هناك أطروحة للسيد الشهيد الصدر ) قدس سره ( تقول : إن السفياني عندما يرسل إلى الإمام المهدي ) عجل الله فرجه الشريف ( جيشاً وهو في مكة ويُخسف بذلك الجيش ، فان السفياني لا يعرف أن هذا الشخص هو الإمام ) عجل الله فرجه الشريف ( بل هو مجرد ثائر ومتمرد على حكومته وفقاً لأطروحة خفاء العنوان ، وبهذا يفسر علم السفياني بوجود الإمام قبل موعد ظهوره . فما هو رأي سماحتكم بهذه الأطروحة ؟ وكيف تفسرون بعث السفياني بجيشه لاغتيال الإمام المهدي ) عجل الله فرجه الشريف ( وهو لم يعلن عن ظهوره بعد ؟ |
بسمه تعالى :- الظاهر أن علمه بوجود الإمام ) عجل الله فرجه الشريف ( نابع من إطلاعه على منشورات الفكر الأمامي المتحدثة عن الإمام المهدي وحركته ، وهي منحصرة ما بين العراق ) الكوفة ( والحجاز ) مكة والمدينة ( باعتبار انطلاقه من الأخيرة ) مكة ( إلى الكوفة ، فأول ظهور له في مكة – ومعرفة السفياني به معرفة عامة لا انه يعرفه بشخصيته الثانوية كما ربما يقال ، والدليل انه لو عرفه بهذه الشخصية لأعدَّ العدة لاغتياله بوسائله الشيطانية من دون حاجة إلى تجهيز الجيش الكبير لقتله كما يفترضه الخبر . وهذا يعطي دلالة واضحة أن معرفته بالإمام إجمالية ، وربما يطبق بعض القرائن ليتوصل بها على نحو الظن المعتبر لا اليقين إلى أنه المهدي ) عجل الله فرجه الشريف ( ، ومن هذه القرائن صمته وعدم احتكاكه بالخلق وشدة ورعه وظهور البركة على يديه وغيرها كثير وكيفية التوصل إلى ذلك باعتبار أجهزته الاستخبارية المتطورة كما يشهدها عالم اليوم . ومعه تكون معرفته للإمام بشخصيته الثانوية مجرد أطروحة لا تصمد مع الدليل . أما بعث السفياني بجيشه فيمكن فهمه باعتبار أجهزته الاستخبارية لا الجيش المتعارف لحكومة القوانين والأنظمة الحكومية التي تمنع ذلك إلا من خلال اتفاقيات معينة وأحلاف إقليمية وهذا ما لا نشاهده الآن . نعم بلحاظ نغمة محاربة الإرهاب ومحاولة تشكيل ائتلاف دولي لمحاربته كما يدعى الآن يمكن فهم الجيش التقليدي لمحاربة الإمام بعنوانه المجمل لا بعنوانه الثانوي لعدم حاجته إلى هذا الحشد الكبير كما تقدم . |