وقفة مع المقطع الأول لدعاء مكارم الاخلاق
أول ما يصادف القارئ هو مسبوقية الصلاة على محمد وآل محمد مع ان المعتاد في ادعيتهم (عليهم السلام) هو الابتداء بالتحميد والتمجيد والثناء والتقديس والشكر ونحوها ثم عرض الحاجة بعد الصلاة على محمد وآل محمد.
فلماذا بدأ الإمام هنا بخلاف العادة؟
وفي صدد الجواب يقال ان الدعاء كما هو عنوانه ومعنونه لطلب مكارم الاخلاق، ومن الواضح ضرورة ان اخلاقيات الامام اعلى بكثير مما في الدعاء من مطالب ستأتي ان شاء الله وذلك لأن مقام الامامة اعلى بكثير من مقام هذه المكارم الاخلاقية، وهنا قد يعلم ان الإمام كان بصدد تعليم غيره كما هو المرتكز في اذهان المتشرعة بالنسبة لأدعية المعصوم (عليه السلام).
لكن ذلك لا يؤسس قاعدة عامة بل مقتضاها أنهم (عليهم السلام) يدعون لأنفسهم وفق ما هم فيه من مقامات لا يعلمها الا الله وهم وهذه المقامات تقتضي تفاعلاً خاصاً مع الدعاء لا يمكن التعبير عنه الا بهذه الالفاظ الواصلة إلينا مستهدفين إرشادنا الى طريقة الدعاء وكيفيته، بل يمكن القول ان ادعيتهم تحتمل معان عديدة ذات مستويات متعددة ومتفاوتة ليأخذ كل منا منها ما يناسبه من مستوى.
وهنا جواب آخر ان للأخلاق بعدان شخصي واجتماعي والأول هو ما يتعلق بذات الشخص والثاني هو ما يتعلق بعلاقاته مع الآخرين، وإذا كانت له سيطرة على ما هو متعلق بذاته فلا سيطرة له على الاخرين الا من خلال تمكين الله له وتقوية شأنه ورفع منزلته عندهم لأنه بحاجة الى الأمن من عداوتهم والاطمئنان الى مودتهم والصدق في موالاتهم وغير ذلك مما يحتاجه كل مصلح ليشق طريقه في هداية واصلاح الامة، ولا أثر لعمله من دون ارضية مناسبة من ناس مطيعين وافراد ممتثلين.
وهنا يأتي دور الدعاء ليمثل الحاجة التي لا يستغني عنها المعصوم باعتباره داعية ومصلحاً وهادياً للخلق، وإلا لو خلي وذاته المقدسة فهو لم يره الا الله يأنس بقربه وهذا واضح من كلماتهم المتناثرة في ثنايا ادعيتهم .
وجواب آخر: أن التسمية للدعاء(بمكارم الاخلاق) ليست من المعصوم (عليه السلام) لنحتاج الى الجواب عليه بما ذكر بل هو أمر قام به على المظنون قوياً الكتاب ونقلته الاخبار والآثار وتبويبها.
إضافة الى امكان القول: بأن المعصوم (عليه السلام) لشدة علاقته بالله تعالى وعبوديته له لا يرى لنفسه قدراً يذكر بالمرة، ربما يجعل نفسه فرداً عادياً يحتاج الى السؤال عما يحتاجه الاخرون اصغاراً لنفسه وامحاءً لذاته، وهكذا يكون المصلح والمربي مثلاً اعلى في كل شيء وإلا لم يكن قدوة وأسوة.
ولكن الصحيح في الجواب من معدنه ما قاله مولانا الإمام الرضا (عليه السلام) الصلاة على محمد وآل محمد تعدل عند الله عز وجل التسبيح والتهليل والتكبير.
ومنه تعرف انه لا فرق بين ابتداء الدعاء بالصلاة على محمد وآله وبين الابتداء بالثناء على الله.
