نشرة النهج العدد 166
02/02/2022
النهج ... نشر نصف شهرية تصدر عن المكتب الاعلامي لسماحة للمرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله ) النجف الاشرف

الغباء موهبة

المتداول بأن الذكاء موهبة لأنه خارج السياق العام وفي الاتجاه الصحيح وأما ما هو بالاتجاه غير الصحيح، كالغباء الذي هو دون السياق العام فمما لم يسمع به لكن عندما تتكرر مواقف الاغبياء في محاولات خطرة جداً، وغير معقولة يشعر الاخرين بأن غباء هؤلاء موهبة اختصت بهم دون سواهم وكأنه أصبح ملازماً لتصرفاتهم وسلوكهم ويأخذ صورة الموهبة كما الذكاء موهبة ولنذكر أمثلة على ذلك.

مشروع الفاو الكبير أو ما يسمى بطريق الحريري مع ان العرض الصيني سلس ولا يثقل ميزانية الدولة لتخصص له مبالغ، ويضمن بمائة الف برميل نفظ يومياً والحكومة توزع هبات نفط للاكراد والاردن ومصر فما قيمة مائة الف برميل يومياً، وتتكفل الشركة بانشاء ميناء الفاو ومعظم البنى التحتية بالعراق من قطاع الطاقة الكهربائية وبناء المعامل والمصانع والبنى التحتية وغيرها، وهو مشروع يمثل بديلاً عن النفط والتخلص من الاعتماد الكلي على النفط، وحكومة الكاظمي تجمد هذا الاتفاق وتحيل مشروع الفاو على شركة كوريه بالعاجل بمبلغ (216) مليار دولار وهو مبلغ لا تتمكن الحكومة من توفيره مما يؤدي الى ايقاف المشروع وربما الغاء الفاو وبالتالي يقف طريق الحريري فهل وجدت غباء أكثر من هذا.

ومشروع الشام الجديد والربط السككي بين العراق ومصر عبر الاردن وهو البديل عن مشروع الحريري  مع فارق الامكانيات الجبارة للصين عن بلد (الكدعان) مصر، واستنزاف موارد العراق، وربما ذهاب مواردنا النفطية عبر انبوب نقل نفطي الى ميناء العقبة للكيان الصهيوني.

وان اللعب بهذا المستوى في مقدرات البلد وافلاسه لا يفعلها الا الذين يعملون لغير بلدهم ولا يملكون الارادة السياسية المستقلة والوطنية لإنشاء مشاريع وطنية كبرى، تعتبر في معيار السياسة ضابطة لوطنية المسؤول أو خيانته، ويخطر في بالي قول الأمير حينما سئُل عن النذل قال من شبع في وقت مجاعة الناس (بالمضمون).

وهذا الامر يكشف بضرس قاطع بأن العملية السياسية ما هي الا لعب على ذقون العراقيين، وحقيقتها بأن الفوز والخسارة مرتب من دوائر القرار خلف الكواليس وعلى رأسها السفارة الامريكية واخطبوطها في العراق، وعرابيها اليهود الذين قدموا من طريق كردستان أو مع الجنود الامريكان.

 

الغباء موهبة

المتداول بأن الذكاء موهبة لأنه خارج السياق العام وفي الاتجاه الصحيح وأما ما هو بالاتجاه غير الصحيح، كالغباء الذي هو دون السياق العام فمما لم يسمع به لكن عندما تتكرر مواقف الاغبياء في محاولات خطرة جداً، وغير معقولة يشعر الاخرين بأن غباء هؤلاء موهبة اختصت بهم دون سواهم وكأنه أصبح ملازماً لتصرفاتهم وسلوكهم ويأخذ صورة الموهبة كما الذكاء موهبة ولنذكر أمثلة على ذلك.

مشروع الفاو الكبير أو ما يسمى بطريق الحريري مع ان العرض الصيني سلس ولا يثقل ميزانية الدولة لتخصص له مبالغ، ويضمن بمائة الف برميل نفظ يومياً والحكومة توزع هبات نفط للاكراد والاردن ومصر فما قيمة مائة الف برميل يومياً، وتتكفل الشركة بانشاء ميناء الفاو ومعظم البنى التحتية بالعراق من قطاع الطاقة الكهربائية وبناء المعامل والمصانع والبنى التحتية وغيرها، وهو مشروع يمثل بديلاً عن النفط والتخلص من الاعتماد الكلي على النفط، وحكومة الكاظمي تجمد هذا الاتفاق وتحيل مشروع الفاو على شركة كوريه بالعاجل بمبلغ (216) مليار دولار وهو مبلغ لا تتمكن الحكومة من توفيره مما يؤدي الى ايقاف المشروع وربما الغاء الفاو وبالتالي يقف طريق الحريري فهل وجدت غباء أكثر من هذا.

