You are currently viewing خطبة صلاة الجمعة (جمعة الصحراء)

خطبة صلاة الجمعة (جمعة الصحراء)

 

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

توكلت على الله رب العالمين

و صلى الله على محمد وآله الطاهرين

(الخطبة الأولى)

سبحان الله والحمد لله ……………….مناجاة المريدين

 

سبحانك ما أضيق الطرق على من لم تكن دليله وما أوضح الحق عند من هديته سبيله إلهي فأسلك بنا سبل الوصول إليك وسيرنا في أقرب الطرق للوفود عليك ، قرب علينا البعيد وسهل علينا العسير الشديد وألحقنا بعبادك الذين هم بالبدار إليك يسارعون وببابك على الدوام يطرقون وإياك في الليل والنهار يعبدون ،وهم من هيبتك مشفقون الذين صفيت لهم المشارب وبلغتهم الرغائب وأنجحت لهم المطالب ،وقضيت لهم من فضلك المئارب ، وملأت لهم ضمائرهم من حبك ورويتهم من صافي شربك ، فبك إلى لذيذ مناجاتك وصلوا ومنك أقصى مقاصدهم حصلوا ، فيا من هو على المقبلين عليه مقبل ، وبالعطف  عليهم عائد مفضل وبالغافلين عن ذكره رحيم ودود وبجذبهم إلى بابه ودود عطوف ، اسألك أن تجعلني من أوفرهم منك حظاً و أعلاهم عندك

 منزلاً وأجزلهم من ودك  قسما وأفضلهم من معرفتك نصيباً .

اللهم صلِ على محمد وآله الطيبين الطاهرين ، وصل على الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وأرزقنا شفاعتها يا رب العالمين وأدم موالاتنا لها يا خير المحسنين .

بسم الله الرحمن الرحيم 

)يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافية. فأما من أوتي كتابه بيمينه  فيقول هاهم  إقرؤا كتابية إني ظننت أني  ملاقٍ  حسابية . فهو في عيشة راضية في جنة عالية . قطوفها دانية . كلوا وإشربوا هنيئاً بما أسلفتم   في الأيام الخالية . وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أُت كتابية ، ولم أدر ما حسابية يا ليتها كانت القاضية . ما أغنى عني مالية هلك عني سلطانية خُذوه  فغلوه  . ثم الجحيم   صلوه  ثم في سلسلة  ذرعها سبعون ذراعاً  فأسلكوه . إنه كان لا يؤمن بالله العظيم   .ولا يحض على طعام  المسكين فليس له اليوم  هاهنا حميم   ولا طعام إلا من غسلين  . لا يأكله  إلا الخاطئون  .

الحديث عن البتول فاطمة الزهراء وإن كنت أدنى من أن أحيط بهذه الذات العالية وأدرك سرها ولكن أتحدث بمستوى فهمي وما أعرفه عنها مما وصل إلينا من تاريخها وما إستظهرنا من كلامهم سلام الله عليهم مما أجازوا لنا الحديث بهذا المقدار الكافي لتربيتنا وتزكيتنا .

وأفتتح الحديث عنها –سلام الله عليها- بتسبيح الزهراء ، فقد وردت قضيته في بعض الكتب ومن طرق الفريقين -السنة والشيعة-

 فمن طرقنا ما رواه الصدوق في علل الشرائع عن أبي الورد بن ثمامة(وهو من أصحاب الأمير) عن علي (صلوات الله عليه) أنه قال لرجل من بني سعد ألا أحدثك عني وعن فاطمة ؟ إنه كانت عندي وكانت من أحب أهله إليه ،وأنها إستقت بالقربة حتى أثر في صدرها ، وطحنت بالرحى حتى مَجُلت يداها ، وكسحت البيت حتى إغبرت ثيابها وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها ، فأصابها من ذلك ضرر شديد فقلت لها لو أتيت أباك فسألتيه خادماً يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل ،؟ فأتت النبي e فوجدت عنده حداثاً فإستحت فإنصرفت ، قال فعلم النبي e أنها جاءت لحاجة ، قال فغدا علينا ونحن في لفاعنا ، فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فسكتنا و إستحيينا لمكاننا قال

 أفلا أعلمكما ما هو خير من الخادم ؟ إذا أخذتما منامكما فسبحا ثلاثاً وثلاثين ، و إحمدا الله ثلاثاً وثلاثين ، وكبرا أربعاً وثلاثين ، قال فقالت رضيت عن الله ورسوله ، رضيت عن الله ورسوله([1])

وفي خبر آخر – في غير هذا الحديث أن النبي e قال لها جاءت بكما حاجة ؟ فقال علي : مجاراتها (تطلب جارية) فقال لا ولكني أبيعهم وأنفق أثمانهم على أهل الصفة (سقيفة في مسجد كانت مسكن للغرباء والفقراء.) وعلمها تسبيح الزهراء .

