You are currently viewing رسالة الى الشعب السوري الشقيق

رسالة الى الشعب السوري الشقيق

 

 

سلام مني عليكم ورحمة وامان واستقرار وانسجام

لم يكن من الامر السهل علينا ان نرى بلدكم وهو يتمزق وتتفجر فيه مشاريع الطائفية البغيضة والتي هي الورقة الرابحة لكل اعداء الامة العربية، يقدمه فرعون عصرنا امريكا وربيبتها الكيان الصهيوني، الذي اكتشف منذ مدة ان صراعه مع العرب سوف يقلب عليه موازين القوى بالرغم من تفوقه التقني والعسكري، باعتبار ان ثروات بلداننا السكانية والجغرافية ستجعل من تفوقه العسكري كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء، ومن هنا فقد استعد بإمكانيات غربية واموال عربية من الذين وصفهم الشاعر:
واخوان حسبتهم لي دروعا                    فكانوها ولكن للأعادي
وحسبتهم سهاماً صائبــات                    فكانوها ولكن في فؤادي
وهذا هو حال عربنا اليوم الذين فتحوا اجوائهم واراضيهم لاحتلال العراق وتدمير كل بناه التحتية تحت الآلة العسكرية الامريكية التي فتحت بلدنا على كل الجهات نهباً وقتلاً وتمزيقاً وتفريقاً، ولولا ارادة شعبنا وصلابة ابنائنا لكان العراق في خبر كان، اثراً بعد عين على الخرائط القديمة، وها هي تعاود فعلها بأراضينا تحت عنوان ما يسمى الربيع العربي الذي يعني التفرق والتشتت والتجزؤ، ولو بعد حين، فها هي مصر وليبيا وتونس واليمن في اضطراب مستمر ودوامة عنف لا تتوقف الا حين يصار الى تمزيقها وتقسيمها الى دويلات ضعيفة ولم يكتفى بذلك الا مع خلق تباغض وتعاد بينها لتستمر في ازماتها وهي محتاجة لرعاية غربية او تدخلات اجنبية.
هذه هي الحقيقة يا اخواني في الله وفي الانسانية والقومية، لكم في تجارب الاخرين منا ومن غيرنا كفاية لمعرفة الحقيقة التي تختفي وراء هذه الازمات، فإن بلدكم مقبل على نهضة اقتصادية رائعة سيعم خيرها السوريين جميعاً مع بقاء بلدكم موحداً وشعباً متحاباً الا وهو خط الانابيب الناقل للغاز من العراق وايران الى موانئ بلدكم المطلة على البحر المتوسط الامر الذي سيضرب الاساس لقطر لاعتمادنا على تصدير الغاز بالأساس، ومنه تعرف تدخلها بكل ثقلها الاقتصادي، والشيء نفسه بالنسبة للسعودية فإن انبوب النفط العراقي المزمع ايصاله الى الاردن مع جودة نوعه وخفته سيجعل الطلب عليه وفيراً من الناحية الاقتصادية للبلدان المستوردة منه خصوصاً اوربا، وسيكون المطلوب الاول عالمياً وكل هذا لا يرضي السعودية فراحت تدعم الفوضى في العراق من اجل قلب اساس الحكم في العراق او تقسيمه تحت عنوان الفدرالية.
ومنه تعرف بأن تحويل خط الانبوب النفطي العراقي التركي الى الاردن او السعودية هو ما يقلق الاتراك ويدفعهم للتدخل في الشأن الداخلي السوري من خلال دعم الجماعات الارهابية التي تعبث في الارض الفساد.
اننا مع مطالبكم المشروعة، اذا كانت بإرادة سورية مستقلة، وهدفية واضحة والا كنتم ادوات لتنفيذ مآرب الاخرين وستجدون انفسكم قد هربتم من الرمضاء الى النار.
وحينها ينطبق عليكم النص القرآني ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا)).
اننا لسنا مع احد في هذه الرسالة بل كلنا مع الشعب السوري الشقيق، وأن الحقوق ينبغي مراعاتها وأن العدل يجب ان يكون سيد السلوك العام ما بين الجميع وأن المطالبة بالحقوق امر مشروع اذا ما حافظ على السلم الاهلي وحرمات الناس، وان لا يكون حاضناً لعصابات القتل والارهاب وتنظيم القاعدة التي يراد لها ان تكون ساحة مواجهتها سوريا والحقيقة هي ساحة عبثها كما كان العراق كذلك على ما صرح به الرئيس الامريكي بوش الابن، حينما احتلوا العراق.
ولكم مني دعاء التسديد وسؤالي للمولى ان لا تدوم الفتنة في سوريا الحبيبة.
اخوكم في الله والاسلام والقومية
قاسم الطائي        
النجف الأشرف       
13/ربيع الثاني/1434هـ