نسمع كثيراً وعبر وسائل متنوعة من إعلامية مرئية ومقروءة ومن شهود عيان أو من أهل البلدة نفسها بان الوضع الأمني يتدهور من سيء إلى أسوأ وبالخصوص في المناطق ذات الطابع المتنوع من المذاهب الرئيسية بالذات ، مثل منطقة الدورة والجهاد والعامرية في بغداد ، وتلعفر من الموصل والأخيرة مستضعفة من حيث الاهتمام الرسمي الإعلامي حتى اضطر أهالي المنطقة الاستنجاد بالحوزة والطلب منها للتدخل في إيقاف نزيف الدم واستهداف الأبرياء من قبل التكفيريين ، وبمساعدة الأمريكان كما نقل لنا قصص كثيرة تؤكد وقوفهم وراء المعظم من هذه العمليات ، يكفي أنها تحصل أمام أنظارهم وهم صامتون كصمت القبور ونظر المتفرج وهو تقصير واضح في واجباتها وكون الملف الأمني تحت أدارتها لم تنقله لحد هذه اللحظة إلى السلطة العراقية .
وكانت الاستجابة ليست بمستوى المتوقع والمؤمول إلا من جانب التيار الصدر ، الذي يصعب تحركه في الوقت الحاضر ، وللحساسية المفرطة من جهة عمله أو تدخله في الشأن الأمني وهي مبررات واقعية تضعه في أفق ضيق لا يستطيع أن يقدم ما هو أهله .
ولم تكن الحكومة بأقدر حالاً من حسم المسألة وإنهاء الأزمة ، ولم يعرف سبب عجزها أو إغفالها الأمر بالرغم من وجود أعضاء في الجمعية من أهالي المنطقة وكذا بعض أفراد السلطة ، وهذا الأمر أكثر غرابةً وأعظم استهجاناً إذ لا تستطيع حكومة منتخبة أن تحمي أبناء وطنها وهم يأنون من وطأة القتل والدمار والحصار .
فهل أصبحت مدينة تلعفر غريبة على بلدها أو ضيفة في دارها حتى إذا ما استنفدت أيام الضيافة الثلاثة ، كان لزاماً عليها الرحيل بعيداً أو مواجهة الأمر بمفردها ، وهي تعيش حالة الغربة في وطنها بعد أن هجرها الجميع قائلون :) أذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون(.