نشرة النهج العدد 178
20/12/2023
لنهج ... نشر نصف شهرية تصدر عن المكتب الاعلامي لسماحة للمرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله ) النجف الاشرف

روسيا تتحدى المجتمع الغربي

كان لا بد من حصول تصادم بين روسيا والغرب فأن المواجهة بينهما بدأت معالمها من 2008 عندما اجتاح الروس جورجيا وظل الغرب متفرجاً وحينما دخلت بقوة في سوريا وافشلت المشروع الأمريكي الغربي بتقسيم سوريا وسقوط نظامها ولم يتعلموا، وهذا ربما شجع روسيا على تحدي الغرب بعد ان وجدت نفسها قوية الى ما فيه الكفاية محصنةً نفسها القوة العسكرية التي تلوح بها وباعثة لتردد الدول على الوقوف بوجهها، حتى إذا كان المبرر على حماية شعب دومباس وهم المعظم من الروس وتعرضهم لاضطهاد أوكراني بعد فشل المجتمع الغربي حل الأمر سلمياً وبعد تلويح أوكرانيا من دخول حلف الناتو الغربي يعتبر تجاوز للخطوط الحمراء التي وصنعتها روسيا للناتو، فأرادت موسكو معالجة الأمر فقررت إمضاء عملية عسكرية لجعل أوكرانيا على الحياد منزوعة السلاح ومحاربة النازيين الجدد، فدخل الجيش الروسي أوكرانيا ودمر كل ما وجدته من معدات عسكرية وطرد الجيش من مناطق الدونباس وأصبح قريباً من كييف ثم انسحبت قواته من كييف مركزاً اهتمامه على تحرير الدومباس ولم تعرف استيراتيجية الجيش الروسي وباعتراف قادة الغرب، ووجد العالم الغربي ان طعمه اوكرانيا ستبلع من روسيا بادر الى مساعدتها بضخ الاسلحة ولما وجدت أنها لا تجدي قدم لها اسلحة متطورة فدخل في هستريا أنه لا بد من هزيمة روسيا والا كانت كارثة، وأما القوات الروسية فهي تسير وفق الخطة المرسومة وان التهديدات التي يطلقها بعض قادة الغرب  لا قيمة لها بالنسبة للجانب الروسي يكفي انه يلوح بامتلاك روسيا اسلحة مدمرة تطال اية بقعة في العالم مع امكان الروس حسم المعركة بمدة قياسية لكن ازهاق ارواح المدنيين يمنع من ذلك إذ لا بد من استعراض اسباب نجاح روسيا:

الأول: الاستعداد الكامل للحرب ودراسة كافة ظروفها وملابساتها من الحصار الاقتصادي وقطع روابط الاتصال والضغط على الدول الاخرى بقطع علاقتها بروسيا.

الثاني: صمود الاقتصاد الروسي عبر خطوات ايجابية اهمها دعم العملة المحلية وإلزام الأوربيين بالدفع بالروبل عبر نظام مصرفي روسي وبالتالي لم تحصل اهتزازات على الاقتصاد الروسي بل استفاد من رفع اسعار الطاقة.

الثالث: عدم الاستعجال في حسم المعركة بمده مناسبه التي تكون القوات الروسية غير مستعدة للتدابير التي يأخذها الغرب ضده بخلاف ما كان متأنياً وخطوة بخطوة فأن أقدموا على فرض عقوبات على روسيا سيرهق اقتصادها لا يؤثر على وضعها وستتخذ الاجراءات المناسبة ويبقي على أوراق مواجهتها للغرب، وستعرف ردود الفعل التي يتخذها الغرب.

الرابع: الاستعداد الكامل للحرب ولكل تداعياتها بشكل مدروس ودقيق ما جعل احداث الحرب منظورة من جهة القيادة السياسية، بل هي مأخوذة بالحسبان في وعي الروس.

الخامس: تعامل بالصبر فهو عامل نفسي يؤدي الى خراب معنويات الجيش المقابل وسيبعثره ويربك حساباته.

