Skip to content
حادث اغتيال رئيس الوزراء المستقيل اللبناني ـ رفيق الحريري ليس هو الحادث الوحيد على هذا المستوى من الارهاب والدمار ولم يكن الاخير في مسلسل التصفيات السياسية في بلدات عديدة من المعمورة الا ان تناولها من قبل وسائل الاعلام وتداعياتها لا تتجاوز اليومين او الثلاثة على احسن التقديرات اذ لم تتعدى ردود الافعال الدولية نطاق التقدير والاستنكار لم يطويها الزمان وينساها الناس ولكن حادث اختيال الحريري فجرت اكثر من قضية على مختلف الاصعدة فعلى الصعيد المحلي حيث تبنت المعارضة مطاليبها بتحديد الجاني وتحريكها الشارع اللبناني للاحطام حكومة كرامي واخراج السلطة البرلمان ومنشداتها سوريا لتطبيق اتفاق الطائف والانسحاب الكامل الفعلي من لبنان جيشنا ومخابرات على الصعيد المحلي ادانة سوريا بالتقصير في خط الامن ان لم نقل بالاسهام في تجديد الحادث واستغلال اليهود الحادثة لتصعد حملتها التي تقودها ضد سوريا باعتبارها دولة ارهاب لرعيتها لبعض المنضمات الاسلامية.
والاخطر على الصعيد الدولي تشديد الحملة الامركية ضد سوريا وهي حملة شرسة لا يعرف بالضبط الى أي مدى تتحرك فقط اتخذ الحادث مبررا مناسبا للتحشيد الدولي ضد سوريا وتطبيقها لقرار مجلس الأمن1559 القاضي بالانسحاب من لبنان والأمر الذي يؤدي بالنتيجة الى تطبيق الفقرات الأخرى من القرار وأهمها – وهو المطلب اليهودي الذي حاولت دولتهم الحصول على التأييد الدولي لجعل حزب الله كمنظمة ارهابية وادراجها في خانة هذه المنظمات وبالتالي اخراجها من عنوان المقاومة الوطنية المشروعة وهو ما يجردها من عملها المواجهة للكيان الصهيوني ويفرغها من محتواها ويقطع دعم بعض الدول لها، وهي مصلحة أمريكية أيضا فيما قامت به من تنشيط مجلس الأمن لمطالبته للأمين العام بتقديم تقرير عن جدية تطبيق سوريا للقرار والمساعدة في التحقيق الدولي لحادثة الاغتيال الذي تم فيكشف عن كثير من الاسرار وراء الحادثة، والتي تمنع بعض الدول من نشرها حتى وان كانت هي الداعية إليه، وعلى ما يبدو فإن أمراً مثل هذا سوفغ لن يتحقق، وستهمل القضية حال استكمال تحقيق المطالب الأمريكية على سوريا، ولبنان متمثلة بالغاء سلاح المقاومة في الجنوب.
وإذا كانت حركة المجتمع الدولي، وأمريكا بالخصوص في رعاية المزيد من الاهتمام بالقضية بصفتها عملاً ارهابياً مقيتاً ما كان للمجتمع الدولي اليوم في قبوله بل والسكوت عليه وتحريره بدون متابعة ومحاسبة ليعم الأمن والسلام والاستقرار ربوع الأرض ومناطقها. فأين كانت هذه الاهمية والرعاية الدولية حينما حصلت المجزرة الدموية في بقعة مقدسة من الأرض، وفي الشهر الحرام وراح ضحيتها شخصية دينية سياسية من الشخصيات البارزة العراقية في الوقت الحاضر ولها من العمق الشعبي، دينياً واجتماعياً جهادياً وسياسياً القدر الكبير مضافاً لعمقها الاقليمي وعلاقاتها الدولية وثقلها في توازن الساحة العراقية لما تمتلكه من علاقات جيدة مع مختلف القوى السياسية العراقية التي عارضت النظام وحشدت على اسقاطه، وما كان لوجودها وبقائها ضرورة عراقية تمثلها الظروف الحالية والاستحقاقات المرحلية وما كان بإمكانها ان تضبط ايقاع الشارع العراقي بل الاقليمي على ما يظن ومع كل هذا الثقل والبعد لم تكلف الإدارة الأمريكية وحليفاتها من دول العالم إلا التنديد بالحادثة وإبداء التعازي لعائلة الفقيد والشعب العراقي المغلوب على أمره.والغريب من الحادثة – حادثة النجف الأشرف- من أول يوم من رجب والذي راح ضحيتها السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) وثلة من المؤمنين جوار الصحن الحيدري الشريف، ان الرئيس الأمريكي تعهد بالاهتمام البالغ في الحادثة والتحقيق فيه وصولاً الى الجناة والمدبرين من الارهابيين والمجرمين.وقد كان تعهداً باهتا لم يدم الا وقت تصريحه، وتسرب النسيان الى تلك الحادثة وأصبحت في صفحات التاريخ وخاسرها الوحيد هو الشعب العراقي فأين هي مبادئ العدل والمساواة المنادى بها جهاراً من قبل العالم المتحضر اليوم المتحالف على مكافحة الارهاب وتقويض دعائمه، أم ان شهيد العراق المقتول دون المستوى من الرغبة الأمريكية بأن لا يقع من طريق تحقيق مصالحها أو اهتماماتها في الكشف عن المدبرين.وهل كان الحريري لأبناء لبنان أهم من “الحكيم” لأهل العراق، أو ان أبناء العراقيين مع تكالب الأمم عليهم مرتين، لا تتجر الى أي مزيد منن التدهور والانفلات