أثارات المغرضين

قد تسأل عن سبب الفجوة بين النظرية الإسلامية والتطبيق ؟ مما جعل البعض يعزي السبب في النظرية الإسلامية !! واخذوا يفضلون تطبيق قوانين وضعية بدلاً من الالتزام بمبادئ الدين الإسلامي كالعلمانية ويثيرون شكوكاً حول التالي :

وجود أحكام إسلامية صارمة كأحكام القصاص والجزية والعبيد .

إن الإسلام يقيد الحريات الشخصية كحرية المرأة والمعاملة بين الرجل والمرأة .

إن الإسلام لا يتوافق مع واقعهم وعاداتهم وأعرافهم الاجتماعية . فعليه يجب الاستعانة بقوانين وضعية أخرى مثال على ذلك .. دستور الثورة الفرنسية .

      ومن مقام الرد على هذه الادعاءات لخدمة الدين الحنيف .

      ينبغي أن يقال أن هناك أسباب كثيرة أهمها الانهزام النفسي للمسلمين من قبال مواجهة الغطرسة الغربية ، وقلة الوعي وانكفاء الإسلام عن الساحة السياسية خلال قرون متمادية من الزمن جعل البعض يشكك في مقدرة الإسلام على قيادة الحياة ، وقد فاتهم التاريخ والحضارة التي أسسها المسلمون حينما التزموا بالإسلام منهجاً في الحياة ، وطريقة في الآراء .

      وهناك أسباب أخرى لا يتسع المجال لذكرها لأنها تحتاج إلى كتاب مستقل .

      وأما ما ذكر المعترض فهو مردود عليه فيه وألا فاسأله لماذا يحكم بالإعدام على بعض الجرائم ، كالقتل في بلدان الغرب المتحضرة ، ولماذا تفرض الضرائب ، ولماذا يشدد في التحقيقات ، وهي مماثلة لما ذكره من الاعتراض الأول .

      على أن هذه الأمور ضرورية لحفظ الكيان الاجتماعي والبقاء على روابط المجتمع وتماسك أجزائه ، والجزية لغرض التمتع بالنظام الإسلامي لحفظ حقوقهم ومصالحهم وفي مقابل ما يحققه من ضمان لهم وحماية يأخذ منهم الجزية وهكذا .

      وتقييد الحريات ليس بصحيح لان الإسلام لا يتطرق إلا من حيث الخصوصية التي تقتضيها أصل الخلقة ، وقد جعل الميزان التقوى ، وأما دعوى الحرية التي تعني العبودية للشهوات والانغماس في اللذات فهي ليست من الحرية في شيء .

      وعدم توافق الإسلام ، كيف أحرزوه وهم لم يجربوا الحكم الإسلامي ولم يعيشوا في ظلاله ، وإنما انبهروا بالحضارة الغربية وهم لم يجربوها على أنها وليد بيئة غير بيئتهم وظروف غير ظروفهم ، وفكر غير فكرهم .

      والغريب أن هؤلاء بدلاً من أن يدافعوا على مقدساتهم وحضارتهم التي غزت العالم لنشر تعاليمها وأفكارها مع احترامها لإنسانية الإنسان ، وإصلاح حاله لا كما فعلته الحملات الغربية من السيطرة واستعباد الشعوب ونهب ثرواتها وإبقائها متخلفة عن علم وعمد .

      بدلاً من ذلك راحوا يروجون للغرب وأفكاره ويستهينون بإسلامهم ، عليهم أن يجربوا الإسلام ليحكموا !! .