ومشروع الشام الجديد والربط السككي بين العراق ومصر عبر الاردن وهو البديل عن مشروع الحريري  مع فارق الامكانيات الجبارة للصين عن بلد (الكدعان) مصر، واستنزاف موارد العراق، وربما ذهاب مواردنا النفطية عبر انبوب نقل نفطي الى ميناء العقبة للكيان الصهيوني.

وان اللعب بهذا المستوى في مقدرات البلد وافلاسه لا يفعلها الا الذين يعملون لغير بلدهم ولا يملكون الارادة السياسية المستقلة والوطنية لإنشاء مشاريع وطنية كبرى، تعتبر في معيار السياسة ضابطة لوطنية المسؤول أو خيانته، ويخطر في بالي قول الأمير حينما سئُل عن النذل قال من شبع في وقت مجاعة الناس (بالمضمون).

وهذا الامر يكشف بضرس قاطع بأن العملية السياسية ما هي الا لعب على ذقون العراقيين، وحقيقتها بأن الفوز والخسارة مرتب من دوائر القرار خلف الكواليس وعلى رأسها السفارة الامريكية واخطبوطها في العراق، وعرابيها اليهود الذين قدموا من طريق كردستان أو مع الجنود الامريكان.

 

بيان

حصار المعيشة والممارسة

الاجراءات المتخذة من قبيل ما يسمى خلية الازمة في فرض حظر شامل تام لمدة ثلاثة ايام أو أكثر قد يكون تمهيداً لغرض حظر أكبر وقد يمر بمناسبات مهمة وخطيرة على مستوى معظم المواطنين من المسلمين كمناسبة شهادة إمامنا الكاظم (عليه السلام) وحرمان الموالين من بركات احيائها واقامتها تأكيداً لشعائرهم وموالاتهم لأئمتهم (عليهم السلام) ينبغي دراسة هذا الموضوع بدقة فأنه مرفوض لعموم العراقيين، وقاسي وقد تجاوز على قيم الناس وشعائرهم وفي هذا مخالفة للدستور كما ان ممارسات سابقه لشعائر اعظم كزيارة الاربعين وعاشوراء ولم تحصل اصابات بالفايروس كما يدعى وأن حرص الحكومة على شعبنا ينبغي ان يكون ثابتاً وفي كل الحالات لأننا نسأل اين حرصها على ابنائها من الحشد وغيرهم الذين قتلهم التحالف باستهتاره بقيمة الانسان ولم تنبس الحكومة ببنت شفه وكأن هؤلاء من غير العراقيين والادهى أنهم يدافعون عن شرف وكرامة العراق، وهؤلاء أولى بالرعاية ومطالبة حقوقهم من الاخرين بدعوى الفايروس، والذي يمكن التخفيف من اثاره بالاحتراز بلبس الكفوف والكمامات والتعفير والمضمضة بالماء مع الملح.

أننا مع احترامنا لخلية الازمة واعتبارها الرسمي ولكننا ننصحها بالتخفيف من الغَلق ولو في ايام الزيارة المقبلة لأن الاحتمال القوي ان يُتجاوز على قراركم  ويخرق الحضر ويحصل ما لا يحمد عقباه.

وإن القاعدة العقلائية تقول اذا اردت ان تطاع فأمر بما يستطاع وهذا الأمر لا يستطيعه عموم الموالين، فالله الله بشعبكم وابنائكم واعلموا ان الاندفاع الايماني هو العلاج الواقعي للفايروس لأن هذا التجمع المليوني يشكل طاقة معنوية كبيرة لا تجعل للفايروس سبيلاً كما اخبرتنا مناسبات مليونية سابقة.

ان الحفاظ على ايمان الناس وشعائرهم من امهات مسؤوليات الحكومة وهذه الزيارة منها، ولا ينبئك مثل خبير.

