22

تظهر بين الحين والآخر دعوات مهدوية كما لاحظنا الكثير منها والملاحظ انها تستقطب الكثير من الناس من خلال أعمال يقوم بها أصحاب هذه الدعاوى مثل الاختفاء عن أنظار الناس وغيره وكذلك يلاحظ إن هؤلاء بعد سقوط وانكشاف القضية يبقون عليها ويقولون إن صاحبهم سيرجع من جديد ، نرجو من سماحتكم قبس من نور لإجلاء هذا الظلام وإطفاء هذه الفتن ليمكن معرفة الدعوى الحقيقية لمولانا ( عجل الله فرجه الشريف ).

بسمه تعالى : يا أيها الناس احترموا عقولكم وصونوا أنفسكم واتقوا ربكم وأطيعوا إمامكم فإنّ كثرة الدعوات وانتشار الخزعبلات وتسارع الشبهات قد توقعكم في المهلكات ، فاسمعوا نصيحة ناصح قد جمع الخبرة والفكرة وخاض في جميع الشؤون مدة حتى فرس الأمور واطلع على بعض المستور وجاءكم بخبر رشيد .    إنّ الرسول على قدر المرسل وما كان المرسل ليرسل إلاّ من يمثله بصدق وإخلاص قد علّمه كثيراً ورباه طويلاً فكان الرسول على صورة مرسله . والمرسل هنا هو الإمام المهدي ( عجل الله فرجه ) وقد سمعتم واطلعتم على مدعين كثيرين فهل وجدتم احدهم على صورة مرسله من التقوى العالية والأخلاق الحميدة والرحمة بالعباد وإرشاد الأهل للسداد ويكون مهدياً قبل أن يكون هادياً قد خبرتم هدايته قبل دعوته .

    وإنّ هذا لشرف لا يناله الإنسان إلاّ بتوفيق الله سبحانه ورعاية الإمام ( عليه السلام ) وليس لنفسه من نصيب ليقول أنا كذا وكذا فإذا ما أخبر من نفسه بذلك فيكون قد جار على نفسه بالنظر لها ولها الويل إن لم يغفر الله لها .

    كما ورد في المناجات الشعبانية لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وجميع أهل الدعوات ممن نظروا إلى أنفسهم وجاروا عليها فاستحق الغضب واللعنه لا الرحمه ومن هنا طلب في الدعاء المغفرة لنفسه .

    ومن يلتقي الإمام ( عليه السلام ) لا يخبر بذلك ولا يشير إليه ومن أخبر فهو ممن يجازف بحياة الإمام ( عليه السلام ) ويعرضه للهتك والاغتيال وبذلك يكون قد أعان عليه ولم يعن له ( عليه السلام ) .

    وإنّ معظم هذه الدعوات تنبثق فجأة وبعناوين ضخمة لا تترك مجالاً لبسائط الناس التأمل في صدق مدعيها والاطمئنان له وتصاب بالذهول وتستعجل القبول فتتورط من حيث لا تشعر وإذا ما سقط المدعي في زيف الكذب وإزاحة ستار الخداع لم تتمالك شجاعتها في أن تحمد الله سبحانه على كشفه لهم قبل أن يتورطوا في أزيد من ذلك أو يندفعوا إلى أبعد منه ، بل تبقى مصرة على غيّها مستغربة لحالها ، ومتشبثة برأيها لا تريد الاستسلام للأمر الواقع والتشكيك في قناعاتها السابقة لآنّ الانسان حريص على الدفاع عن قناعاته وإن بان خطأها إلاّ الذين أوتوا حظاً من العلم ومقداراً من الوعي ، يبقى السذج يدورون في أفلاك أحلامهم وتصوراتهم الباطلة بأن صاحبهم قد غاب وسيرجع بعد حين .