ما يستخلص من العبر والدروس:

1- اثبت الغرب وأمريكا انحطاطهم الاخلاقي وحقدهم الدفين خصوصاً بريطانيا وأمريكا وبعض الدول التي لديها مشاكل تاريخية مع موسكو.

2- يستعمل الغرب الكذب وهذا ما بدى واضحاً في حرب العراق وأفغانستان وليبيا ولولا جعل كل شيء يشوهون صورة رجل الدولة الاول لتسقيطه في انظار شعبه كما هو حاصل في سوريا وليبيا.

3- القيم الغربية من حقوق الانسان وقيم الديمقراطية وغيرها من عناوين فضاضه انكشف انها لذر الرماد في العيون لأن حماية المدنيين لا قيمة لها من جانب أوكرانيا بل العمدة من جانب روسيا وقتل الاسرى الروس، واستهداف البنى التحتية وغيرها، وعلى هذا فالتعويل على تصريحات الساسة الغربيين حول حقوق الانسان هواء في شبك، واثارة الشكوك حول بعض الرؤساء تمليها مصالحهم الحالمة.

الرابع: ان الغرب لا يقاتل الا من وراء جُدر تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى بأسهم بينهم شديد فهم لا يقاتلون الا بعد تحالف دولي والمفروض ان حلف الناتو يفكك كما فككت حلف وارسو بعد انتهاء الغاية من وجوده لكنهم يريدون حتى لا يضعف من التلويح على من يقاتلهم ويبقى شعورهم بالخوف والجبن يدفعهم الى ذلك.

                                             22/6/2022

 

 

لا تفوتوا زيارة عرفة

وللزيارة في أوقات مخصوصة قيمة أخرى ورحمات عديدة وفيوضات مستمرة من ا.. سبحانه وتعالى فهذه المجموعة من الروايات ترسم قيمة وثواب من زار الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة.

منها: رواية بشير الدهان قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ربما فاتني الحج فأعرّف عند قبر الحسين (عليه السلام) قال: أحسنت يا بشير أيما مؤمن أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفاً بحقه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجة وعشرين عمره مبرورات متقبلات وعشرين غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل، ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائة حجة ومائة عمره ومائة غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل ومن أتاه في يوم عرفة عارفاً بحقه كتب الله له ألف حجة وألف عمرة متقبلات وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل.

قال: قلت له: وكيف لي بمثل الموقف، قال: فنظر إلي شبه المغضب ثم قال: يا بشير أن المؤمن إذا أتى قبر الحسين (عليه السلام) يوم عرفة وأغتسل في الفرات ثم توجه إليه كتب الله له بكل خطوة حجة بمناسكها ولا أعلمه إلا قال: وغزوة.

وفي رواية علي بن اسباط عن بعض اصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وهي ترسم سبب تقديم الله نظره لزوار الحسين قبل أهل الموقف في عرفة، قال: إن الله تبارك وتعالى يبدأ بالنظر الى زوار قبر الحسين (عليه السلام) عيشة عرفه، قال: قلت: قبل نظره لأهل الموقف، قال: نعم، قلت: وكيف ذلك؟ قال: لأن في أولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا.

وفي ما رواه عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال من فاتته عرفة بعرفات فأدركها بقبر الحسين (عليه السلام) لم تفته، وإن الله تبارك وتعالى ليبدأ بأهل قبر الحسين (عليه السلام) قبل أهل عرفات ثم يخاطبهم بنفسه.

وفي رواية يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) من زار الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحدة كتب الله له ألف حجة مبرورة وألف عمره متقبله، وقضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا والآخرة.

وفي رواية سدير، إذا كان يوم عرفة أطلع الله تعالى على زوار قبر ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) فقال لهم استأنفوا فقد غفرت لكم، ثم يجعل اقامته على أهل عرفات.

ورواية عمر بن الحسن العرزمي عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إذا كان يوم عرفة نظر الله الى زوار قبر الحسين (عليه السلام) فيقول: أرجعوا مغفور لكم ما مضى ولا يكتب على أحد منهم ذنب سبعين يوماً من يوم يتصرف.

