تصريح البابا

قال تعالى : (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة :190

      اشارت الاية بوضوح ان النبي ( صلى الله عليه واله ) لم يؤمر بالقتال من قبل المولى إلا من بعد ما تبين وتيقن بان دولته وكيانه الجديد مهدد بخطر ماحق ، ينبعث من معقل الكفر والجاهلية من مكة المكرمة ، فكان لا بد وان يدافع عن كيانه الاسلامي ، وهذا حق تقره شعوب الارض قاطبة ولا زال معمولاً به ، حيث تقدم بعض البلدان الكبيرة على خوض حروب – يدعون انها وقائية – من اجل حماية مصالحها ومكاسبها بل ومبادئها وقيمها التي تؤمن بها .

      والدعوة الاسلامية واضحة في طرحها من خلال قوله تعالى : ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل : 125 .

      وهذا ما اكده استقراء التاريخ في نشر الدعوة الاسلامية كما هو واضح لذي عينين ، إلا ان الانفاس الغربية المعادية للاسلام والتي تمظهرت بالوقت الحالي بمظاهر متعددة قصدها الاساءة للاسلام والمسلمين من خلال الاساءة لرموزهم الدينية واحكامهم الشرعية ، ودعوتهم العالمية .

      وكل هذه التمظهرات مبرمجة ومدروسة وتنطلق من رؤوس المجتمع الغربي لتشكيل زحماً اعظم وتأثيراً على النفوس وتحفّزها باتجاه استعداء الاسلام والمسلمين ، عندما احسوّا بالخطر القادم من انتصار الاسلام في ربوعهم واقتناع الناس به كمبدأ وعقيدة تحاكي انسانية الانسان وتصون كرامته وتحفظ انسانيته .

      الاسلام لم ينشر يوماً بالسيف ، إلا ما كان عائقاً في طريق نشر دعوة التوحيد وتأكيد مبادئ التوحيد الخالص الذي به تحفظ انسانية الانسان ، ولذا لم يفرض الاسلام على الموحدين من غير المسلمين ان يكونوا مسلمين ما داموا موحدين ، ويخبرك معظم المسيحيين واليهود ممن يعيشون في داخل الدول الاسلامية .

      إلا ان جهل كبراء القوم من ساسة ومتدينين بحقائق التاريخ ممزوجاً بحقد متأصل للاسلام والمسلمين ومشاعر الهزيمة التي منيّت بها جيوشهم ابان الحروب الصليبية ما انفكوا يكيلون له التهم ويحاربونه بشتى السبل .

      جاء تصريح البابا ليكمل في حلقة مترابطة مسلسل الاعتداء على أمة الاسلام ، وكان واعياً لما يقول ويقصد ما يريد من مقولته .

      ان الالزام الاخلاقي والشرعي يتحتم على المسلمين جميعاً ليواجهوا غطرسة الغرب واستهتارهم بمشاعر المسلمين ان يتخذوا موقفاً موحداً ينطلق من

      1- إقالة البابا بمطالبة الكنيسة الكاثوليكية ، دون الاكتفاء بالاعتذار عما بدر منه أو تبرير قوله من خلال بيان .

      2- طرد السفراء المتواجدين في عواصم الدول الاسلامية والعربية ، للفاتيكان ، وأي تنازل من ذلك يعتبر خيانة لأمة عظيمة ، بسطت أشعتها على اصقاع الارض في يوم كانت ملتزمة بمبادئ دينها الحق .

22 / شعبان / 1427هـ