    وإنّ أكثر هذه الدعوات مدعومة من قبل جهات أخرى تتصيد لأهل الحق في أن تشبه لهم الأمر وتلبس عليه المطلب بعد أن أعجزتهم الحيلة وغاب عنه الدليل في مواجهة حجة الموالين لأهل البيت وصحة اعتقادهم وقد قيل أن التشويش على الحق قد يأتي بالنتيجة ولو بعد حين

والنتيجة المرجوّه هنا هي فك إرتباط الناس وقناعاتهم بضرورة ظهور الإمام ( عجل الله فرجه ) ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا ، لأنّ انكشاف زيف الدعوات ينسحب على تصرفهم في قبال دعوة الحق عند ظهور الإمام ( عليه السلام ) حيث تسقط من قناعاتهم بعد هذا المخاض الطويل من التجارب الفاشلة لدعوات الظهور بما في ذلك دعوة الحق للإمام المهدي ( عليه السلام ) وربما هو هذا المقصد من وراء هذه الدعوات من قبل الأعداء .

   إيقاظ …. ان المهم كون الإنسان مقبولاً عند الله وذلك بالالتزام بأحكامه وتعاليمه وإرشادات نبيه والمعصومين عليهم السلام وإذا كان القبول الإلهي محرزا بهذا الالتزام فالقبول المهدوي محرزاً إن شاء الله ، فإن وفق الإنسان لزمان ظهوره فهو مقبول عنده وإن لم يوفق فهو مقبول عند الله تعالى وهو المهم لأن إرادة الإمام كون الإنسان مقبولاً عند الله لأنه به القبول عنده .  فما عليك يا أخي إلاّ الالتزام بذلك لتغنم .

26 صفر 1428 هـ

23

ورد في بعض الروايات إن الإمام السجاد (عليه السلام) قد دفن الأجساد في اليوم الثالث بعد الواقعة حيث وصل إلى كربلاء عن طريق المعجزة. فعلى صحة الرواية المذكورة لمجيء الإمام السجاد (عليه السلام) ودفنه الأجساد الطاهرة فما هو وجه الحكمة الذي نستطيع ان نفهمه نحن من مجيء الإمام (عليه السلام) في اليوم الثالث بالتحديد علما فرض صحة الرواية كما قلنا فهل هناك بعض وجوه الحكمة التي ندركها لهذا الفعل؟ وماذا تقولون في أصل هذه الرواية؟

بسمه تعالى: يمكن أن يكون حضور الإمام السجاد (عليه السلام) عبر الوسائل الطبيعية وليست الاعجازية وان كانت الأخيرة غير ممتنعة، وذلك لاحتمال ان موكب السبايا لم يصل بعد الى الكوفة لحاجة الجيش الى الترتيب ودفن الموتى واعادة التشكل وأخذ الأسرى وعدهم وتجهيز معدات السير وغيرها مما تتطلب وقتا قد يتجاوز اليومين في تلك الأزمنة، وامكان ان يرجع الإمام (عليه السلام) الى موقع الحادثة لدفن الأجساد الطاهرة حتى وان وصلوا الى الكوفة غير بعيد، إذا علمنا إنه باشر الدفن ليلاً مع بعض أهالي بني أسد، الأمر الذي يعني إمكان مجيئه بالليل ورجوعه كذلك والمسافة بين الكوفة وكربلاء تسمح بذلك، وكل أشكاله من أين حصل الإمام على وسيلة نقل وهي الفرس لا غير للمجيء الى كربلاء، ويندفع بإمكان استعارته أو إجارته أو غير ذلك.

وإذا تم هذا وهو محتمل معتد به لا حاجة الى المعجزة وإذا لم يتم كانت الحاجة الى المعجزة متعينة مع ان المصادر التي طالعتها لم تذكر المعجزة وإنما ذكرت إطلال الإمام على بني أسد لمساعدتهم في دفن الأجساد الطاهرة وتشخيصها لعدم علمهم بأشخاصهم بعد قطع رؤوسهم.

