طرح علي أحد المؤمنين سؤالاً, وهو لماذا انقسمت قاعدة السيد محمد محمد الصدر (قدس الله سره) الى عدة انقسامات وخرجت منها خطوط كثيرة وكل قسم أو جهة تدعي انها الوريث لخط السيد الشهيد وهي المحقة وترى ان لها الصدارة والزعامة, ولا حاجة لذكر هذه الأقسام أو الجهات؟ واستفساري من عدة نقاط خوفاً من أن تتكرر هذه الحالة في حالة موت أحد المراجع (حفظهم الله). 1- ما هي الإجابة الشافية للأخ السائل؟ 2- هل هناك ضابطة أو طريقة لا تقبل الشك لمعرفة الجهة المحقة؟ 3- هل من الممكن وجود علاقة او صفة معنوية لتوحيد الخطوط المؤثرة؟ |
بسمه تعالى- هنالك ضوابط وضعتها الشريعة المقدسة لتحديد المؤهل من حملة الفقه ممن يرجع إليه فلا بد من التدقيق فيها والنظر إلى من تنطبق عليه بدقة لغرض الرجوع إليه, ولا يعقل من الشارع ان يترك هذا الأمر الخطير للأهواء والرغبات والعواطف وربما المصالح لأن من يرجع اليه يمثل النيابة العامة للمعصوم (عليه السلام) وقت الغيبة الكبرى وعليه يكون تحري الدقة وبذل الجهد في الفحص هو واجب المكلفين للاهتداء إلى من يستحق الرجوع إليه بعيداً عن المزايدات والتشبث بأقوال لا تمثل إلا اعتقاد أصحابها وليس لها من الواقع نصيب, الواقع الذي ينكشف بالتجارب وطول الملاحظة والاختبار واتخاذ المواقف التي تصب في صالح الأمة وقت الأزمات من دون لف أو دوران أو تلبيس على الجمهور. ومؤهلات من يرجع إليه – ذكرتها مرارا ويمكن حصرها بثلاث نقاط. الأولى: الفقاهة المحرزة بطرقها المقررة شرعا على ما يقوله العلماء في رسائلهم العملية وأقواها الاختبار المباشر واخذ الجواب حالا بدون تأخير. الثاني: الكفاءة لأدارة شؤون العباد والبلاد تعضدها الشجاعة والإقدام على البذل والتضحية وتقديم مصلحة الدين على كل مصلحة وتعرف هذه الخصلة عبر التجارب التي يمر بها الشخص المدعي. الثالث: العدالة وأمرها معروف ولكن مطلوبيتها بدرجة أعلى وأركز في المدعي لما قلته من تمثيله لنيابة الإمام (عليه السلام) فينبغي أن يكون على مستوى أو قريب من المنوب عنه, وأيضا تعرف من خلال سيرة الفرد وكيفية تعامله مع كثير من ظروف الحياة وأقواها في عصرنا هي كيفية تعامله مع الممتلكات العامة ومقدار انضباطه بازائها وهذه النقاط الثلاثة مما ترشد إليها الرواية المشهورة واما من الفقهاء من كان صائنا لنفسه حافظاً لدينه, مخالفا لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه. واما من يرى من انقسام تيار السيد الشهيد (قدس سره) إلى خطوط متعددة كما هو حاصل الآن وللأسف الشديد فيمكن تعليله بأن السيد الشهيد استطاع ترجمة القيادة المذكورة سابقا وبدرجة عالية في شخصه الكريم وقد ترجمها بشكل علمي وميداني وكان كبير الثقة بربه ونفسه فهو الفقيه المتبحر والكفوء الشجاع والعادل العامل, وكلمات أعدائه نابعة من حسدهم أو حقدهم عليه لا تؤثر في ميزان التقييم لذاته المقدسة وشخصيته السمحة ومن هنا فهو يمثل الأسوة والقدوة لكل الطلبة الذين ارتبطوا به سواء من طلبته (أهل البحث الخارج) على تشخيص لنا ان الطالب الذي يتتلمذ على يد أستاذ معين عليه أن يمضي سنتين على الأقل ليوصف بكونه من طلبته والا لا يصدق عليه الوصف وان ادعاه وقد يوافقني البعض على هذا الضابط كما نقل عن بعض الشخصيات الحوزوية ولا أريد ذكر أسمه.