قال تعالى : ( وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا (63) سورة الفرقان ) .
وقيل : لا يخونك الأمين ولكن قد يؤتمن الخائن .
ابتليت هذه الأمة – الوسط التي كانت خير امة أُخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر – برجال تربعوا على عروشها تنقصهم المعرفة بأبسط مفردات تاريخ أمتهم وشعوبها ، وليتهم ضربوا على جهلهم الستار كي لا يفتضحوا في قول ولا يرتكبوا في فعل ، وأنى لهم ذلك فإنهم محكومون لتوجه عام غالباً ما يبتعد عن مصالح شعوبهم ويتلاطف مع مشاعر أعدائهم .
وها هي تصريحات رئيس اكبر دولة عربية يطلق كلامه من غير تثبت وروية متهماً امة ضاربة في العمق التاريخي ومن أمهات الأصول العربية التي لم نعرف هل سمع بها أم لا ؟ كقبائل طي وتميم وأسد وتغلب وربيعة وشمر والخزرج و ……. .
هذه الأمة هي التي حملت العروبة والإسلام إلى مصر التي لا زالت بعض مناطقها تعيش بركة بعض وجودات أهل البيت ( عليهم السلام ) ( كالسيدة زينب ونفيسة ورأس الإمام الحسين ( عليه السلام ) التي نتشرف بالانتساب إلى مذهبهم وتجمعنا مع من يعتقد بإمامتهم روابط إنسانية وتاريخية وعقائدية واجتماعية وجغرافية تجعل من الضروري احترام هذه الروابط ولكنها لا تعني أبداً أن يكون ولاءنا لهم على حساب ولائنا للوطن الذي لولا دفاعها عنه أمام هجمات الأعداء لتمزق منذ أمد بعيد ولما كان لمنطقة اسمها العراق من وجود على الخارطة .
نعم تاريخ هذا الرجل لا يسر حينما باع العروبة وصادر إرادة الأمة الإسلامية وتجاوز على ثوابت التاريخ والجغرافيا وأسس الحق والعدل بإيقاعه مع سلفه اتفاقية الصلح المشؤومة مع الكيان الصهيوني ، متحدياً بذلك إرادة الأمة وجهادها الطويل ضد المحتلين الظلمة ، وهو بهذا قد تعدى الأمانة التي جعلها الشعب العربي المصري برقبته .
وإذا نسى تاريخه فمن الأولى أن ينسى أو يتناسى عن عمد تاريخ من هم اعرق منه نسباً إلى الأمة واشرف منه موقفاً في الدفاع عن قضاياها وابعد منه نظراً واصدق منه قولاً .
وما باله يتحسر على ما يدعيه من ولاء شيعة العراق إلى إيران مع كل الروابط المشتركة معهم ولكنها لا تعني بالمرة أن يكون الولاء لهم كما افتريته عليهم .
وهم من وقف مع شعب العراق أثناء الحصار الظالم في العقد الأخير من القرن الماضي ولولا ما قدمته إيران لهذا الشعب من مساعدات إنسانية لحصلت كوارث كثيرة أنت تجهلها وقد وقفت مع أعداء العراق ومع من دمر العراق ولا زال ولاؤك إلى الغرب وأمريكا على وجه التحديد كما تعكسه مواقفك الضعيفة أمام كل الظلم والطغيان الذي يصبه الكيان الصهيوني على الفلسطينيين وتستمر في علاقاتك معهم بلا أدنى حياء وخجل متجاوزاً بذلك رأي الشارع المصري بقطعه العلاقات معهم وطرد سفيرهم فالأولى بك ومن هم من أمثالك الذين يتباكون على العراق وهم ممن شارك في ذبح العراق أن تبدءوا بأنفسكم قبل غيركم ولكن كما أسلفنا لا يخونك الأمين ولكن قد يؤتمن الخائن .
12 / ربيع1 / 1427هـ