وجهة نظرنا
العالم مدين للإمام الحسين عليه السلام
سيشهد العالم عن قريب واحدة من اعظم مشاهد التحشيد الجماهيري المحب والموالي للحسين (عليه السلام) في الزيارة الاربعينية القادمة بإذن الله تعالى، ولا حاجة لتوجيه الخطاب الى المحبين والموالين بل الحاجة الى توجيه الخطاب الى قادة العالم وشعوبها فإنهم مدعون للمشاركة في هذا التحشيد العالمي الذي رسم خطوطه الإمام الحسين بتضحياته الجليلة التي حفرت ذكراها في العمق الانساني وحركة التاريخ الى الدرجة التي نعتقد بأن الذين يتحركون خارج اطار الخط الحسيني هم خارج حدود التاريخ الانساني الذي يشهد مظاهر متنوعه ومتعددة للظلم – ظلم الانسان لأخيه الانسان – وبالشكل الذي عجزت عنه أدوات العالم وخبراته الطويلة في إقباره أو إنهائه، وهو يشهد كل يوم صورة لظلم من نوع جديد لا يقف فيه الانسان الظالم عنده، وكلما وجد المظلوم يتراجع أمامه- بفعل عوامل الجبن وضعف الارادة وعدم الاستعداد للتضحية- كلما ازداد الظالم ظلماً.
ومن هنا فأن العالم اليوم وقبله وبعده بحاجة الى محفز عالمي لشد ارادته وزيادة استعداده للتضحية من اجل انسانية أرفع وعدل أوسع يسود العالم، ويصرخ بوجه الظالم في اسمى عبارات التحدي والبطولة، هيهات منا الذلة.
والمسيرة المليونية التي حققها اتباع أهل البيت في العراق خلال السنوات القليلة الماضية هي الظرف المناسب لكل محبي الحرية والعدالة ليتزودوا منها قوة وارادة.
وها هي تنتظركم أيها القادة والشعوب أرض العراق تسعكم بخيراتها وكرم ابنائها.
ركوب الموجة الأمريكية
في عالم اليوم يبدو وبشكل لا يقبل اللبس أنه عالم القوة والغول الامريكي الذي ما إن ضاقت به السبل في تحقيق مكسب سياسي وبالطرق المسماة عندهم بالحوارية والدبلوماسية أخذ وبشكل سافر ومعلن يلوح بالقوة ويتقدم بالتنفيذ، سواء حشد لدعوته مؤيدين أو فشل في ذلك، واحتلال العراق خير شاهد على صدق القول، فما إن فشلت الدبلوماسية الامريكية في كسب الرأي العام العالمي قررت وبمفردها وبدون تخويل من مجلس الأمن باحتلال العراق وفرضته كأمر واقع على جميع الدول – سواء كانت من اعضاء مجلس الأمن أو من خارجه – التعامل معه والقبول به.
وهذه السياسة تطلب استطلاعاً تاماً على تفاصيل ومجريات كثيرة وفي ساحات واسعة من كرتنا الأرضية، منضماً إليها آلة إعلامية مسيطرة على توجيه الإعلام وتوزيعه على وسائل الاعلام المرئية أو المسموعة والمقروءة، ومن خلال آلتها فقط تستحصل المعلومة الاخبارية، وهي من تصنع سبكها وصورة عرضها، وتلجئ الفضائيات المرتبطة معها أو السائرة في ركبها عرضها كما هي إلا في النادر ما يستدعي تعليقاً بسيطاً لبيان استقلالية الاعلام ووطنية الفضائية ولاتضاح الفكرة وقبولها ما عليك إلا أن تتابع الفضائيات المشهورة في العراق أو الأكثر مشاهدة مثل العربية والجزيرة والشرقية والبغدادية في الطبقة الأولى وبعدها في الثانية بغداد والرشيد والرافدين والبابلية والمسار وبلادي وما شاكلها فإن أخبارها جميعاً متفقة عرضاً ومضموناً بتغيير أوقات العرض وتقديم بعض الأخبار عن بعض، وثمة خبر يقع في قرية عراقية أو مزرعة نائية، نجد الناقل له وكالة رويتر، وهذا أمر مستغرب، إذ من الحق أن نسأل أين الاعلام العراقي الرسمي والاهلي حتى نتسول خبراً من وكالة رويتر، أو الصحافة الفرنسية أو .. .