وهنا تنبيه الا تقل اللهم صل على محمد وأهل بيته، لما روي عن الصادق (عليه السلام): قال الراوي كنت عند ابي عبد الله فقال رجل اللهم صل على محمد واهل بيت محمد، فقال له ابو عبد الله (عليه السلام) يا هذا لقد ضيّقت علينا، أما علمت ان أهل البيت خمس اصحاب الكساء فقال الرجل : وكيف أقول؟ قال: اللهم صل على محمد وآل محمد نكون نحن وشيعتنا قد دخلنا فيها.
وتلك الأمثال نضربها للناس
خروج ترامب من سباق الرئاسة وهو ممن ملأ الارض ضجيجاً وصراخاً لا يقع على نظام اخلاقي واضح ولا ثوابت سياسية متفق عليها وكان يتعامل مع الاخرين من دوافع فوقية يدعيها للأمريكا على العالم، فهو يعاقب على الرغبة ويتمادى للنزعة، ويشرع ما لا يقره عرف ولا قانون ويعاقب ويلوح بالعقوبات على اقرب اصدقاء أمريكا.
أنه بالنتيجة يتصور ملك الدنيا وما فيها، على حذو خطاب فرعون أليس لي ملك مصر الانهار تجري من تحتي.
وكل ذلك لم يشفع له في الفوز فقد خذلته الدنيا التي عبدها من دون الله، وتركه الاصدقاء الذي اتعب نفسه على مواصلتهم، وخذله الحلفاء الذين حلب ضرعهم وقلل وزنهم، واضاع ملياراتهم في شراء اسلحة هم لا يعرفون لها طريق الاستخدام ولا هم دول يحسب لها حساب فهي أوهن من بيت العنكبوت وقد استغلها واستحمرها ظناً منه ان الدنيا تدوم له لأربع سنوات قادمة، فلفظته كما يلفظ الحمم في بطنها، ونري الشواطئ بأعاصيرها، وقد يمني نفسه الفوز أو العودة الى الرئاسة ولكن هيهات لما بعد خلف، ولما انكسر اصلاح.
أنه جعل أمريكا عدوة الجميع كما هي كذلك واقعاً الا كيان اليهود الغاصب.
أنه لا يعرف للسياسة خطاً ولا للمعاملة صديقاً ولا لسلوكه هدفاً الا جمع المال وسرقة الثروات.
وهذا المغفل لو يعلم أي ظلم أوقع في العباد وأي فساد نشره في ربوع البلدان وأي خزي حاول نشره بين العباد، فجنى ما صنع وحصد ما زرع، وسيحصد من العدوان ما لو افتدى بكل ملياراته، لما قبُل منه، وستجد عما قريب ما قدمت يداك وإن الله ليس بظلام للعبيد.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على ابراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد..
قال تعالى ((وانذر عشيرتك الاقربين))
العشيرة: هي رهط الرجل الادنون، وعن الراغب: هم أهل الرجل الذين يتكثر بهم أي يصيرون له بمنزلة العدد الكامل وهو العشرة ((تلك عشرة كاملة)).
والمشهور من الانساب على ما تذكره بعض مصادر اللغة وهي:-
1- الشعب وهو النسب الابعد كعدنان وقحطان.
2- القبيلة وهي ما انقسم فيه الشعب كربيعة ومضر.
3- العمارة: وهي ما انقسم فيه انساب القبيلة كقريش وكنانة.
4- البطن: وهي ما انقسم فيه انساب العمارة كبني عبد مناف وبني مخزوم.
5- الفخذ وهو ما انقسم فيه انساب البطن كبني هاشم وبني أمية.
6- الفصيلة وهي ما انقسم فيه الفخذ كبني العباس، وبني عبد المطلب ولا دون الفصيلة الا الرجل وولده.
وليس في هذا التقسيم العشيرة ولذا زاد بعضهم العشيرة قبل الفصيلة، وإذا وصفت بالاقرب كما في الآية المباركة اتحدت مع الفصيلة التي هي سادسة الطبقات.
