ملحمة الأربعينية
ينطلق الموالون لأهل البيت (عليهم السلام) ومحبيهم لأداء الزيارة الأربعينية المنتظرة في حشد جماهيري، توحيدي، إيماني، عقائدي، اجتماعي وأخلاقي، قد لا يتوقع أعداده، فإن هذه التظاهرة الإيمانية تأخذ بالاتساع سنة بعد أخرى بدافع المشاركة أو بدوافع أخرى من الاطلاع على حقيقة هذه المسيرة، ومشاهدة فعالياتها من الانضباط الأخلاقي العالي والتآلف الإنساني الراقي، والتماسك الاجتماعي السامي، في مشهد قد لا نبالغ القول بأن الشيطان قد خابت مساعيه وولى مدبراً عن مراميه، إذ لا نجد إلا التقوى والإحسان، والفضل والإنعام، قد سجل شعبنا العراقي فيها أبهى صور الكرم والضيافة العربية والإسلامية، حتى اغتاظ البعض فراح ينتقد ظاهرة الصرف وتقديم الخدمة لزوار أبي عبد الله الحسين عليه السلام بأنها لو صرفت في خدمة المعوزين والمحتاجين لكان أولى وأحسن بنظره، وقد خانته فطنته أن معظم الراجلين هم من طبقة المعوزين والفقراء المساكين وهم ينتفعون بما تدر عليهم سفرة إمامنا الحسين عليه السلام من خلال أصحاب المواكب جزاهم الله خيراً.
إن توقعاتنا لهذه التظاهرة الإيمانية أنها ستكون ساحة لكل سكان الأرض على مختلف تلوناتهم وأديانهم وقومياتهم وسيلتحق بها المعظم في يوم ما، وستزول الفوارق الأممية والصيغ الوطنية، وسيشهد العالم وسيعرف بأن شخصاً كان ولا زال يرفد مسيرتهم الإنسانية بكل قيم الخير والعز، وهو يعمل على طول التاريخ من خلال قيمه التي زرعها في ملحمته الخالدة على تثوير قيم الخير في نفوس البشر واستعادة منباتها من نفوسهم المظلمة بأودية الضلالة والشر الذي داموا عليه سنين طوال.
الزيارة الأربعينية ضربة قاضية ضد كل خطط وأساليب المستكبرين في الأرض وهي مقلقة لهم بما لا حيلة لهم في إيقافها أو تعويقها، كيف؟ ومحبي الإمام الحسين عليه السلام جزاهم الله خيرا على استعداد تام على التضحية والفداء علّهم بذلك يفوزوا برضا الحسين وجد الحسين وأبيه وأمه صلوات الله عليهم أجمعين، وينالوا معه الشهادة التي رسمتها ملحمة الطف الخالدة، (من احب عمل قوم كان معهم).
لقد حان وقت رحيل الطغاة من ارض الدنيا وأُذن بزوال عروش استكبارهم واستهتارهم بحياة الشعوب والأمم، ومهما عملوا وطوروا من وسائل وأساليب خدعهم ومكرهم وغطرستهم فإنهم مهزومون أمام هيبة وشخصية الحسين المتمظهرة بهذه الجموع المليونية، وهي تزحف معلنة ولاءها وانتمائها لمدرسته الخالدة المؤطرة بإطار الإصلاح عبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي ترجمه بأعلى صوره وأكملته العقيلة سلام الله عليها في مجالس الطغاة أمثال يزيد وعبيد الله بن زياد وأحزابهم، وكانت بحق وبقوة الإيمان وسعة الصبر قد هزمتهم في عقر قصورهم واستخفت بعلومهم غير آبهة بسلطاتهم، وهي بذلك ترسم للموالين بل وللمسلمين طريق النصر بل طريق الفتح، ألا وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو لا يقدم أجلاً ولا تركه يؤخر أجلاً كما طرزه مولانا أمير المؤمنين عليه السلام.
إننا ندعو الجميع وكلٌ من موقعه لممارسة هذه الوسيلة في تصحيح ما يمكن إصلاحه من مفاسد طغت على حياتنا في أصعدتها المختلفة، وكلنا سنكون مدانين أمام الله سبحانه والحسين عليه السلام وتاريخ أحفادنا حينما نقصر فيه، إن لم نتركه غير ملتفتين الى عظيم أثره وإن ما من إصلاح في الأرض إلا به، انظروا كيف صنع الفتح والخلود والمجد والرفعة لإمامنا الحسين وها هي ذكراه تعود بثوب جديد كل عام يختلف عن لونه السابق وهكذا تفعل هذه الفريضة، في تغيير لون حياة البشر.
((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ [آل عمران : 110])).