وفي رواية بشير بعد ان يذكر ما سمعه  من أبي عبد الله ... يا بشير أسمع وأبلغ من احتمل قلبه من زار الحسين (عليه السلام) يوم عرفة كان كمن زار الله في عرشه.

وفي رواية يونس بن ظبيان عن الصادق (عليه السلام) قال: من زار قبر الحسين (عليه السلام) يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم  وألف ألف عمرة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعتق ألف ألف نسمة، وحملات ألف ألف فرس في سبيل الله وسماه الله (عز وجل) عبدي الصدّيق آمن بوعدي، وقالت الملائكة، فلان صدّيق زكاه الله من فوق عرشه وسمي في الأرض كروبياً.

وفي ما ختمته رواية بشار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كان معسراً فلم يتهيأ له حجة الإسلام فليأت قبر الحسين (عليه السلام) وليعرّف عنده، فذلك يجزيه عن حجة الإسلام، إما إني لا أقول يجزي ذلك عن حجة الإسلام إلا للمعسر، فأما الموسر إذا كان قد حج حجة الإسلام فإذا أراد أن يتنفل بالحج أو العمرة ومنعه من ذلك شغل دنيا أو عائق فأتى قبر الحسين (عليه السلام) يوم عرفة أجزاه ذلك عن أداء الحج أو العمرة وضاعف الله له ذلك أضعافاً مضاعفة.

قلت: كم تعدل حجة وكم تعدل عمرة، قال: لا يحصى ذلك، قال: قلت: مائة، قال: ومن يحصي ذلك، فقلت ألف، قال: وأكثر من ذلك، ثم قال: وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله واسع كريم.

ومن آثار هذه المجموعة نلحظ

أولاً: إن النظر الى زوار الحسين (عليه السلام) يوم عرفة يكون قبل النظر منه سبحانه الى أهل عرفة، وقد عللت بعض الأخبار ذلك، لوجود أولاد زنا في أهل عرفة، وعدم وجود أولاد زنا في زوار الحسين (عليه السلام) ولعل أن من كان من ولد الزنا لا يحب أهل البيت (عليهم السلام) بل ويبغضهم كما هو المعروف المشهور يا علي لا يبغضك إلا إبن زنا، والمبغض لا يزور من يبغضه.

ثانياً: تصاعد الخط البياني لزوار الحسين من عشرين حجة مبرورة وعمرة متقبلة الى ألف ألف بل الى ما لا يحصيه إلا الله سبحانه وتعالى.

وهذا التفاوت قد بينّاه فيما سبق، وهو يتوقف على معرفة الإمام (عليه السلام) حق معرفته، وكل يأخذ بمقدارها كما نفهم، لأن انشداده للزيارة متوقف على قدر معرفته وهذا الإنشداد كلما إزداد كلما ازداد ثوابه وعطاؤه.

وثالثاً: إن زيارة الحسين (عليه السلام) يوم عرفة تجزي عن الحج غير حجة الإسلام – الوقوف في عرفة – وعن العمرة لمن لم يتهيأ له الذهاب الى الديار المقدسة، ولكنه لا يجزئ عن حجة الإسلام للقادر المستطيع، وإما قوله (عليه السلام) في رواية بشار أنه مجزئ للمعسر، باعتبار أن حجة الإسلام غير واجبة عليه، فزيارة الحسين (عليه السلام) يوم عرفة تجزيه بمعنى تسد مسد زيارته بيت الله الحرام عمرة، وإنما عبر (عن حجة الإسلام) للتغليب أو غير ذلك، أو إن الزيارة للمعسر بمنزلة حج بيت الله الحرام.

ورابعاً: أنه في رواية العرزمي، لا يكتب على زائر الحسين يوم عرفة أي ذنب الى سبعين يوماً من حين انصرافه من زيارة غير الحسين (عليه السلام) الى داره، وهنا كأنه يؤمر ملك كتابة السيئات بالتوقف عن كتابتها هذه المدة {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18

خامساً: واضح تفضيل زوار الحسين في عرفة عن أهل الموقف بمكة لتقديمهم بنظر الله إليهم قبل الحجاج.