وبعد السيطرة الاعلامية تأتي أوراق الضغط والابتزاز السياسي والمالي لدول الارض فقد اخذت وفق مشروع استراتيجي قديم لا أتذكر بالضبط من هو بطله من الساسة الامريكان وهو خلق وافتعال مناطق تازيم في كل دول الأرض تقريباً فقد تضطر الادارة لإشعالها في حال اخضاع تلك الدولة لتوجهاتها السياسية أو الحصول على دعمها وتصويتها على بعض قراءات المجلس أو هيئة الأمم المتحدة ضمن خط المصالح الامريكية، فنجد في العراق مثلاً الشمال، وفي ايران عربستان، وفي تركيا الأكراد، وفي سوريا الجولان، وفي افغانستان القاعدة، وفي باكستان طلبان، وفي الهند كشمير، وفي الصين تايوان، وفي روسيا الشيشان، وفي انكلترا ايرلندا، وفي الارجنتين فوكلاند، ..الخ.
فإذا ما نجحت في خطها الثالث الاستفزازي، أكتفت به، وإلا لجأت الى الخط الاعلامي وكسب التأييد الدولي، وتوجيه الرأي العام العالمي، حتى إذا انثلم بخروج بعض الدول عنه، كانت القوة هي العلاج الأخير.
ومن خلال خطوطها الثلاث قد تحدث تغييراً في أدوار بعض الدول أو بروز موقعها أو دخولها بقوة في بعض الساحات، كدخول تركيا على الخط العربي من خلال بعض المواجهات الصورية مع الكيان الصهيوني، وقد بانت صورتها بالاندفاع الشديد الرسمي وعلى اعلى مستوى في الدولة بالقضاء على النظام السوري، والتفاعل مع المعارضين له.
وفي جانب آخر نرى قطر وهي تريد أن تأخذ موقع السعودية في الساحة العربية من خلال تدخلها في اسقاط نظام القذافي، وسعيها المحموم لاركاع نظام بشار الاسد، وهاتان الدولتان لم يكونا شيئاً مذكوراً في الساحة السياسية والاعلامية ومن دون الاذن الامريكي لا يمكنهما الدخول وبهذه القوة.
وسيصاب كل منهما بأول سهام الرأي الأمريكي عندما تتغير بعض المعطيات السياسية، حينما يرجع الروس لسابق عهدهم بما يملكون من قوة هي الوحيدة القادرة على الردع لأمريكا، وجاءت نتائجها بالتلويح بضرب الدرع الصاروخي في تركيا واستعمال حق النقض – الفيتو – لمنع تمرير قرار ضد سوريا.
ومن خلاله تراجعت تركيا كما هو واضح، وضعفت الهمم القطرية، والشاهد على تحريك قطر، هو عدم تفاعلها بالمرة مع المظاهرات البحرينية لأنها في جانب تمثل نفوذاً ايرانياً كما يدعون.
إذا على ذلك، ينبغي إن نقدم للبشر جواب مواجهة الغول الأمريكي ضمن نقاط بسيطة ولها شواهد واقعية.
1-عدم الانبطاح أمام آلاتها الثلاث، والانكسار السريع أمام اندفاعها لما قلناه مراراً وتكراراً إن هؤلاء يراهنون على سرعة النتائج من خلال قواتهم العسكرية والاقتصادية، فإذا ما تأت سريعاً إنهار كبرياؤها وتبدلت في حساباتها، والشاهد المواجهة مع ايران في منظمة الطاقة الذرية وإنهاء البرنامج النووي الإيراني، والشاهد العسكري المقاومة اللبنانية في حرب 2006 وكيف حققت نصرها بالصبر والصمود وعدم انكسار الإرادة أمام الهالة العسكرية المدمرة، وكذا حرب غزة.
2-محاولة خلق بدائل واقعية ومقبولة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن لأنهما يمثلان مصالح وقوانين الدول الكبرى، وفي نظري المتواضع، ينبغي الخروج منهما والبدء بمشروع تأسيس جمعية أو مجلس للدول الأخرى غير القوية اقتصادياً لنكون معادلاً وراعياً لمصالح الدول الضعيفة والفقيرة. وإذا واجهت الفكرة صعوبة وهي كذلك لحاجتها لإرادات قوية وعزائم مستقلة، فإن الضرورة داعية لتوسيع الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن بواقع عضو عن الدول العربية، وعضو عن الدول الإسلامية، وعضو عن القارة الافريقية، وعضو عن أمريكا الجنوبية. للحيلولة دون تمرير أي قرار مجحف بحق بعض الدول.