ثم قال إبن شهر أشوب في مناقب آل أبي طالب ((إنها لما ذكرت حالها وسألت الجارية بكى رسول الله

   فقال يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن في المسجد أربعمائة رجل مالهم من طعام ولا شراب ولولا خشيتي خصلة لأعطيتك ما سألت يا فاطمة إني لا أريد أن ينفك عنك أجرك إلى الجارية ، وإني أخاف أن يخصمك علي أبن أبي طالب يوم القيامة بين يدي الله (عز وجل)إذا طلب حقه منك ( الجارية سوف تقوم بتلبية بعض حقوق الزوج التي له عليك مما يؤدي إلى نقصان أجرك عند الله وربما يخاصمك علي في ذلك فيخصمك أي تنقطع مجدتك) ثم علمها تسبيح الزهراء فقال أمير المؤمنين u مضيت تريدين من رسول الله الدنيا فأعطانا الله ثواب الآخرة ([2])

و أذكر حديثاً من طرق العامة – ذكره صاحب تذكرة الخواصف لإبن الجوزي بإسناده عن عطاء بن السائب عن أبيه عن علي قال: لم يكن لنا خادم فقلت لفاطمة وفيها قال

 (ألا تحبان أن أعطيكما ما هو أفضل مما سألتما ؟ قلنا بلى قال تسبحان الله ثلاثاً وثلاثين وتحمدان الله ثلاثاً ثلاثين وتكبران لله أربعاً وثلاثين. )

و أيضاً نقله أبن حجر العسقلاني بنفس الإسناد المتقدم وبالألفاظ المتقاربة وفيها قال رسول الله e ألا والله لا والله أعطيكما وأدع أهل الصفة تتلوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم ولكن أبيع وأنفق عليهم أثمانهم … فقال ألا أخبركما بخير ما سألتماني ؟ فقالا بلى فقال: كلمات علمنيهن جبريل   تسبحان في دبر كل صلاة عشراً  و إذا أتيتما إلى فراشكما تسبحان الله ثلاثاً وثلاثين وتحمدان ثلاثاً وثلاثين وتكبران أربعاً وثلاثين .وهذه  المجموعة وأخبار أخرى من الفريقين تفيد حد الاستفاضة الموجبة للاطمئنان بصدور مثل هذا الأمر من الرسول للإمام علي وفاطمة (عليهم السلام)فلا حاجة إلى التدقبق السندي أوإنها أخبار ضعيفة أو مرسلة.

والذي يمكن أستفادته منها عدة نقاط نحن بحاجة إليها في علاقاتنا الاجتماعية .

  1. أننا نستلهم من تصرف الرسول العظيم  e النظر إلى الرعية بمستوى واحد من دون مجاملة ولا محاباة لصلة قربى أو غيرها من العلاقات والصلات ، وأن تكون الطبقة المعدمة أولى بالرعاية من غيرها وأن تكون أول مهمات القائد بحيث يصبح إعتناؤه بها مخففاً عن ألم الحرمان الذي ألم بها.

2.إن الزهراء (سلام الله عليها) لم تكن لتلجأ إلى الرسول الكريم e إلا وهي صاحبة حاجة ملحة فتكون هي ومن سماهم بأهل الصفة على نحو واحد.ومع ذلك آثرهم الرسول عليها لأن العامة سوف تفسرها بعيداً عن الحاجة  والإستحقاق ولذا قال e ولولا خشيتي خصلة لأعطيتك ما سألت . وقد يُفهم من هذا التصرف التخفيف على الفقراء غير القريبين منه e بإعتبار أن فاطمة (سلام الله عليها)يكفيها أنها إبنة محمد e فكان القرب مرجحاً لها على الآخرين وإنها أحسن حالاً منهم ، وهنا تتجلى عدالة الحاكم .

) إنا أعطيناك الكوثر فصلي لربك وأنحر عن شانئك هو الأبتر  ( 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

توكلت على الله رب العالمين

وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطاهرين

 (الخطبة الثانية)

  1. إلهي كيف أدعوك وأنا أنا وكيف أقطع رجائي منك وأنت أنت إلهي إذا لم أدعوك فستجيب لي فمن ذا الذي أدعوه فيستجيب لي إلهي إذا لم أسألك فتعطيني فمن ذا الذي أسأله فيعطيني إلهي إذا لم أتضرع إليك فترحمني فمن ذا الذي أتضرع إليه فيرحمني إلهي فكما فلقت البحر لموسى uو نجيته فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تنجنى مما نحن فيه وتفرج علينا فرجاٍ عاجل سريعاًٍ قريباً كلمح البصر أو هو أقرب من ذلك يا الله.سبحان الله والحمد لله الهم صل على محمد وآله الطاهرين وعلى فاطمة سيدة نساء العالمين (يأيها الذين آمنوا إتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) نكمل ما ذكرناه في الخطبة الأولى:-  

   

.أن عظمة الرسول الكريم  e أبت أن يرد السائل فكيف إذا كان السائل بضعته البتول (صلوات الله وسلامه عليها) فكان ما إختاره لها أفضل مما سألت حيث سألت الدنيا فأعطاها ثواب الآخرة وثواب الله.

