ولا تهنواولاتحزنوا
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين))
مرة أخرى تؤكد قافلة الشهادة التي وضع أساسها سيد الشهداء(عليه السلام) بأن الدم هو المنتصر والسيف هو المندحر حيث يعمد إلى حيل الغدر والإغتيال مولياً بوجهه عن ساحة المنازلة والمواجهة في ميدان القتال وساحة النزال وفيما يتقدم أبطال الشهادة حاملين ألويتها ينهزم فرسان الغدر بعيداً عن ساحتها ، وعندما يحمل أبطالها أرواحهم على أكفهم ، مرددين – سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا نشيداً تعلو به أصواتهم وتشتاقه أنفسهم فكانت الشهادة وكان النصر .ويظل رمز المقاومة الإسلامية الفلسطينية وزعيمها الروحي الشيخ الشهيد أحمد ياسين رحمه الله مفخرة للمسلمين وعزأً للفلسطينيين ممن تربى على نشيد الشهادة وربى عليه الشعب الفلسطيني وقدم نفسه نموذجاً ليتأسى به وليبعث في نفوسهم قيمة الشهادة وطلب الرغبة إليها فإن الحياة بلا شهادة موت والموت بلا شهادة لا يغيظ العدا .ويظل المستكبرون وأهل الباطل أقزاماً في قوتهم المادية وجبروتهم العسكري يهربون من المنازلة ويتشبثون بالحياة ويتحركون في الظلام غدراً وإغتيالاً لأهل الحق وأصحاب العدل وتبقى اللغة التي يعييها هؤلاء على مر التاريخ واحدة لا تتغير هي لغة القوة ومنطق المواجهة ولولا التراجع أمامهم لما تغطرسوا ولو المهادنة لما تجبروا .وتبقى عملية الإستنكار والتنديد لغة مخجلة وتقهقراً مذلاً امام طاغوتهم وقوتهم الوهمية وتستمر الحاجة إلى الشعار القرآني العظيم واضحاً لا لبس فيه(( فإذا دخلتموه فإنكم غالبون)).الذي لايفهم هذه الطريقة سيتحمل مسؤولية الهزيمة وإستمرار نزيف الدم لكل الشرفاء والصلحاء الذين لايريدون إلا الخير لشعوبهم وأممهم .وستهيء الهزيمة أساساً لتمرير المفاهيم التي يريد العدو لها أن ترتكز في الأذهان وتعشعش في النفوس ، فتصبح المقاومة إرهاباً والإرهاب دفاعاً والإستضعاف سياسة وكياسة والمواجهة تطرفاً وتشدداً وقبول النموذج الغربي تحضراً والإعتزاز بقيم السماء وأحكام الشريعة وفضائل الأخلاق تخلفاً وهكذا……………إن النصر ينطلق حينما نهزم الهزيمة من داخل أنفسنا ونربي أجيالنا على عشق الشهادة له والتثقيف عليها وحينما نسعى جادين لنصرة الله لينصرنا ((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) والشهيد ممن نصر الله فنصره بالشهادو وختم حياته بالسعادة فأرادوا له ذلاً فجعله الله له عزاً وأرادوا له النسيان فتغمده الله بالسعادة والخلود .واليهود ممن قال الله فيهم (( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين آشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون))