سؤالا عقائديا

قال تعالى عن لسان موسى )عليه السلام (:  ]وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا (35) سورة طـه [ .

 وفي آية أخرى ] قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ (33)  وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ (34) سورة القصص [. فهل كان موسى ) عليه السلام ( اقل فصاحة من هارون أو ما هو السبب بالتحديد الذي من اجله طلب موسى من الله عز وجل أن يكون أخاه هارون وزيراً له ) أي طلب الاستعانة بهارون ( عليه السلام ) ( . أرجو التوضيح .

بسمه تعالى :  ظاهر سؤال موسى )عليه السلام ( ] وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي  (27) سورة طـه [ أن في لسانه عقدة ربما تمنعه من بيان ما يريد تبليغه إلى الآخرين ، باعتبار أن اللسان هو وسيلة التبليغ والدعوة .

  هذا إذا أخذنا لفظ ) أفصح ( للتفضيل ، وأما إذا أخذناه لمجرد ثبوت الصفة أي وجود الفصاحة عند هارون           ) عليه السلام ( ، فمعناه أن فصاحته عالية جداً من دون أن يكون هناك تفضيل له على موسى ) عليه السلام ( .

إلا أن قوله عن موسى ) عليه السلام ( ] واحلل عقدة [ يؤيد الرأي الأول .

  وطلب الاشتراك إنما يكون في أمر يخصه من جهة التبليغ لا من جهة تلقي الوحي لان موسى ) عليه السلام (  لم يكن ليخاف على نفسه التفرد بالتلقي ، وإنما خاف التفرد بالتبليغ لشدة وقساوة المبلغين ، فرعون وملائه ، وبني إسرائيل حيث الجهل والقسوة . على أن صاحب الدعوة ينشط في دعوته والتبليغ عنها فيما لو صدقه البعض وغالباً ما يحتاج إلى التصديق في أول خطواته ولو من واحد ولذا قال ] فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي (34) سورة القصص [ .

 وتصديق الواحد يفتح الطريق لتصديق الآخرين الغالب عليهم أن قناعتهم مغلوبة إلا بتصديق من يسبقها إليه فتصير غالبة وتنفعل بصدحه الدعوى .

  وقد ورد من طريق الفريقين أن الرسول )  صلى الله عليه واله ( قد دعا بهذا الدعاء بألفاظه في حق علي ) عليه السلام ( مع انه لم يكن نبياً – قال ) واجعل لي وزيراً من أهلي علياً أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري ………  (ومن الواضح أن الاشتراك ليس بالنبوة بل بالتبليغ وببعض آثار الرسالة من وجوب الطاعة وحجية الكلمة ، يؤكد قوله        ) صلى الله عليه واله ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي . وللكلام تتمة .س2 / في الآيات من 15 إلى 19 من سورة القصص كأنما توحي الآيات إلى ارتكاب موسى ) عليه السلام ( جريمة بحيث طلب الغفران من الله وبدليل قوله ] قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ  (15) سورة القصص [ إضافة إلى أن موسى ) عليه السلام ( عند تكرر الحالة قال للذي من شيعته ] قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ (18) سورة القصص [ إضافة إلى قول موسى قبل ذلك ] قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ (17) سورة القصص [ .