نشــــــرة النهــــــج العــــــدد 92
انتباه وتحذير
المتابع للفضائيات وتغطيتها لمراسيم عاشوراء الحسين عليه السلام، لاحظ أم لم يلاحظ بأنها أعرضت عن عرض قصيدة (يحسين بضمايرنا) ولست ادري هل غفلت عنها؟ أم أن في الأرض قضية قد لا يستحسن أن نذكرها، ولكن لا الى ذلك من سبيل اللطمية حماسية بامتياز وتثير مكامن التحفيز والاندفاع لتكريس قيم الإمام الحسين عليه السلام وهو المطلوب الأساسي لإحياء هذه الشعائر لما قلناه مراراً وتكراراً بأن الشعيرة لا تطلب لنفسها بل هي مطلوبة لغيرها، وهذا الغير هو قيم الثورة الحسينية التي يقترب منها المحيون لهذه الشعائر اقتراباً لا يجعلهم يتفاعلون منها الى الدرجة العالية لممارستها أو التلبس بها بعد محرم الحرام، وأهمها قيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الآلية التي انطلق بها الإمام الحسين لإتمام مشروعه الإصلاحي في امة جده الرسول العظيم صلى الله عليه وآله ولم يقف عند حدوده المذكورة في الفقه، بل تعداها الى التطرز بالشهادة لأن الفتح الذي بينه على من تخلف عنه انه لم يبلغه ما كان ليتحقق لولا شهادته وجميع من كان معه.
نحن لا نريد بالشعائر أن تسير باتجاه الممارسة الطقوسية بقدر ما نريدها أن تسير باتجاه تكريس قيم الثورة الحسينية من مناصرة المظلوم ومواجهة الظالم تحت أي عنوان كان أو تلبس، ما دام ظالماً ذلك لأننا وجدنا في ثقافتنا الحالية بأن البعض يميز بين ظلم الظالمين باعتبارات طائفية، وهو بذلك يتابع أو يتبع منهج تغير القيم المتغيرة وأنها ليست ثابتة على ما يقوله الغربيون، أو انه يبرر ظلم البعض بدعوى الأنفاس الجبرية- الاشعرية- وكلاهما مرفوضان عندنا على ما يفيده البحث العقائدي أو الفلسفي.
اعتقد أن الجميع يشاطرني الرأي في أن هذه الممارسات مع عظيم أثرها وجليل قدرها في التذكير بالقضية الحسينية وإبقائها حية قائمة في نفوس الموالين وغيرهم، ولكن إذا نظرنا الى أثرها على الصعيد الاجتماعي نجده لا يرقى لمستوى قوتها ومضمون أدائها، فإن المنكر مستشري في ربوعنا، فمن الاحتيالات المالية حتى وصلت الى شبكات الاتصالات النقالة في رسائل تغريرية للربح والفوز بالجائزة، وما عليك إلا الاتصال بالرقم الكذائي، ناهيك عن سرقة الرصيد وانتهائه بسرعة واستهلاكه من غير إرادة المشترك في عملية سرقة لا تعرف خطوطها ولكن لاعبيها معروفين، من العاملين بهذه الشبكات.
اما التخنث وعدم التمييز بين الشاب والشابة فقد أصبح سمة عصرنا حتى بتنا نخاف على أبنائنا بعدما كنا نخاف على بناتنا، في كلمة لبعض الإخوة وهو محق في ذلك، ولم تنبه أي فضائية او خطيب منبري عن هذه الظاهرة التي يراد بها رفع الغبرة والرجولة عن شبابنا واقترابهم من التشبه بالنساء وهو من المحرمات بل من الكبائر، ولولا الحياء والحفاظ على أسرار الناس لأخبرتكم بنوع القصص المخجلة التي نسمعها وهي من بعض المؤمنين كما يدعون لبعض الممارسات الجنسية مع علمهم القطعي وبدعم من فطرتهم بحرمتها القطعية.
ولو جئنا الى انتشار المخدرات وعصاباتها التي طرأت على حياتنا الاجتماعية والأفلام الإباحية حتى انتشرت حالات الزنا بالمحارم الى درجة فظيعة.
ولا ننسى محلات بيع الخمور والملاهي وهي للأسف منتشرة في المناطق التي تدين بالولاء لأهل البيت، كما هو واضح لأهالي بغداد.
والقائمة تطول في تعداد المنكرات، الأمر الذي ينذر بالعقاب الإلهي وازدياد الضربات الإلهية التي تعم الجميع انطلاقاً من النص القرآني ((وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الأنفال : 25]))، لأن الخيرين الذين لا ينهون عن المنكر مشمولين بهذا النص، ذلك لسكوتهم عن هذه الممارسات وعدم تحركهم لردعها ولو بالوعظ والإرشاد والمقاطعة، أو لرضاهم عنها من جهة ممارسة بعض أقربائهم لبعض منها بحجة انه شاب (وبعده صغير) وسيتعلم عندما يكبر، ودعه يتمتع، ولماذا التشدد عليه وهو شاب، يرى أصدقاؤه يتمتعون وأنت تعقد حياته.
وأخبركم أخيراً بأن مفردات ثقافية وحياتية ردعية كنا نسمعها من قبل .. عيب، فشلة, وحرام، قد تبدلت الى مفردات أخرى لأن القديمة أصبحت بلية.
لماذا تركنا النهي عن المنكر؟
نشــــــرة النهــــــج العــــــدد 92
دستور زيارة الأربعين
البند الأول: ما يصيب الإنسان إما انه واقع في صراط رضا الله سبحانه أو في صراط سخطه، ومن الواضح أن ما أصاب الركب الحسيني هو ما كان في صراط الله، ولذا تُلقي بالقبول والرضا منه، والماشي الى كربلاء ما يصيبه يقع في صراط رضاه سبحانه، فعليه أن يتلقاه بالقبول، والتحمل والتجمل بأن لا يجعل همه الراحة والأكل والشرب.