سادساً: في كل أو معظم الروايات عبرت بقبر الحسين (عليه السلام) ولم يقبل بزيارة الحسين (عليه السلام) فما هو الوجه في ذلك؟

والجواب: أولاً: بأن القبر طريق الى ذيه وهو الجسد الطاهر الإمام الحسين (عليه السلام) الذي يعتبره العرف العام والشرع زيارة لصاحب القبر (عليه السلام) كما يقول أحدنا أزور والدي - المتوفى – وهو يزور قبره المادي.

وثانياً: إن التأكيد في هذه الروايات على عنوان القبر يعطي إشعاراً قوياً الى جواز زيارة القبور للمؤمنين وأولياء الله الصالحين، وإن أثر هذه الذوات التي كانت صالحة وبصلاحها تؤثر على صلاح الأرض، هو القبر الذي يتذكرهم الناس من خلاله، ويكون أحياءً لهم لأن من تذكر ميتاً فقد أرخ له ومن أرخ له فقد أحياه لتبقى نماذج مماثلة للغير والصلاح يتزود منها الناس معاني الصلاح والاستقامة.

وثالثاً: لعله للإشارة الى إن المصير لكل انسان وللإشعار هو القبر فعلى الإنسان ان يتزود لهذا الموضع الذي سيكون به، ويكون على ذكر من الرحيل والانتقال من هذا العالم الى عالم الآخرة، وزيارة القبور تخفف من غواء الإنسان واندفاعه اعتزازاً بالحياة الدنيا.

وإذا كان المصير هو القبر فبإمكان الفرد ان يجعله محلاً للبركات والخيرات إذا كان مستقيماً وصالحاً أو محلاً للعنات والهجران الذي سيحسه الميت عند رحيله، وكل ذلك يتوقف على مدى تفاعله مع الله وأحكامه وحماية دينه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

بلاء تطول مدته

تعتبر الكهرباء من الخدمات البسيطة في دول الأرض ولكن تأثيراتها كبيرة ومهمة بجميع الصناعات والمشاريع فيعتمد كثيراً على الكهرباء بل حتى الحرف والمشاريع الصغيرة للأفراد متوقف على الكهرباء وبالتالي تعطيل الكهرباء معناه تعطيل كافة الصناعات والحرف في البلد وأنه لا يقوم بأية خطوة نحو الإمام – يعني اخمادالبلد – كاملاً.

لنأت الى العراق بلد فيه كافة الامكانيات والموارد التي تجعل من قطاع الكهرباء بسيطاً وميسوراً ولا صعوبة فيه، إذن لماذا هذا الاهمال لمصدر الطاقة المهم والحيوي.

أُعزي هذا الاهمال لأمريكا التي دمرت شبكة الكهرباء عام 1991 بحرب الكويت واعادها صدام بشهرين فقط واستمرت ولعل لمده ثم تعلعلت بسبب نقص المواد الاحتياطية، وعندما احتلت أمريكا العراق، قالوه صراحة ايها العراقيون لا تفكرون بالطاقة الكهربائية، إنما هي حلول ترقيعية ليس الا، قالها حيدر العبادي عندما كان رئيس وزراء العراق صراحة وتتابعت الوزارة ولم تعمل شيئاً كان القرار امريكي محكم وكأن على رؤوسهم الطير لم يفكر أحدهم بتداعيات الكهرباء من الاطفال الذين يموتون، كبار السن الذين يرقدون في المستشفيات وفي البيوت في فصل الصيف اللاهب ناهيك عن تعطيل كافة الحرف المعتمدة على الكهرباء والصناعات والمهن، قد يقول المسؤول كما هو لسان حال العبادي أنا لست مسؤولاً أمريكا هي المسؤولة، جواب ذلك: كلا ما دمت متصدياً للمسؤولية أنت مسؤول، في طرد أمريكا واصلاح الكهرباء، وما من نفس تموتن الا تؤاخذ بعملها يوم القيامة، حينما تقول يا ليتني لم أتخذ أمريكا خليلاً.