.أن أهل الكساء أفضل خلق الله قاطبة ، و الأفضلية لا تختص بالوجود بل تشمل أيضاً العمل وأعمالهم سلام الله عليهم أفضل الأعمال من ناحية القرب الإلهي ، ولذا إختار لهم الرسول 

 ما يؤكد أنهم كذلك كقوله (  في بعض المرويات التي لم أذكرها وذلك خير من الدنيا وما فيها و من الذي أردت.)

 

  .أن تعي المرأة المسلمة بأن خدمة الزوج لا ينفك عن الأجر والثواب و لا يزيد المرآة إلا رضاء الله وحب الزوج وهو غاية ما تتمناه المرأة من العلاقة الزوجية ، وبمقدار ما تقصر عن أداء خدمة لزوجها ينقص من أجرها وثوابها . كما قرأنا الخبر قبل قليل كما قال  e أني لا أريد أن ينفك عنك أجرك إلى الجارية ، وأني أخاف أن يخصمك علي أبن أبي طالب).

وأما فضل هذا التسبيح فقد ورد فيه أخبار كثيرة منها عن محمد بن مسلم عن الصادق  u أنه سئل عن قول الله (عز وجل) ) إذكروا  الل ذكرا   كثيراً (   ما هذا الذكر الكثير ؟ قال (من سبح تسبيح فاطمة(عليها السلام) فقد ذكر الله ذكراً كثياًر). رواه الصدوق في معني الأخبار ص193 .

 

وفي خبر آخر تسبيح فاطمة الزهراء من ذكر الله الكثير الذي قال الله ( عز وجل)  ) إذكروني أذكركم ( و قال الصادق u (من بات على تسبيح الزهراء فاطمة كان من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات)

 

وأطبق جميع العلماء على أن تسبيح الزهراء من أفضل أذكار والتعقيبات .

 

وللسيد مهدي بحر العلوم أبيات ضمنها ما وردمن فضل      هذا التسبيح البارك

 وأفضله فمستفـــــيض النـــقل

 تسبيحة الزهراء  ذات  الفضـــــل

 وإنها في فرض يوم لأحـــب

 من ألف ركـعة تصلى من قرب

  سنة كل مؤمن ومـــــــــــتقـي

 ما واظب العبـد عليها فشـــــقي

 والخطوط المترتبة على هذا التسبيح المبارك .. كما ورد في بعض الأخبار:

 

. قال بعض أصحاب أبي عبد الله  u شكوت إليه ثقلاً في أذّني فقال u عليك بتسبيح فاطمة عليها السلام –رواه المجلسي عن دعوات الراوندي.

 

  1. دفع الرؤيا السيئة – لخبر  داود إبن فرقد عن أخيه أن شهاب بن عبد ربه سأله أن يسأل أبا عبد الله 

  1.  فقال: قل له إن إمرأة تفز عني بالمنام بالليل فقال

 

 . قل له : إجعل مسباحاً (أي تسبيحاً) وكبر الله أربعاً وثلاثين وسبح الله ثلاثاً وثلاثين وإحمد الله ثلاثاً وثلاثين وقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو الحي الذي لا يموت بيده الخير وله إختلاف الليل والنهار وهو على كل شيء قدير (عشر مرات.)

 

.دفع الإعياء – في إرشاد الساري للقسطلاني عن أبن تيمية قوله ( إن من واضب على هذا الذكر –تسبيح الزهراء- عند النوم لم يصبه إعياء ، لأن فاطمة   u   شكت التعب من العمل فأحالها e على ذلك.

 

ويمكن توجيه – أن الإلتزام بالذكر لا يعادله شيء بالنسبة إلى أهل القلوب الصافية بحيث لا تتعلق قلوبهم وإحساسهم بشيء غيره ، فالإستغراق فيه ينسى ما هو غيره ومنه الإحساس بالتعب والإعياء كما يشتغل الواحد منا بأمر فإنه ينسى أموراً آخرى لولا إشتغاله بهذا لا حس بها أو ذكرها.

 

اللهم إغفر لنا وتب علينا وإرحمنا إنك أنت التواب الرحيم.

بسم الله الرحمن الرحيم )   تبت يدا آبي لهب وتب مآغنىعنه ماله وما كسب سيصلى ناراً ذات لهب و آمراته  حمالة الحطب في جيدها حبل  من  مسد (