البند الثاني: إن طريق الله مليء بالصعاب، ومن سلكه عليه أن يتحمل ما يصيبه تربية له أو تزكية أو رفعاً لدرجته، فإذا ما سرت وأصابك التعب والنصب فاعلم انه احد الثلاثة ستصيب منها لا محالة.
البند الثالث: إن الصعوبة تمر لا محالة، إما على خير وإما على جزع، والأول مأجور والثاني مأثوم، فإياك أيها الماشي أن تضيع الأول لتكون من الثاني وليكن أجرك مضاعف للدنيا بزيادة الهمة وقوة التحمل وتقوية الإرادة وبالآخرة توفية للثواب.
البند الرابع: لا تجعل همك وأنت تمشي متى وكيف تصل بل اجعل همك انك ستصل لا محالة وحينها لا تشعر بالتعب ولا التململ، وكانت همتك عالية ومقصدك سامي، وما عليك إلا أن تستهدف ما هو ابعد من الهدف لتصل إليه بخفة وراحة، كمن يجعل مقصده بغداد للقادم من جهة الجنوب، وللقادم من الشمال أن يجعل مقصده النجف بدلاً من كربلاء.
البند الخامس: لا تضيع وقت مسيرك إلا بالعبادة والذكر من التسبيح والتهليل والصلاة على محمد وآل محمد، والنداء (يا حسين)، وقراءة القرآن والأدعية لتتضاعف بذلك حسناتك ولا تقع في محقها أو حبطها وأنت تستغرق في كلام لا يعني لك شيئاً إن لم يوقعك بالغيبة والنميمة.
البند السادس: استثمر هذه التظاهرة والمسيرة باللعن لأعداء الله والإنسانية من المستكبرين (أمريكا وإسرائيل)، ومن المحتالين والمختلسين وسراق المال العام ليعرف هؤلاء وغيرهم كيف يغير الحسين عليه السلام بالنفوس ويحشد الطاقات ويرسم ملامح التغيير والإصلاح العالمي تمهيداً لدولة العدل الإلهي بقيادة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، وهو الآن يمشي مع الزائرين كما نعتقده.
البند السابع: لا تبخل بالدعاء للخيرين وخصوصاً للعاملين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ولموتى المؤمنين، وعلماء الإسلام المتوفين، وشهدائنا المجاهدين، وعموم المشاركين في زيارة الأربعين، نساءً ورجالاً، صغاراً وكباراً، فإن الدعاء يرد القضاء وقد ابرم إبراماً.
البند الثامن: الاصطفاف للصلاة جماعة عند كل موكب، وترك المسير أثناء وقت الصلاة وأدائها، فإن الحسين عليه السلام الذي تواسيه بمشيك لم يترك الصلاة وهو يحارب أهل الزيغ والضلال، وأصحاب المنكر والباطل، وأمر جميع من معك بالصلاة وأفضل الصلاة جماعة، فلا تفوتن ذلك وتفسح لنفسك أن تسرح في التشكيك بعدالة الإمام، فإن السائر للحسين مع التزامه بالبنود الدستورية عادل جزماً.
البند التاسع: التمثل بكل القيم الإسلامية العربية العراقية الأصيلة بالانفتاح على الآخرين من الزائرين ليعرفوا منك ومن غيرك كيفية تأديب الأئمة عليهم السلام والحسين خاصة لمحبيه ومواليه، ومنه ينتقل ذهنه الى نفس شخص الحسين وهو يرى محبيه على هذه الشاكلة، وستكون داعية صامتاً، خافضاً جناحك لأهل الملل والأوطان الآخرين.
البند العاشر: كن منتظماً ومنضبطاً فإن في الأخير يتحقق الأول وبالأول تمضي الأمور متسقة مستمرة بلا انقطاع، ومن الانتظام احترام النظام وإرشادات قوى الأمن التي سترافق مسيرك خدمة لسلامتك، واحترام كل مشارك ومساهم من رجال الدين وأداري المواكب والحضرات والحسينيات.
البند الحادي عشر: لا تبتذل في التجاذب مع الآخرين وتتدافع معهم عند رؤية تجمع منهم لأخذ بعض الشرابت أو (اللفات) من السيارات الواقفة أو المتحركة، فإن في هذه الصورة إساءة واضحة لهذه المسيرة وفتحاً لأبواب نقد الآخرين لها، كما أنها تدلل على حرص منك، عليك أن ترفضه وتنزعه عن نفسك، فالحرص لا يجتمع مع الكرم والشجاعة اللذين عليهما الركب الحسيني وتذكر رفض العقيلة زينب لعطايا أهل الكوفة ورميها من أيدي الأطفال.
البند الثاني عشر: لا تقلل من قيمة أي عمل يقدمه المشاركون من أهل المواكب الكرماء وبعض الزائرين ولو كان إلقاء السلام، وتلقى الآخرين بالبشر والسرور والدعاء، واجعل الإيثار صبغتك عند التزاحم مع الآخرين في المنام أو غيره.
البند الثالث عشر: لابد من جعل الشعارات المرفوعة عامة وفي إطار إسلامي محصن من دون تضميم لفرد أو جماعة أو طائفة أو فئة، وإنما هي إنسانية خالصة وفي إطار ثورة الإمام الحسين الذي لم يفرق بين احد من أصحابه مع اختلاف مشاربهم وأهوائهم.
