رسالة الإمام الصادق (عليه السلام ) الى أهل السلطة الجديدة

حاطك الله بصنعه ، ولطف بك بمنه ، وكلأك برعايته ، فإنه ولي ذلك .

وزعمت أنك بليت بولاية الأهواز ، فسرني ذلك وساءني ، وسأخبرك بما ساءني من ذلك وما سرني إن شاء الله تعالى .

 فأما سروري بولايتك فقلت : عسى أن يغيث ملهوفاً خائفاً من أولياء آل محمد (عليهم السلام) ويعز بك ذليلهم ، ويكسو بك عريانهم ، ويقوّي بك ضعيفهم ، ويطفئ بك نار المخالفين عنهم.

  وأما الذي ساءني من ذلك ، فإن أدنى ما أخاف عليك أن تعثر بولي لنا فلا تشمّ حظيرة القدس .

 فإني ملخص لك جميع ما سألت عنه ، إن أنت عملت به ولم تجاوزه ؛ رجوت أن تسلم ، إن شاء الله تعالى .

  وإعلم أني سأُ شير عليك برأي إن أنت عملت به تخلصت مما أنت متخوفه ، وإعلم أن خلاصك ونجاتك في حقن الدماء ، وكف الأذى عن أولياء الله ، والرفق بالرعية ، والتأني وحسن المعاشرة ، مع لينٍ في غير ضعفٍ ، وشدة في غير عنف ، ومداراة صاحبك ، ومن يرد عليك من رسله .

 وإرتق فتق رعيتك بأن توقفهم على ما وافق الحق والعدل إن شاء الله .

 إياك والسعاة وأهل النمائم ؛ فلا يلتزقن بك أحد منهم ولا يراك الله يوماً ولا ليلة وأنت تقبل منهم صرفاً ولا عدلاً فيسخط الله عليك ، ويهتك سترك .

  وأمتحن خواصك ، وميز أعوانك ، وجرب الفريقين ، فإن رأيت هنالك رشداً فشأنك وإياه .

  وإياك أن تعطي درهماً أو تخلع ثوباً أو تحمل على دابةٍ ، في غير ذات الله تعالى لشاعرٍ أو مضحكٍ أو متمزّح ، إلا أعطيت مثله في ذات الله .

  ولتكن – جوائزك وعطاياك وخلعك للقوّاد والرسل والأجناد وأصحاب الرسائل وأصحاب الرسائل الشرط والأخماس ، وما أردت أن تصرفه في وجوه البرّ والنجاح والعتق والصدقة والحج والمشرب والكسوة التي تصلي فيها ، وتصل بها ، والهدية التي تهديها  الى الله تعالى والى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أطيب كسبك .

  يا عبد الله ، أجهد أن لا تكنز ذهباً ولا فضة ؛ فتكون من أهل هذه الآية التي قال الله عز وجل : (( والذين يكنزون الذّهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم)) براءة : 34 .