وإذا لم يتم الدفن في الثالث، كان احتمال وقوع العذاب والهلاك على أهل الكوفة او العراق بل والعالم الاسلامي الذي خذل الإمام (عليه السلام) غير بعيد بدليل قوله تعالى {قل تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب} أو ان الثلاثة هي مدة العزاء على الميت كما ورد في بعض الأخبار وان الحسين (عليه السلام) قد عزته ملائكة السماء فاقتضى الأمر ان لا يزيد عن ثلاثة. والله العالم.15 محرم الحرام 1426 

24

ما هي فلسفة زيارة عرفة ولماذا للامام الحسين عليه السلام ولماذا تعادل من الاجر ما هو مذكور الشيء الكثير وكيف يمكن اقناع العامة في ذلك. فضلا عن الخاصة ومن الممكن ان يطرح نفس السؤال على بعض الزيارات مثل زيارة النصف من شعبان المعظم ولكم الاجر والثواب .

بسمه تعالى:- لقد حدد الامام الحسين u هدفه حين خروجه من المدينة في طريقه الى الكوفة بقوله عليه السلام (ما خرجت اشرا ولا بطرا وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله (صلى الله عليه واله) .

وهذا الهدف هو هدف السماء الذي جاء الانبياء والمصلحون لتحقيقه وانجازه على طول تاريخ البشرية ، واذا كان هدف السماء وقد مثله الحسين u وهو الامام المعصوم المفترض الطاعة ، كان تمثيله له حجة على الخلق ، فهم مدعوون لانجازه كتكليف شرعي مطلوب في كل زمان ومكان.

والناس بفعل انشغالهم بالدنيا وملذاتها وآلامها وما اختلطت به مما يشغل البال ويؤدي الى الغفلة ، ومنها الغفلة عن هذا الامر الضروري الاصلاح كان من الضروري لانجاز هذا الامتثال التنبيه عليه ورفع الغفلة عنه وليس افضل من التذكير بمن خط طريقه وابتدأ مشروعه وسيلة لذلك ، فكانت الزيارة للحسين u وقد تزامنت رحلته لاداء فريضة الحج ، والوقوف بعرفة وقراءته الدعاء المعروف ذا المضامين العالية الذي يقرأه معظم الزوار في يوم عرفة لاستدرار امداد السماء والارتباط بها طلبا للعون والنصر .

ولا اقل التشبه بالحسين u والحصول على ثواب هذا العمل ، لان من احب عمل قوم كان معهم ، والزائر محب لعمل الحسين u فهو معه . واذا كان معه لا شعوريا لاحتمال عدم التفاته الى ذلك ، او شعوريا كان ذلك باعثاً له على التأسي بالحسين u واستهداف هدفه.

ومن هنا اصبحت الزيارة وسيلة تربوية للناس على طلب الاصلاح في امة الرسول الكريم (صلى الله عليه واله) .

والارتباط بالحسين او غيره من المعصومين بالزيارة يعزز تحريك القوى الخيرة والمعاني السامية في النفوس واخلاق المعصومين وان لم يصل المعظم من الزائرين لهذا المستوى يبقى افتراض السائل لماذا الحسين دون غيره؟ فقد يكون لجملة من الخصوصيات عنده u دون غيره ، وتقدم انه u كان على جبل عرفات من هذا اليوم يدعو بالدعاء المعروف .

منها لانفراد الحسين بقضيته المعروفة والتي لا مثيل لها في تاريخ البشرية فقد فجر بثورته مناطق الخوف التي امتلكت الانسان  في ظروف القسوة والبطش وحقق دواعي الخروج على الظلم في صراعه الطويل مع العدل الانساني، وقد انتج خروجه الميمون ثورات وحركات ضد الطغاة والمستكبرين، معروفة لمن له ادنى اطلاع على التاريخ الاسلامي، وقد تسببت جميعها بكونها امتداد لثورة الحسين، وشعاراتها “يا لثارات الحسين”.

