المصالحة الوطنية

مبادرة الأمين العام للجامعة العربية – السيد عمر موسى – التي أطلقها قبل مدة ثم قام على أثرها لزيارة العراق والالتقاء بالشخصيات السياسية ، وقد عبر عنها بالمصالحة الوطنية ، فما تعني المصالحة الوطنية لنضع هذه المبادرة في ميزانها الصحيح .

      والمصالحة تتضمن الخلاف بين المتصالحين ويراد رفعها بإيقاع التصالح بينهم أو بين الخصمين وقد تقع في الفقه خلية عن الخلاف وتسمى صلحاً ، ولا كلام لنا في الصلح الآن .

      وإذا أُريد تطبيق هذه المبادرة – المصالحة – على الوضع السياسي العراقي باتجاهاته المختلفة فهل تصدق أو لا تصدق وإذا لم تصدق فما هو المغزى منها ولماذا أطلقها السيد الأمين في هذا الوقت بالذات ؟ .

      نرى أن الوضع السياسي العراقي يعيش حالة انقسام حول موضوع مشترك يحاول كل طرف التعاطي معه من زاوية فهمه خاصة ويجد أنها الطريقة الوحيدة والمفيدة فيما يحاول الطرف الآخر تخطئة الطرف الأول ورميه بعرقلة المسيرة مع اتفاق الطرفين أو الأطراف حول مسألة الاحتلال وضرورة جلائه عن ارض العراق ، فالاختلاف في طريقة التعامل مع مسألة الاختلاف وليس ثمة اختلاف أو خلاف بين أطراف المعادلة العراقية .

      ومن هنا كان على الأمين العام أن يطالب الدول المحتلة بالرحيل من العراق ليجمع بين أطراف المعادلة أما أن يغض النظر عنها وينحى باللائحة على القيادات السياسية وبضرورة مراعاة مصلحة العراق عبر تصالح مدعى لا أساس له من الصحة لان الأصل فيه الاختلاف وهو أساساً غير موجود .

      ومن هنا فالعرض الجامعي بالمصالحة غير مقبول نعم لو قال الوفاق أو الوئام لكان مقبولاً .

      ثم أن هذا التوقيت للمبادرة يستشم منه رائحة دعم العملية السياسية وضرورة مشاركة المغيبين كما يحلو للبعض أن يطلق عليهم وان مشاركتهم ستحقق توازن مطلوب للوضع السياسي العراقي واستتباب أمنه ، بعد تحرك أمريكي عبر الجامعة العربية بضرورة مشاركة السنة في العملية الانتخابية القادمة وقبول الدستور الذي استفتي عليه قبل مدة .

      فالمشكلة في المبادرة أنها تأتي متأخرة ولا تحمل في طياتها مراعاة مصلحة العراق بقدر ما تحمل مصلحة الاحتلال .