المعركة الانتخابية

 التدافع المحموم للكيانات والكتل السياسية لخوض مايسمونه المعركة الإنتخابية ، وقد أخذ طابعاً في منتهى الخطورة وأصبح يمثل معركة حقيقية فيها قاتل ومقتول ورابح وخاسر لأن لغة أن أكون في المقدمة وتكون في المؤخرة هي السائدة إلى الأن في أذهان الكتل السياسية وإعلانهم لغة التداول السلمي للسلطة لايعدو أن يكون من قبيل وذر الرماد في العيون ، وهل يملك هذا الإعلان المصداقية الكاذبة عبر مترجمته بالممارسات الحالية ؟ وهم لايزالون على حالة التسابق للوصول إلى السلطة ويمارسون :

    1.حملات التشهير والتسقيط لبعض الكتل الأخرى المنافسة ، وتحريك المناطق الساخنة التي كانت مرفوضة في أماكن مغلقة ، إذ مالنا والسلاطين  ، والأن فيقول لنا سلطان السلاطين .

    2.تمزيق (البوسترات) واللافتات والملصقات للكتل آخرى ، وتعبير هذا الفعل عن ظلم واضح تجاه الأخرين ينبغي على المتعاركين أن لايفعلوا فيه ، بل هو تعبير آخر عن ضعف كتاباتهم وقلة جماهيريتهم ومن هنا إحتاجوا إلى ظلم لأنه إنما يحتاجه الضعيف ، على مافي النص المعصومي للإمام السجاد(عليه السلام) (إنما يحتاج إلى الظلم الضعيف).

    3.ترهيب بل إرهاب العاملين مع الكتل الأخرى بوسائل متعددة أقساها التهديد بالقتل أو التعريض له ، وإستخدام استخدام الأجهزة الأمنية –الرسمية- كالشرطة في تطبيقه ، وحوادث من هذا القبيل حدثت  في البصرة مع –كتلة أنصار الصدر- وفي مدينة الصدرمع –الكتلة العراقية- إلا أنه في الأولى كفى الله المتعرض من الكتلة شر المهاجمين وفي الثانية رحم الله المقتولين لأننا نعتقد أنهم من الكسبة والمستأجرين للقيام بعمل الدعاية وتعليق اللافتات ولاناقة لهم في العملية الإنتخابية إنما ألجأتهم لقمة العيش بالعمل للدعاية لبعض الكتل .

  كما تعرضت مرشحة-كتلة أنصار الصدر- في مدينة الحلة لإرهاب من قبل بعض الأشخاص حيث هددوها بالقتل والضرب بالحجارة.

    4. إستغلال المؤسسات الإعلامية الرسمية للدعاية لبعض الكتل ، وهو عمل غير نزيه وبعد إستغلال للعمال بل سرقة لجهود هذه المؤسسات وتوظيفها لصالح فئة أو كتلة معينة وقد تتكرر الشهود في هذه الحملة كما كان في الحملة السابقة والإستغلال يأتي من الجهات الحكومية المشاركة في الإنتخابات

ويفترض بالجمعية الوطنية والمفوضية العليا ذلك وتمنع هذا الإستغلال وتلتزم الحكومة بضرورة الإلتزام بالضوابط القانونية وترك المخالفات.

    5. إحتكار مناطق النفوذ التي يشعر الكيان بأن وجوده الإجتماعي فيه أكثر من غيره فيحاول غستغلال هذا الوجود لمنع الإعلان في هذه المنطقة لأي كيان آخر وكأن المكان صرف له.

  وحرم موقوف عليه يعتبر التجاوز عليه موبقة كبيرة قد تؤدي بحياة التجاوز إلى التحجيم .

    وأن تقع هذه الممارسات الأن وقبل خوض العملية الإنتخابية إلى صناديق الإقتراع ولم تردع من قبل الجهات المسؤولة فإن دواعي وقوعها في المراكز الإنتخابية متوفرة ومرتكزة مما يجعل المتابعون يحكمون سلفاً على هذه الإنتخابات بالتلاعب والتزوير . إن هذه الممارسات المؤسفة لاتكشف عن الخلق العراقي والطبيعة الإنسانية التي يتحلى بها المواطن العراقي ، كما لاتمثل القيم والأداب العرفية التي يعتز بها العراقيون ويتفاخرون بها على غيرهم من شعوب الأرض ، ومع هذا كله فهي بعيدة عن الإلتزام الشرعي والأداب الإسلامية وتوصف ممارسها بمرتكب الكبيرة التي يخلد صاحبها في النار.

    والشعب العراقي المسلم بمنأى بنفسه بعيداً عن أمثال هذه الأوصاف ومن يتصف بها ولايألف تعاونه معه ، وإذا إنعكست هذه القيم على ممارسات الكتل السياسية والكيانات في حملتها الدعائية أوجب ذلك نفرة الشعب منها قبل وصولها إلى مقاعد الجمعية الوطنية وتشكيلتها الدائمة فتصبح هذه الممارسات منفرات وقد أراد ممارسوها أن تكون مغريات أو(مقبلات) لعرض الجمهور عن هذه القائمة أو تلك .

    ةقد ينسحب هذا التصرف على الممارسين حتى وإن وصلوا إلأى مقاعد الجمعية الوطنية وتسلمهم سلطة تنفيذية بالحكومة المقبلة وستكون الممارسة بشكل أقسى وأكثر سوءً للأخرين بفعل إغراءات السلطة التي حصلوا عليها فكيف يستأمن على أناس مثل هؤلاء .

    والمفوضية العليا مطالبة أكثر من أي وقت مضى برصد هذه الحلات وتشخيصها والوقوف على القائمين عليها لمحاسبة كياناتهم وإدانتهم دستورياً بجناية التلاعب بالإنتخابات وقتل روح المنافسة الشريفة والنزيهة كحق مضمون للجميع ، والحفاظ على صورة الممارسة الإنتخابية والإبتعاد عن مضمونها الذي تفقده بفعل هذه الممارسات ، والإلزامات الآخرى..