ومنها انه ورد عنه (صلى الله عليه واله) انا من حسين وحسين مني وكل ما كان للحسين فهو لرسول الله (صلى الله عليه واله) ، أي انه لا خصوصية للحسين الا كونه امتداد للرسالة وابقاءًً لها، وهذا الابقاء متعدد المظاهر اوضح مظاهره الزيارات المخصوصة ، ومنها زيارة عرفات.

ومنها- غلبة جانب المأساة على الحسين ، والمعروف المحسوس عند الكل ان جانب الحزن والاسى اكثر تأثيرا والتقاء وحشداً للناس وتعبئتهم من جانب الفرح والسرور وواقع بعض الزيارات يشهد لذلك ، فزيارته يوم عاشوراء غير زيارته من يوم مولده الشريف من حيث كثرة الزائرين واجتماعهم وقد بررت كثرة زيارة الكاظم من يوم استشهاده عن كثرة زيارة الجواد (عليهما السلام) بذلك ، مع وحدة المرقد والمكان والمكانة.

ومنها- اشعار المسلمين باهمية الدين وان أي استحقاق بالتضحية ، قليل بحقه ولو كان المضحي ريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) واهل بيته واصحابه ، هذه التضحية التي تصغر امامها كل التضحيات التي بها يبقى الدين  فاعلا ومؤثرا في حركة البشرية وتربيتها ، واذا وعى الفرد المسلم هذه التضحية هانت عليه نفسه وما يتعلق بها في سبيل نصرة الدين مهما كلف الامر وبهذا يمثل الحسين الضمانة للاستمرار بالحياة الاسلامية على الخط الاسلامي مستقبلاً.

وهذا المتقدم ينطبق على الزيارات الاخرى من حيث كونها للحسين خاصة وارتباطها باحداث اسلامية مهمة تعزز ارتباط المسلم بتاريخه الاسلامي وبهويته وتؤطره باطار خاص متسم  بالتشيع لاهل البيت (عليهم السلام).

واما كثرة الثواب- فقد تقدم في البداية الاشارة الى ذلك ، واضيف هنا ان الامور المهمة التي يريد الشارع التأكيد عليها لاهميتها في ما يستهدفه من الخلق ومن التشريع وان كان الهدف غائبا عن الاذهان العامة ، ولكنه بالتأكيد هدف سامي جدا تحتاج البشرية من اجل الوصول اليه لمرات وتربية طويلة جدا ، وذات ممارسات عبادية متعددة ،منها الزيارات.

ولاجل حث الناس على الامتثال فيما هو لصالحهم ، مع كونه صعبا على النفس البشرية او على اعداء الانسانية، من الظلمة والطواغيت ، استعمل الشارع لحكمته ومعرفته بالطبيعة البشرية اسلوب التطميع بالثواب العظيم والجزاء الجميل على هذا الفعل مع كونه لمصلحة الفرد والمجتمع، وكلما كان الثواب اعظم كان الباعث للامتثال اكبر ، وكأن المسألة عرضا ما بين الرب وعبده، بلا حاجة له سبحانه بذلك الا سوق عباده له ما يصلحهم ويعزز اصلاح حالهم. والعاقل يضحي بتعب بسيط لاجل ثواب عظيم لا يعلمه الا الله . ولا يترك مثل هذه الفرصة تفوته، وبهذا وغيره يربي الله خلقه ويوصلهم الى الهدف والغاية من خلقهم. (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)(الذريات:56) .ذي الحجة 1424هـ

25

سؤالي حول أفضلية صحابة الحسين(عوأصحاب الإمام المهدي –عج- والأشخاص المؤمنين الذين يقاتلون الآن هل الأفضلية ناضرة إلى جهة الإخلاص لله عزوجل أم ماذا ؟والثابت عند الشهيد الصدر كما سألته في يوم  من  الأيام  حول درجة شهادة الشهيد الصدر الأول فقال الشهداء ثلاث طبقات وهؤلاء هم  أفضل الشهداء فإذا كانوا أفضل من الشهيد الأول فكيف يكون من يقاتل الآن أفضل من تلك الطبقات.

