ماذا
وراء الوقف الشيعييبدو أن الدور الذي يضطلع به الوقف الشيعي بعيد المرمى عميق الهدف يتمظهر جلياً من خلال التعليمات التي أصدرها رئيس ديوانه السيد الحيدري فيما يتعلق بعدم السماح برفع الآذان من خلال مكبرات الصوت في الجوامع والحسينيات، وكذلك قراءة القرآن لا تتجاوز الخمس دقائق قبل الآذان ولا يسمح بقراءة الأدعية والزيارات من خلال مكبرات الصوت صوناً لراحة بعض المواطنين الذين اخذوا يتشكون من إزعاجات الأدعية والقرآن، وقد أنجز لهم رئيس الديوان ما يبتغون وأصدر تعليماته بهذا الصدد، وتلقفتها الأجهزة التنفيذية تسرعاً في انجازها ومحاسبة المتجاوزين، بأسرع مما هم منجزون أعمالهم في إلقاء القبض على الإرهابيين وملاحقة المجرمين. ومن حقنا أن نتساءل، من أعطى صاحب الديوان هذا الحق، كما هو الحق المعطى لمحافظة بغداد أو أمين العاصمة في فتح الباب على مصراعيه لمحلات اللهو والطرب والفسق والفجور، جهراً وعلناً أمام الخلق، فلماذا لم يراع هذا المحافظ مشاعر الناس وثوابتهم في رفض هذه المظاهر الشيطانية وهي لا تعبر إلا عن بهيمية وحيونة واضحة؟ فلماذا باؤكم تجر وباؤنا لا تجر؟. ثم أن السيد الحيدري قد تقدم الصفوف بعيداً في ضرب الثوابت الشرعية بحجج ضعيفة، وأدلة واهنة اوهن من بيت العنكبوت، فمن استغلاله الديوان لاتجاهات دينية وحزبية معروفة وإذا جادت يده على الآخرين فذلك لا يصل إلا بشق الأنفس وشق الجيوب، إلى رفع الشهادة الثالثة لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام بمسابقة قرآنية عرضتها بعض الفضائيات، وثالثة أثافي مجده العملي هو حيلولته عن الاستفادة من موقوفات الوقف الشيعي المخصصة لطلبة الحوزة العلمية، ومراوغته في منعها بأية صورة، ومن الواضح أن شريحة طلبة الحوزة شريحة مهمة وموقعها خطير في الوسط الاجتماعي والديني، وهي من ترفع بأصواتها وتخفض أيضاً بأصواتها، ومع خطورتها وأهمية موقعها فهي تستجدي عطف البعض ومليارات الدنانير جامدة في خزائن الوقف الشيعي، إلى من تشتكي، وهل من يسمع؟ أم إنكم أيها المسؤولون قد تحاصصتم المواقع وتقاسمت الأدوار وليذهب العراق وأهله إلى الجحيم. ننصح الوقف الشيعي، ورئيس ديوانه السيد الحيدري ونذكره بكرم أهله ووجاهة لقبه وأهمية عائلته على صعيد المذهب الشيعي، وأن هذه العائلة الكريمة قد قدمت للإسلام والمذهب الكثير ولا زال بعض رجالها مستمر في عطائه وسطوع نجمه، ولعل الذكرى تنفع المؤمنين، ومن حق رئيس الديوان علينا نصحه وتذكيره بخطأ عمله واعوجاج طريقته، وأنها لا تجلب إليه إلا العار والشنار فيما لو استمر عليها، وسيجد يوماً نفسه محاسباً من قبل نفسه حينما ترتحل عنه الأضواء ويغادر كرسي الوقف، هذا إذا لم يحاسبه من يأت بعده فاتحاً ملفات عديدة قد لا يخرج منها إلا بأحد طريقين، إما الهروب إلى الخارج كما سبقه آخرون، وإما الرضا بالهوان حينما يقدم كمتهم قد تجاوز على الحقوق والأمانات، والأفضل أن نذكره وغيره بالنص القرآني {وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ }}إبراهيم45. اتقوا الله يا إسلاميون في وطنكم أولاً وفي دينكم ثانياً وفي مذهبكم ثالثاً وفي أخلاقكم رابعاً يوم لا تجدون من تاريخكم ما ترفعون به رؤوسكم أمام الآخرين. عليكم بالرجوع إلى الشعب الطيب والوفي والبسيط في طلباته، والغيور على وطنه ودينه، ولا تستبدلوا الذي هو خير بالذي هو أدنى.
مجموعة من طلبة الحوزة – 29/ ذي القعدة/1431 هـ