وبعض آخر جعل العشيرة قبل الفخذ، كما هو المتعارف الآن في الاعراف الجارية حيث تكون العشيرة قبل الفخذ.
وعلى أي حال فالسؤال المفروض الاجابة عليه، أنه ما الوجه أو العلة في توجيه الخطاب وبصيغة الانذار الى العشيرة خاصة منهم الاقربين مع ان الدعوة عامة لجميع البشر، وهو أمر يتطلب تعميم الخطاب الى عموم الناس أو الى النسب الابعد المتقدم كالشعب، كشعب الجزيرة العربية بقبائله كافة، وقبل الشروع في توضيح الجواب.
أنه لابد من ان يقال ان العشيرة كمفهوم أما يكون مأخوذاً من العشرة والمعاشرة التي تعطي معنى المغالطة.
وأما ان يكون مأخوذ من الرقم عشرة باعتباره العدد الكامل في الاعراف السابقة أو لا أقل بتعبير القرآن الكريم ((تلك عشرة كاملة))
والمخالطة ما كان سببها القرابة أو الدين أو الوظيفة أو اللغة أو الوطن أو غيرها من الروابط فأولها القرابة وآخرها الوطن الواحد والفرد كما يعاشر الاقربين من عائلته كذلك يعاشر الابعدين من أهل وطنه.
وبعين الوقت هو يتكثر بهم سواء أكانوا من الاقربين أم من الابعدين، فيوصف بمثل الوصف الذي يوصف به الاخرون، فالعراقي يتكثر بالعراقيين كما يتكثر بأقربائه.
ومن هنا أمكن ان نوسع في مفهوم العشيرة باعتبار الامرين المتقدمين، من المعاشرة أو العشرة التي تفيد التكثر.
ينطلق لفظ العشيرة على افرادها، ويطلق على ان ابناء البلد الواحد أو أهل الدين الواحد أو الوظيفة الواحدة، وهكذا
ولكن المنصرف اليه من اللفظ هو خصوص العشيرة المتعارفة من باب الانساب لا غير.
الا ان هذا لا يعني عدم امكان إرادة المعاني الأخرى، وبهذا يفهم وجه القيد الاقربين في الآية المباركة لتقييد سعة مفهوم العشيرة في الآية المباركة لخصوص اقربائه صلى الله عليه وآله كي يقع السؤال المتقدم في محله.
والانذار لغة هو الابلاغ والاخبار لما فيه تخويف، كما ان التبشير اخبار فيه سرور.
والآية المباركة لم تذكر متعلق الانذار وأنه ينذرهم بماذا في قوله تعالى في آيات أخر، ((فأنذرتكم ناراً تلظى)) ((أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود)) حيث ذكر متعلق الانذار.
وإنما لم يذكره هنا من جهة خطورة الموقف وصعوبته الباعثة الى تحير السامع وتردده وايهامه بان الامر المخوف منه أعظم مما يتصوره الذهن أو يسعه اللفظ فليجئه التردد الى الاحتماء بالقبول والتسليم.
وقد يكون لدفع توهم احتمال الاعتصام منه فيما لو عرف وبين توهم ابن نوح بالايواء الى الجبل ليعصمه من الماء.
وقد يكون الأمر المخوف منه مهول الى درجة غير متوقعه لعظم شأن الرسالة وشدة المسؤولية عنها لأنها تمثل عصارة رسالات السماء وخاتمتها المستوعبة لعموم الزمان والمكان وتنوعهما المنتج لتنوع الامر المخوف والمنذر منه، كما يلاحظ الآن من الانذار بالغرق أو بالحريق أو بالحرب أو بالقحط أو المرض، بما يناسب استحقاق المعاند من جهة العقوبة ومن جهة سوقه وإلجائه الى طريق الحق والهداية، ((ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون))
فإذا قال قائل: إن ذلك إكراه في الدين ورفع لأختياره في القبول فلا يكون مؤثراً في الطاعة والهداية.