3-إرجاع التوازن الدولي السابق من خلال فتح مجالات واسعة في الساحات السياسية الاقليمية والعالمية للروس، والصينيين لمنع استفراد أمريكا بالقرار الدولي، واضعاف الهجمة الأمريكية في هاتين الساحتين، على إن لا يكون ذلك على نحو استبدال هيمنة بأخرى بل باعتبار اصطفاف هاتين الدولتين لتقف امام النزعة الإمبراطورية للأمريكان.
4- الاسراع في ايجاد بدائل من النفط تقلل من حاجة الاعتماد عليه وبالتالي سينعكس ذلك على ارادة السيطرة على منافع النفط في العالم التي سعت اليه امريكا منذ الحرب العالمية الثانية لإخضاع إرادات الشعوب لها.
5-سحب الأرصدة الهائلة من البنوك الأمريكية وتوجيه ضربة قوية لاقتصادها تجعلها تشتغل بمشاكلها الداخلية قبل أن تجمح الى تصدريها للخارج
6- الغاء التعامل بالدولار في التعاملات العالمية، وجعل عملية التبادل لمجموعة من العملات مشتركة كاليورو، والين، والدولار، و.. و.. لنزع السطوة الدولارية في الأسواق العالمية.
أو أن يقرر عملة واحدة لجميع شعوب الأرض وبإشراف دولي اقليمي عالمي.
قالوا – وتحيرنا
قالوا – أقصد السابقين – لكل من يقف في طريقهم أو ينتقد فعلهم أو لا يساير ركبهم بأنكم عملاء (ودعوجيون)، ولا نملك جواباً لردعهم غير السكوت والصمت لأن أي جواب كان لا يوافقهم ولا يتحملون سماعه، فالسكوت فيها أمراً مطلوب حتى من الناحية الشرعية حفظاً على النفس من التهلكة، والكاتب ذاق الويل في أحد السجون الحكومية المدمرة في أطول تحقيق شاهده حيث تكرر أكثر من مرة وصراخ المحقق يرتفع عميل من حزب الدعوة، وقد جاء السكوت حينها بنتيجة ووقى الله الكثيرين من الهلاك والدمار.
وقالوا – أقصد الحاليين – كذلك لكل من يقف امامهم أو يتكلم من فسحة الحرية لنقدهم عملاً وتقصيرهم فعلاً بأنه بعثي، وهي شماعة رفعت حتى لم يسلم منها من وقف بصلابة وواجه البعث منذ مجيئه في نهاية الستينات والى سقوط نظامهم المقبور مواجهة صلبة شرسة، فيها من المواجهة النارية، واستخدام الاسلحة القاتلة وضرب أوكار حزبهم، ثم المطاردة ثم السقوط في الاعتقال.
ومن الحق أن يسأل المدان سابقاً (الدعوجي))، والآن بالبعثي بأنه من أي الفريقين، والى أي الجانبين، أم إن قولته الحق هي ما تدينه بما يحلو للحاكم وجلاوزته، نبؤني بعلم إن كنتم عالمين، وأحكموا يا منصفين هل المدان محق أم الموجه محق، لا يعقل أن كلاهما محقٌ بل لا بد من أحقية احدهما، فإن كان المدان فله الويل بما كسبت أيديه وما تقدمت اليه رجليه فقد ضيع الأمرين ووقع في النكستين، أو إن الموجه مدان، وهو لا يشعر فأنه يقلد ما سبقه من حيث يشعر أو لا يشعر، أو إن السلطة هي ما تعمي العيون عن رؤية الحقيقة أم ماذا؟ فأن تعجب فعجب لقولهم.
وقالوا .. انتم وثابون للرد بعصبية ومن دون حساب، ويسمى بالعامية (هجاجون) بسبب وبدونه لكل من لا يتفق مع رايكم ويقبل قولكم، وأنكم صعب العشرة، وقلنا لهم كيف بهذا وأنتم ترون البساطة، والتواضع، ويردفهما الكرم، وسهولة المعشر، وتقديم المعرفة ورفع الحواجز، ورفع الهيبة التي تجدونها في انفسكم عند مقابلة الآخرين، ويسر قضاء الحاجة مع صعوبتها عند الآخرين.
ومقصد سيء للقائلين، فأنهم بقناعاتهم يفرحون، وبما عندهم يتفاخرون، وفي خلط الحق والباطل يقعون ، وفي مجاملة العطالين والبطالين مستحون ، وفي حسم أمر أو منازعة يبتعدون.