 

مكتب المرجع الديني

الفقيه الشيخ قاسم الطائي

19 رجب 1442

 

 

حظر تجوال أم حصار عيشة

تعليمات خلية الأزمة بضرورة فرض حظر تجوال في بعض ايام الاسبوع توقياً من انتشار الفايروس المتطور والسريع الانتقال اجراء جيد ضرورة مزامنته بإجراءات أخرى فيه رحمة للمواطنين:

منها: توفير سلة غذائية للعوائل الفقيرة والتي تعيش على الدخل اليومي كأهل البسطيات والجنابر وأهل الاجر اليومي حيث ينقطع ما يعتاشون عليه إذا فرض الحظر.

ومنها: سد أماكن العبادة وهذا تحدي لأمر الله في خلقه، وقطع سبل الارتباط بالسماء وتوفير اجواء الدعاء والتوسل الى الله لينزل رحمته ويرفع سخطه على عصيان عباده والكل عاصيه بدرجات متفاوته الا من رحم الله، وغلق الاضرحة تحدي واضح للارادة الالهية فيكون مجلبة للنقمة والعقاب وبعكسه مدرره للرحمة والامان.

ان النظر الى العلاج المادي بغض النظر عن العلاج المعنوي هو اجراءات مادية تعملها البلدان البعيدة عن الله لا البلدان الاسلامية التي تستدر الرحمة والدواء من الله سبحانه.

ينبغي مراجعة القرار واصداره بصيغة لا تقطع صلة المسلم بالسماء ووسائط رحمتها كمراقد المعصومين (عليهم السلام) والمساجد ونحوها فأن ما لا يعرفه العديد يعرفه السذج بفطرتهم السليمة وان الله بيده كل شيء.

اتقوا الله يا خلية الازمة ولا ترفعوا راية العصيان، وأعملوا باجراءات الوقاية من لبس الكمامة وتعفير الايدي والتباعد، وابقوا اماكن العبادة مفتوحة فأن بها الخير والرحمة للبلد جميعاً.

 

دعوى تحريف القرآن

أعلم ان التنزيل قد يكون قرآناً وقد يكون بياناً وتأويلاً، أي ان ليس كل ما هو تنزيل هو قرآن، وبلغة المنطق بينهما نسبة العموم والخصوص المطلق، العموم من جانب التنزيل والخصوص من جانب القرآن، والذي يرشد الى ذلك قوله تعالى ((ثم ان علينا بيانه)) نحن نبين مفاد الآية ومصداقها في النزول، وهذا لا يعني ان هذا هو مصداقها الوحيد بل لها مصاديق على عمود الزمان وان القرآن حي ويجري مجرى الشمس والقمر، فهو حي ناطق لا يموت بموت مصاديقه الأولى، وأهل البيت يعرفون التنزيل بكله، قرآنه وغير قرآنه ولذا ورد عن الامير اني اعلم فيم نزل الآية وعمن تتحدث وماذا سيكون من شأن أي قوم في حياة الدنيا – مضموناً-

وبهذا المعنى تنحل العديد من ظاهر كلمات اهل التحريف خذ كتاب مشارق الشموس منه ما هو قرآن وهو المحفوظ الذي تعهد الله بحفظه ((أنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون)) ولا يمكن تخلف الحفظ الذي وعد الله به، فالقرآن ما بين الدفتين هو القرآن، وهو مجموع مرتب في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) وحين موته من علي (عليه السلام).

وأنظر في كلام اسماء المنافقين وهذا تأويل وتفسير وبيان لبعض الايات وهو نازل ولكنه ليس بقرآن.

(وأما اسم علي) فقد ورد عنهم (عليه السلام) أنه سُئل لِم لم يذكر اسم علي ومع صحة الرواية فأن اسمه لم يذكر، فأجاب (عليه السلام) قولوا لهم ان اعداد ركعات الصلاة لم يذكرها القرآن بل ذكرها الرسول ((ما أتاكم الرسول فخذوه)).

ومن هذا لم يقبل الصحابة بقرآن علي الذي جمعه بعد ارتحال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا لسنا بحاجة الى قرآنك، وإذا سألت لماذا لأنهم يعلمون بأن فيه اسماء المنافقين من الصحابة الذين لهم مقام عندهم، ولذا اسقط منه ما هو بيان وتفسير لبعض آياته، ويمكنك تطبيق ما ذكرته على بقية الكلمات.

أضف الى ذلك: ان هذه أٌقوال فقهاء وهي ليست بأقوال الائمة لتكون حجة، وكلها أخبار آحاد لا تقاوم النص القرآني المتقدم ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) والذكر قد يأتي بمعنى محمد والكتاب وغيرهما، ولكن محفوظ بالتعهد الإلهي فلا قيمة لهذه الكلمات أمام النص القرآني.