بسمه تعالى:-

الأفضلية المذكورة هي لمجموع الجهات وأهمها الإخلاص وهو يتأكد من شدة البلاء وقسوة الظروف ، وإنعدام إحتمال النصر المادي ، وقد يكون هذا متوفراً ولكن الإطمئنان بالنتيجة والفوز بالآخرة عامل آخر ، فلذلك كان هذا الإطمئنان عندهم موجوداً لحضور الإمامu  وإخباره إياهم وهؤلاء ليسوا كذلك فإذا تساووا في طلب الشهادة كان هؤلاء أفضل فإفهم.

وإما ماهو في ذيل السؤال ، فلا يشمله الجواب السابق وله كلام آخر.

والمذكور في السؤال هم العلماء / وفي الخبر مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء ، فإذا إضيف العلم إلى الشهادة كان أفضل من خصوص الشهادة بطبيعة الحال .

مع نقطة واحدة هو أن هؤلاء قتلوا في ميدان المواجهة وأقبلوا عليه مباشرة ، وآولئك أقدموا على الشهادة لا بالمواجهة المباشرة .

وللكلام تتمة لا يناسب المقام ذكرها.15/جمادى1/1425هـ

26

إن مجموعة من علماء السنة وأغلب علماء الصوفية يقولون بأن الخضر (عليه السلام) حي وبذلك أثبتوا بأن الخضر باق في طوال هذه السنين ولكنهم في قضية الأمام المهدي (عليه السلام) يقطعون بعدم أمكانية ذلك ونحن نعلم إن حكم الأمثال في ما يجوز وما لا يجوز واحد فكما جاز ان يطيل الله تعالى عمر الخضر فالله قادر على أطالة عمر المهدي (صلوات الله عليه) والسؤال ما ردكم على قولهم وهل هنالك أدلة أخرى نقلية أو لبية تدل على ذلك.. وهل الخضر (عليه السلام) سيصبح من أنصار المهدي المنتظر وهل يصلي مأموماً خلف الأمام المهدي(عليه السلام) مثلما ثبت من أن عيسى (عليه السلام) سيصلي مأموماً بالمنتظر (عليه السلام) ؟

بسمه تعالى : من أوضح الأدلة هو أن يقال لهم عدم الدليل على أستحالة مثل هذا الأمر . والوقوع أدل دليل على الأمكان وقد وقع لكثيرين من أنبياء الله وعبادهويكفي الألتفات إلى أن مدة دعوة النبي نوح (عليه السلام) كما أخبرنا بها القرآن الصادق تسعمائة وخمسون سنة . ويظهر من بعض الأخبار عن المعصومين عليهم السلام أنه حي لم يمت بعد. وفي أخبار العامة . كما في الدر المنثور عن أبن عساكر عن أبن أسحاق . على ما نقله في الميزان . إن آدم (عليه السلام) دعى له بالبقاء إلى يوم القيامة . وفي بعضها أنه شرب من عين الحياة ولكنها أخبار آحاد لا طريق لتصحيحها من الكتاب والسنة القطعية لكن لا بأس للأخذ بهاولو بتطبيق قاعدة التسامح في أدلة السنن وهي تامة . مؤيدة بعدم الدليل على استحالة البقاء كل هذه المدة إلى ما شاء الله . ومن الأدلة العقلية أن يقال إن القدرة الإلهية لا متناهية بلا نكير من أحد000 وإنها متساوية النسبة إلى جميع الممكنات بحيث لا يكون شيء نسبة القدرة إليه أضعف من نسبتها إلى آخر وهذا مبرهن في محله من علم الكلام وحينئذ يقال إن بقاء أنسان أو موته في مدة قصيرة وهما متساويان النسبة إلى القدرة الإلهية فكما جاز وقوع الأول دائماً فما هو المانع من وقوع الثاني . ويمكن تسميته بما قال السائلالأمثال فيما تجوز وفيما لا تجوز واحد . وأما الأخبار في كونه من أصحاب المهدي (عج) وأنه يصلي خلفه كما ورد في شأن عيسى على نبينا وآله وعليه السلام فالظاهر في حدود مطالعاتي انه لا توجد رواية تشير إلى هذا المعنى ولكنه ليس ببعيد بعد أن لم يستبعد صلاة عيسى (عليه السلام) وهو من أولي العزم خلف إمامنا أرواحنا له الفداء ولكنه يبقى حدساً يحتاج إلى تدعيم من النقل . والله العالم