وليكن الشعار المرفوع هو الصلاة على محمد وآل محمد ولبيك يا حسين، بانتظام وعند كل عشرة دقائق مثلاً.
البند الرابع عشر: إذا تعبت في مشيك فعليك بالنسلان- الإسراع- واكل البصل، وأن تختار أوقات الليل الأولى في مسيرتك، فإنك ستجد راحة في بدنك وبركة في مشيك من حيث قطع اكبر مسافة ممكنة فإن الأرض تطوى في الليل، واقلل من الأكل والشرب، واحتمي بالبصل إذا خفت أن يصيبك بعض الأوبئة وأنت في الطريق، وأن تمشي النساء على جوانب الطريق لا في الوسط والرجال في الوسط.
اخوكم قاسم الطائي
حررناه في 25/محرم/1434 هـ
النجف الاشرف
نشــــــرة النهــــــج العــــــدد 92
برنامج وطني للحكومات
تحية تقدير واحترام للأخوة في الحكومة المقبلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1) ينبغي أن يلحظ المواطن تغيراً واضحاً باتجاه إصلاح حقيقي للعملية السياسية من خلال الابتعاد عن التوافق في تشكيل الحكومة فأن التوافق يعني المحاصصة وهي تعني تقييد الحكومة وتشتيت قرارها على أكثر من جهة، وبالتالي فستكون الحكومة المقبلة صورة طبق اصل السابقة باختلاف طفيف في بعض الوجوه.
2) أن تكون قرارات الحكومة وطنية صرفة لا تهتم إلا بالمواطن الكريم الذي ضرب بشجاعته مثلاً يفتخر به العراق عندما زحف هو والملايين لصناديق الاقتراع لتكريس الممارسة الديمقراطية، وتحديد الشخصيات التي ستمثله في مجلس النواب، والابتعاد كلية عن محاولات تحقيق مكاسب سياسية أو عرقلة تمرير القوانين لحسابات سياسية ضيقة، يحسبها بعض الساسة مواقع للقوة والتأثير وفي حقيقتها هي تجاوز على حقوق الشعب والبلد.
3) أن يُمنح رئيس السلطة صلاحيات جدية في تشكيل حكومة قوية، يكون له فيها حق محاسبة الوزراء وإقالتهم أو قبول استقالتهم، من دون أية مجاملة لشريك في الحكومة أو مساهم فيها بفضل وزنه الانتخابي الذي أفرزته الانتخابات .
4) أن تعمل الحكومة كوحدة واحدة تخضع لبرنامجها السياسي الذي تعده مع شركائها في تشكيل الحكومة، وأن يتخلى المشاركون عن أساليب النقد المباشر وغير المباشر للحكومة وهم مشاركون فيها، فأن المشاركة فيها تلزم المشارك باحترام برنامجها ودعم مشاريعها والدفاع عن قراراتها الوطنية، لا أنه يلقي باللائمة عليها، وينحى بنفسه عن اجرءاتها، وهو بهذا معوق لعملها بدلاً من أن يكون مساهماً فيها، وقد استشرى هذا المرض في الدورة السابقة، فأن النقد والمحاسبة من عمل البرلمان.
وأن يتحلى المسؤولون بالشجاعة المطلوبة في اتخاذ القرارات الصائبة، وأن يتحملوا المسؤوليات عن الإخفاقات الحاصلة من دون ترامي للتهم وخلق المبررات غير الواقعية، وأن تفتح قلوب الساسة على أبناء البلد بصراحة وصدق في النجاحات والإخفاقات.
5) أن تجعل الحكومة أولى أولوياتها حل المشاكل العالقة في البلد في جميع القضايا الداخلية التي هي محل للسجال والتجاذب بين القوى السياسية، وعلى أسس من الحق والعدل وأن يأخذ كل واحد حقه ومستحقه، وأن يتخلى عما ليس له بحق فأن من ضاق عليه العدل فالظلم أضيق، وأن تغلق ملفات القضايا العالقة والى الأبد ليصار الى استقرار سياسي وأمني يضع البلد على الطريق الصحيح للبناء والإعمار، وأن تسعى جادة لإنهاء القضايا الخارجية فيما يتعلق بدول الجوار وعلاقة العراق مع مجلس الأمن بشأن البند السابع وأن تنفتح على العالمين العربي والإسلامي في علاقات جيدة تراعي مصالح الطرفين من دون التدخل في الشأن الداخلي لكل بلد.
6) أن تراعي الحكومة عامل الكفاءة والنزاهة، والذي تزيده الخبرة بهاءً واستدامة في المناصب الحكومية والمواقع الإدارية وأن يخضع للانتماء الوطني لا غيره من الانتماءات الحزبية، أو الكيانية أو القومية أو المذهبية.
7) أن تسن قوانين تحمي الوحدة الوطنية، من مراقبة الفضائيات المحلية والتزامها بالابتعاد عن الأنفاس الطائفية أو العرقية، وأن يخضع المسؤول للمحاسبة أمام البرلمان العراقي على أية كلمة أو تصريح يصدر منه يصب في هذا الاتجاه، وأن يصار الى تثقيف إعلامي واجتماعي واسع لإبعاد الناس عن التوصيف الطائفي وإحلال التوصيف العراقي والوطني بديلاً عنه.