ثم أصبحت الكهرباء مجالاً واسعاً لنهب ثروات البلد من خلال حلول ترقيعية لا تسمن ولا تغن من جوع فتارة استيرادها من دول الجوار باضعاف اسعارها وأخرى باستيراد الغاز الذي يشغل المحطات وثالثة استيراد من أقليم كردستان، ولم تف هذه الاجراءات باصلاح الطاقة، العراق لحد الآن استنزف 80 مليار على الكهرباء ولم تتعافى والعراق اذا احتاج لشبكة جديدة بمحطاتها لا تكلف سوى 16 مليار أو 18 مليار في أسوء الاحوال.

لماذا لا يطرد السفير الأمريكي في العراق لتدخله في شؤون البلد ولماذا لم يقدم العراق شكوى للمحكمة الدولية أو محكمة لأهالي لإدانة الولايات المتحدة بهذه الاجراءات وتحميلهم مسؤولية الحرب وقتل أكثر من مليون عراقي باعترافهم، ما هذا التراخي والجبن، ان أمريكا لم تجنون منها سوى الخيبة والخسران؛ لا يهمها الا المصلحة الأمريكية ولتذهب مصالح الشعوب الى الجحيم.

 

 رسالته الى/ أخوتي شعراء ورواديد المصاب الحسين

سلام من الله عليكم ومن حبيبه الحسين (عليه السلام) يا اصحاب الصرخة الصادقة والكلمة المعبرة وممثلي مشهد الحسين حرقة ولوعة وحرارة أنتم أفضل من يمثل النهضة الحسينية ويشد الناس اليها وبكلماتكم المعبرة واصواتكم الشجية وحناجركم الصادقة بذكر امامنا الحسين وأهل بيته بما يزيد في عاطفة الارتباط بهم والتذكير بحدثهم والإمتزاج روحاً وقلباً وضميراً.

أنتم والله ابطال المشهد وزعماء المنبر ورواد المجلس وأنتم من تحركون عوامل العاطفة في نفوس الموالين، بل والمخالفين احياناً مما يدفعهم ضميرهم ان كان به حياة الى الاعتقاد الحق والارتباط بأهل البيت (عليهم السلام) وهذا من أهم منجزات أدائكم الرائع الذي تنقل فيه المستمع الى اجواء عاشوراء وما جرى فيها من ظلم وحيف وقتل لأهل بيت النبوة (عليهم السلام) كما يدفع ذوي الضمائر الحية الى العاطفة الجياشة وهي أول مراتب الارتباط بالمعصومين.

جُزيتم خيراً من أهل بيت النبوة وموضع الرئاسة وأبان الله فضلكم وأكبر موقعكم حشركم مع الحسين (عليه السلام) وفي ذلك نعمة ما بعدها نعمة ان تكون مع من كنت تنصره وتدافع عنه وهناك هو الناصر لك والمعين.

           سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          أخوكم           

             عبد الله الفقيه قاسم الطائي

                    1 محرم 1443    

 

يخاف ان يتخطفه الناس

عجيب كتاب الله ما من شيء الا وذكره خصوصاً فيما يتعلق بالحالة الاجتماعية، فعند ظهور الدعوة الاسلامية يقول العديد من الناس عندما يسأل لماذا لا تتبع الرسول (صلى الله عليه وآله) يقول اخاف ان يتخطفني الطير، اشارة الى الخوف وان أي اتخاذ موقف مناصر للرسول أو مؤيد تغضب القوى المعادية له، وأن غضبها يتمثل بالقتل أو الابعاد أو التضييق مثل هذا الرجل لا يقدر على اتخاذ موقف فهو برى ما امامه من كف ميزان القوى فان كانت مع الرسول اتبع الهدى معه، وان كانت مع الاعداء خاف التخطف.

