حول تطبيق حديث على السيدين الصدر والحكيم

روى صاحب البحار ج52 / 269 عن أبي بصير عن الإمام الصادق ) عليه السلام ( انه قال : ) يا أبا محمد ليس ترى امة محمد فرجاً أبداً ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم فإذا انقرض ملكهم اتاح الله لأمة محمد برجل منا أهل البيت يسير بالتقى ويعمل بالهدى ، ولا يأخذ في حكمه الرشا ، والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه ، ثم يأتينا الغليظ القصرة ذو الخال والشامَتين القائد العادل الحافظ لما استودع يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار ظلماً وجوراً ( .

      وعلق على الحديث الشيخ الكوراني في عصر الظهور ص126 ط2003 بقوله : ) وهو حديث مُلفت ناقص مع الأسف ، فقد نقله صاحب البحار ) قدس سره ( عن كتاب الإقبال لابن طاووس ) قدس الله سره ( وقد قال في الإقبال ص599 انه رآه في سنة اثنين وستين وستمائة في كتاب الملاحم للبطائني ونقله منه لكنه نقله ناقصاً وقال في أخره ) ثم ذكر ذلك تمام الحديث ( والبطائني من أصحاب الإمام الصادق ) عليه السلام ( وكتابه الملاحم مفقود النسخة انتهى .

      وقد فُسَّر الحديث على أن الرجل هو السيد الشهيد الصدر ) قدس سره ( وانه لا توجد فاصلة زمنية طويلة بينه وبين   ) الغليظ القصرة ( والمقصود به الإمام المهدي ) عجل الله فرجه الشريف ( .

      لكن الغليظ القصرة مخالف لما هو معروف من استقامة جسم الإمام المهدي ) عجل الله فرجه الشريف ( .

بسمه تعالى :-  هذا تطبيق للحديث على السيد وليس تفسيراً الذي يعني كشف الستر ، وانطباقه على السيد كاحتمال يوازي احتمال انطباقه على غيره ، ولا مرجح لاحدهما عن الآخر .  والغريب أن نفس المطبق – الكوراني – قد طبقه على السيد محمد باقر الحكيم – بعد استشهاده مما يعني انه لا يفسر الحديث بقدر ما يعكس رغبته وأمنيته في قرب الظهور فيطبق الحديث على السيد الصدر تارة وعلى السيد الحكيم أخرى

      وربما ينطبق بحسب نظره على ثالث او رابع وهكذا ، ويأتي نفس الجواب المتقدم هنا بعينه كأطروحة صالحة للجواب ، بعد قيام القرينة على صحتها .

      وقد استعملت كلمة ) ثم ( في الحديث وهي تفيد التراخي أو البعدية ، وهما مفهومان مشككان كما هو واضح مما يعني أن ظهور الإمام ) عجل الله فرجه الشريف ( بعد هذا الشخص أو ذاك غير معروف التاريخ لصدق البعدية ، بيوم أو سنة ومئة سنة وألف سنة وان كان الانصراف إلى الأقل متعارفاً .