27

ما هي الحكمة في زيارة الأمام الحسين (عليه السلام) عند النصف من شعبان التي فيها  ولادة صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه) مع العلم أنه ولد في (سر من رأى) وغاب فيها أيضا ً؟

بسمه تعالى : مما يظهر في النقل التاريخي إن الأمام سلام الله تعالى عليهعندما يخرج يرفع شعار يالثارات الحسين وهو شعار تسالم على مضمونه ولم يناقش أي أحد في مظلومية الحسين إلا قلة من المعاندين لم يعتمدوا على دليل إلا تعصباً أعمى . فلتفعيل هذا الشعار وتأكيده في نفوس العامة من الموالين وترسيخه كانت الزيارة تصب في هذا الاتجاه وربما أول ظلامة يأخذ بها عليه السلامهي ظلامة جده الحسين وثأره . لانه ثأر الله .كما ورد في زيارة وارث .

28

س:- ورد في دعاء الافتتاح عن الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) فيما يخصه (أبدله من بعد خوفه أمنا ) فما هو المقصود بهذا الخوف ؟

بسمه تعالى :فيه مستويات دنيوي مادي ومعنوي أخروي أما المستوى الاول :- كما هو ظاهر بعض الاخبار انه خائف من أعداء الدين والحاقدين على مذهب الحق وأهله ، واوضح افرادهم قائدهم طبعا هذا اولاً . وثانياً انه خائف على طبقاته الشعبيه لكونها قليله ومستضعفه ومشتته ويرسم  هذا المعنى المقطع الاخير من دعاء الافتتاح (اللهم انا نشكوا) واما المستوى الثاني :- قد يقال انه خائف من جهة مسؤوليتة العظيمه امام الله كما يقتضيه أدب العبوديه  الحقه الذي يعرفه اهله وقد يقال ايضا انه خائف من جهه انما الذي هو عليه لايخرج من نطاق الدنيا التي تشغله عن محبوبه ومعشوقه رب العالمين هذه كلها اطروحات والله العالم.

29

تارة نقرأ الدعاء وتمر هذه الكلمات (وابرت العتاة ، وازل عنه به الاسى والجوى ؟ بنفسي انت من اثيل مجد لايجارى ، أين المنتظر لاقامة الامت والعوج؟ فما المقصود من ذلك ؟

بسمه تعالى :محصل المعنى انه دعاء الامام الحجة (عجل الله فرجه ) . وتضمن مدحا بأنه من مجد لايمكن مجاراته وكيف يجارى وهو سليل الدوحة المحمدية المباركة . والدعاء له برفع ما يثقله (عليه السلام) من الحزن والوحدة خلال غيبته الكبرى بعد اهلاك العتاة والطواغيت . ودعاء للخروج واقامة العدل وتصحيح ما أعوج من الشريعة وانحرف. 

30

هل من الممكن ان تخضع العلامات الحتميه او غير الحتمية الضهور الامام (عج) للوح المحو والاثبات بحيث يظهر الامام (عج) بدون حاجه الى هذه العلامات ؟

بسمه تعالى – العلامات الحتميه اذاكات اخبارها مقطوعة الصدور ويقطع باحتميتها فلا مجال للبداء فيها والكن لا تخرج بذلك عن قدرتة تعالى .وهو تعالى اراد حتميتها لامر لانفهمه  واما غير الحتميه  فهي خاضعه للبداءعلى تقدير صحه مروياتها وفي كليهما فهذه علامات لتعريف ظهوره المبارك لا علل الظهور .

