المسرحية

الموقع :  سامراء .. الساعة السابعة صباحاً ..

 

التاريخ :  23 / محرم الحرام / 1427هـ الأربعاء ..

            يوم تسلم الملف الأمني للمدينة ) الموقع ( .

 

الشخصيات :

1.          مرقد الإمامين العسكريين  ) عليهم السلام ( .

2.          أعداء أهل البيت _ من الخوارج والتكفيريين _ .

3.          ) العمدة ( .

4.          عناصر الشرطة العراقية … 4 أو 5 منهم ..

   

الأدوار :   شخصية المرقد المطهر تحتمي بظل أربعة من عناصر الشرطة – يخافون إن  يتخطفهم الطير أو تأكل من رؤوسهم – .

ويمثل الطير – أعداء أهل البيت عليهم السلام .

وتمثل ) دور العمدة ……… ( في البلد , تفعل ما تريد أو تعمل ما تشاء بلا رقيب من سلطة أو وازع من ضمير أو دافع من دين أو التزام من قانون ، ……

 

المشهد الأول : ) برواية أهل سامراء ( .

دخلت مجموعة ملثمة ترتدي لباساً عسكرياً – شبيهاً بلباس الحرس الوطني – الصحن الشريف , وقد اخطأ المخرج ؛ لأن أفراد الحرس الوطني لا يتلثمون بـ) اليشماغ ( الأحمر , وقد عرضهم ملثمون , فاخطأ في ملبس العمدة الذي يتحزب بالقوة والمظهر والتبختر .

 

          عناصر الشرطة : ما الخبر ؟!

 

          العمدة : جئنا للبحث عن إرهابيين قيل إنهم في داخل المرقد !!

قاموا بعدها بتوثيق أفراد الشرطة واخذ أسلحتهم وهواتفهم ثم وضعوهم في غرفة صغيرة مقيدين …

ثم قاموا بعمليتهم – تفجير المرقد المقدس وارتكاب الجرم – ثم ولوا هاربين

         عناصر الشرطة :  استفاقوا مذعورين من هول الانفجار فوجدوا الخراب والقبة الذهبية مهدمة ودمارها كبير …

ففروا فزعين ….

 

المشهد الثاني :

    مرقد الإمام ) عليه السلام ( : تركني مواليّ ومحبيّ وحيداً في دار غربتي , ولم يغثني احد من إفراد أسرتي وأبناء عمومتي وأصحابي وشيعتي , فلا جدي يذكر على المنابر ولا تسمع شهادةً بولايته  .

فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون استرجعت استذكاراً بمقولة جدي الحسين عليه السلام حينما توجه إلى العراق :

انتظرت الفرج علّه يأتي من حفيدي ! منقذ البشرية الإمام المهدي عجل الله فرجه 

وأنا في انتظاري فقد قصفوا داري , وخربوا مزاري , واستخفوا بحرمتي ولم يكتفوا بما واجهوني به في حياتي , فراحوا يطاردونني بعد مماتي ويمحوا آثاري ويذبحوا زواري , وقبلها قد أغلقوا باب داري ومنعوا جيراني ؛ فلا صراخاتي تُسمع ولا شفاعتي لهم يوم المحشر تدفعهم لنصرتي وسماع واعيتي .

فأين الذين بنا إلى الله يتوسلون ؟!

وأين الذين بشفاعتنا يتفاخرون ؟!

 

العمدة : يتخفى فمرةً يظهر متباكياً – على ما أُلحق بالمرقد الشريف – يذرف دموعاً ؛ وهي سهام نصب واعتداء .

ومرةً يكيل التهم على الخوارج التكفيريين , وهو يساهم في عدتهم وعددهم ويبارك سراً أعمالهم , ويوفر لهم سبيل النجاة عند القبض عليهم , ويمعن في إضلالهم ويزيد من إجرامهم , لقاء أوراق خضر تنثر على موائدهم وتملأ جيوبهم ؛ جباههم سود من كثرة سجودهم ,  و وجوههم صفرات من آثار إنسانيتهم .

ومرةً يطاردهم ويذيقهم سوء العذاب ؛ يخرب بيوتهم ويقتل أبنائهم ويستحيي نسائهم , وهو سامريهم أضلهم وتاجر بجهلهم , فلهم الويل مما ارتكبت أيديهم وسيلقون غياً .

 

    عناصر الشرطة : نحن يا إخوان نسمع ولا نرى , ونرى فنعجز , جئنا لهذا المسلك لنعيش ونأكل لا لنحمي الديار والذمار , نرتدي الملابس لنخوف بها الأطفال , ونهرب من الكبار , فنضطر لنحتمي بالعمدة فهو صاحب القرار .

قيدنا الأشرار واخذوا أسلحتنا وهواتفنا حتى فعلوا فعلهم الجبان , متمادين في غيهم من غير رادع يردعهم أو يرد كيدهم ويوقف استهتارهم , فنحن يا إخوان في بلد قد تكررت علينا سنن الجبار , وركبنا طريق من كان قبلنا في هذه الديار , كان أميرهم ( عليه السلام ) يقول لهم فيستغشون ثيابهم ويصموا أذانهم بأصابعهم – لو إن أحدا مات كمداً لما يرى من الذل والهوان , فما كان عندي ملوماً – .

أُسدل الستار وقام الحاضرون ما بين مندد مستنكر لا يغني قوله من الحق شيئاً , وما بين رافض وساكت لا يعلم قد يفعل به فاقره , وما بين ساخط غاضب قد وضع الآخرون أيديهم على فمه كي لا يطلق كلمة الصراخ التي نادى بها الكل ) هيهات منا الذلة ( فحبست كلماته في جوفه وجاشت نفسه بالبكاء على بؤسه وهو يرجو الله أن لا يرى كيف يكون غده , فقد آيس من الحياة وافتقد الأمل وراح يفتش عن مخلص لإنهاء تلك المعاناة قائلاً بصوت خافت خوف أن يسمعه العمدة وزبانيته ) ألا هل من معين يعيننا , ألا هل من ناصر ينصرنا ويذب عن حرمنا ( .

 

    المرقد : لبيك أيها الصارخ بخفاء والقائل مع جفاء الإخوان وخذلان الأعوان , والسائر في طريق ذات الشوكة صبراً , قد آثر الآخرون عافيتهم ورضوا بما درت عليهم معائشهم , تجدهم يهتفون بقلوبهم دون ألسنتهم , اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ….

ولكن ..المرقد ….. أنا عاجز مثلك قد تركني الأهل وتجرأ علي حتى النمل , ولكني أدعو لك برجاء واراقبك بدعاء .

قد أصم الخوف أسماع الناس وهم يرددون : عز علينا أن تدعونا فلا نجيبك …

ولكنهم لم يتفوهوا .. نجيبك فلا ننفعك خوفاً من أن تصل كلمتهم إلى العمدة فيشتاط غضباً , فيرميهم بحجارة من سجيل تجعلهم كعصف مأكول .

    الساخط : يسترجع ويحوقل ) لا حول ولا قوة إلا بالله , إنا لله وإنا إليه راجعون ( .

 

يبقى من لم نذكر دوره … وهو البلاط .. تنفر واستعد وأعد وترعد فلم يأت على العمدة ولم يذكر له سواه البتة مكتفياً بمنظره عن مخبره – كأن على رؤوسهم الطير- .

 

الختام :- المخرج مع الممثلين … كلمة الوداع .

) إلك الله يا روحي ( !!