بسم الله الرحمن الرحيم
بيان المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)حول انتشار ظاهرة الملاهي
بيان
انتشار ظاهرة كثرة الملاهي الليلية، ومحلات بيع الخمور تخفي وراءها أكثر من قصد سيئ لا يريد لهذا الشعب أن يتعافى ويقوم على ساقه لبناء بلده واخذ زمام المبادرة في تقدمه، لأن في انتشار هذه الظاهرة تنمية للقوى الشهوية والبهيمية في الإنسان وسيطرتها على سلوكه العام مما يغيّب الجانب العقلي ويجعله تابعاً لا متبوعاً، والتالي معروف وهو صيرورته أسير شهوته ونزواته، ومحاولة ازجائها بأية صورة ممكنة خصوصاً في ظرف ضغطها وحاجتها الشديدة في الشباب وهو يتردد على هذه الملاهي ويرتاد هذه البارات وتالي التالي معروف أيضاً وهو صيرورة هذا الشعب مستهلكاً لا منتجاً، وتابعاً لغيره لا مستقلاً.
مع ما في هذه الأفعال واحتساء الخمور من غياب الحس الإنساني الذي قد يقحم الإنسان بارتكاب أكثر من جريمة وموبقة، لا تؤمن منه حتى المحارم كما نسمع ونقرأ في كثير من حوادث ولدتها الخمرة عند الشباب المندفع.
مضافاً الى أن ضغط الحاجة إليها واحتياجها للأموال الكثيرة قد يدفع الشباب للتعامل مع الإرهاب والإرهابيين لتغطية مصاريفها وحينئذٍ يصبح داءً على مجتمعه.
هذا ناهيك عن حرمة هذه الأفعال، ومخالفتها للثوابت الشرعية والقوانين العرفية للشعب العراقي، ودستور بلدنا الجديد يمنع تجويزها في بعض بنوده بشكل جلي وواضح.
وما يقال من فسحة الحرية، وتوفيرها الإطار القانوني لهذه الأفعال فهم خاطئ لا ينبغي لأهل الحل والعقد التماشي معه، لأن الحرية مع اصطدامها بالقيم العامة والثوابت الأخلاقية والشرعية التي تربك الواقع الاجتماعي وتسمم الأجواء العامة، ليست بحرية وهذا مبدأ معمول به في كل الأرض غاية الأمر أن قيمهم تختلف عن قيمنا، وهم لا يسمحون بما يتعارض مع قيمهم، ويعتبرونه جرماً بالحق العام.
إننا نرفض بشدة وبضرس قاطع هذه الظاهرة والتي ستطال جميع أبناءنا وبناتنا إذا لم نقف أمامها بحزم وقوة، وندعم ونؤيد الإخوة المسؤولين مذكرين بجهادهم ووقوفهم ضد الطغيان حيث كان بمحاولاته المتعددة تمييع شبابنا وتخنيث أبناءنا، ومذكرينهم بدينهم وأخلاقهم وأعرافهم، التي تأبى ذلك، ونحن من جهتنا لا نريد لهم إلا الخير والذكر الحسن الذي سيعيش به أبناءهم بعدهم.
كما وننبه آباء شبابنا الى ضرورة مراقبة أبناءهم، ومنعهم من ارتياد هذه المواقع، وتنقية أجواء علاقاتهم مع أصدقائهم، ولا ننسى مشايخ عشائرنا الكرام فإن قولهم مسموع وكلامهم متبوع من أن ننتخي بهم في إنكار هذه الظاهرة والضغط على رجال عشائرهم لمنع أبناءهم واتخاذ إجراءات عشائرية تدين محتسي الخمرة وارتياد هذه الأماكن، وكسر صلته بعشيرته، وطرده من محلته.
وأخيراً على الحكومة المقبلة أن تبدأ عملها باحترام ثوابت شريعة الله سبحانه وأحكامه التي ما انزلها إلا رحمة للعالمين، تنظيماً لحياتهم وأمورهم في الدارين الدنيا والآخرة، ولا تبدأ عملها بما يحرمه الله ويرفضه العرف العام، فإن من بدأ عمله بمعصية لا يؤمن من عواقب السوء. ومن بدأها بطاعة جعل له مخرجاً ويسر له من أمره رشداً، ونؤكد على السيد محافظ بغداد ورئيس مجلس المحافظة في غلق هذه الملاهي والبارات، ومن حقنا أن نتساءل عن منع بلدية النجف الأشرف ومن وراءها وزير البلديات إنشاء حسينية بحجة قربها من حسينية أخرى في منطقة النجف ذات الطابع الديني، والسماح لعديد الملاهي والبارات المتقاربة بل المتلاصقة، لعمرك هذا من العجب.
((وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) الأنفال/25.
أخوكم
قاسم الطائي
كتب بتاريخ 4 محرم 1432هـ
النجف الأشرف