أو من الطلبة الذين ارتبطوا به تقليدا وهدفا وإذا مثل لهم القدوة وهو أهل لذلك أصبح الدافع في الارتباط به ومحاولة متابعته وتقليده في كل أفعاله وتصرفاته أمراً عاديا لأنه مثلهم الأعلى ورمزهم الكبير الذي يعتزون بالانتساب إليه وكان الانتساب إليه محفوظ الفارق في حياته المباركة فلا الطالب المقلد لسماحته يتجرأ على أن يرى نفسه بمرتبة الطالب المتتلمذ عل يد سماحته من أهل الخبرة والفقاهة ومن شهد بأعلميته عن علم وفحص ومتابعة وتدقيق، كهذا كاتب هذه السطور المسكين الذي لم يتردد في التصريح باعلميته كما تردد الآخرون ولا زالت أوراق الشهادة عند ورثته تشهد بذلك وهي مادة تاريخية سوف تكشف الكثير من الحقائق لو عرضت للعامة من الناس.وهذا الإحساس بالفارق لم يبق بعد شهادته المستحقة وهو أهل لها أرادها بصدق فحقق الله له ما أراد فهنيئاً له الشهادة لأن الجميع بانتسابهم إلى السيد الشهيد اضمحل عنده الإحساس بالفارق فأصبح يرى نفسه هو ومن كان بالأمس من طلبة السيد وأهل الخبرة عل حد سواء وإذا انعدم الإحساس بالفارق كان له ندا لا يسمح له أن يتقدم عليه أو يجد في انه ملزم باحترام رأيه أو متابعة إرشاداته أو النزول عند قبول استشارته وهذا ما وجدته بنفسي وفي هذا الجو الذي انعدم فيه ميزان التقييم لا بد أن يخلق أرضية مناسبة للاختلاف والانقسام لان الكل أو الجل يرى نفسه هو الأحق بتراث السيد وتمثيل نهجه والاستمرار على إدامة مشروعه التغييري الكبير أو الإسلامي الشامل ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى أن الواحد لا يقبل بشراكة الآخر ولو كان مثله في الأهلية على أقل تقدير إن لم يكن افضل منه وفق ضابطة العلم الفقهي المتقدمة وهي ضابطة عقلائية شرعية لا تقبل التبديل أو التحويل الذي نراه حاصلاً الآن فقد فقدت هذه الضابطة قوتها في التأثير مع انها كانت تملك كل التأثير في حياته (قدس سره) حينما كان الجميع يتفاخرون على الغير ممن لا يقلد السيد الشهيد بالأعلمية الواضحة والثابتة له ولا أدري ماذا حصل الآن؟ وأين أخذ الدهر هذه الضابطة؟ كما أن إخفاء بعض الحقائق التاريخية قد يغير كثيرا من واقع الأمر واستحقاقات التمثيل الا ان احتقان الواقع العراقي الآن لا يسمح بإضافة احتقان جديد لكشف الزيف لبعض المنتسبين للسيد الشهيد (قدس سره) مما جعل الأمور تسير بشكلها الإعلامي الظاهري بعيداً عن إصابة الحقيقة كما هي في واقعها التاريخي وهناك تفاصيل تركتها للاختصار. 2) ظهر جوابه في ثنايا سابقة. 3) العلاج يكمن في مقلدي السيد الشهيد (قدس الله سره) عليهم أن يضغطوا على الجميع ولا ينحازوا لجهة دون أخرى لأنني أرى أن بعض نقاط الضعف في خط يسدها نقطة القوة في الخط الآخر فهو يستعين به على تلاقي ضعفه والاستقواء به ولا يخلو خط من بعض نقاط الضعف مع ان النزول عند مشاعر الناس المقلدة والتي هي مع الجميع احتراما لها أو محافظة عليها هو من أهم نقاط القوة للتيار الصدري وبه يستطيع الإمساك بأوسع مساحة اجتماعية في الوسط العراقي… 15 ذي القعدة 1425 |