بيان تحذيري
((يا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ))يونس71
استقدام أكثر من خمسمائة جندي أمريكي الى العراق بدعوى المشاركة في دعم الجيش العراقي بتحرير الموصل وإشغال قاعدة القيارة الجوية بالمدفعية الأمريكية ومكاتب قيادة وتوجيه، وتصاغر الحكومة العراقية أمام الطلب الأمريكي، بل انجازه من دون استئذان من قبل العراقيين يدفعنا الى التساؤل الذي طالما طرحناه وهو يأتي دائماً في وقت تكون القوات العراقية قد حققت انجازاً على الأرض وباتت قريبة من حسم المعركة وهزيمة الإرهاب، فبعد تحقيق قواتنا البطلة السيطرة على القاعدة الجوية في القيارة وطردها للإرهابيين وقطع خطوط إمدادهم الى المحافظات الأخرى جاء التدخل الأمريكي؟
ولعل وزير الدفاع عليه أن يجيب ولكننا لنكفيه المؤنة في الجواب، وهو أن إشغال القاعدة سيجعل الجيش العراقي تحت رحمة الأمريكان، وبالتالي توجيه حركته ضمن الاستيراتيجية الأمريكية في خلق أوضاع سياسية تخدم الهدف الأمريكي في العراق وهو تقسيمه، وربما منع الطيران العراقي من استخدام القاعدة، وهذا يشل سلاح الجو العراقي ويمنعه من التحليق فوق الأجواء الموصلية.
كما وسيشكل تهديداً واضحاً لقوات الحشد الشعبي وضربها والحيلولة دون مشاركتها في بشائر تحرير الموصل ليبقى المنجز أمريكياً بأدوات عراقية، وليس عراقياً بإبطال قواته العسكرية من الجيش والحشد.
وبجمع هذه وغيرها مصادرة جهد الحكومة العراقية وإظهارها بمظهر العاجز عن تحرير أرضها ولتعيد الولايات بعض مصداقية سياستها في دحر الإرهاب المنتج منها خاصة، ولتعادل الفعل الروسي في سوريا.
أننا نرفض ذلك قطعاً ونحمل الحكومة مسؤولية تداعيات ذلك، فيما لو استهدف الحشد الشعبي البطل أو قلل من دوره التحريري، وعلى البرلمان إظهار فعاليته في حماية مصالح العراق، ومنع أي تدخل خارجي أياً كان أمريكياً أو تركياً أو من يرتبط بهما من سياسيينا، والله من وراء القصد ..
المكتب الإعلامي
لسماحة المرجع الديني الفقيه
الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
8/شوال/ 1437