8) أن تبتعد الحكومة ومؤسساتها عن لغة كسر العظم أو الانتقام وأن تفتح صفحة جديدة تحت شعار قاله رسول الإنسانية محمد (صلى الله عليه وآله) عندما دخل مكة فاتحاً ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن سد عليه بابه فهو آمن)) على أن تستثنى جرائم القتل والإرهاب، وللحكومة أن تترك المجال في حل مثل هذه القضايا التي قد تخضع لحسابات سياسية، الى الجانب العشائري، فيحلها بطريقته المتعارفة وإلزاماته العشائرية التي يمكن تقنينها بالشرع، وبالتالي ستوفر الحكومة على جهد كبير تستغله في نشاطات أخرى من بناء مؤسسات البلد الأمنية وفق أساليب علمية وإطارات إدارية متطورة.
9) أن تفكر الحكومة وبشكل لا يقبل التأخير في بناء مؤسسات الدولة الأمنية من الجيش والشرطة، وأن تسعى لتهيئة جيش عصري وفق أحدث التقنيات والمعدات العسكرية ليخلص الى عقيدته في حماية أمن البلد واستقراره ويبتعد كلية عن المحاصصة والنِسب، وأن يكون جهاز الشرطة في خدمة الشعب يعالج القضايا باسلوب الردع قبل العقاب والحساب.
10) على الحكومة أن تتابع الشأن الاجتماعي وتلاحق مما يمكن أن يسيء الى النسيج الاجتماعي وأعرافه وتقاليده، فأن إصلاح الانحراف أصعب بكثير من الحيلولة دون وقوعه وفق منظور الوقاية خير من العلاج وأن تستلهم سبل ذلك من خلال علماء الأمة ممن يرتبطون بهذا الشعب تاريخياً واجتماعياً ولهم علاقات واسعة مع مختلف التنوعات العراقية.
11) على المشاركين في العملية السياسية، القبول بالنتائج وعدم إثارة الأزمات التي لا يدفع ضريبتها إلا المواطن المسكين، وهو سيحملهم المسؤولية وسيندب حظه في الاندفاع للمشاركة في الانتخابات التي أرادها البعض مغنماً له وهو منها صفر اليدين.
أن القبول بالنتائج هو سمة السياسي الحريص على بلده ومستقبله وإن كان من ثمة تزييف أو تزوير في النتائج فهناك الطرق القانونية المتبعة لعلاج هذه الانحرافات والبت فيها وعليهم أن يعرفوا إذا ما منعهم الاندفاع في المشاركة الانتخابية عن الانتباه، بأن التاريخ سيسجل لهم هذه المواقف وسيتحمل أوزارها أو آثارها الحسنة أجيالهم القادمة، وستطاردهم لعنة المجتمع والتأريخ الى يوم يبعثون.
12) المفوضية العليا مسؤولة مسؤولية مضاعفة وخطيرة في عملها، وفق حيادية تامة، ونزاهة واضحة وأنها تتحمل أمانة شعب بكامله، وأن أي تلاعب بنتائج الانتخابات يعد اعتداءً صارخاً وتجاوزاً على حقوق ملايين المواطنين، وهي من سترسم صوره بلد صحيح معافى، أو بلد سقيم تتقاذفه الفتن وتلعب به الأزمات وسيكون ساحة للصراعات.
((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ))
قاسم الطائي
17/ذي القعدة/1432
نشــــــرة النهــــــج العــــــدد 92
عالمية عاشوراء
((ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب))
يعيش المسلمون في العراق وغيرهم من أصحاب الأديان الأخرى ذكرى عاشوراء الإمام الحسين إمام الإنسانية ونصير المستضعفين في الأرض ومجاهد المستكبرين في ملحمة اصطفاف جماهيري وتحشيد إنساني لم تقدر عليه دول الأرض وشعوبها ومشهد من الالتمام والتعاون وإحياء الذكرى بقلوب منفتحة على الخير وهي مسترشدة بقيم الثورة الحسينية، ثورة الأحرار الذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً ومع سرورنا لهذا المشهد فإننا ندعو الجميع أن يكونوا على الاستعداد التام والاستمرارية للتضحية في المسير يوماً ما الى القدس لتحريرها من ارجاس اليهود وإعادة الوجه الحضاري والديني لثاني القبلتين القدس الشريف، وأن يكونوا كذلك ي كل مواجهة مع أهل الباطل والظلمة في أي بقعة من الأرض وبذلك تتحقق المواساة الحقيقية للإمام الحسين ونكون قد أدينا واجب المواساة واجر الرسالة، وقد أثبتت قواتنا المسلحة قدرات فائقة مستلهمة من العزم والإرادة الحسينية حساً عالياً بالوطنية وحماية الجموع المليونية وهي تجوب طرق وشوارع محافظاتنا العزيزة وعلى رأسها كربلاء الشهادة، فلهم منا ومن كل الموالين للحسين وأهل بيته شكر وتقدير ودعاء حفظ وعلو مقام ورفعة، وهي تسجل صورة عالية من الانضباط وحماية أمن المواطنين، نرجو الله وندعوه أن يبقوا على هذا الاندفاع والثبات ليُقلع الإرهاب الى غير رجعة.
