يسود العدل في أرض العراق ومظاهر الايمان والتدين، ولكنه رزق باستحقاق الشهادة وبقينا ننتظر ان تسدعينا دماءه لها.
ان وجود التيار الصدري في العملية السياسية ضرورة يقتضيها وضع البلد، وحاجة ماسة لبقاء التوازن قائماً بين مكوناته، وفي حال اسقاطه أو زواله فإن مواجهة ستحدث لا محالة بين مكوناته كان الاحتلال قد دفن بذرها وانتظر سقيها.
كما ان وجود السيد مقتدى على هرم هذا التيار صمام أمان لعدم تشتت قواعده وابنائه، وهو من يستطيع اذا وفق لمرجعية رشيده شجاعة قريبة ان يعيد الأمور الى نصابها بلا تشظي الى مجاميع متعددة او جماعات متفرقة بعناوينها المختلفة وهي باجمعها تنادي نحن ابناء الصدر.
قاسم الطائي
4شوال1434