مرة آخرى تضع القوات المحتلة نفسها في مأزق بعد المرة التي مرت عليها بسلام في أحداث عاشوراء الدامية وفي كل مرة تتعمد تجاهل مشاعر الغضب العراقية ومطاليبهم المشروعة وحقهم في الممارسات السلمية في تأكيد ماهو ضروري من حرية التعبير عن الرأي والخروج بتظاهرات سلمية وإحتجاجات شعبية وظلت تساوم وتماطل في تحقيق مارفعته من شعارات وادعته من أهداف غزوها للعراق وبات من الواضح لدى العراقيين بأن هذه القوات تسوف في حقوقهم المشروعة وتعرقل كثيرا من المشاريع الوطنية وتعطي لنفسها حق التصرف المطلق متجاهلة إرادة العراقيين ومطاليبهم الإنسانية في الحرية والإستقلال متغافلة عن أن ذلك لاينطلي على أهل الرافدين وأبناء الحضارة الإنسانية العريقة. وقد كان أبناء شعبنا صبورين لدرجة أدهشت العالم والمحتل إلا أن لصبرهم حدود ولتحملهم مقدار وحينما قامت ثلة من المؤمنين ممن آمنوا بربهم فزادهم هدى قد تربوا على مبادى وقيم الشهيد محمد الصدر (رضوان الله عليه) والوطنيين الشرفاء معبرة بشكل سلمي عن مطاليب الجماهير المشروعة بإسلوب متحضر وبمظهر هادئ فاجئته قوات الإحتلال بعقلية المستعمر المحتل وبلغة القوة والبطش التي أطاحت بشعار ديمقراطيتهم الموعودة ونموذجهم المرتقب في عراق ديمقراطي حر، أدراج الرياح .وقد تناست بأن أبناء الرافدين ما كان أمامهم من خيار إلا الإطاحة بنظام الديكتاتور وأجهزته القمعية التي لم يعرف لها التاريخ مثيلاً وصدقوا لعبة الغزاة بأنهم محررون ولكن عاماً من الإحتلال كفيل بأن يكشف لهم زيف ماكانوا يأملونه من هؤلاء فلم يكن: ((إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً)) ولطيب قلوبهم صدقوا حتى بان لهم المستور فوجدوا أنفسهم وقد إستبدلوا الإستبداد بالإحتلال. وإذ ندين بشدة هذه المعاملة اللإإنسانية لمنع التظاهر السلمي والتعبير الديمقراطي كحق معترف به للشعوب نطالب هذه القوات بالكف عن الممارسات الإستفزازية والأعمال التخريبية والقتل ثم الإعتذار له بأعذار واهية وأن تعي أن شعبنا لن يقف مكتوف الأيدي قبال مايحصل في بلدهم الآن من قتل وتدمير ومحاولات تفتيت وحدتهم الوطنية والإستخفاف بحقوقهم ومحاكمة من أجج الموقف من أفراد قواتهم والإعتذار لعوائل الشهداء العراقيين الأبرياء ممن سقطوا بلا ذنب إلا لتعبيرهم العفوي ومطالبتهم بحقوقهم .كما ونطالب كل عراقي تحت أي مسمى كان سواء من القوى الوطنية والأحزاب السياسية والتجمعات الجماهيرية وأفراد الحوزة العلمية أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما يحصل ويقع ويعلنوا تضامنهم مع مطاليب شعبهم ولايتركوا مجالا لتحليلاتهم فيما حصل أن تعرقل ما تمليه وطنيتهم ونخوتهم وأن يقفوا وقفة شعب عرف كيف يكون حراً وكيف يحصل على حريته فإنها تؤخذ ولاتعطى وليستنكروا على كل من يعمل تحت مظلة المحتل ضد شعبه وإخوته وليعلموا بأن الله على نصرهم لقدير وعلى تمكينهم لعزيز.
قاسم الطائي
النجف الأشرف
13/صفر/1424