اقترب موعد الانتخابات التي يؤمل لها ان تكون نزيهة وسليمة عن الدس والتزوير بعد ان أعلن بأن اللجنة المشرفة على الانتخابات – المفوضية العليا- بأنها استوردت (60) مليون بطاقة انتخابية مثيرة بهذا الاعلان الشكوك والتساؤلات عن جدوى هذا العدد، إذ ان الملاحظ ان عدد الناخبين سوف لا يتجاوز الـ(11) مليون في أحسن الأحوال بعد فرض جودة الوضع الامني الذي يسمح بانسيابية الناخبين إلى مراكز الاقتراع وإذا ضممنا ان الناخب العراقي سيصوت لقائمتين في آن واحد هما قائمة الجمعية الوطنية ومجالس المحافظات، علمنا ان الحاجة لعدد البطاقات لا يتجاوز في مجموعها على الـ(22) مليون بطاقة ويبقى العدد الحاصل من طرح الـ(22) مليون من الـ(60) مليون يثير أكثر من تساؤل واستغراب، قد يدفع النفوس إلى الاحساس بأن أمرا سيدبر وسيرتب لتسيير العملية الانتخابية لصالح أطراف لا تريد لنتائج الانتخابات ان تأخذ مسارها الطبيعي بعد ان أفرزت بعض الاستطلاعات ومظاهر الإعداد والحملات الدعائية للانتخاب بأن وسط وجنوب العراق سيحسم النتيجة لصالح القوى السياسية الفاعلة فيه، بعد التأييد المرجعي الكبير لبعض قوائمه وهو أمر لا يروق لمعظم الجهات الأخرىالتي ما انفكت تعرب عما في نفسها بعدم التزام النتيجة الانتخابية ولو بالاشارة لا بالتصريح.فمن وزير الخارجية الأمريكي الذي صرح بأنه يجب اعطاء سُـنة العراق بعض المقاعد في الجمعية أو السلطة التنفيذية المنبثقة عنها بغض النظر عن الانتخابات ونتائجها، إلى وزير الدفاع العراقي الذي أعلن هو الآخر بأنه سوف لن يسمح بوصول (حسين الشهرستاني) لمنصب رئاسة الوزراء إذا فازت قائمته بالانتخاب، وصولا إلى مقاطعة بعض الأحزاب (السنية) كما يسمونها للانتخابات للإيحاء بمقاطعة شاملة لشمال وغرب العراق وهو أمر يكذبه الواقع فإن المعظم من العراقيين يريدون المشاركة، وهذه الأحزاب تمثل وجهة نظرها ولحسابات معينة اتخذت هذا الموقف، ولم يقتصر الأمر على العراق بل تعداه لدول الجوار فاطلق ملك الأردن الحريص على العراق أكثر من حرصه على بلده واليهود تصول وتجول فيه وأخذ التطبيع مع الكيان الصهيوني يترك أثره حتى على سلوك المواطن المسلم الأردني، كل هذا وغيره وهو يتباكى على مستقبل العراق بإثارة نعرة مقيتة وطائفية اقليمية بما سماه – الهلال الشيعي- وأمر هذا التصريح واضح ولا يستحق ردا لأن أمثال هؤلاء معروف عندنا سلفا.ردود الفعل هذه وغيرها تكشف أو سوف تكشف بأن العملية الانتخابية لابد ان تتخذ مسارا يراد لها ان تسير فيه وإلا سوف يوضع أمامها أكثر من عقبة ويثار حولها أكثر من إشكال ويقطع امام نتائجها الطريق الذي يوصلها إلى تطبيقها على أرض الواقع، واحداث جبهة الانقاذ الوطنية
– الجزائرية- ليست علينا ببعيدة…
قاسم الطائي13
ذو الحجة 1425