قصة يوسف

في قصة يوسف ) عليه السلام ( تقول الآية الكريمة ] وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) سورة يوسف [ ، فما معنى ذلك هل أن يوسف ) عليه السلام ( حدث لديه نوع من الضغط النفسي بحيث فضل الهروب منهن إلى السجن ؟ وهل كان يخاف على نفسه الوقوع في الحرام أم ماذا ؟

بسمه تعالى : –  في هذا القول منه تفسيران : 

      اولهما :- انه دعاء على نفسه وانه طلب أن يصرف الله عنه ما يدعونه إليه بإلقائه في السجن كما يظهر من بعض المفسرين .

      ثانيهما : – انه بيان حاله لربه وانه ) عليه السلام ( على تقوى وعصمة من الله لو خيّر بين لذة المعصية وعذاب السجن لاختار الثاني وأسالك أن تصرف عني كيدهن لكي لا انزع وآمل إليهن وأكون من الجاهلين ، فان توقي الوقوع بالشر إنما يكون من الله تعالى لا من نفس الإنسان ، وهو يسال الله تعالى أن لا يمسك عن الإفاضة لتسديده بمقاومة إغرائهن والوقوع في مهلكة الهوى والصبا .

      وهذه الإفاضة وان كانت موجودة لكنها تدريجية تفاض عليه آناً بعد آن من جانب الله ولذا قال تعالى ] فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) سورة يوسف [ حيث نسب دفع الشر ومقاومة الإغراء إلى استجابة جديدة وصرف جديد .

      والخوف على نفسه من الوقوع في الاستجابة لإغرائهن إنما هو لدعوة الطبع الإنساني والنفس الأمارة بالسوء ، فاحتاج الأمر إلى إفاضة إلهية للتسديد .