إننا ندعو الحكومة العراقية في استثمار هذه المناسبة من خلال التحلي بقيم الحسين عليه السلام من التضحية والوفاء وحفظ الأمانة وإحقاق الحقوق ورص الصفوف وتوحيد الكلمة والسعي الحثيث في بناء البلد، ومحاربة الفقر، وإسعاد الضعفاء، ورعاية المعوزين، وان يتقربوا الى أبناء شعبهم شعب حسين الشهادة والشهامة وعليها أن تضع الآليات التي توفر لها تحقيق هذه الأهداف وهي ليست صعبة بقدر ما تحتاج الى نوايا خالصة وصافية من آثار كسر الآخر ومواطن الأنانية واستغلال المنصب ومحاولة التشبث بالسلطة كامتياز بقدر ما تكون مسؤولية ثقيلة للأداء والخدمة.
كما وندعو كل أحرار العالم أن يستلهموا من وحي هذه الذكرى لتنشيط أعمالهم وسعيهم في التخلص من الظلم والاضطهاد واستغلال الشعوب الضعيفة، وإفشاء الرعب والإرهاب وبث الدسائس وغيرها من أعمال السوء.
وندعو المفكرين والكتاب لتداول هذه الظاهرة المليونية والذكرى السنوية بالدرس والتحليل بغية الاستفادة القصوى منها، وفي عقيدتي سيعثرون على كنوز من المعارف التي لا تزال البشرية غافلة عنها، إن لم نقل أنها ستقف مبهورة لعظمة القيم الحسينية والمعارف الربانية، ونؤكد على تأسيس مراكز بحثية ودراسات إنسانية لهذا الحدث العظيم.
كما ونؤكد مراراً على ضرورة مشاركة سياسي العالم الإسلامي بالخصوص والعربي بالعموم في تظاهرة الأربعينية العالمية لتشهد أنفسهم وتشاهد أعينهم ملحمة الفتح الإنساني للحسين وسيغرفون منها زاداً يعينهم على إدارة شؤون شعوبهم وستزول من أنفسهم وسياساتهم منابت السيطرة والاستغلال والاستكبار وستنعم شعوبهم بالأمن والأمان، والسياسي الشجاع لا يضيع هذه الفرصة العظيمة.
ومن نافلة القول أن أدعو علماءنا الإعلام من المراجع الكرام وغيرهم من رجال الساسة ومشايخ العشائر على المشاركة في التظاهرة الأربعينية المقبلة وسأكون في خدمة من يروم المشاركة فيها.
وأدعو الله أن يحفظ العراق وشعبه، ويوحد صفوفه وينعم العالم بالأمن والأمان، ويوفق الجميع على بناء الإنسان الصالح أنه نعم المولى والمجيب .. ((وأنا لكم ناصح أمين))
قاسم الطائي
10/محرم الحرام 1434
نشــــــرة النهــــــج العــــــدد 92
البطاقة التموينية في ذمة التاريخ
لن نتفاجئ بهذا القرار وقد توقعناه منذ مدة مديدة حين ارتبطت الحكومة العراقية بصندوق النقد الدولي، وألزمها برفع أسعار المشتقات النفطية الى أسعار باهظة جداً، وكانت البطاقة التموينية تنتظر دورها في الرفع، فهي وغيرها تشكل نفقات حكومية كبيرة قد لا تستطيع الحكومة الوفاء بالتزاماتها إزاء شروط الصندوق، وقد نبهنا على ضرورة تسديد كل المبالغ المقترضة منه والتحرر من التزاماته، والتي ستأتي يوما ما على التعليم الذي بدأ يتحول الى القطاع الخاص، وكذا الصحة، وربما الطاقة الكهربائية مستقبلاً، إذا لم تتخذ الحكومة سياسات اقتصادية تنطلق من واقع حاجة الشعب العراقي وظروفه الحالية التي لم تستقر امنياً واجتماعياً.
إن رفع البطاقة التموينية في هذا الوقت بالذات خطوة غير محمودة النتائج على مجمل مواقع الحياة لهذا الشعب الذي ما أن خرج من أزمة وتتنفس الصعداء فترة إلا ودخل في أخرى اعقد منها وكأني به يحارب على طول تاريخه من اجل لقمة العيش وقد حباه الله ببلد يملك ثروات لا مثيل لها في ارض أخرى من المعمورة.
إن مثل هذه الخطوة قد تبدد الضامن لاستقرار البلد على مستوى توفير الغذاء لعموم الشعب وقد أسكنت ثورة كادت تنطلق منذ مدة فيما لو رفعت، والحكومة في قرارها هذا قد تكون وجهة نظرها كما أعلنت عنه هو الحد من الفساد الذي كانت تمثله البطاقة، وكان الأرجح في نظرنا هو محاسبة المفسدين والمتلاعبين وتشكيل لجان شعبية من المناطق نفسها لمراقبة وصول مفرداتها وإبلاغ السلطات المسؤولة عن ذلك، ولا يكون الحد من الفساد برفعها، وقد تفتح له باب آخر، هو أن الحكومة كيف ستضمن استقرار السوق من خلال توفيرها المواد الأساسية وبأسعار معتدلة، فإن عمل كهذا غير مضمون أن يكون خالياً من الفساد، وستقوم عصابات السوق وبالتعاون مع بعض المفسدين بالحيلولة دون استقرار السوق، والحكومة أن حددت مواطن الخلل في البطاقة وكسبت خبرة منها تحتاج لوقت طويل لتشخيص مواطن الخلل فيما يمكن أن يحدث من تلاعب جديد، وظهور مفسدين جُدد.