وأنا ابحق (أهج) أو في باطل فماذا تقولون؟ فإن قالوا بالحق فكفاه جواباً وإن كان بالباطل فقدموا وهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
وأنتم ممن لا يقبل قوله، ولا يعد رسمه ولا يفقد أسمه في مواقع الاعتبار والاعتناء وبعضكم قد خان الأمانة، وطمع في مؤونة سجين أستؤمن عليه فسولت له نفسه سرقتها، ومثله لا يصلح للتقييم بل و يلعن على التشهير.
ستبقى شعائر الحسين (عليه السلام)
أن الشارع المقدس حينما يشرع أمراً على مستوى المطلوبية مطلقاً، تارة يترك انتخاب المصداق للمكلف من دون تحديد من قبله، فأي فرد من الصلاة التي يأتي بها امتثالاً لأمر الصلاة، فقد يأتي بها في البيت أو في المسجد، أو هو في السفر أو هو في الحضر أو.. أو..، فالشارع لم يحدد له ما يحرز به امتثال الحكم الشرعي، بل ترك أمره للمكلف يختار ما يراه مناسباً، وفيه امتثالاً للحكم الشرعي.
وأخرى تدخّل في تحديد مصداق امتثال أمره كما تدخل في إيقاع الطلاق حيث فرض صيغة واحدة يتحقق بها إيقاع الطلاق خارجاً.
وإذا فهمت هذه المقدمة نأتي لمحل السؤال، فنسأل هل أن الشارع حينما أمر قرآناً بتعظيم الشعائر أو سنة بإحيائها كما ورد (احيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا).
ثم نسأل هل تحددت هذه الشعائر بمصداق أو كيفية معينة أرادها الشارع دون سواها، وإن لم يكن من ثمة تحديد فلماذا التأكيد على البكاء خاصة.
والمستظهر عندنا انه لا خصوصية للبكاء مع شدة تأكيد الشارع عليه، والتأكيد عليه من باب كونه أوضح كيفية قابلة لأن يقدم فيها الموالي والمحب في ذلك الزمان لأنها تمثل وسيلة سلبية لا تشكل تهديداً للسلطات آنذاك وإمكان القيام بها لكل واحد من دون نكير من احد.
والشارع أراد التأكيد على إحياء هذه الشعيرة وإبقائها حية في ضمير الأمة لأنها تشكل صراع الإسلام مع الانحراف والاستبداد، ووجودها يعني وجود الإسلام، وضربها يعني ضرب الإسلام، وحيث أن الشارع أراد تكريسها في الواقع الإسلامي ليبقى الإسلام ببقائها، فليس من طريق أسهل وأيسر منه على البقاء، إذ لو حث على وسيلة أخرى فيه إبراز للمعارضة والاحتجاج على السلطة لقبرت في حبها ولتضرر الموالين من ورائها، فكان لابد من انتخاب وسيلة تحقق كلا الغرضين، تديم القضية الحسينية وجداناً في ضمير المحبين وتكريسها في دواخل نفوسهم، وتحافظ على حياتهم من ناحية أخرى، فكان غرض الشارع متحققاً بذلك، ولكن لا يعني ذلك بالمرة الاقتصار على هذه الكيفية من الامتثال، إذ لم يظهر من كلام الشارع مجموعاً انه أرادها بالخصوص دون غيرها، ومعنى ذلك انه لو استحدث طريقة تعزز مضمون القضية الحسينية في نفوس الموالين وتميزهم بهوية خاصة عن غيرهم، مع عدم المنع عنها بعنوانها، وهو كذلك إذ لم ترد حتى يمتنع عنها أو لا يمنع عنها، وعلى هذا فالطريق لممارسة أخرى غير هذه الشعيرة مما لا بأس به.
وما أوقع الآخرين بالاقتصار على البكاء أنهم فهموا من البكاء هو الشعيرة، مع أن البكاء طريق وآلة لإبراز الشعيرة، وهي إحياء أمر الأئمة، أو تعظيم شعائر الله، ومن يكون أفضل شعيرة من قيام الحسين بالثورة المباركة التي حفظت لنا الإسلام، ولولاها لما بقي منه عندنا من اثر.
وقد ذكروا بعض الاعتراضات نذكر بعضها:
قالوا أن بعض الشعائر – كالتطبير- مستهجن وفيه مبالغة.