أو لحسن الظن بعلمائنا ان التحريف والاسقاط وقع لما هو بيان وتفسير وتأويل للقرآن، وإذا أريد بالضمير في قوله (جمعه) القرآن فأن الجامع له هو الله سبحانه وهو الحافظ له.

ولو كان في القرآن سقط وتحريف وكان الأولى اسقاط آيات الولاية وأكمال الدين بنصب علي للولاية، وتطهير أهل البيت وغيرها من موارد الاحتجاج عليهم.

فلما لم تلغى أو تسقط مع خطورتها على مسلكهم وقيام الحجة عليهم كان السعي لحذفها واسقاطها ورفعها هو ما تسعى اليه نفوسهم، فأفهم.

 

رمضان على الابواب

يمر على المسلمين شهر الخير والبركة شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان، وفيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر، وهو محطة يتزود فيها المسلم لسفره للدار الآخرة، وقد هيء له المولى الجليل سبحانه كل وسائل تحبيب الطاعة، من غل الشياطين وابواب الرحمة مفتوحة وغيرهما، ما ذكرته خطبة الرسول صلى الله عليه وآله في بداية الشهر، والمسلمون ضيوف الرحمن فيه وأية نعمة هذه ان تكون ضيفاً لأرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، ما عليك الا ان تتأدب بآداب هذا الشهر لتكون أهلاً للضيافة والكرامة أننا لا نقدر على تعداد نعم هذا الشهر بل لا تدرك حقيقة نعمة واحده منها فكيف بعدد لا يعرف قدره.

أنها فرصه يقدمها الرب الرحيم حتى للمنحرفين والفاسقين إذا أحسنوا التوبة وأقاموا على الندم لما وقع منهم من الموبقات والتجأوا الى الرحمن الرحيم فسيجدون في أنفسهم لذة ما بعدها لذة، لذة القرب من الرب ولذة طاعته وانتظار جائزته.

كما أنه فرصه لأهل الخيرات والمبرات وعمل الخير في اغاثة ملهوف، وتطيب حاجة محتاج وقضاء مراد محروم، فأن هذه الاعمال لا يعدلها عمل وهي مفاتيح دخول الجنة والنجاة من النار، بل ورد في بعض الاخبار ان الاحسان الى الغير عمل مقبول وإن لم يكن بنحو القربة الى الله، فكيف إذا كان بها كما يفعله المسلمون.

وأما افطار الصائم فلا تعلم نفس ما أخفي لها من الأجر والثواب حتى وإن كان بشيء بسيط كتمرة، أنها هدايا وهبات الرب الرحيم يقدمها لعباده المسلمين في شهر هو أفضل الشهور وهو شهر أمة محمد (صلى الله عليه وآله).

العاقل من لا يفوت الفرصة وهي تطرق بابه وتمر من جانبه وتلوح له ان يقتنصها كي لا يندم حينما تفوت منه، وليعتبر المسلم بأن وقت الشهر الفضيل مار سواء التزم بتكاليفه أو تحلل عنها.

غاية الفرق ان الالتزم فيه لوازم مفرحة وجيده ورحمانية وان عدم الالتزام فيه من المعطيات المحزنة والمخزية وانتقامية لما فرط في جنب الله، والوقت هو يوم العيد فهو آت لا محالة ولينظر الانسان الملتزم وغير الملتزم الى نفسه مسرورة أو محسورة وكل آت قريب، أخي المسلم عليك فقط الصبر على الطاعة في هذا الشهر وهو شهر تنقية للنفس وتطهير للروح، ونظافة للبدن عندما تصون لسانك عن الغيبة والسب والبهتان، ونظرك عما حرم الله وسمعك عن سماع ما لا يرضي الله ولا تجعل بقية حواسك تستعمل فيما لا يرضي الله، وبهذا يتطهر سرك وتصفى نفسك ويطمئن قلبك ويكون محلاً لفيض الله ورحمته وبركاته.

والله لو اخلصنا النية والعمل فأنا لو دعونا الله على كل أمر عسر وصعب فأنه يتذلل لا محالة ويدفع الله عنا شر الاشرار وكيد الفجار ودسائس الماكرين الطغاة من اعداء العراق والاسلام.

