سمعنا الكثير من الخطط الأمنية التي تبنت وزارتا الداخلية والدفاع وضعهما والعمل على تطبيقمها ولكنها لم تصل إلى الغاية التي وضعت من اجلها ، بل يزداد الأمر سوءً وصعوبة فالقتل العشوائي على قدم وساق يطال العراقيون بلا استثناء من طائفة أو عرق أو دين وبوسائل مختلفة متنوعة تكشف عن ان الجناة يملكون خبرات كبيرة وقدرات هائلة تقف وراءها دول وامكانيات جبارة ، ويستبعد جداً ان تقف وراء هذه الاعمال والارهابية مجاميع من القتلة والارهابيين ، لان التنظيم والتوقيت والانتشار في معظم مناطق العراق ، وبغداد خصوصاً ، وقدرات تفجيرية هائلة يجعل من المنطق ان يحكم عليها بان جهات دولية وراءها ، وان كان القيام ببعضها من قبل جهات تعمل جادة على بعثرة الوضع الامني لتصيد مكاسب سياسية تراها حقاً لها لا يمكن حيازتها الا بهذه الطريقة … و .
وقد وجدنا ان هذه العمليات تمتاز بـ :
1- أكثر ما تستهدف الطائفة الشيعية بالخصوص وان استهداف غيرها موجود لكن بحدود دنيا لا تصل الى 5% من استهداف ابناء هذه الطائفة .
2- اكثرها تستهدف افراد الشرطة العراقية واحياناً افراد الحرس الوطني او الجيش العراقي ، وغالباً ما يكون السيناريو ان دورية مشتركة مع القوات الامريكية هي المستهدفة وبعد مرور الدورية الامريكية يحصل الانفجار ويذهب بارواح بعض افراد الشرطة الملازمة او الناس المارة الابرياء ، ونادراً ما تصاب عجلة امريكية من جراء ذلك – وهذا المشهد يتكرر باستمرار في بغداد – العاصمة – .
ولا تعجب ان لم تلتفت وزارتا الداخلية او الدفاع الى هذا الامر مع حصوله باستمرار ويومياً تقريباً – فهي اما ان تعلم وتسكت ، والسكوت على الجرم – جريمة ، واما ان تعلم وتخاف ان تتكلم ، والخائف لا يصلح لمنصب كهذا وعليه ان يتخلى عن جانب المسؤولية لغيره والا يتحمل كل الدماء التي تسيل شاء ام ابى .
واما ان لا تعلم وغير ملتفتة الى هذا الامر وهذا أسوأ الاحتمالات ومصيبتنا دائماً – نحن الشعوب الاسلامية – ان نضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب .
ولست ادري هل تعلم الوزارتان ان افراداً من الشرطة والحرس الوطني يعملون بمعية الجيش الامريكي وتحت امرته ولا علاقة للوزارتين بهم ، فكيف قبلت الحكومة العراقية بذلك ؟
وهذا سؤال يثير اكثر من تساؤل ويطرح اكثر من مدلول عليها ان تحسم الامر ؟ كي لا يحصل لبس وخبط في كثير من حوادث القتل والخطف الجارية بلباس افراد الوزارتين !!
3- اكثر العمليات تستهدف المساجد والحسينيات لاتباع اهل البيت ( عليهم السلام ) والاغلب فيها انها تحصل في المناطق المشتركة من حيث السكن المناطقي – أي من المناطق التي يقطنها من كلا الطائفتين .
4- تتركز هذه العمليات الارهابية في المناطق المحيطة ببغداد ، ومداخلها وفي الجهة الجنوبية منها .
فهي تتركز في الجنوب الشرقي – خط بغداد – الكوت بمنطقة جسر ديالى وسلمان باك ، وفي الجنوب الغربي – خط بغداد – نجف ، حلة …. في مناطق المحمودية ، اليوسفية ، اللطيفية ….. .
ومن الشمال الغربي – خط بغداد – رمادي من منطقة العامرية وابو غريب .
ومن الشمال – خط بغداد – الموصل من منطقة التاجي والطارمية .
فماذا يعني هذا الامر ؟! اضعه امام المسؤولين الحكوميين والقوى السياسية ومن شارك بهمة بالعملية السياسية التي فرضت كخيار وحيد لمعالجة الازمة كما يحلو للمشاركين ان يصرحوا بذلك .
كما وجدنا ان عمليات الرعب والارهاب والتهجير الجارية في المناطق اعلاه جارية في بغداد على شكل هلال يمر من جنوبها يقطع مناطق – الدورة ، السيدية ، حي الجهاد ، العامرية ، وابو غريب – وهي مناطق متصلة تقريباً .
وبضم هذه الصورة الى تلك نستطيع ان نستنتج كأستنتاج اولي – ان الغرض هو فك الارتباط الطائفي بين الطائفتين ، وتخليص كل منطقة لطائفة واحدة فقط مع قيام التهجير للطائفة الواحدة – ومعظمه لاتباع اهل البيت ( عليهم السلام ) – فهذه علامات استفهام على اهل العملية السياسية ان يجدوا لها حلولاً واقعية ، لا ان يتركوها تتحرك وفق رغبة وارادة من يقف وراءها .