انه لم يبين ما هو المراد من الاستهجان الذي اتخذه موضوعاً لعدم الجواز، حيث لم يرد هذا العنوان في لسان الأدلة، لا في رواية ولا في آية، وإنما اتخذه هو من تلقاء نفسه فجعله موضوعاً للحرمة، ولو قبلنا انه عنوان للحرمة فمن هو الحاكم في كون هذا الفعل مستهجن، هل هو الشرع أو العقل أو العرف أو التلفيق بين اثنين منهم أو الثلاثة مجتمعين؟
ثم لمكان تقدير إرجاعه إلى العرف، فهل هو العرف العام لعموم الناس أو العرف الخاص للمتشرعة، والأمر للمستدل ماذا يقول، هل يتفق العرف العام على عدم الجواز أو كونه استهجاناً أو يتفق العرف الخاص على ذلك، والمسألة واضحة.
وقالوا نهى الحسين أخته زينب عن الجزع
وأما نهي زينب من قبل أخيها الحسين عليه السلام للدور العظيم الذي ينتظرها في إظهار هذه الجريمة والإشهار بها على الملأ في كل مكان وزمان، وهي في طريقها إلى السبي، وعليه فلابد من رباطة جأش كي لا تشمت أعداء الخط الحسيني به وبأهل بيته، فكان كلامه نصحاً لها وتنبيها إليها للاستعداد نفسياً للدور العظيم الذي ينتظرها، مع كونه خطاباً خاصاً لها.
وقالوا التطبير تشويه لصورة الاسلام ونبزه بالإرهاب
إن عنوان التطبير لم يرد في أية أو رواية، وهذا الفعل ينظر له من احد جانبين.
إما من جانب كونه فعلاً يمارس بالكيفية المتعارفة بما هي كيفية ومن دون إضافة إلى كونه شعيرة، أو طريق إلى الشعيرة العظيمة وهو إحياء الذكرى الحسينية.
أو ينظر إليه بالإضافة إلى ما ذكر فالمحرم قطع الإضافة والمحلل ربطه بالإضافة.
والفعل بمقتضى طبعه الأولي لا دليل عليه على الحرمة إلا ما يقال من كونه إضراراً بالنفس وهو غير ثابت، إذ الشواهد بحقه أو تشويهها للإسلام، وعلى القائل أن يبين ما هي صورة الإسلام الحقيقي ليكون هذا الفعل تشويهاً لها، فالقائلون لم يحددوا الصورة وإنما أطلقوا التشويه وكفى، وإذا كانت المسألة على هذه الشاكلة، فكاتب هذه السطور وغيره لا يقول بالتشويه إن لم يقل بأن الفعل فيه مناسبة مع أصل الحادثة ودمويتها، والتعبير بهذه الكيفية فيه تذكير لصورتها ليبقى في الذاكرة الإنسانية على طول تاريخها تبين وتفضح الطغاة والجبابرة والظلمة.
وإذا قيل لنا بأن الغرب يصورها كذلك، قلنا لا يهمنا تصويرهم ولسنا ملزمين بكلامهم، وإنهم قائلون بنسبية الأخلاق أو القيم ولذا عندهم من مفاسد الأخلاق وسيئاتها ما لا يقبله ذو غيرة ومسكة، يكفيك اعتبارهم خروج الريح بالصوت أمراً متعارفاً ولم يقل أي منا أو منهم بأنه تشويه لصورتهم الإنسانية، مع كون الفعل فاحشة عندنا أو عند مستقيمي الفطرة.
وإذا لم يكن من إضرار ولا تشويه فالأصل الأولي يقتضي الجواز، ومع ضم ما قلناه في الأجوبة السابقة فتتم الإجابة.
ومن نافلة القول اذكر وإن كان فيه غرابة الم تر إن ارتباط الناس جميعاً في عموم المعمورة بكرة القدم لممارستها أمام أعين الجمهور وانسهم بها، ولولا هذه الممارسة والمشاهدة من قبل الآخرين لم تصل هذه اللعبة إلى هذا الاهتمام والتركيز، بل إن دولاً يعتمد اقتصادها في بعضه عليها، ولو اقتصر منها على عدم الممارسة أمام الجمهور أو أعطيت في أجواء الدرس والتدريب، فهل سيكون لها هذا الصدى، مع الالتفات إلى عدم الغاية الحقيقية لها بخلاف ممارسة الشعائر، فإن الغاية متوفرة على الصعيدين الدنيوي والأخروي وفيها من الثمرات ما لا يعد ولا يحصى فما قاله من وجوبها من وجوبها لبقاء الحادثة هو المعمول عليه.
والمحصل أن هذه الممارسة بالعنوان الأولي تدخل في الجواز بمقتضى الأصل، وبعد تعنونها بعنوان الشعيرة أو إظهار الشعيرة تدخل في حكم آخر من الجواز بالمعنى الأعم أو غيره، حيث يتبدل موضوع الحكم موقعه من حكم إلى حكم آخر.