أنكم في محطة للتزود بالقوة والايمان والتقوى ولابد من التزود منها والا فعجلة سيرنا لا تعمل وبلاءات الدنيا علينا لا تقطع والأمر بيدنا وتحت اختيارنا، ومع الاختيار يكون العقاب والثواب في الاخرة، وحسن المعاش أو سوءه في الدنيا وفي الصيام صحة الابدان كما قال (صلى الله عليه وآله) (صوموا تصحوا))

 

لحظات تنبيهية

الأولى: على السياسيين ممن يستولون على أموال طائلة بطرق غير قانونية وغير شرعية، من قبيل فرق العملة بعد الاستيلاء على اموال عراقية من المصارف تحت أي عنوان ثم شراء الدولار بها وبعد صعوده تباع لتجنى مليارات الدنانير ارباحاً، إذ عليهم تخميس هذه الاموال وايصالها الى المجتهد الجامع للشرائط كي يوزعها على فقراء الناس وبهذا ستغطى حاجة الالاف من المواطنين.

ومن لم يلتزم بهذا فعلى الحكومة فرض ضرائب بحوالي 40% على اموالهم لتعود لخزينة الدولة قهراً عليهم.

الثانية: على المواطنين ان لا يصدقوا بأي تصريح أو بيان صادر من أحد لاعبي الساسة في العراق لإبتنائه على مجاملة أو مصانعة لبعض القوى أو تغريراً بالمواطنين وقد خبر الجميع ذلك منهم.

الثالثة: لا تعولوا على مشروع استيراتيجي وطني لأن المحاصصة لا تريد لصاحب هذا المشروع من النجاح خوفاً من زيادة رصيده الشعبي وفوزه بالانتخابات على حسابهم، وأوضحها مشروع الفاو الكبير الذي اطلقه بعضهم، وعلى الجميع لعن من تسبب في إفشاله.

21 شعبان 1442

 

 

محرمات الميزانية

من يقرأ ميزانية عام 2021 بعين فاحصة ووطنية نجد فيها جملة محرمات والدستور في أحدى بنوده واضح، وأنه لا يجوز سن أي قانون يتعارض مع الشريعة الاسلامية وثوابتها، وهذا أمر محرم قانونياً وشرعاً ولنسم هذا المحرم الاساسي أو الرئيسي.

المحرم الأول: الظلم والاجحاف بحق شرائح كبيرة من المجتمع بل الاجحاف بحق محافظات كبيرة كالبصرة والناصرية والعمارة والكوت المحافظات النفطية والتي هي ركيزة ثروة العراق النفطية، ولنسمه هذا المحرم عدم الانصاف، وهذا واضح.

المحرم الثاني: تمرير حقوق غير مستحقه لبعض المجرمين كتخصيص موارد لصرف رواتب للمغيبين من القتلة والارهابيين، ثم من يقرر عددهم أو مخصصاتهم أم هي مراضاة بين مراهقي السياسة الجدد.

المحرم الثالث: المجاملة في تمرير بعض فقراتها لأجل حفظ ما يسمونه بالعملية السياسية وترك المواطن يأكل التراب، وهو الاساس الذي ينبغي ان تكون الميزانية لمصلحته وبناء بلده وإلا فما تفسير ان تكون حصة كبيرة لمكون لا ينتمي للعراق وكل همه هو الميزانية وكم يخصص لأقليمهم، وأعتقد ان أي عراقي يشعر بالرضا على هذا التوزيع إن لم يشعر بالغبن والظلم لمحافظاتهم.

المحرم الرابع: أنها لم تتضمن مشاريع وطنية كبرى تصب في نمو البلد ورفع مستواه الاقتصادي والسياسي اقليمياً أو دولياً.

وقد يقال: بأن هذا ليس محرماً، فنقول كيف لا يكون محرماً وهو تبذير لموارد العراق وجعل البلد مستهلك بالتمام ومعتمداً على الاستيراد، كما أنه خيانة للمواطنين الذين سلموا السياسيين إدارة شؤون بلدهم، كما أنه مخالفة للقَسَم الذي أخذ عليهم برعاية مصالحة البلد.

المحرم الخامس: أنه غش وتدليس وإلا فما دخل الجهة التشريعية التدخل بتفاصيل الميزانية، وعمله الامضاء أو الرفض وأما التدخل في تفاصيلها فهذا ليس شأنهم، وتدخلهم فيه غش للشعب وتداخل للسلطات والمفروض هي منفصلة كما يقرر الدستور.

هذه خمسة ولعلها أكثر من خمسة ولنكتفي بهذه، والحليم تكفيه الاشارة.