31

عندما خرج الامام ثائرا على الامة كانت الامة تعاني من عدة امور:

1- من الناحية الاجتماعية- كان الفساد والرشوة والغش والظلم وعدم اعطاء صاحب الحق حقه.

2- من الناحية الامنية لم يكن هناك الامان للفرد على عرضه وماله ولم يحاسب المجرم على جرمه.

3- من الناحية الاقتصادية- كان هناك عدة اخطوبات مسيطرة سيطرة تامة على الصادرات والواردات ويتلاعبون في المقدرات المعاشية للناس.

4- الناحية الخلقية- قاموا بتحليل ما حرم الله وحرموا ما احل حسب اهوائهم الشيطانية.

فان هذه الامور كلها دوافع لحدوث ثورة الامام هنا. الم تكن هذه الامور موجودة في مجتمعنا اليوم بل وازيد من ذلك فلماذا لم تتصدى الامة الاسلامية ، او أي فرد من زعماء الاحزاب الوطنية او احزاب الانسانية او الاحزاب الداعية للحرية او الاحزاب الاسلامية او المنظمات الاسلامية او رجال الدين من مراجع وزعماء وعند خروج ما شخص لا يمدون يد العون له او تأيده ومناصرته ، ما هي الاسباب التي تدعوهم للسكوت والركون لهم يكن حجة على العباد في ترك الامر والامة مرتهنة في اعناق هؤلاء.

بسمه تعالى- لابد من الاشارة بان الحسين عليه السلام يملك من القدرات والمؤهلات ما لا يملكه غيره الا المعصومون عليهم السلام) وهذا واضح للموالي.

والحسين عليه السلام قد حدد الهدف وذكر آليات الوصول اليه، وحاول الوصول الى الاسوة الحسنة المتمثلة بجده رسول الله (صلى الله عليه واله) وابيه الامام علي (عليه السلام).

فقد حدد الهدف بقوله (عليه السلام) ((وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله (صلى الله عليه واله)، وواضح الياته بقوله ((اريد ان امر بالمعروف ، وانهي عن المنكر واسير بسيرة جدي وابي)).

فهو (عليه السلام) لم يخرج لغرض دنيوي ولا لهدف شخصي ولذا سبق قوله السابق قوله (عليه السلام) ((اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا)).

والحسين عليه السلام وبحكم كونه افضل اهل زمانه واعلمهم واقدرهم على تشخيص الداء والدواء وابعدهم نظرا واعمقهم فهما وقراءة للواقع بحيث يجزم ان ما يقرأه ينطبق تمام الانطباق على ما سيحصل من امور ووقائع ومن هنا كانت اقواله واقوال المعصومين (حجة) يلتزم الشيعة بالتعبد فيها وعدم مخالفتها وهذا بخلاف غير المعصوم فانه مهما اوتي من قوة ذهنية وقدرة عقلية لا يمكن الجزم بان تصوراته وقراءته للمستقبل ستنطبق على ما ستؤول اليه الوقائع والامور ، فكانت على الدوام افكارهم عرضة للتغير والتطور والتبدل. واذا لم تنطبق هذه التطورات فان احتمال الخطأ وعدم تحقيق الهدف موجودا وهو يعيق او يعرقل صاحبه ، فيأخذه التردد وينتابه الخوف او الجبن ، خصوصا في موارد قد تتطلب المواجهة واستخدام القوة بمختلف اشكالها كالقوة العسكرية او المالية او الكلامية الاقناعية المعبر عنها بالخطاب السياسي او الاصلاحي.