فيقال له: ان سعة الرحمة الالهية أنها لا تترك أية فرصة تقع في طريق طاعة وهداية البشر الا أوجدتها وجعلتها في معرض الأخذ بها من قبل المكلف، وترك أية فرصة تسبيب الى طاعته وهدايته معناه اعطاه حجة الاعتذار يوم القيامة، ولا حجة له، ((لئلا يكون للناس حجة على الله بعد الرسل))
تتمة الكلام في العدد القادم
بيان
فرنسا المخلعة
الاساءة التي صدرت من فرنسا بحق رسول الانسانية محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) تحت عنوان حرية التعبير وممارسة الحقوق يشعر بأن الغرب مع كل ادعاءاته في احترام القيم الانسانية وحقوق الانسان ما هو الا خدعة قد نبأنا القرآن منذ اربعة عشر قرناً في قوله تعالى ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) فاتباع غير ملتهم يعني عدم رضاهم عنك، وهذا ما ترجمته الرسوم المسيئة لإنسان الكون ورجل الانسانية محمد (صلى الله عليه وآله).
فهذا العمل المشين وضرب عقائد الناس المخالفين لهم مركوز في ذواتهم لا ينفك عنهم وإن علت صرخاتهم وأصمت الاسماع ولكنهم يكذبون، والى دينهم – مصالحهم – يهرولون.
ان على المسلمين جميعاً استنكار هذا الفعل المسيء الذي يعبر عن دناءة واضحة في العقل الفرنسي، واستخفافاً بيناً برسول الانسانية (صلى الل.. عليه وآله).
وعليهم مقاطعة البضائع الفرنسية، وتحريم السفر لهذه البلاد وعلى حكوماتهم قطع العلاقات الدبلوماسية حتى اصدار اعتذار رسمي من حكومة ماكرون والضغط عليه برفع دعوى قضائية ضده في محكمة لاهاي الدولية، ذلك الطفل المصنوع من ادوات الماسونية العالمية، وعوائل القرار العالمي، والا فقد نفتي بما هو اعظم واخطر من هذا القول.
فرنسا الدموية كما يشتهر تاريخها ابان استعمارها شعوب الارض واستسهالها سفك الدماء لمجرد رفضهم استعمار بلدانهم من فرنسا أو بريطانيا أو غيرهما ويكفي تصفح التاريخ الجزائري في فترة الاستعمار الفرنسي لتعرف ان أكثر من مليون جزائري أستشهد على يد عسكرهم ويدعون التحضر والتمدن.
ومن نافلة القول ان الاحتلال الأمريكي للعراق وباعترافه هو قتل أكثر من مليون عراقي.
في هذا الظرف تبان معادن المسلمين ودفاعهم عن نبي الل.. رسولهم الكريم وإبداء شيء من حقه عليهم وإلا فسكوتهم يعني انهم راضون وسيحشرون مع المستهزئين والظالمين.
وأذكر ان الحكم الشرعي لمثل هذه الأعمال هو قتل الفاعل بدون حاجة للإذن الشرعي. (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّ.. مَن يَنصُرُهُ)
8 ربيع 1 1442
النجف الاشرف
اللاعبون بالنار
عديد من الناس يلعبون بالنار وهم لا يشعرون بل هم في النار كما يقول عز وجل ((وإن جهنم لمحيطة بالكافرين)) وتزداد شدة النار مع كون اللاعب فيها أو الداخل من أهل الشأن الاجتماعي المؤثر على حياة الناس وشؤونهم ومعيشتهم، كرئيس الجمهورية أو الوزراء أو الوزير أو النائب أو المدير العام أو التاجر أو رجل الدين أو .. والضابط هو ما له شأن اجتماعي مؤثر في الحياة الاجتماعية أو العقائدية الدينية.
ويعتقد معظم أهل العراق الآن ان أوضح مثال – مصداق – هو أهل الحل والعقد من السياسيين منذ عام 2003 والى الآن.
