الحسين يستحث العراقيين
ان انطلاق الامام السبط الشهيد (عليه السلام) الى العراق ما كان عفوياً بل كان مبرراً لكون العراق منطلق الحضارات الانسانية ومنبع القيم الاخلاقية وموطن الرسالات السماوية ومجمع للجماعات الانسانية ، فاستجاب ( عليه السلام ) مسرعاً وجهز نفسه للرحيل اليه مبكراً أملاً في انقاذ ما يمكن انقاذه وتعمير ما يستطيع اصلاحه بعد ان رأى دين الله لا يعمل به والاخلاق لا يلتزم بها والرسالة لا اثر لها والوطن مستعبد والطغيان مسيّد والناس نيام قد اخرستهم سطوة الجلاد و أسكتتهم حرارة السياط وإستهوتهم إستغفال الأسياد وقد حدد هدفه بدقة لا مخادعة فيه – إنما خرجت لطلب الأصلاح في أمة جدي رسول الله.
فها نحن نعيش مأساة كربلاء ، مأساة المواجهة بين الحق والباطل ما بين الظلم والعدل ، ما بين الحب والحقد .
ما بين الاعمار والانتحار ، ما بين صف القيم النبيلة والبواعث الخبيثة ، ما بين الدمعة صرخة على الظلم والدمعة استمالة للعطف ، ما بين حب الله وهوى الشيطان .
وكلنا يدعي وصلاً بالحسين وقطعاً ليزيد ، فهلا جمعتنا الذكرى لننتفض لظلم انفسنا وشعبنا ونترك سجالنا في صراع شيطاني لا يرفع الا العدو غطرسة ولا يهلك الا الشعب مظلمة .
انها الفرصة التي تهيئها الذكرى لنصدق القول ونعزز بالفعل ونؤكد الثقة ونعيد البسمة ، ونششر الأمن ونزرع املاً في القلوب ونرفع حزناً من العيون ونحترم بلداً من ان يزول كان يوماً موطناً للرسالات وموضعاً لحركة الانبياء ومنبعاً للخيرات ومركزاً للاشاعات الفكرية .
هلا تعلمنا من الحسين ( عليه السلام ) النجاة في الصدق والعمل للمبادئ والصبر في السعي والتضحية طريق الكرامة ومقصد الفوز ومصدر الربح والعمل للعراق والصبر على البلاء وتمحيص النوايا بالافعال .
ان من بكى على الحسين انما يخادع نفسه وربه اذا لم يترجمه الى الثورة ضد الظلم والانحراف والسعي وراء المصالح والاهداف الضيقة التي ما تلبث ان تزول سريعاً مخلفة وراءها غصة في الدنيا وحسرة وندامة في الاخرى .
اناشدكم الله يا سياسيو العراق ان تبصروا حركة الحسين وتعتبروا بها مستشارة لعملكم وحكماً لخصامكم كي لا يأتي اليوم الذي يقول بعضهم ما قاله البعض حينما ترك نصرة الحسين :
وخاب الاخرون ذوو النفاق .
ويقول الخيرون بعد ان يرى بلده نهباً للطامع وقصعة للاكل كعكة تقاسمتوموها بينكم
ليبكِ على العراق من كان باكياً فقد ضيعت حرمائه واستحلت (مقتبس)