وجهة نظرنا
منعاً للخراب
تعيش معظم العوائل العراقية بعض الممارسات اليومية ويغيب عن ذهنها مدى الضرر التي تسببه هذه الأفعال بالممتلكات العامة، وما هي الخسائر العظيمة التي تحدثها للمال العام أو للمنشآت العامة، ومما يؤسف له أن جملة من هذه العوائل بعض أفرادها من أهل الاختصاص والخبرة في نتائج هذه الممارسات السيئة، وإن كانت تُفعل من بعض العوائل بدون قصد الإساءة، ولكنها لم تكن لتفعلها في السابق حينما كانت الدوائر المختصة- كدوائر البلديات والماء والمجاري- تغرم المسبب غرامة مالية هو مضطر لدفعها، وبعدها لا يتجرأ على إعادة فعلها.
ترى ما هي الممارسات تلك؟! وقد نسأل كيف غابت عن أذهان الآخرين من مسؤولين وعموم أفراد الشعب؟ ربما غيابها لانشغال المعظم بهموم شخصية عائلية قد أخذت معظم أوقات تدابيرهم وشؤون حياتهم بما لا يبقى ما يهيئ للالتفات إلى ذلك، أو لعدم الشعور بالمسؤولية العامة، أو لاستخفاف الناس بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي لو أهملت فستنعكس نتائجها على المستخف أو أسباب أخرى لا حاجة لعرضها تفصيلاً.
والممارسة المستخف بتأثيرها العام هي جريان الماء من داخل البيوتات إلى الشوارع المبلطة، الأمر الذي يعرفه أهل الاختصاص والمهندسين بفاعلية تدمير المياه الراكدة للطبقة الإسفلتية للشارع، واكلها لهذه الطبقة مما يترك حفر متفاوتة الحجم في طبقة الإسفلت مدمرةً إياها، وحيث لا تعالج بسرعة فهي تستمر بحفرها للشارع حتى تحيله إلى مجموعة متناثرة من القطع الإسفلتية المحفرة هنا وهناك، وهنا يأتي أصحاب السيارات ولوعتهم من هذه الحفر وفعلها بإدامة سياراتهم واستهلاكها للعديد من أجزائها، ولكن هل نبس احدهم بكلمة رادعة أو منبهة لهذه الممارسات، ولو إشارة إلى جيرانه أو أقربائه أو أصدقائه.
كلا، ما له وهذا الأمر، وحيث يقع عليه ضرره يصرخ مع نفسه ناقماً على وضعه ومتأسفاً على حالته، وقد يلعن وقته وزمنه الذي أتى به في هذا الوقت بالذات! فهو يصرخ ولكنه يصرخ بعيداً عن المشكلة ولم يفتش لها عن حل أو يسعى لردع الممارسين والمضرين بالموارد العامة، الشوارع، سيارات الناس، فضلاً عن السابلة من كبار السن والمرضى الذين تكون الحفر مصائد لهم، ولتكسير عظامهم.
إن الشعور بالمسؤولية فضلاً عن كونه امتثالاً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه شعور وطني يتحسسه الخيرون وأهل القيم، والمريدين لبلدهم الخير والصلاح.
ومن واجب مسؤولياتنا الأخلاقية والعرفية والشرعية، نقدم حلاً عملياً بسيطاً مريحاً للجميع شعباً وحكومة، وهو أن يعمل كل دار فتحة تصريف قريبة من خزان القاذورات أو قريبة من (منهول) تصريف المياه القذرة إلى الشبكة الرئيسية في مناطق شبكات التصريف وهذه الفتحة تعمل من داخل الدار وقرب الباب الرئيسي التي يسيل من تحتها الماء إلى الشارع، وحينئذ سيتجه الماء إلى الفتحة التصريفية لتقذفه إلى الخزان أو إلى شبكة المنطقة.. ويكفي الله الخيرين شر العسرة، وتقصير العمل، وستبقى شوارع مدننا نظيفة محافظة على إنشائها واستوائها.
فهل هذا بعسير على أصحاب الدور؟ كلا بل بسيط إلى الغاية ولا يكلف إلا مبلغاً بسيطاً ميسوراً عند الجميع.
وعلى الدوائر المعنية أن تتفاعل مع هذا العلاج خدمةً للصالح العام، وتصدر أوامرها بانجازه ومحاسبة المقصرين فيه.
وكاتبكم أول من طبق هذا الأمر قبل إعلانه كما طبق ما ذكره سابقاً من الشتلات الزراعية.
والله من وراء القصد.
ناصحكم وخادمكم الأمين