وإذا أراد الداخل ان يخلِّص نفسه من النار والدخول فيها لا يخدع نفسه بالقول أني اعتذر للشعب أو أنا المقصر أو غير لك، بل عليه ان يرفع ما أوقعه من المظالم وايصال الحقوق الى اصحابها وابراء ذمته من جميعهم عبر وسائل معينة، فمن تسبب في تشريع قرار يضعف العراق ويتسبب في نهب ثرواته عليه ان يعمل لإلغائه أو تغييره وارجاع كافة الاموال التي تسبب بهدرها، وإرضاء جميع من وقع عليهم ظلم من جراء هذا المشروع.
ومن تسبب في سرقة أموال الدولة عليه السعي لإعادتها للخزينة الوطنية أو يضمن اعادتها مهما كلفه الامر.
ومن تسبب في اضعاف البلد من أجل بعض الدول في ايقاف كل مشروع يؤدي الى هذه النتيجة، وإن يعيد بوصلة عمله في تقوية بلده والعمل لحسابه، وهكذا في ضابطه هي ارجاع الحقوق لإصحابها وإنهاء وسائل الفساد التي تسبب فيها وضمان الخسائر التي حصلت من اجراءاته.
وهذا لا يختص بالجهة التنفيذية بل يشمل التشريعية والقضاء فالبرلمان المعطل للقرارات التي تنفع الشعب أو الذي لا يراعي مصلحة شعبه فهو خائن وسارق عليه ما تقوم الأمور، فكل عمل أو مشروع لمصلحته الخاصة باطل لأنه أنتخب لأجل ان يعمل للصالح العام، فعمله للصالح الخاص مما لم يفوض به ولا يرخص له به فيكون باطلاً وما يترتب على الباطل باطل عليه تصحيحه وارجاع الأمور لنصابها، ومن هنا قلنا بأن القمسيون حرام لأنه لا يستحقه بصفته الشخصية بل بصفته العنوانية.
وأما القضاء فأمره اصعب من سابقيه وإن أية زلة عن مقررات العدل يكون المصير فيها الى النار الدائمة الابدية ولا يشفع له انه يعمل بالقانون الوضعي، بل عليه مراجعة الشريعة وتقنين عمله على ضوئها، وقد بحثنا ما سميناه للقضاة خذوا الحل، كإفضل طريقة للتخلص من ورطة الحكم بغير ما انزل ال..ه.
يا قوم اسمعوا ما أقول فأني لا أقول الا ما هو بمصلحتكم في الدنيا والآخرة وأقصد بالقوم الملأ من رئيس الجمهورية والوزراء والنواب والمدراء العامين.
الحسين متواجد على الدوام
في هذا العام وخلف الزيارة الاربعينية معيار العالمية الحقيقي فترى التقاطر من شتى اصقاع الارض لمواسات الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) بسبطه أبي الاحرار (عليه السلام) الذي ابقى الدين الاسلامي بشهادته هذه الحكمة الأولى، هل ستكون الثانية في هذه الشعيرة هي مقدمة لتعويد المسلمين وتوجيه انظار العالم للذهاب الى العراق بشكل منظم وتدريجي لتعليم البشرية على الطاعة والانضباط لتهيئتهم بالانقياد للإمام الحجة (عجل الله فرجه) وتعريفهم أن العراق هو عاصمة دولة آل محمد المقبلة لاقامة العدل الالهي.
فقد ذكرنا في مناسبات سابقة ان سيطرة الإمام المهدي (عليه السلام) ستمر عبر الزيارة الاربعينية المباركة بعد ان وجدنا زيادة عديد الزائرين سنه بعد أخرى، والملفت للنظر والمثير للدهشة ان هذه الزيارة تمثل الفتح الذي سيحققه الإمام المهدي (عجل الله فرجه) الشريف إذ يقول سبحانه، ((إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ{1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً{2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً{3})) وها هي الافواج تدخل الزيارة برغبة شديدة يدفعها حب الحسين ومعاني نهضته المباركة في التصدي للظلم والاستبداد، وإذا ما استمرت وتكرس القيم الحسينية عند هؤلاء ستكون قاعدة الإمام المنتظر (عج) مهيئة ومستعدة للتضحية في سبيل انتصاره، وربما لا يحتاج للمواجهة بعد ان تصل اعداد الزائرين الى رقم لا تستوعبه جغرافية كربلاء بل ولا العراق وحينئذٍ تكون سيطرته سهله.