ثم أن السوق العراقي مفتوح لكل دول الجوار وتجار السوق الذين يستطيعون بكل طريقة التلاعب بالسوق للحيلولة دون استقراره فيما لو تعرضت مصالحهم للتهديد والحكومة في وقتها الحالي تحتاج الى شيء من الاستقرار لمعالجة القضايا العالقة والأزمات السياسية القائمة، وهل بإمكانها معاقبة المحتكرين في السوق كما فعل النظام الطاغوتي الجائر فترة التسعينات من القرن الماضي، بالتأكيد أنها ستقيد بقيود واعتبارات تمنعها عن فعل ذلك، وإذا امن العقاب كانت النتيجة واضحة.
إن خطوة كهذه تحتاج الى عديد من الدراسة والتاني قبل إطلاق قرارها، من خلال عرضها على الشعب واخذ رأي عمومه من خلال استقراء سلس وبسيط تقوم به الحكومة، لتتعرف على وجهة نظر الشعب، لأن القرار يمس واقعهم المعاشي مباشرة وتخطيه قد يوصل الى ما يتخوف منه ولو بعد حين بعد أن انعم الله على هذا الشعب بشيء من الاستقرار الأمني وقليل من الاستقرار المعاشي.
وأن يكون لمجلس النواب من خلال الحق الذي عليهم لشعبهم رأيه في هذه المسألة حتى وإن كانت خارج حدوده وصلاحيته، ليلمس منه الشعب حقيقة كونه ممثلاً عنهم.
إننا نعتقد بأن الحكومة تحتاج الى النظر بدقة فيما يمكن أن يحدث، ولأنها تجربة جديدة ستبقى في دائرة المجهول الذي يقلقنا جميعاً شعباً وحكومة، وأن عليها أن تراجع مقدار المبلغ الذي خصصته للفرد الواحد، فإنه بعملية حسابية بسيطة سوف لا يوفر الحاجات الأساسية للعائلة العراقية إلا أياماً معدودة، فتضطر بعدها الى الإنفاق على هذا الجانب من دخلها الشهري وهو ما لا يسد حاجاتها الحياتية المتعددة.
وقد أرشدنا منذ مدة الى إيصال بعض واردات النفط الى المواطن شكل متوازن ومتساوي لعموم المواطنين، وهو في نظرنا العلاج الناجع لرفع البطاقة التموينية، وقلنا ان هذه المبالغ هي خارج ما تبنى عليه الميزانية العامة من سعر برميل النفط كي لا تزاحم الإنفاقات الكبيرة التي ترهق الميزانية.
اسمع نصيحة ناصح جمع النصيحة والمِقة
واياك واسمع ان تكون من الثقاة على ثقة
نشــــــرة النهــــــج العــــــدد 92
هل تعلم
1) على الرغم من أن تناول الطعام أو الشراب يرتبط لدى البعض بالنظافة والرقي إلا أن هناك نوع غريب من القهوة أصبح يباع في بريطانيا بسعر باهظ الثمن مصنوع من مخلفات القطط يسمى (لواك).
والغريب أن سعر القهوة 60 جنيهاً إسترلينياً، حيث بدأ مقهى ديستركت في العاصمة البريطانية لندن بتقديم قدح القهوة للزوار على الرغم من انه مقهى ومطعم فاخر، افتتح مؤخراً في شارع بيكاديلي الشهير وسط العاصمة البريطانية لندن.
لواك هذه هي القهوة العجيبة تؤخذ حبات منها من براز حيوان سنور الزباد أو كوبي لواك وهو حيوان صغير الحجم يشبه القطط، ولكنه من فصيلة تدعى بارادوكسور يعيش ويربى في بعض دول آسيا وخصوصاً في اندنوسيا والفلبين وماليزيا وجنوب الصين.
يعيش هذا الحيوان على الشجر يلتهم ثمار القهوة الناضجة، إلا أن معدته تهضم قشرتها فقط فتخرج الحبة مع فضلاته كما هي، ومن هنا يقوم المزارعون بجمع هذه الحبوب يدوياً ثم يغسلونها ويحمصونها بشكل بسيط لتفادي تحطم مركباتها المعقدة والتي تضيف نكهة خاصة للبُن.
والغريب والمثير للاشمئزاز هو أن يزعم بأن أحماض معدة هذا الحيوان هو سر مذاقها اللذيذ حيث تختلط عصارة معدته مع حبات البُن مضيفاً طعماً ورائحة مختلفة.
ويميل لون حبات القهوة الى لون القرفة المحمر أما شرابها فهو معدوم السكريات ونكهته قوية بالنسبة للذين يتذوقونه لأول مرة.
ويقول مدير العمليات في المقهى فريزر دونالسون أن الكيلو من هذه القهوة يصل سعره الى 5000 جنيه إسترليني.
2) إن سرقة المال العام تحت أي عنوان ولو عنوان العمولة- القمسيون- هو من المنكر ومن يرتكبه او لا ينهى عنه فهو ممن لا دين له كما عبرت بعض الروايات، والتي منها قوله صلى الله عليه وآله (قالوا: ما معنى لا دين له؟ قال: ذلك الذي لا ينهى عن المنكر) وكان صلى الله بصدد بيان المؤمن بقوله من المؤمنين من لا دين له.
