وان تعجب فعجب قولهم

  ورد في جريدة الحوزة العدد (77 ) بتاريخ 17/ 6 / 2005م عن جواب للسيد مقتدى الصدر عن مغزى الزيارة التي قام بها سماحة آية الله الشيخ قاسم الطائي حول إدارة مكتب السيد الشهيد (قده) في النجف.

      هذه الجريدة التي هي من المفروض أن تكون ناطقة عن الحوزة من الناحية الفعلية أو أنها تمثل الحوزة من الناحية العلمية، فضلاً عن الهدف والأمانة الإعلامية التي تملي على الإعلامي أن يكون بمستوى المسؤولية الصحفية والحيادية الموضوعية في نقل الخبر .

      والمتتبع للخبر خاصة من ذوي الخبرة الإعلامية ، سيرى الانفكاك وعدم الملازمة الواضح بين السؤال وجوابه ، حيث أن السؤال في وادٍ وجوابه في وادٍ آخر .

      ولست ادري أي مقطع من كلامه سؤالاً وجواباً يستحق الإصلاح لينطبق على الحق والحقيقة .

      أما السؤال لا وجود له إلا في مخيلة الناس الذين يتحسسون لخطوات من هذا القبيل من قبل الشيخ الطائي والتي سجل لها التاريخ امتداداً منذ استشهاد السيد الصدر ( قده )  بل يمكن أن نقول في حياته المباركة أو قبل خروجه الى دائرة المرجعية الشيعية كأحد مراجع الشيعة العظام .

      نعم نحن محتاجون لهذه المبادرات التي تلملم شمل هذا التيار العريق ، وإرجاعه إلى سابق عهده مناراً ونبراساً لكل مخلص . أما عن الزيارة ، فان الشيخ لم يذهب إلا لإصلاح خلل ما يجده ظاهراً على السطح ولتقديم استحقاق أستاذه عليه في تقويم التيار الذي خلفه وتدعيم أسس بقاءه وتصحيح بعض مساراته بعد أن وجد تردد واضح وارتباكاً فاضحاً في المواقف التي يتخذها التيار والتي اثر الشيخ أن يبتعد عنه ظاهراً لا واقعاً لأنه وجد أن القلوب منصبة نحو السيد الصدر نفسه ومن يرتبط به من الناحية المذهبية .

      فقد عرض الشيخ جملة مشاريع لإعادة بناء البيت الصدري وجعله مؤثراً وفاعلاً على الصعيد الحوزوي وإعادة نشاط الحياة التدريسية إليه بعد أن ضعف مداها اثر تبدل الطموح من هذه الناحية والظروف الحالية .

      ولم يطرح طلباً من هذا القبيل ولم يكن بحاجة إليه . وألا فان الشيخ له مكتبه الخاص ويباشر من خلاله مهامه ونشاطاته الاجتماعية ووجوده كأبرز علماء الحوزة في النجف الاشرف ، فضلاً عن إننا نعتقد أن الشيخ الطائي هو الممثل الحقيقي والواقعي للتيار الصدري وان لم يكن لذلك من الناحية الظاهرية وشواهد الأحداث السابقة على ذلك يعرفها من له قلب أو يحتكم إلى الإنصاف .

      لو تنزلنا وان طرح شيئاً من هذا فيفترض أن هذا يفرح التيار الصدري ويثلج قلبه من هذه المبادرات ، التي لم يسبق للحوزة والى الآن أن يطلب رجلاً مجتهد من آخر ليس بمجتهد أن يكون تحت خدمته ورهن إشارته ويشهد لذلك احد الأطراف الذين اثر الشيخ بقاءه في الجلسة خوفاً من تشكيك المشككين وتكذيب المكذبين .

      وأما جواباً فينبغي أن يكون كما هي حقيقته : لم يحصل من هذا القبيل ولم يطلب من مثل هذا الأمر وجملة من مثله لم تصدر منه ، لا علاقة للجواب بالسؤال ولا يتوقع أن يتصدى السيد للجواب بهذه الكيفية .

      وكان على السيد أن لا يجعل ثغرات يتصيد من خلالها المتصيدون ويتشمت من خلالها المتشمتون . وكان على السيد أن يدافع على الشيخ لان الشيخ لا يستحق مثل هذا الرد أو أن يكون في  موقع الاتهام .

      ولكننا في النهاية أكثر ما نؤاخذ هذه الجريدة التي ينبغي أن تكون بمدى عنوانها وتتصدى لأعداء التيار والمتربصين ، ويجب أن تكون اللسان الحق والمنصف وتكون سبباً واقعياً في بناء هذا التيار العريق لا أن تهدم ما يبنيه الآخرون لغايات لا نعرف هدفها ولا نعرف مدى ارتباط المصالح فيها .

      المهم إن الجريدة مليئة بالمتناقضات وتبدل المواقف ، والأهم إن هذه الجريدة لا تمثل المكتب ولا هي ناطقة باسمه ولا ترتبط به لا من قريب ولا من بعيد كما صرح بهذا السيد مقتدى نفسه وعليه فإنها أخلت بهدفها المرسوم وأسمها الموسوم .