وإما من يتخلف عن هذا الركب – في الزيارة – فهو من المعاندين بل والكافرين فتنطبق وتتمثل سورة الكافرون ((قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ{1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ{2} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{3} وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ{4} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{5} لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ{6})) وان حصل الفرز الذي تهيؤه الزيارة حيث امتاز المؤمنون عن الكافرين أصبحت المسألة واضحة ولاشبهة فيها قد تشوش على اختيار الناس للايمان .. وللكلام بقية
الاستحمار – الاستثمار السعودي-
سمعنا عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة بأن صفقة ما ستعقدها حكومة ما يسمى بالكاظمي – ويؤسفني ان اسميه الكاظمي – الذي قال الحق أمام سلطان الرشيد الجائر، مع الحكومة السعودية باستثمار بادية العراق المحاذية لمحافظات السماوة النجف وكربلاء، وهذا أمر مؤسف فإن رئيس الوزراء واعرف بالدقة والتفصيل من عينه لهذا المنصب، يلعب بالنار التي ستحرق العراق وشعبه إذا ما استمر هذا الرجل بافعاله التي لا يرجع فيها الى عقل سليم، ولا لبرمان حليم حيث فقد حلمه حينما رفس اتفاقية الصين وراح يهرول لإستجداء ما يعمر بلده من مصر وهي دولة الخراب والفساد في خطوة اخبرنا القرآن عنها حينما تحدث عن بني اسرائيل ((قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ)) البقرة/61
إن البرلمان مطالب برعاية حق الشعب الذي انتخبه ممثلاً عنه وايقاف تصرفات هذا الرجل الذي طُلب منه إمرار مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني من خلال تجويع الشعب وقتل آماله في عيش كريم وحياة حرة رغيده، ظناً منه أنه سيرضخ بقبول التطبيع وأقول له بصدق نية وعزم إرادة، هيهات منا الذلة صدقاً وحقاً، ولعل لعقك انفك بلسانك أقرب اليك مما تخطط له، وسعيك خائب وفعلك شاطط ونقول للعراقيين أوقفوا هذا الرجل ومشاريعه التدميرية لبلدكم.
والاتفاقية المزمع تمريرها مع السعودية هدفها ضرب التشيع وقتل ابداع ابنائه لأن الكل يعلم بأن السعودية كان الاولى بها ان تستثمر صحراءها وهي أكبر من صحراء العراق بمرات، والسبب أنهم يريدون تأمين هذه المناطق العراقية وعدم استخدامها لمياهها الجوفية التي لو سحبت لخفضت مياه السعودية الجوفية وستموت زراعتهم فيها، فهم يخافون من استغلال مياه هذه المناطق الجوفية، مع بث سموم الدمار في الواقع الشيعي إذ هجمات الوهابية كانت منذ مئات السنين ولا زالت وما لم تُغيّر عقلية مذهبهم، تكون اهدافهم باقية وقريبة التحقق مع خونة مارقين من أهل البلد الذين أمنوا العقاب فأساؤوا الادب والسلوك وأصبحوا طعمه لكل طامع بهذا البلد.