ويخيّّل أليّ ان الحكومة التي انتخبها الشعب بشجاعة قد انطبق عليها قول الشاعر :
واخوان حسبتهم دروعاً فكانوها ولكن للاعادي
وخلتهـم سهاماً صائبات فكانوها ولكن في فؤادي
وعندما حان موعد الانتخابات السابقة للمرحلة الدائمة ، تشدقت افواه المشاركين في العملية الانتخابية ولسان حالهم يقول للشعب :
وقالوا قد صفّت منا قلوب فقد صدقوا ولكن عن ودادي
هذا الشعب الذي ابتلاه الله بقيادة مستبدة فرعونية ، اهلكت بمغامراتها الحرث والنسل ما كانت لتزول لولا عمل المخلصين واهل الغيرة والنجدة ودعاء المؤمنين وحرمة دموع المساكين وحرقة قلوب المهجرين ، ومرارة غربة المهاجرين .
وجد نفسه بحال المستجير من الرمضاء بالنار فلا الديمقراطية الموعود بها قد اينعت ثمارها ولا الحرية المقهور عليها قد بدلت ثوبها ، فكانت حرية الرعب والخوف ، ولا المساواة الراجي تفعيلها قد ارست قواعدها فكانت محاصصة ، مبايعة لثلة قليلة على حساب شعب مسكين .
5- اذا لم تستهدف التفجيرات الارهابية ما ذكر فأنها تطلب التجمعات السكانية ، من الاسواق والمساطر وطوابير التعيين وكراجات السيارات ، والاعم الاغلب انهم من اتباع اهل البيت ( عليهم السلام ) .
6- وجدنا ان الطيران الامريكي والدوريات بحركة دائمة ومستمرة في مناطق التفجيرات ولكن قبل وقوع الحادث وتختفي بعد حصول التفجيرات مباشرة فلا اثر لدورية ولا صوت لطائرة ، وآخر حادث تفجير – النجف قرب ساحة التوديع .
هذه اهم القراءات الميدانية ومن خلالها نوصي ونضع امام ابناء الشعب المسلم العراقي ان يحتاط بما يلي :
أ- ترك التجمعات السكانية بسرعة والانتشار في مناطق أوسع من موقع التجمع ، وترك التكدس – بعد صلوات الجمعة والجماعة .
ب- غلق الشوارع المؤدية الى المساجد والحسينيات بمسافة ( 100م ) او اقل وعدم السماح لاية سيارة بالدخول في منطقة المنع ولو كانت لاصحاب الدور القريبة خلال اقامة الصلاة وبعدها الى حين خروج المصلين وتفرقهم .
ج- الاحتياط اكثر عندما ترى دوريات الاحتلال تسير في مناطق قريبة من التجمعات وخصوصاً المساجد والحسينيات ويزداد الاحتمال اذا وجدت حركة طائرات مروحية مكثفة .
د- فحص اية سيارة توقف من قبل قوات الاحتلال بعد اطلاقها والترخيص لمالكها او سائقها بأخذها وعدم الغفلة والاسراع في فحصها بدقة او اخبار السلطات المختصة عنها ، والتجنب بالمرور فيها من مناطق الازدحام والتجمعات .
هـ- مراقبة السيارات الاهلية الخارجة من المعسكرات الاحتلالية ومتابعة افرادها وحركتهم .
وننصح الداخلية والدفاع بما يلي :
1- ترك التحرك بدوريات مشتركة مع قوات الاحتلال .
2- ترك الحركة الجماعية لدوريات من الشرطة والجيش لمسافات طويلة بين المدن والمحافظات ، وان تكون الحركة تدريجية وبسيارات منفردة ، وان تحاط الحركة بالسرية التامة لمنع أي تسريب معلوماتي لجهات معادية ، وخصوصاً قوات الاحتلال .
3- التنسيق بين وزارتي الداخلية والدفاع بالقيام باعمال مشتركة لضبط الوضع الامني في مناطق التوتر وترك المحاصصة الملعونة ، وعدم التدخل في شؤون مناطق الوزارة الاخرى .
4- التنسيق مع اهالي المناطق ومساعدتهم على حماية انفسهم وتطمينهم بان حياتهم محمية من قبل اجهزة الشرطة والجيش .
5- عرض نتائج التحقيقات للجرائم الكبرى والعمليات الارهابية التي هزت الوضع الامني بقوة وتعريف الشعب الذي له حق الرقابة كما له حق الانتخاب وقد استأمنكم على نتائج التحقيقات ليعرف عدوه ومن يقف وراء هذه الكوارث .
فقضية تفجير مرقد الامامين في سامراء ، وحادث جسر الائمة ، وحسينية المصطفى وغيرها ، واي تسويف لعملية التحقيق وعرض النتائج ، تقصير واضح على البرلمان محاسبة المقصرين وعلى الشعب محاسبة الاعضاء .
6- تشجيع العقل العراقي لاختراع اجهزة تحسس المتفجرات عن بعد ، واعلان ذلك ببيان يتضمن تخصيص جوائز مغرية لاهل الاختراع الناجح ، ومحاولة تصنيعه محلياً .
واعتقد أن العقول العراقية غير قاصرة ، وإذا انجز هذا العمل فانه سيحسم كثير من عمليات التفجيرات ويضبط حركة العجلات الداخلة والخارجة الى المدن .
وإذ تقدم هذا التصور التفصيلي للعراقيين حكومة وشعباً – خدمة لمصلحة بلادي فان مكتبنا يعلن عن مسابقة اختراع جهاز التحسس عن بعد ويدعو أهل الاختصاص من العقول العراقية الخيّرة والنيّرة لاستغلال هذه الفرصة التي ستضع صاحبها على صفحات التاريخ ومحلاً لدعاء أبناء الشعب العراقي وتقديرهم واعتزازهم ، وهناك جوائز مالية مغرية سيقدمها مكتبنا لصاحب الاختراع الناجح .
والله من وراء القصد .