وإن كان هنا لا يستدل بمقتضى الأصل هو الجواز ومقتضى تأطيرها بالشعيرة هو كذلك.
قالوا في الحسين عليه السلام
قالوا في الحسين(ع)
لهذا اليوم من محرم مغزى عميقاً لدى المسلمين في جميع ارجاء العالم ففي مثل هذا اليوم وقعت واحدة أكثر الحوادث اسى وحزنا في تاريخ الإسلام. وكانت شهادة الامام الحسين عليه السلام مع ما فيها من الحزن مؤشر ظفر نهائي للروح الإسلامية الحقيقية، لأنها كانت بمثابة التسليم الكامل للإرادة الإلهية. ونتعلم منها وجوب عدم الخوف والانحراف عن طريق الحق والعدالة مهما كان حجم المشاكل والإخطار.
لياقة علي خان أول رئيس وزراء باكستاني
قالوا في الحسين(ع)
ثورة الحسين، واحدة من الثورات الفريدة في التاريخ لم يظهر نظير لها حتى الآن في مجال الدعوات الدينية أو الثورات السياسية.
عباس محمود العقاد، كاتب وأديب مصري
قالوا في الحسين(ع)
الملحمة الحسينية تبعث في الأحرار شوقا للتضحية في سبيل الله، وتجعل استقبال الموت أفضل الأماني، حتى تجعلهم يتسابقون إلى منحر الشهادة.
الشيخ الطنطاوي، العالم المصري
قالوا في الحسين(ع)
لا تجد في العالم مثالا للشجاعة كتضحية الإمام الحسين بنفسه واعتقد أن على جميع المسلمين أن يحذو حذو هذا الرجل القدوة الذي ضحى بنفسه في أرض العراق.
محمد علي جناح، مؤسس دولة باكستان
قالوا في الحسين(ع)
على الرغم من ان القساوسة لدينا يؤثرون على مشاعر الناس عبر ذكر مصائب المسيح الا انك لا تجد لدى اتباع المسيح ذلك الحماس والانفعال الذي تجده لدى اتباع الحسين عليه السلام. ويبدو ان سبب ذلك يعود إلى ان مصائب الحسين عليه السلام لا تمثل الا قشّة امام طود عظيم.
توماس ماساريك
قالوا في الحسين(ع)
لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء وإتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلابد لها من إقتفاء سيرة الإمام الحسين.
غاندي، محرر الهند
قالوا في الحسين(ع)
قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما. لقد اثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر ان الظلم والجور لادوام له. وان صرح الظلم مهما بدار راسخاً وهائلاً في الظاهر الا انه لايعدو ان يكون امام الحق والحقيقة الا كريشة في مهب الريح.
المستشرق الألماني ماربين
قالوا في الحسين(ع)
حينما جنّد يزيد الناس لقتل الحسين وأراقه الدماء، كانوا يقولون: كم تدفع لنا من المال؟ أما أنصار الحسين فكانوا يقولون لو أننا نقتل سبعين مرة، فإننا على إستعداد لأن نقاتل بين يديك ونقتل مرة أخرى أيضا.
جورج جرداق، العالم والأديب المسيحي
قالوا في الحسين(ع)
إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام.
جارلس ديكنز، الكاتب الإنجليزي المعروف
قالوا في الحسين(ع)
حقاً ان الشجاعة والبطولة التي ابدتها هذه الفئة القليلة، كانت على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى اطرائها والثناء عليها لاإراديا. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لازوال له إلى الأبد.
السير برسي سايكوس، المستشرق الإنجليزي
طبنا الشرعي
سنتحول عزيزي القارئ معك الى جانب آخر، لا يقل أهمية عن الأكل والشرب وصحة البدن، إلا وهو الجانب الجنسي، وإن بعض اخواننا المسلمين يشكون من عدم الولد، أو تشوهه وهو في بطن أمه، وهو لم يعلم سبب ذلك ولا خطر في باله سببه، ولكنه سيعرف إن بعض الأوقات أو الكيفيات قد تسبب الى ذلك طريقاً، ومن هنا نهى الشارع عن المجامعة بهذه الأوقات والكيفيات لكيلا يخرج والولد مشوهاً أو ناقص الخلقة، أو زائد الخلقة في بعض الاعضاء أو غيرها من الصور غير السوية.