اذا عرفت ذلك امكن ان تجعل ما ذكر منطلقا لاسباب التقاعس او السكوت وعدم التحرك باتجاه تغيير الوضع القائم.

السبب الرئيسي- عدم وضوح الهدف وضوحا تاما عند المعظم وغالبا ما يكون ملتبسا نوع التباس يجعل صاحبه غير مقتنع بامكانية تحقيقه من عدمه فيجره هذا التردد الى ايجاد التبريرات الكثيرة لاقناع نفسه بعدم ضرورة التحرك في الوقت الحاضر او عدم جدواه.

السبب الثاني- ضيق الاهداف من حيث الزمان وانها اذا لم تحصل بهذا التحرك فعلى الاقل سيفتح هذا التحرك المجال لاخرين لاشكاله والاستمرار عليه، لانه مثل خرقا لسياق عام قد يكون التقاطع معه امرا غير مرغوب ولا مألوف مما يوقع صاحبه في دائرة النقد من الاخرين والتشويش عليه.

والاعم الاغلب ممن يتحركون يريدون النتائج حاصلة ومقطوعة من قبلهم هم ليشعروا بلذة النجاح ونشوة النصر، ولم يلتفتوا الى ان التوفيق بيد الله وحصول النتائج موكول اليه وما على الانسان الا السعي.

السبب الثالث- عدم وضوح الهدف من حيث الاخلاص ، فظاهر الدعوى انه خالص وغير مشوب بغاية شخصية وهدف ذاتي ، وباطنه غير ذلك وصاحبه يخاف من انكشاف امره وذهاب مصداقيته فيما يتعرض لطارئ يكشف زيف ما يدعيه وكذب ما يرومه ، وهذا معيق له عن التحرك والسعي في الاستمرار.

السبب الرابع- وهو الاهم على الاطلاق هو المعادلة الخاطئة التي  يضعها  اصحاب الدعوى وطلاب التغيير ، الا وهي الحسابات المادية الصرفة بعيدا عن رب الارباب ومسبب الاسباب، فهو جلت قدرته غائب عن معادلتهم بعيد عن حساباتهم فيقعون في خطأ الحساب والابتعاد عن طلب الصواب ، ولو التجأوا اليه لطلب العون الامداد ونصروه في دينه لينصرهم، وهو القائل (وان تنصروا الله ينصركم)).

وهو لا يخلف الميعاد وتلك سنة ثابتة لا تغيير ولا تبديل لها، بل حتى الذين يضعون في معادلتهم امداده ونصره الا ان تعلقهم بالامور الماربة والحسابات الدنيوية يجعلهم غافلين احيانا عن عونه ونصره فيترددوا في السعي والاقدام.

السبب الخامس- اختلاف الفهم في طريقة التعامل مع الواقع فمن يرى الوصول الى السلطة والقوة تمكنه من احداث التغيير المطلوب والسعي في اصلاح الواقع الفاسد ، ويدعي لنفسه ان ما يحصل من امور خاطئة ومفاسد امورا وقتية ستزول حال الوصول الى السلطة واخذ موقع فيها وهذا ما سمعته من بعض رؤوساء الاحزاب الاسلامية ولا اريد ذكر اسمه.

ومن يرى ان طريق الاصلاح ليس بالضرورة موقوفا على استلام السلطة وملك اسباب القوة والالتزام ، بل الطريق مفتوح بحسب المكنة والقدرة ، ولا يتقييد بالحصول على السلطة فان جاءت كانت خير معين وان لم تجيء لم تشكل عائقا للمسير.

وهذا هو الواضح تأسيا بالمعصومين (عليهم السلام) اولا، وبعد اشتراط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي هو اليه الاصلاح بالسلطة ويرشدك الى هذا كلام الحسين (عليه السلام) المتقدم- فهو لم يكن خليفة المسلمين انذاك ومع ذلك قال (وامر بالمعروف وانهي عن المنكر..).

13 صفر 1425هـ