ان التعويل على البلدان الاخرى في الاستثمار ضرب من الاستحمار الذي يقوم به ساسة البلاد، وإلا بإمكانهم أو غير الحضرات المقدسة العباسية والحسينية والعلوية استثمار هذه الصحراء وقطع الطريق على هذا المشروع، وهذا مشروع يستوعب أكثر من مليون عاطل عن العمل ويرطب الاجواء العراقية ويمنع من تأثير العواصف الترابية أو تقليل أثرها على مناطقنا، وبهذا نستطيع ارضاخ السعودية والتقليل من غلواء اندفاعها بتخريب العراق وضرب مذهب أهل البيت، وستكون حائرة طيعة وخفيفة لو علمت ان زراعتها في مهب الريح واراضيها في اتجاه الجفاف وحينئذ تستطيع الحكومة العراقية ان تفرض او تتفاوض معها ضمن ثوابتنا ومصالح بلدنا.
أننا نرفض هذا المشروع جملة وتفصيلاً وتحمل حكومة الكاظمي كل التداعيات الممكن حصولها من جرائه لو تم وأنجز، والله من وراء القصد
24 ربيع 1 1442
النجف الاشرف
سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي(دام ظله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد ما عهدنا متابعتكم لكل مفردات الشارع العراقي وما يحدث فيه من أحداث سياسية وغيرها، والشعب يمر في هذه الايام بأحداث وأرهاصات كما تلاحظون خروج الشعب العراقي بتظاهرات بعموم المحافظات بسبب تردي الخدمات والواقع المزري الذي يمر به بلدنا نرجو من سماحتكم بيان أهم النقاط التي ينبغي للمتظاهر الالتزام بها كذلك بيان المطالب التي ينبغي للمتظاهرين ان يرفعوها أدامكم الله لنصرة الفقراء والمظلومين..
الشيخ نبيل الكناني
بسم الله الرحمن الرحيم
المطالبة بالحقوق حق مكفول للمواطنين الذين لا يجدون لأدنى حقوقهم من واقع، وعليه فخروجهم واجب وطني بل وشرعي يدخل في عنوان الأمر بالمعروف – وهو إيصال حقوق الناس إليهم وضمان حياة كريمة لهم – والنهي عن المنكر – وهو الفساد الإداري والمالي وانتشار الجريمة والموبقات، من كثرة مواضع انتشار الرذيلة، وبهذا فالخروج ملزم لجميع المواطنين، ولكن يبقى اشتراطه بما يلي:
1- أن يأخذ طابع السلمية والتظاهرة الحضارية والابتعاد عن ألفاظ وأعمال تستفز القوات الأمنية وأفراد الحكومة، كي لا تجد لها مبرر مواجهة التظاهرة بالقوة.
2- المحافظة على ممتلكات المواطنين، وجميع دوائر الدولة، والمتسبب ضامن لها لأنها محترمة من ناحية الشرع والقانون.
3- ان يمثل المتظاهرين شخصيات مرموقة من أوساطهم الاجتماعية والعشائرية ولا يسمح بالفوضى وتكون هذه الشخصيات محور التفاوض مع الحكومة، ومع من يمثل القرار حصراً وليس مع من لا يمثله بل هو مخوّل عنه.
4-إعطاء فرصة للجهات الرسمية لتأمين مطالب المتظاهرين مع الأخذ بنظر الاعتبار الأولويات لبعضها، والمدة للبعض الآخر فأن نفذت الجهات والمطاليب ووفرتها كان بها وإلا كررت المظاهرات لحين الاستجابة.
وعلى الجهة الرسمية:-
1- عدم استخدام القوة والعنف تجاه المتظاهرين إلا في حال الدفاع عن النفس، وهو منتف ان شاء الله بعد الالتزام بما سبق.
2- يتحمل المتسبب بها بكل الإضرار الحاصلة في الأنفس والأموال ويدان رسمياً ويحاسب عشائرياً من قبل المتضرر من المتظاهرين.
3- تأمين حماية آمنة للمتظاهرين بكل الوسائل الممكنة، وإن تكون القوات الأمنية على الحياد واجبها الحفاظ على الأمن والاستقرار وتجنب الانحياز الى الحكومة، والحكومة من تتحمل نتائج عدم الحماية للتظاهرة.