ومن حرصنا وواجبنا الشرعي بل والأخلاقي والإنساني نقدم لك عزيزي القارئ هذه النبذة البسيطة لتجنب ذلك، أو لمساعدتك بتحصيل الولد، وها هي عشر مسائل في هذا الصدد:
1) من لم ينعقد عقدة الولد فإن استعمال الحليب بالعسل يكون نافعاً له، ويعبر في الرواية عن عدم انعقاد نطفة الولد، بتغير ماء الظهر، كما في الرواية عن الكاظم (عليه السلام) من تغير عليه ماء الظهر، ينفع له اللبن الحليب بالعسل.
2) ومن وجد في نفسه ضعفاً في الجماع، وقد تقدمت بعض الإرشادات في العددين السابقين، ونضيف هنا، فإن عليه بالتطيب، فأنه يشد القلب ويزيد في الجماع ولا ننسى أن تزيل الشعر الزائد من البدن، خصوصاً المواضع الداخلية، من العانة والابطين، والمتناثر في الجسم من غير اللحية والرأس والشارب.
3) قد تستغرب من استعمال الكحل ولكنه مضافاً الى أنه يجلو البصر فأنه يزيد في الجماع، وبضم الخصاب، وتسريح الشعر فإن الزيادة واقعة لا محالة بمشيئة ال..
4) لكبار السن الراغبين في زيادة القدرة الجنسية على الجماع أن يأخذوا بصلاً يقطع صغاراً ويقليه مع البيض، مع شيء من الملح يذر عليه، فأنه مجرب وصفه الإمام الصادق (عليه السلام) لرجل شكى له ضعف المواقعة.
5) أكل الهندباء يزيد في ماء الرجل ويحسن الولد ويزيد في الولد الذكور، مع ما تقدم من أكل السفرجل للحامل.
6) لا تجامع أمرأتك إلا ومع كل منكما خرقة يمسح بها، وإلا فأن المسح بخرقة واحدة توقع الشهوة على الشهوة وبذلك تعقب العداوة بينكما ثم تقعان في الفرقة والطلاق.
7) تجنب مجامعة المرأة (الزوجة) في ليلة الفطر فأن الولد إذا قضي فسيكون كثير الشر، ولا تجامع ليلة الأضحى فأنه إذا قضي بينكما ولد يكون زائداً أو ناقصاً أصبعاً، ولا تجامع من قيام فإن الولد إن قضي سيكون بوالاً على الفراش، ولا تجامع تحت شجرة مثمرة فإن الولد إن قضي سيكون قتالاً أو جلاداً أو دجالاً، ولا تجامع تحت الشمس فأنه إن قضي بينكما ولد لا يزال في بؤس وفقر حتى يموت إلا مع وضع الستر يستركما، ولا تجامع بين الآذان والإقامة فإن الولد إن قضي سيكون حريصاً على إهراق الدماء، ولا تجامع أمراتك بشهوة أمرأه أخرى للخشية أن يكون الولد مخنثاً مؤنثاً، ولا تجامع في آخر الشهر إذا بقي منه يومان فإن قضي بينكما ولد يكون عشاراً أو عواناً للظلمة ويكون هلاك فئام من الناس على يديه، ولا تجامع على سقوف البنيان فإن الولد سيكون منافقاً مرائياً، مبتدعاً، ولا تجامع وأنت تتكلم فإن قضي ولد لا يؤمن أن يكون أخرساً.
8) لا تجامع أمرأتك بعد الاحتلام ما لم تغتسل منه وإلا خرج الولد مجنوناً.
9) النظر الى فرج المرأة يورث العمى في الولد إن قضي.
10) تجنب الجماع ليلة الاهلال فإن رزقت ولداً سيكون مخلوطاً (مصروعاً)، وكذا في وسط الشهر فإن الولد إن كان سيكون مقلاً فقيراً ممتحناً، وكذا أمام الصبيان ويمكنهم وصف الحالة فإن رزقت الولد كان مشهوراً بالفسق والفجور.
وسنوافيك في العدد القادم – أوقات الجماع المحمودة – فأنتظر.
الاستفتاءات
سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اعتاد الناس في شهر محرم الحرام اقامة المآتم على ابي عب الله الحسين عليه السلام تاكيداً لأمر اهل البيت عليهم السلام ويكون دور رجل الدين الوعظ والارشاد من خلال المنبر الحسيني كما سميتموه وفي مقابل ذلك يُعطى أجراً وهو ما يشترطه رجل الدين في اغلب الاحيان لكن لم تقف المسألة عند هذا الحد بل فوجئت من احد رجال الدين حيث يقوم بالاتفاق مع صاحب المأتم على قدر معين من المال ثم يقوم بدوره ببيع ذلك المجلس لشخص اخر بأقل من المبلغ المتفق عليه أولاً ليكون هو الرابح من دون ان يتعب نفسه!
