الدلالات التي تعطيها الشعائر الحسينية هي أعظم ما نتصوره وأوسع بكثير مما يظنه محبوه وموالو الحسين (عليه السلام) ذلك لأنها تخاطب وجدان الإنسان بعنوان انسانيته بكل ما يعمله بقيم ويمثله من معتقدات وإنها ما كانت إلا لتنفض عن إنسانيته غبار العبودية والظل وترسم معاني الشعور بالكرامة الانسانية والحرية الفطرية التي هي هدف كل الشرائع والأعراف ولأنها تخاطب الانسان أينما كانت ظلت عصية على الطغاة منذ ان فجرها المعصومون (عليهم السلام) والى الآن لم تستطع كل المحاولات والعقبات التي يضعها أعداء الانسانية من أن تأخذ شيئاً من تأثيرها في النفوس وعشقها لها إذا لم نقل الأمر بالعكس كما يشهد لها الواقع الخارجي بتزايد ممارستها حتى أصبحت مركوزة في الوجدان وراسخة في الضمير سواء للموالين وغيرهم ممن يعيشون على مقربة منهم ويرتبطون معهم بروابط الاخوة في الدين والولاء للوطن وهي بالتالي تعتبر من العصم المهمة في عدم انهيار لحمة أبناء الوطن وارتباط افراده واعتزازهم بدينهم ووطنهم ومن هنا خابت محاولات الأعداء حينما صبوا جَم غضبهم وعميق حقدهم على الشعائر والقائمين عليها والمحبين لذكراها حينما استهدفت نيران غضبهم البسطاء من الناس واماكن عبادتهم وممارسة شعائرهم من الحسينيات والمساجد ومواكب العزاء الحسينية متوهمين إنها تجارة لن تبور، خابت وخسأت من تجارة تورد صاحبها النيران وغضب الرحمن وغضب رسوله وآله الكرام وهي من أشد المحرمات ومن كبائرها لو كانوا يعقلون أو يتدبرون.
ولست أدري من الذي غرر بهؤلاء حتى خرجوا بابناء جلدتهم وأخوانهم في الدين فراحوا يبايعون انفسهم لشيطان مريد أعيته حيله فراح يضحي بمن هانت له نفسه سعياً منه وممن غرر به الى اشعال فتنة طائفية واحتراب داخلي لطالما راهن أعداء البلد بمختلف هوياتهم على اشعال نيراها فأبى الله والرسول وأهل بيته ومحبوهم حينما أمسكوا عن الانفعال والانجراف وراء ردود فعل غير مسؤولة معاهدين أن تفشل مخططات الأعداء ويخيب فعلهم وتدان جرائمهم واذ نعلن من واقع المسؤولية الشرعية بحرمة هذه العمليات التي تستهدف الأبرياء واموالهم وممتلكاتهم وهي من كبائر المعاصي والذنوب التي تخلد صاحبها في النار وكما ندين هذه الاعمال من دافع المسؤولية الوطنية والاجتماعيـــة
ونطلب من كل الوجهاء في العراق الحبيب من رجال الدين لهم أهلية الفتوى ومن وجهاء اجتماعيين كشيوخ العشائر من اعلان شجبهم واستنكارهم لهذه العمليات الارهابية بشكل واضح وصريح وقطع الطريق عمن وراء هذه الجرائم لايجاد مبررات فعلهم الشنيع فإنهم يحاربون الله ورسوله وأهل بيتهم الذين أجمع المسلمون قاطبة على سمو مكانتهم ووجوب محبتهم وموالاتهم بصريح النص القرآنـــــــــي
{قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.
كما ونشير على اخواننا العراقيين عموماً بالتأكيد على ممارسة الشعائر الحسينية ضمن الإطار الاسلامي العام لما تحمله من دلالات كثيرة حث المعصومون عليها كثيراً وننصحهم باليقضة والحذر وعدم الانجرار وراء ردود الأفعال الغاضبة التي تحصل كنتيجة طبيعية لهذه الجرائم من زعزعة استقرار البلد وأمنه وكبح جماح الفتنة التي أراد الاعداء إشعال نارها في بلدنا العزيز وكل مواطن مهما كان موقعه ومسؤوليته يكون مسؤولاً امام الله والتاريخ كما ونؤكد على المشاركة باستتباب الأمن ورصد كل حركات المشبوهين والمشكوك بهم في مناطق السكنة والشوارع والساحات واعتبار الأمن مسؤولية الجميع لا خصوص الاجهزة الأمنية ونسأل المولى تعالى ان يشرفنا بالشهادة كما شرف الذين سقطوا أثناء ممارستهم للشعائر العبادية في ذكرى عاشوراء وأن يمن على ذويهم بالصبر والسلوان وعظم الله لهم الأجر والثواب وأخيراً فإن المسؤولية القانونية والسياسية والإدارية تتحملها سلطات الاحتلال وتتحمل تدهور الوضع الأمني ووصوله الى هذه الدرجة المزرية.
13 محرم 1426