4- التزام الحكومة ضروري، للحيلولة دون تداعي الأمر الى ما لا يحمد عقباه وأن نستفيد من تجربة ما حصل بعد أن لم تعالج بشكل علمي وواقعي ما حصل من تظاهرات في المحافظات الشمالية الغربية.
نسأل الله السداد للشعب والحكومة.
قاسم الطائي
21شوال 1436
النجف الاشرف
أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير
وورد عن الرسول (صلى ا..ه عليه وآله) ستركبن سنن من كان قبلكم فما جرى في الأمم السابقة سيقع في هذه الامة، ولنذكر مثالاً واقعياً على هذا الأمر، الذي جرى على بني اسرائيل حيث طلبوا من موسى ان يخرج الله من الارض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها .. بمعنى كانت طلباتهم متدنية وشروها بأغلى الاثمان.
وهذا المقطع من الآي يبين خصوصيات الناس من اللذين لا يعرفون طريق مصلحتهم وتتحكم فيهم الاهواء ويلعب بهم الكبار، وهم لا يثورون ولا يهتدون سبيلاً، وذلك لإتخاذهم اهوائهم إرباباً من دون الله، وكل من يجعل له رباً دون الله، كصديق أو شيخ عشيرة أو دولة أو حزب أو كيان أو … فهو مشرك بل كافر با..ه، فيضله ا..ه عن عمد لأنه ارتكن الى ركن ضعيف وجدار من خشب، ولم يرتكن الى مسبب الاسباب وخالق الارض والسموات والانسان وكل شيء، فتراه مترددا ومتذبذباً لا يضع قدمه في مكان الا انحدر به الى الهاوية والسقوط، فيبدل وضعه الى آخر ظناً منه أنه أحسن فيقع فيما وقع فيه في الحالة السابقة وهكذا، ويمكن توصيفه بالناعور الذي يدور ليملأ القدور وهو خال من الماء، كما قال الشاعر أنا خلاني الوقت ناعور بين اترس وابدي، وهكذا حال حكومات البلاد الاسلامية والعربية فهي لا تملك إرادتها وعزيمتها لتملك زمام المبادرة والوقوف على ارض صلبه، فنراها متقلبة ومترددة لا تهتدي الى سبيل واضح ولا الى مخلص ومنجى.
والعالم اصبح صغيراً وكل شيء يؤثر في كل شيء فلا يترك بلد بلا تدخل من قبل الغير حتى الدول الكبرى تشكو من تدخل غيرها.
وإذا فتشنا عن مثال أو مصداق بلغة المنطق لحالة الاستبدال نرى امامنا الاتفاقية العراقية الصينية مع ما فيها من الخير للعراق بالخصوص استبدلها رئيس الوزراء باتفاقية مع مصر الفقيرة في كل شيء ليصرف عليها لا يصرف منها كما في اتفاقية الصين.
وهذه بديهية يعرفها ابسط الناس أين الصين واين تقع مصر ولماذا هذا الاستبدال، ولماذا لم يحرك البرلمان رجلاً للوقوف امام سعي الحكومة بين الاتفاقية المصرية والتي سترهن العراق اموالاً ومشاكل لسكن العمالة المصرية، ومزاحمة للعراقيين اكلاً وشرباً وخدمات التي هي معدومة بالاساس المصري يستهلك طاقة والصيني يجلب طاقة، الصيني معمر ومتطور والمصري مستهلك ومتأخر.
العقل يقول مع جديتكم في اعمار العراق يا ساسة يقول الصين افضل واخيّر، وأكثر تطوراً من مصر بمعدلات عالية جداً.
الذي يفهم ان ساستنا مصنوعين من قبل الغير يتحكمون بهم متى شاؤوا والى اين شاؤوا لأنهم فاقدوا الإرادة وصحوة الضمير ، على الشعب رفض الخطوة المصرية والاصرار على الخطوة الصينية، وإلا فبلدكم في ضياع وأمواله تصل الى كيان الصهاينة وانتم ايديكم صفرات.
16 ربيع1 1442