وهذه حالة عامة لكثير من الناس بل الدول على ما يقرأ في مشهد الساحة السياسية اليوم فأمريكا تطلب من الدول تأييد موقفها في أية أزمة وتتوعد الدول بالانتقام فيما لو عدلت ميزان توجهاتها ولم تؤيد أمريكا.

القضية الفلسطينية: تطلب داعمين ومؤيدين لقضيتها يأتيها الجواب من أمريكا فتخاف التخطف وتتراجع وهي على قناعة تامة من أحقية القضية وان الذين يقولون مثل هذه المقالة لا يملكون استقلالية الرأي ولا العمل على الثوابت الحقانية والعدلية إنما يعملون على اساس المصالح إينما كانت فنحن معها ولو كانت على حساب القيم والحق والدين خُذ مثلاً لبعض الدول العربية المطبعة مع اسرائيل تراعي مصالحها ولا يكترثون بالقيم والمعاني الحسنة.

وهذه الصورة جارية في كل مناحي الحياة حتى في الحوزة العلمية جارية قبل مدة نقل لي أحد الاحبة أنه عرض صورتي في الموقع واشار الى الدعاء لي بالشفاء فما كان من احدهم الا ان قال انت تضع رأسك برأس المرجع الاعلى وذكر اسمه فما كان من الأول الا ان قال من جاء بذكر المرجع فأنظر الى هذا المتزلف فخاف من ان تعرض صورتي لأن يخاف ان يتخطفه الطير مع ان الأمر لا يستدعي ذلك.

 

          الحقيقة

هي الأمر القابل للتصديق ولا يقبل المراوغة فأن حقيقة أموال الدولة ليست هي مجهول المالك، كما يقول الفقهاء المعاصرون وان تسالموا عليه فقد بحثنا في الادلة فلم نجد الى ما يرشد الى كونها كذلك بل وجدنا التأكيد على ان الأموال الموجودة تحت يد الدولة محترمة ويجب مراعاتها خذ لذلك مثالاً رجل يطلب السلطة مبلغ من المال ولم تعطه الدولة استحقاقاته فوقع في يده اموال لها وأراد ان يأخذها وهي أكثر من الدين له، فقال للإمام (عليه السلام) هل آخذ المبلغ الذي وقع في يدي، فقال له خذ ولا تزد، أي خذ المبلغ مالك وأما الزيادة فلا تجوز.

ومن ضمن ما حققناه ان الاموال الموجودة تحت يد السلطة هي مملوكة لعموم الناس فالأخذ منها يطلب موافقة الجميع وهي غير حاصلة والذي يأخذ يطالبه عموم الناس بحقوقهم ولن يتخلص من تبعات ما أخذه يوم القيامة بعدد نفوس البلد الذي سُرق منه حيث يطالبه بحقه يوم القيامة، وكذا الذي يحتال على الدولة بشراء الاغراض ويضيف الى الثمن بالوصل مبالغ أزيد من يعتبر سرقة للمال، نعم الشارع قال ان للانسان حق في بيت المال يعبر عنه – بالخزينة الوطنية- بلغة العصر، فإذا كان رجل فقير ولم تف متطلبات معيشته، جاز ان يأخذ مقدار حاجته لا أكثر بعد أخذ الاذن الشرعي من المجتهد الجامع للشرائط، لأن الإمام قال: له حق في بيت المال، هذا طبعا اذا لم تعطه الدولة حقه من بيت المال.

المظنون ان من أسس لهذه الفكرة السيد الخوئي (قده) باعتبار وجود مصلحة في الجعل الشرعي – في التشريع – لأن الدولة ظالمة وهي غير شرعية حيث لم توكل من الشعب ولم تخول من الحاكم الشرعي فهي ليست أمينة على الأموال ومن المصلحة أخذ الاموال منها لاضعافها شريط ان لا يكون سرقة ولا يؤدي الى الاضرار بالشخص الآخذ ثم سار بقية الفقهاء على منواله من دون ان يناقش أحد في عنونة المال بمجهول المالك حتى صار ارتكازاً عند الفقهاء، وهذه الفتوى تجعل المال العام عرضة للنهب والسلب وتنمي جانب الجرأة على المال العام في نفوس العامة ويتبدد اموال الدولة ويترتب على ذلك ان أداء الفرائض بأموال مجهول المالك مشكل وغير مبرئ للذمة وانصح القارئ العزيز على ان يراجع كتابنا مالكية الدولة ومجهول المالك ليطلع على تفاصيل حول هذا الموضوع.

