لم يكن هناك الامان للفرد على عرضه وماله ولم يحاسب المجرم على جرمه. 3- من الناحية الاقتصادية- كان هناك عدة اخطوبات مسيطرة سيطرة تامة على الصادرات والواردات ويتلاعبون في المقدرات المعاشية للناس. 4- الناحية الخلقية- قاموا بتحليل ما حرم الله وحرموا ما احل حسب اهوائهم الشيطانية. فان هذه الامور كلها دوافع لحدوث ثورة الامام هنا. الم تكن هذه الامور موجودة في مجتمعنا اليوم بل وازيد من ذلك فلماذا لم تتصدى الامة الاسلامية ، او أي فرد من زعماء الاحزاب الوطنية او احزاب الانسانية او الاحزاب الداعية للحرية او الاحزاب الاسلامية او المنظمات الاسلامية او رجال الدين من مراجع وزعماء وعند خروج ما شخص لا يمدون يد العون له او تأيده ومناصرته ، ما هي الاسباب التي تدعوهم للسكوت والركون لهم يكن حجة على العباد في ترك الامر والامة مرتهنة في اعناق هؤلاء. |
بسمه تعالى- لابد من الاشارة بان الحسين عليه السلام يملك من القدرات والمؤهلات ما لا يملكه غيره الا المعصومون عليهم السلام) وهذا واضح للموالي. والحسين عليه السلام قد حدد الهدف وذكر آليات الوصول اليه، وحاول الوصول الى الاسوة الحسنة المتمثلة بجده رسول الله (صلى الله عليه واله) وابيه الامام علي (عليه السلام). فقد حدد الهدف بقوله (عليه السلام) ((وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله (صلى الله عليه واله)، وواضح الياته بقوله ((اريد ان امر بالمعروف ، وانهي عن المنكر واسير بسيرة جدي وابي)). فهو (عليه السلام) لم يخرج لغرض دنيوي ولا لهدف شخصي ولذا سبق قوله السابق قوله (عليه السلام) ((اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا)). والحسين عليه السلام وبحكم كونه افضل اهل زمانه واعلمهم واقدرهم على تشخيص الداء والدواء وابعدهم نظرا واعمقهم فهما وقراءة للواقع بحيث يجزم ان ما يقرأه ينطبق تمام الانطباق على ما سيحصل من امور ووقائع ومن هنا كانت اقواله واقوال المعصومين (حجة) يلتزم الشيعة بالتعبد فيها وعدم مخالفتها وهذا بخلاف غير المعصوم فانه مهما اوتي من قوة ذهنية وقدرة عقلية لا يمكن الجزم بان تصوراته وقراءته للمستقبل ستنطبق على ما ستؤول اليه الوقائع والامور ، فكانت على الدوام افكارهم عرضة للتغير والتطور والتبدل. واذا لم تنطبق هذه التطورات فان احتمال الخطأ وعدم تحقيق الهدف موجودا وهو يعيق او يعرقل صاحبه ، فيأخذه التردد وينتابه الخوف او الجبن ، خصوصا في موارد قد تتطلب المواجهة واستخدام القوة – بمختلف اشكالها كالقوة العسكرية او المالية او الكلامية الاقناعية المعبر عنها بالخطاب السياسي او الاصلاحي. اذا عرفت ذلك امكن ان تجعل ما ذكر منطلقا لاسباب التقاعس او السكوت وعدم التحرك باتجاه تغيير الوضع القائم. السبب الرئيسي- عدم وضوح الهدف وضوحا تاما عند المعظم وغالبا ما يكون ملتبسا نوع التباس يجعل صاحبه غير مقتنع بامكانية تحقيقه من عدمه فيجره هذا التردد الى ايجاد التبريرات الكثيرة لاقناع نفسه بعدم ضرورة التحرك في الوقت الحاضر او عدم جدواه. السبب الثاني- ضيق الاهداف من حيث الزمان وانها اذا لم تحصل بهذا التحرك فعلى الاقل سيفتح هذا التحرك المجال لاخرين لاشكاله والاستمرار عليه، لانه مثل خرقا لسياق عام قد يكون التقاطع معه امرا غير مرغوب ولا مألوف مما يوقع صاحبه في دائرة النقد من الاخرين والتشويش عليه. والاعم الاغلب ممن يتحركون يريدون النتائج حاصلة ومقطوعة من قبلهم هم ليشعروا بلذة النجاح ونشوة النصر، ولم يلتفتوا الى ان التوفيق بيد الله وحصول النتائج موكول اليه وما على الانسان الا السعي. السبب الثالث- عدم وضوح الهدف من حيث الاخلاص ، فظاهر الدعوى انه خالص وغير مشوب بغاية شخصية وهدف ذاتي ، وباطنه غير ذلك وصاحبه يخاف من انكشاف امره وذهاب مصداقيته فيما يتعرض لطارئ يكشف زيف ما يدعيه وكذب ما يرومه ، وهذا معيق له عن التحرك والسعي في الاستمرار. السبب الرابع- وهو الاهم على الاطلاق – هو المعادلة الخاطئة التي يضعها اصحاب الدعوى وطلاب التغيير ، الا وهي الحسابات المادية الصرفة بعيدا عن رب الارباب ومسبب الاسباب، فهو جلت قدرته غائب عن معادلتهم بعيد عن حساباتهم فيقعون في خطأ الحساب والابتعاد عن طلب الصواب ، ولو التجأوا اليه لطلب العون الامداد ونصروه في دينه لينصرهم، وهو القائل (وان تنصروا الله ينصركم)). وهو لا يخلف الميعاد وتلك سنة ثابتة لا تغيير ولا تبديل لها، بل حتى الذين يضعون في معادلتهم امداده ونصره الا ان تعلقهم بالامور الماربة والحسابات الدنيوية يجعلهم غافلين احيانا عن عونه ونصره فيترددوا في السعي والاقدام. السبب الخامس- اختلاف الفهم في طريقة التعامل مع الواقع فمن يرى الوصول الى السلطة والقوة تمكنه من احداث التغيير المطلوب والسعي في اصلاح الواقع الفاسد ، ويدعي لنفسه ان ما يحصل من امور خاطئة ومفاسد امورا وقتية ستزول حال الوصول الى السلطة واخذ موقع فيها وهذا ما سمعته من بعض رؤوساء الاحزاب الاسلامية ولا اريد ذكر اسمه. ومن يرى ان طريق الاصلاح ليس بالضرورة موقوفا على استلام السلطة وملك اسباب القوة والالتزام ، بل الطريق مفتوح بحسب المكنة والقدرة ، ولا يتقييد بالحصول على السلطة فان جاءت كانت خير معين وان لم تجيء لم تشكل عائقا للمسير. وهذا هو الواضح – تأسيا بالمعصومين (عليهم السلام) اولا، وبعد اشتراط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي هو اليه الاصلاح – بالسلطة ويرشدك الى هذا كلام الحسين (عليه السلام) المتقدم- فهو لم يكن خليفة المسلمين انذاك ومع ذلك قال (وامر بالمعروف وانهي عن المنكر…..). |