الضبط السلوكي في الأزمة
بسم الله الرحمن الرحيم
((واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة))
نرشد إخواننا العراقيين جميعاً بدون استثناء أي أحد منهم ما دام متصفاً بالعراقي وهو الوصف الذي حذرنا من غيابه أو استبداله بتوصيفات عرقية أو طائفية .. الى
1) محاصرة الاشاعات والأراجيف التي تطلق من هنا وهناك ومن بعض الفضائيات المعادية للِحُمة الشعوب العربية والإسلامية كالعربية والجزيرة وعدم متابعة اخبارها والتصديق بانبائها فانهما اداتان يهوديتان وقد نبهنا على ذلك قبل أكثر من تسعة سنين وعلى السياسيين عدم قبول أية لقاءات مع هذه القنوات وعلى الحكومة غلق مكاتبها في عموم العراق والتشويش على تردداتها وإذا اقتضى الأمر قطع شبكة الاتصالات العنكبوتية وخطوط الاتصالات لمنع سريان مثل هذه الأراجيف الى حين انتهاء الأزمة.
2- الرجوع في معرفة حقائق الأمور وتداعياتها الى علماء الأمة من العراقيين والى رجالاتها المخلصين من غير علماء الدين ممن خبرتهم الحياة وعرفوا غثها وسمينها وصحيحها وسقيمها ونالوا حظاً من تجاربها افادتهم في صواب رأيهم أو قربيته من الصواب.
3- الحكومة العراقية ملزمة بصيانة النسيج الاجتماعي ومعاقبة من يسيء له بنشر الانفاس الطائفية واستخدام التوصيفات المذهبية، وخصوصاً من قبل الساسة المشاركين في العملية السياسية وهذا مما يؤسف له، بل يتعين على الجميع ممن هو شارك في الحكومة أن يدعم نهجها في محاسبة من يريد لهذا البلد سوء التفرقة والتجزئة، بل عليها محاسبة كل من يرتكن الى جهة خارجية تحرك فيه انفاس مذهبية طائفية، وان تقطع علاقاتها أو تقلل معاملاتها مع كل دول من هذا القبيل كتركيا، والسعودية وقطر والأردن إذا بقت على هذه الشاكلة، وان تشكل لجنة وطنية عامة لدراسة مطالب المتظاهرين وبيان حقانية بعضها وعدم حقانية البعض الآخر لتنفذ ما هو حقاني فقط وإن قرارات اللجنة ملزمة للحكومة والمتظاهرين شريطة ان لا تكون اعضائها من السياسيين المشاركين في الحكومة والبرلمان لأنهما مبنيان على المحاصصة وهي لا توصل الى قرار حاسم.
4- ننبه العامة من اخواننا العراقيين بضرورة على عدم التخوف الذي يجر الى تدابير تحشيدية غير مأمونة العواقب، قد تسبب ثقلاً إضافية على عمل الحكومة وعلى بعض دخول الأفراد مما لا داعي لها في الوقت الحاضر وأن يتأملوا خيراً فإن العراق قد مر بأزمات عديدة وقى الله شرها العراقيين ويكفيك فتنة العقد الماضي بافاعيل امريكية وتحت صبغة القاعدة وأن تكون حواراتهم واحاديثهم منصبة حول الحلول المنطقية والحقانية وأن يكونوا جزءً رئيسياً من الحل بالانضباط والانصياع لكلمات من ذكرناهم في النقطة الثانية.
وان تكون الحوزة الدينية من دون فرق بين دين وآخر أو مذهب وآخر هي من يُفضل رأيها فيما لو اختلف من رأي الآخرين وليس هذا انحيازاً لهم دون سواهم وإنما ذلك لأنهم يضمنوّن الآخرة ونتائجها الى الدنيا ونتائجها ولهم قراءة في النصوص الدينية تجعل لهم أفضلية في هذا الجانب المتعلق بنفوس وأموال واعراض ابناء البلد فيما لو حصلت الفتنة والعياذ بالله.
ونذكرهم أن لا ينسوا بأنهم لم يحصدوا في الفتنة الطائفية الا خسران الأحبة والاصدقاء واهلاك الحرث والنسل، ونشر الكراهة وخلق الحواجز النفسية افقدتهم ثقة بعضهم البعض الآخر وان يعلموا بأن العراقيين وكلهم منتسبون لأمير المؤمنين علي ابن ابي طالب الذي ملئ قلبه قيحاً حينما كانت غارات معاوية على الرمادي لغرض السلب والقتل والنهب والتدمير، وقد تخطى الأمة الإسلامية الى ذميّة أخذ قرطها وقلادتها من قبل المهاجمين، حرقة بالقول لو أن أحداً مات كمداً لما كان عندي ملوماً، هذه نقطة اجتماع العراقيين مع صحابة الرسول الميامين، فلا تضيعوا هذا العاصم التأريخي الإسلامي الأخلاقي العراقي العشائري، قبل أن تسمعوا صوت الحق (ولات حين مناص).
أخوكم قاسم الطائي 25/ صفر الخير 1434
حاضرة العلم النجف الأشرف