3) إن الانتخابات أمانة في أعناق الجمهور، منها ينطلق الإصلاح، ومنها أيضاً يعشعش الفساد فإياكم أن تنتخبوا من لا تعرفون تاريخه ولا تعاينون معاشرته، وهم في ذلك يسنون سنّة سيئة عليهم وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة أو سنّة حسنة لهم أجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة، وعليكم أيها الناخبون أنفسكم لا يضلّكم الآخرون تحت أي عنوان كانوا ولو كان دينياً.
4) إن الراتب التقاعدي للبرلماني- وعمله سياسي أدائي- وليس وظيفة عملية حكومية يستحق عليها الراتب التقاعدي وهو يتقاضى ما يقارب السبعة ملايين دينار عراقي، فيما مهندس عراقي متخرج منذ عام 1982 وعمل بدوائر الدولة منذ تخرجه الى حين طرده من العمل لأسباب سياسية، ثم أعيد للخدمة بالقرار الجديد، كان تقاعده لم يتجاوز الأربعمائة ألف دينار!! ((أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ [الصافات : 149])).
5) إن خللاً يذكر في بعض لافتات التعزية لإمام العصر والمراجع العظام، والعظام لا يدرك لها معنى مفهوم، فإن كانت من العظيم فجمعها عظماء، وإن كانت من العظم فجمعها عظام، وهذا خلل لغوي.. فينبغي لمكاتب الخط الانتباه إليه.
6) إن معظم الكليات والجامعات الأهلية هي في الحقيقة مشاريع استثمارية لا تعليمية ظاهراً، ولك أن تعرف ذلك بزيادة القسط السنوي كل عام حتى وصلت أقساط بعض الكليات بما فيها الرسمية المسائية الى مليوني دينار، وكل ذلك سيكون على حساب المستوى التعليمي والعلمي للطلبة الأعزاء.
سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
السلام عليكم ورحمة ا… وبركاته…
قبل أيام خرج علينا أعضاء البرلمان بتصويت مفاجئ وبالإجماع تقريباً على قرار منح كل عضو من أعضاء البرلمان مبلغ قدره (750.000) دينار شهرياً لغرض شراء قرطاسية لمكاتبهم الخاصة.
فما هو تعليق سماحتكم على هذا الموضوع؟
الشيخ حامد النعماني
بسم ا… الر… الر…:
يوماً بعد آخر يتأكد لدى الشعب العراقي أن البرلمان موقع للامتيازات الشخصية والمكاسب الفردية وليس للخدمة الشعبية ورعاية الحقوق العامة، وهو بخلاف ما اخذ عليه البرلمانيون وألزموا به أنفسهم وعقدوا اليمين عليه من رعاية مصالح الأمة أولاً وآخراً، وإذا بالشعب المسكين الذي غرّته وعودهم وخُطبهم قبل وصولهم الى المقعد البرلماني، يفاجئ بأن القوامين العامة معطلة، بسبب دورانها بين مصالح الكتل ورغبات الأعضاء واكتمال النصاب والعطلة الصيفية، ورعاية الشعائر للحج والعمرة البرلمانية وتبقى في بطون الملفات وظُلَم أدراج المكاتب، فيما القوانين المتعلقة بمصالح النواب الشخصية ومكاسبهم الفردية لا تنتظر سوى مدة رفع الأيدي، وحينها يكون التصويت بالأغلبية بل بمطلق الأغلبية.
من المؤسف جداً أن يصل مجلس نواب الشعب الى مستوى المطالبة بمنح قرطاسية لمكاتبهم فيما تنتظر آلاف بل ملايين العوائل العراقية المعدمة والفقيرة قراراً يعزز قيمتهم العراقية ومكانتهم الإنسانية في حق العيش بكرامة والتمتع بخيرات بلدهم النفطية الهائلة التي قلنا فيما سبق بأن المخرج من نفط العراق يتجاوز الأربع ملايين دولار لا يعرف احد بالضبط أين تذهب؟ وإلى من؟ ومن يستخرجها وينقلها؟!! والمعلن اقل من ذلك بكثير.
ليت مجلس نواب الشعب الموقر فتح ملف الطاقة الكهربائية والثروة النفطية حمايةً لثروات العراق وخيراته واحتراماً لوعودهم لمواطنيهم، ورعاية لمصالح أبنائهم وهو ما عقدوا العزم واليمين عليه، والبقاء على ضمان لقمة العيش من خلال البطاقة التموينية وضرورة الإبقاء عليها وإلا آل أمر الناس الى أسوأ مما هو عليه.
إن بلداً يكون مستوى قرار مجلس نوابه بهذا المستوى لن يتقدم خطوة الى الإمام ولن يواكب تقدم وتطور شعوب الأرض الأخرى.
إننا نلفت انتباه أبناء شعبنا الى القادم من الدورات وأن لا يعطي صوته لكل من هب ودب وان يتحمل بشجاعة مسؤولية اختياره وانتخابه لنوابه.. وإلا لا يلومن إلا نفسه..
ولات حين مناص
قاسم الطائي
20/ذي الحجة/1433هـ