فما هو حكم هذه المعاملة من الناحية الشرعية والاخلاقية؟ وما هي نصيحتكم لمثل هكذا رجال دين الذين تأمل منهم الامة الخير والصلاح.
الشيخ محمد السعداوي
طالب في الحوزة العلمية في النجف الإشرف
بسم ال.. الر.. الر.
عجيب قضية امامنا الحسين عليه السلام فإنها ملتقى للتجار بقضيته كما هي ملتقى للثوار واهل العزم والهمم العالية، لاعلاء كلمة الله وهي العليا.
ولكننا نجد بأن الفئة الثانية قليلة في قبال الفئة الاولى التي راحت تفسح المجال لنفسها وبكل السبل مستغلة قضية الثورة التي تعتبر المناقشة في ممارسة شعائرها من الممنوعات ان لم تكن من المحرمات الشرعية- اقصد مناقشتها- لا اصل اقامتها، فإن الاصل هو اقامتها وتأصيل وجودها وتحريك كل عوامل ديمومتها لاعلاء كلمة الاسلام.. كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله.
الا ان المؤسف ان يسترسل البعض في الاحتيال على الشعائر ويتخذها وسيلة للكسب, وليته وقف عند هذا الحد الذي لا يخلو من مناقشة في اصل التكسب بها كما هو معروف بين اهل الفقه والفتوى بلحاظ ادخالها في تعليم التكاليف الشرعية او عدم ادخالها.
فقد اخذ البعض يمارسها نازعاً ثوبها الثوري والاصلاحي، بل وثوبها الشعائري الذي يريده اهل البيت عليهم السلام اعلاماً للاسلام واعلاءً له.
ان المتصدي للخطابة المنبرية عليه ان يفهم قبل غيره بأنه يؤدي عملاً جباراً وعظيماً يصدق به انه موالٍ لاهل البيت، ومحب للحسين عليه السلام، وبناء عليه فإن اخذ الاجرة بطريقة التعامل فيها مع اصحاب المجالس ان لم تقل بعدم جوازها احتياطاً فلا اقل من عدم صحتها اعتباراً وخجلاً من الحسين واهل بيته الكرام.
واما التمادي في التكسب بها، وعقد صفقات تجارية من خلالها فإنه مضافاً الى كونه استخفافاً بحقانيتها وقوة تاثيرها تربية واصلاحاً للمجتمع، فإنه محرم شرعاً قطعاً، اذ لا موجب لاخذ هذه الزيادة لمجرد انه كان صاحب المجلس والقارئ المتفق معه وأي مبرر له لاخذ هذه الزيادة، وما هو العمل المقدم من قبله لاخذها وأن فيها ضياع للمعروف بين الناس، وكل هذه عناوين تصدق على فعل هذا الخطيب، وهي حِكَم وعلل لبعض المحرمات الشرعية، من قبيل الايجار باكثر من الاجرة لشخص اخر، ومن قبيل تعليل روايات صحيحة لحرمة الربا، التي عبرت عنه (( انما حرم الله الربا لئلا يضيع المعروف بين الناس)) وهكذا بقية المحرمات.
واي حرمة اعظم من متاجرة الشخص بقضية اشغلت الساحة الاسلامية على طول التاريخ منذ وقوعها والى الان، وهي اداة وعامل بقاء الدين وصيانته من الاندراس والتحريف.
فهذا العمل محرم، ويخرج به صاحبه عن عنوان الشيعي والموالي لاهل البيت عليه السلام ولا يجوز التعامل معه وتشجيعه على هذا العمل من قبل اصحاب المجالس والحسينيات، وأنه سابقة خطيرة نعوذ بالله ان تستفحل في اوساطنا الايمانية.
وليجعل الخطيب حظه خدمة الحسين والاسلام وأن يكون على يقين بأن رزقه مضمون واجره مستطاب ياتيه بلا حاجة الى ان يطلبه ويستغرق في طرق كسبه ولو من الطريق المحرم المذكور.
اننا نحذر من هذا العمل ونعتبره سابقة خطيرة على جميع الموالين الوقوف ضده كي لا يستفحل في ممارساتنا الشعائرية وبالتالي سنخسر هوية التشيع من نفوسنا.
قاسم الطائي
7 محرم 1433هـ