 

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي دام ظله الوارف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك دعوات غربية مكثفة تدعوا للديانة الإبراهيمية من أجل توحيد الديانة اليهودية والمسيحية والإسلامية تحت الديانة الإبراهيمية

فما هو الحكم الشرعي في ذلك؟

 وهل يحق لرجال الدين المسلمين الانخراط في مثل هذا المشروع إذا كانت غاياتهم إنسانية وسلمية لإحلال السلام؟

خادمكم الشيخ محمد الجبوري

بسم الله الرحمن الرحيم

لا زال الغرب يحاول بكل ما أوتي من قوة لإضعاف الاسلام واخضاع المسلمين، وهو يتفنن بأساليبه وخدعه المستمرة على طول تاريخ الاسلام، وكان آخرها هو الدعوة للديانة الابراهيمية وإلباس الدين الاسلامي لباس الديانة الابراهيمية وزوال الفوارق الحقيقية بين الاسلام والمسيحية واليهودية، وهذا يعني اخضاع القيم الاسلامية لما سموه الديانة الابراهيمية، وقد تضمنها الاسلام وأكد الاخذ بها على نحو الاستحباب كجزء من المنظومة الاسلامية لا بعنوان الديانة الابراهيمية السابقة على اليهودية والمسيحية فضلاً عن الاسلام.

وهذا يعني ارجاع القيم الاسلامية الى زمن الديانة الابراهيمية والتي لم تف تعاليمها بحاجة الانسان ومتطلباته لأنها تمثل مرحلتها التأريخية المتقدمة في بساطة الحياة وقلة متطلبات الانسان والوقوف عليها بلا مواكبة لمتطلبات الزمان والمكان أمر غير عقلائي وهي بهذا تشبه الدعوة الناصبية والوهابية وأنه ينبغي الوقوف على ما كان زمن الدعوة الأول.

ثم ان هذه الدعوة مخادعة لأنها ترجعه الانسان الى الوراء ومقتضى طبع الاشياء هو التقدم الى الأمام وليس من امام سوى الاسلام لأنه خاتم الشرائع ومهيناً على الشرائع السابقة مغطي لكل متطلبات البشر الى يوم القيامة فما من أمر أو شأن أو حاجة الا والاسلام له فيها رأي.

والغرب بعد ما وجد ولمس بأن الاسلام يغزو ديارهم ويثبت احقيته في الاظهار على الدين كله كما اخبرنا القرآن خافوا على خصوصياتهم الدينية والاجتماعية والاقتصادية فأطلقوا هذه الدعوة ليوقفوا تقدم الاسلام وانتشاره بين بلدانهم، ونفس البابا أظهر حرقته على ذلك واعد العدة للوقوف ضد الاسلام.

وقد تسأل إذا كان مقتضى طبع الاشياء هو المصير الى الاسلام فلماذا لا يقبلونه، وهم يدعون التدين بدياناتهم، ولماذا لا يتدين المسيحي بالديانة اليهودية.

كان جوابه لأن قبولهم بالاسلام هو الاطاحة بكل مكاسبهم واخلاقهم وتحللهم السلوكي من شرب الخمر وأكل لحم الخنزير والربا والزنا ووو .. وهي محرمات اسلامية كبيرة، ناهيك عن ان الاسلام لا يرضى بالظلم بل يطلب محاربته ومواجهته وهو على طول تاريخهم ظالمين لشعوب الارض المستضعفة ابتزازاً لها ونهباً لخيراتها وإذلالاً لها واخضاعاً لشعوبها، ولذا القرآن يقول ((ودووا لو تكفرون)) فهم يعملون على مضمون هذه الآية ولا يريدون الخير لنا مطلقاً.

أنها دعوة شيطانية وأطار جديد للعولمة والماسونية لقتل خصوصيات الشعوب واخضاعها لمبادئها وسلوكها تسهيلاً للسيطرة عليها، وما دام الشعب أي شعب متمسك بدينه – يعني اخلاقه وعقائده واحكامه – لا يقدرون على اخضاعه وإلزامه متابعتهم في نهج سلوكهم وسياساتهم.

ومن هذا العرض البسيط فالدعوة باطلة وتأييدها باطل وحرام والانخراط فيها يعني الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف كما اخبرنا نبينا (صلى الله عليه وآله) بذلك، فاتقوا الله ايها المسلمون.

((لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) المجادلة22

عبد الله قاسم الطائي

10 شعبان 1442 هجـ