) وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) سورة يوسف (

وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) سورة يوسف (

 

      في أحداث الساحة السياسية العراقية الجارية الآن أكثر من آية يعتبر بها من يريد الاعتبار ويحتكم إلى حكمها من يريد الاسترشاد ، ذلك لأنها قضاءها حتم وحكمها جزم لأنها جارية وفق سنن الله التي لا تتغير ولا تتبدل ، والوقوف على ضدها ومحاولة تحديها رعونة وحماقة وإذا أُجلت ضربتها وأخرت حكمها فان ذلك لا يعني تخلفها أو عجزها بقدر ما يعني إعطائها الاعتبار وإطلاقها الإمهال ، لعل الإنسان يرجع أو يعقل أو يتذكر ، وإذا ما انسلخ من الجميع سقط عليه حكمها وأصبح يقلب كفيه حسرةً وندامة .

      والشواهد عديدة وكثيرة نذكر شاهدين للعبرة والاتعاظ :

      أول الشاهدين : – صدام حسين ونظامه الطاغوتي ، فقد حكم على بعض معارضيه بالإعدام وهم الآن على راس السلطة في العراق وقد حكموا عليه بالإعدام بعد تعريضه للمحاكمة ، السيد جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق المؤقت الذي حكم عليه صدام بالإعدام في عقد التسعينات من القرن الماضي ، والسيد رئيس الوزراء – إبراهيم الجعفري – الذي حكم عليه هو الآخر بالإعدام في الثمانينات من نفس القرن – وقد دارت الدوائر وانقلب الحال فأصبح المحكوم حاكما ً والحاكم محكوماً والأكثر اعتباراً هو بقاء الحكم مع تبدل الأدوار .

      وثاني الشاهدين : – هو وزير الدفاع السابق – شعلان – الذي كان يتبجح بشرعية الحكومة التي كان وزيراً فيها – بلا وزارة – وان الخروج عليها يعتبر خروجاً عن القانون – ولست ادري أي قانون – كان ذلك بعد إطلاقه تصريحات سميت في وسائل الإعلام – نارية – أثناء مواجهات النجف مابين جيش المهدي والقوات المحتلة وكنا على علم انه لم يملك إرادته في هذه التصريحات بل هي تملى عليه بكرةً وأصيلاً من قبل أسياده الذي صرح بهم عندما طولب قضائياً لجريمة اختلاس أموال لم يعهد تاريخ النصب والاحتيال العالمي بمثلها أو بقدرها ، فقد سأله احد الصحفيين عن سبب رفعه دعوى قضائية في بريطانيا وليس في العراق على وزير المالية ، والعدل- قائلاً : بأنني بريطاني وان القضاء أنزه من القضاء العراقي ، واغرب تصريحاته بان الحكومة – وهي منتخبة – غير شرعية لكونها في ظل احتلال ، فهل رأيت أصلف من ذلك قولاً .

      ويجمع الشاهدين محور واحد عليك بالا تغفل عنه ولا تنساه لتظل متحرزاً عن السقوط والخذلان ولتكون معتبراً لا مُعتبَراً به ، والمحور هو كما تدين تدان . فاعتبر ) لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ (196) سورة آل عمران (

 

وناديت إذ ناديت حياً …