You are currently viewing (رحمه على بطن النكلتك )

(رحمه على بطن النكلتك )

مقاله بقلم المرجع الديني الفقية الشيخ قاسم الطائي بحق رجل الامن الذي القى القبض على الانتحاري في مدينة الكاظمية المقدسة … بعنوان
(رحمه على بطن النكلتك )
عبارة طالما رددها الوالد المرحوم في فترة ما قبل المراهقة وفي اثنائها وكنت اتردد أن أسأله عن معناها ولكنها اتضحت لي بعد ذلك، وعرفت مغزاها جيداً وكانت تحمل معنى عميق يشير إليه بهذه العبارة المعروفة البسيطة وهو طهارة المولد، ونقاء رحم الأم وطيب نفسها وسلامة قلبها، وكان يطلقها على الخيرين وأهل المروءة والشرف ويردفها أحياناً ألف رحمة على الديس الرضعك، وهو دعاء لأمه، وكان لها مقابل هو عكسها بالضبط حيث يطلق عبارة لعنة الله على البطن النكلتك، والديس الرضعك، فيقولها لأهل السرائر الخبيثة والنفوس اللئيمة أي السيئين من البشر.
وكان توصيفاً دقيقاً لأنه نابع من الفطرة التي لا تخطأ إذا كانت غير ملوثة بخدع الشيطان، والاعيب مكره وخديعته، وطالما دارت في مخيلتي هذه الكلمات بعد رحيله ولسنوات طوال أذكرها لبعض الأحبة معتزاً بها ومذكراً للآخرين بطيب وبساطة أهلنا وناسنا من آبائنا وأجدادنا – أقصد العراقيين – ثم عندما تحصل أحداث وتثور قضايا فيها طرفان، طرف يمثل الحق في اتجاهه وآخر يمثل الباطل ولكن تشخيص ذلك بدقة يحتاج لمؤونة كبيرة ودراية عميقة ودقة عالية خوف الورطة والانزلاق الى ترامي التهم جزافاً، وهو من الاخلاق السيئة والاعمال القبيحة، إلا أنه في بعض الاحيان تكون الصور واضحة والتقييم حاضراً يخرج بتلقائية وسلاسة دون تردد أو تروي، وما ذلك الا لأن الطرفين واضحين تماماً في صفة وصورة كل منهما.
وبدأت تتضح أكثر مع كثرة الصور والصراعات والعداوات وعديد الأزمات التي خلفها الاحتلال البغيض وتراث البعث اللقيط، وقد وصل بنا الحال في العراق الى وضوح الصورة وتشكل اطارها وتحديد هويتها وكان العراقي البسيط يطلقها خالية نقية، بعد تجارب عديدة تراكم عنده علم من خلالها.
وإذا أردنا أن نطبق هذا المفهوم العراقي البسيط، فأن رحمة على بطن النكلتك يستحقها كل عراقي غيور على أهله وبلده ودينه ويتوج استحقاقها من أخذته الغيرة والحمية على البلد فراح يسترخص النفس لتقديمها قرباناً لبلده ودفاعاً عن شرفه وإعادة لأمجاد أسلافه وبطولات أجداده وصاحب تاجها هم المقاتلون في الفلوجة لتطهير العراق من دنس أهل لعنة الله على البطن النكلتك من أحفاد معاوية ويزيد والتاج البريطاني والدس اليهودي وشتات الأرض بني الأصفر.
فهؤلاء أهل البطون المرحومة وهم مقاتلونا وشرفنا وأعزتنا ورفعة رؤوسنا وحفظة مبادئنا وديننا، أولئك اصحاب أهل البطون الملعونة والديوس المشؤومة التي أرضعتم بمشاركة الشيطان فكانوا بحق اتباعه وانصاره بل هم من يتعلم منهم الشيطان ما لا يخطر عنده.
ومن أمثلة ذلك الجندي العراقي الغيور في احدى سيطرات بالكاظمية الذي جازف بنفسه وأمسك بذلك الارهابي من اهل البطون الملعونة وهو يروم اشباع غرور الشيطان ويتعجل ان يلحق بأمه التي اصابتها اللعنة، ولا نقدر على شكر أهل البطون المرحومة ألا ان ندعو لهم بكا اخلاص في بقاع اقدسها في كربلاء الفداء والتضحية وفي وادي السلام وصحن فاطمة وحضرة علي (عليهم السلام) ومن يستشهد منهم فله عليّ ان اذكره في هذه البقاع المقدسة ما دمت حياً علي أوفي له بعض فضائله عليّ وعلى الاخرين ولن استطيع لأن الشهادة بر ما بعده بر.
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ}البقرة207
قاسم الطائي 
18 شعبان 1437