You are currently viewing البيان الثاني لسماحة الشيخ الطائي حول المظاهرات

البيان الثاني لسماحة الشيخ الطائي حول المظاهرات

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أبناء بلدنا الغالي، أحييكم بتحية الإنسانية، من سنيكم قبل شيعيكم، ومسيحيكم قبل مسلمكم، وكرديكم قبل عربيكم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إن خروجكم في مسيرة تظاهرية سلمية، احتجاجية على ما وصلت إليه الأوضاع من تردي في بلدنا الغالي، وإخفاق في الأداء أدى الى تضييع الحقوق وهدر الأموال، وارتباك الأمن وتفشي الرشوة، وفساد مؤسسات بكاملها ولسان حالكم يقول يا أيتها السلطة بعد أن استصرختمونا والهين فاصرخناكم مرجفين، سللتم علينا سيفاً لنا في انتخابكم واحتششتم علينا ناراً قد اقتدحناها على عدونا وعدوكم.. إن هذا التردي ما كان ليقف عند حد إلا بالرفض له والاستنكار من خلال زحفكم المؤمل أن يكون واسعاً وكبيراً يشمل جميع العراقيين بما فيهم السياسيين الذين لا حيلة لهم في إصلاح الأمور ولكنهم يحاولون، وخروجهم مع المتظاهرين سيوفر لهم الدعم الكامل في تدعيم محاولاتهم الإصلاحية والبنائية.

فحيّا الله الجميع وبارك سعيهم في عملية إصلاح شاملة تنطلق من إنهاء حالة الاحتلال، وتغيير الدستور وإعادة صياغته وفق أسس جديدة بعد فشل المعمول منه وإلغاء العديد من القوانين المجحفة بحق الشعب العراقي والتي منها- على سبيل المثال لا الحصر- قانون تقاعد السلطات الثلاث الذي يستنزف أموال خرافية من ميزانية الدولة، حيث تتجاوز راتب الرئيس الروسي بثلاث أو أربع مرات! في حين يأن الملايين تحت فقر مدقع وحرمان مميت.

وليعلم الجميع بأن المظاهرة لا تستهدف غير إصلاح الأحوال ولا مساس لها بالدولة ومؤسساتها ومنافسة سلطانها، ومن هنا حرّمنا كل تصرف يسيء إليها من أعمال التخريب والنهب والسلب وما يشوه صورة الانتظام الجماهيري المتوقع في مشهد عظيم يهز العالم، وليس ذلك على العراقيين بعزيز، فهم من صاغ ملحمة الزيارة الأربعينية، حيث الاصطفاف الشعبي من مختلف الطوائف والأديان والأعراق، فليكن مسيركم وتظاهركم بتلك الصورة، بل الأحسن منها، كما أن استفزاز المواطنين من قبل رجال الأمن أمر مرفوض ومدان ولا ثمرة فيه بل فيه شوكة في عيونهم كما حدث في تونس ومصر وليبيا.

ولتكن الشعارات المرفوعة بعيدة عن الاستفزاز وأن تسمو بالمطالب الى إعادة المكانة العراقية والكرامة الشخصية والقيمة الحضارية للشعب العراقي، الذي أكمل الاحتلال فيه مشوار النظام البائد في سحق الشخصية وإهدار الكرامة، والعديد من السياسيين المخلصين يحاولون التخلص من قيده ولكنهم لا يستطيعون ويتحرجون من مكاشفة شعبهم الذي أوصلهم الى السلطة، وكان ذنبه الوحيد هو ذلك حتى لامه من لا حرجية له في الوطن، محملاً ما سيقع وإن شاء الله- لا يقع شيء يسيئ للدولة والمواطن على الشعب- وقد خانته ثقافته السياسية.

وإن للشعب حق للتنصيب وله حق التبعيد، ونعتقد أن احد أهم أسباب الإرباك الحكومي هو سلطة الاحتلال التي يهيئ من وراء الكواليس مشاحنات للاحتقان الحكومي لإعطاء صورة عجزها في ضبط الأمن وإلجائها الى تقديم طلب إبقاء تلك القواعد، ولكن بثمن مدفوع من أموال العراق.

– الاحتلال والاحتكار والابتزاز حالة مَرَضيّة نرفضها جميعاً.

– الدستور للعمران لا وثيقة للاستغلال.

– الكرامة والحرية قبل الخير.

– المواطن أعلى قيمة بعد  البلد العراق.

– أيها الساسة إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فعليها.

– في التجارب الحاضرة قبل الماضية عبرة للقائمين.

– المال العام ملك لجميع العراقيين ولا نسمح بتسييبه وهدره.

– السلطة في خدمة الشعب لا ضده، تخلفاً وفقراً.

– السلطة تكليف أعطاها الشعب وله انتزاعها.

– انتظرناكم ثمانية سنين ولم يأتينا منكم غير أرامل ومساكين.

– مقصدنا الإصلاح ورد الحقوق ودفع المظالم.

– لم نخرج اشرين ولا بطرين ولا مفسدين ولا ظالمين.

– حييناكم بالانتخابات فحيونا بالاهتمام والرعاية.

– دستور يعرقل تقدمنا يتعين تبديله.

– أين أموال العراق منذ سبعة سنوات؟

– استغفال المواطنين جريمة حرب.

– التلاعب بالمال العام سرقة لكل العراقيين.

أخوكم              

قاسم الطائي         

19/ ربيع الأول/1432