لم يبق من المفاعل النووي العراقي الذي أوقف العمل به من قبل لجان التفتيش عن الأسلحة العراقية إلا بقايا آثار من بعض الحاويات الفارغة أو الممتلئة ببعض النفايات النووية وأكداس من البراميل الملوثة والتي أتى الناس عليها بعد سقوط نظام بغداد لجهلهم بالمخاطر التي تسببها على الصحة البدنية فتعاملوا مع المواد والحاويات بصورة عشوائية ألحق أضراراً بالبيئة العراقية ربما تتعدى أخطارها حدود الدولة العراقية ـ بحسب كلام بعض الخبراء العراقيين ، ونتيجة لهذا العبث والاستخدام غير الواعي لهذه البراميل والحاويات التي قيل أن بعضها يحتوي على 300ـ 400كغم من اليورانيوم المشع من النوع المسمى ـ بالكعكة الصفراء ـ وقد سكبت كمياتها أما على الأرض أو في النهر القريب أو في بالوعة المنزل ، ثم تم استخدام الفارغ منها وهي ملوثة بالإشعاع لحفظ الحليب وخزن الماء ونقلوا كميات منها إلى بعض مصانع الألبان وحفظ الأجبان .
وقد تناولت وكالات الأنباء وبعض الفضائيات أخبار التسريب الإشعاعي للمفاعل العراقي المدمر . وسلطة الاحتلال متجاهلة تماماً هذا الموضوع الحساس فلم تتحرك باتجاه تطويق الأخطار وتحديد التأثيرات الإشعاعية على أهالي المناطق المجاورة للمفاعل ، وأجراء مسح شامل للمنطقة ، وقد سجلت كثير من حالات الوفاة بأنواع السرطانات والإسهال الدموي والاختناقات وغيرها من مضار هذه الإشعاعات .ولم نعهد دوراً متميزاً لوكالة الطاقة الدولية لاتخاذ ما يمليه عليها أداءها الوظيفي ومهمتها الإنسانية متذرعة بعدم السماح لها في تطويق الحالة .
ولم يعهد أي أهتمام من الحكومة العراقية ، سواء المتمثلة بمجلس الحكم الأسبق أو الحكومة المؤقتة لعلاوي أو حكومة الجعفري الانتقالية ، مع أن المسألة تعتبر من أمهات المسائل وأولى أوليات الحكومة العراقية ـ المنبثقة من الجمعية المنتخبة .
وإذ نضع هذه القراءة المختصرة أمام بعض الأخوة المسؤولين من أعضاء الجمعية وبعض الوزراء من أهل الشأن ، وخصوصاً وزير البيئة ، ووزير الصحة ، ووزير الزراعة ،ونائب رئيس الجمعية الأستاذ الشهرستاني لكونه من أهل الأختصاص والعمل في هذا الشأن راجين من شيمتهم وغيرتهم على أبناء بلدهم ومستقبل أطفاله أن يعيروا الموضوع جل اهتمامهم وفائق عملهم ، وسيكتب لهم تاريخ العراق الموقف المشرف الذي تعتز به أجيال المستقبل عندما تعرف أنٍٍٍٍٍٍِِِِِِِِِِ بعض المخلصين من أبناء بلدهم قد أهتموا لمستقبلهم وقللوا الآثار إن لم يستطيعوا إنهاءها بعد أن خرجت عن دائرة السيطرة بسبب انتشار الإشعاع المدمر والخطير على الحرث والنسل .
إن المصابين من ضحايا الإشعاع يستنجدون الخيرين من أبناء بلدهم ممن هم في السلطة ـ بعد أن فقدوا الأمل بالآخرين الذين قتلت السياسة كل معاني الخير والنجدة في النفوس ـ خصوصاً الإسلاميين منهم ممن يؤاخونهم في الدين أو غيرهم ممن يشاركونهم في الخلق .