ناصح أمين

 

 

رسالة محب

الى أحبتي ذوي المهن الطبية الاعزاء

سلام من الله عليكم ورحمة الله وبركاته .. ومني خالص الدعاء ومزيد الرجاء

نتابع ببالغ الحرص والاهتمام ظروف عملكم الحالي في مواجهة وباء العصر والإنسانية مقدرين تضحياتكم الجليلة، ومساهماتكم القيمة في الحد من إنتشاره ومعالجة حالاته مع ما في هذا العمل من المخاطر والصعوبات، ولكنكم اثبتم بأنكم أهل لها وتنقادون نحوها بهمة الابطال ورجال ذات شوكة والتي سيسجل لكم التأريخ مآثرها وستعتز اجيالنا القادمة بمساهماتها من قبلكم، وأذكركم برواية عن إمامنا الصادق حيث يسمي الطبيب المعالج في سؤال موسى (عليه السلام) له فما يصنع الناس بالمعالج؟ قال: يَطيب بذلك انفسهم، فسُمى الطبيب لذلك.

وأما الطبيب فهو من اسماء الله سبحانه كما في اخبار أخرى.

فهنيئاً لكم هذه الصفة بتطييب أنفس مرضاكم، وإن عملكم من الطيب والذي تدخلونه في انفس مرضاكم.

ونعرف ان وضعية قدراتنا الطبية ليست بالمستوى المطلوب، ولكن لإرادات الابطال من أطبائنا ومساعديهم غنى في تذليل الصعاب وتسهيل العلاج واحياء الانفس ولو بالأمل والطيب، قال تعالى ((وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)) صدق الله العلي العظيم

تمنياتي لكم بالفلج والفلاح وأنكم ستثبتون للعالم بأن الطبيب العراقي متفوق على اقرانه من اطباء العالم كما هو حسن ظننا بكم وأنتم أهل لذلك ..

مع خالص تقديري وشكري وامتناني لجهادكم الذي هو في حساب الله رصيدكم والسلام

 

عبد الله الفقيه قاسم الطائي 

17 شعبان 1441      

النجف الاشرف       

 

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله الوارف)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما هو رأيكم في القمسيون الذي يأخذه بعض المسؤولين من بعض الشركات أو المقاولين المحال عليهم بعض المشاريع؟

                                                                             الشيخ محمد الجبوري

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

في نظرنا القمسيون حرام ولا يستحقه الآخر واليك البيان التفصيلي: ان الوظيفة التي عليها المسؤول تمثل مسؤولية قد أقسم عليها في الحفاظ على مصالح البلد وينبغي عليه ان يكون أميناً واحالة مقاولة او مشروع بسبب وظيفته العالية لا يجعله مستحقاً للعمولة المعطاة لأنه في موقع مسؤولية كبيرة وهذا جزء من مسؤوليته فلا يستحق العمولة عليه وربما يجامل الشركة او المقاول المحال عليه لتمرير بعض المواصفات الغير مطلوبة. القمسيون بهذا الإعتبار لا يستحقه وإذا يوجد من ثمة إستحقاق هذا الاستحقاق لكل موظفي الدائرة والشركة حق في ذلك فأخذه لوحده أخذ حقوق الآخرين.

وقد يقول قائل ان هذا من باب الجُعل في الجعالة فيقال له انه لا يستحق العمل الذي يكون فيه الجعالة، أو لأن الإحالة للمشروع ليس عمل عقلائي يستحق عليه الأجر لأنه لو لم يكن مسؤولاً فلا يمكنه إحالة المشروع الى المقاول أو الشركة.

 

 

                                                                                                       قاسم الطائي

                                                                                               5 ذي الحجة 1443هـ