محكمة الجناة

المحقق : الواعون ، والصادقون – ممن شعارهم كلمة حق امام سلطان جائر انتم مدانون بارتكاب هذه العملية البشعة والجرم الكبير بحق المسلمين عموماً ومحبي اهل البيت خصوصاً .

      المتهم : ( العمدة ) :- انا ادنت العملية ووصفتها بالجبانة ، وانا احارب الارهاب فكيف ادعمه او اقوم به .. هذا غير معقول.

      المحقق : بل معقول ، لانك المستفيد الوحيد من هذا الجرم بعد ان قض مضاجعك الشعب العراقي الأبي باتمامه العملية الديمقراطية التي انت متوجه لارسائها في الشرق الاوسط وبعض شعوب الارض كما تدعي ، والفوز الذي حققه الائتلاف العراقي لا يروق لكم ، كما هو فوز حماس الذي اربك حالكم وغير لهجتكم من رعاية الديمقراطية الى حماية الدكتاتورية بمنطق المصالح لا الحقائق .

      فرفعتم عقيرتكم باننا نريد حكومة وحدة وطنية بعيدة عن الاستحقاق الانتخابي ، وكأن الشعب العراقي أجير عندكم وما على الأجير الا اطاعة مستأجره ، تباً لكم وترعاً .

      المتهم : لسنا كذلك نعاملكم ، انما هو الوضع الداخلي وما آلت اليه الامور لتضطرنا الى طرح مشروع الحكومة الوفاقية لمشاركة كل الفرقاء .

      المحقق : عجباً : القد شاركوا في العملية السياسية وجربوا حظهم في الانتخابات التي افرزت من هو الممثل للشعب ومن يريده الشعب ، ولا يمكنكم مصادرة ارادة الشعب ، فاحذروا غضب الحليم .

      المتهم : هناك ازمة طائفية واحتقان مذهبي ولا نأمن ان تنفلت الامور لو سرتم بالعملية الى نهاية المطاف بضغط الاستحقاق الانتخابي .

      المحقق : ومن افتعل الازمة واوصل الامور الى ما وصلت اليه ، ألستم من حفز الناس واشعل نار الفتنة بافتعالكم الازمات في مناطق الاختلاط خصوصاً بين المسلمين ، كالدورة والعامرية في بغداد ، وتلعفر في الموصل ، والزبير في البصرة ، واحاطتكم بغداد بمجموعة من القتلة تراعون عملهم وترعون خلاصهم لو ألقت القوات العراقية البطلة عليهم القبض .

      ولنا شواهد عديدة يعرفها العراقيون جميعاً الا ان القائل لا يسمع له صوت ومن يسمع صوته لا يقول قد ملك الخوف قلبه وامات ضميره فمثله كمثل الحمار يحمل اسفاراً ، وحادثة الجنديين البرطانيين ليست بعيدة علينا وهم ابناء عمومتكم لا من جهة النسب بل من جهة المصلحة ( فانطلقتم الى ما كنتم به تخافتون ) .

      المتهم : اذا صح ما تقول وليس بصحيح فلا تملك شاهداً على ادانتنا بجريمة تفجير المرقد الشريف فلا مصلحة لنا فيه ، بل هو عجز حكومتكم عن توفير الحماية للمراقد المقدسة والحفاظ عليها من ان تنالها يد الارهاب .

      المحقق اما عجز الحكومة فانتم من يقف وراءه بمنعكم اطلاق يدها لتسلح الجيش والشرطة وتوفر لها المعدات الضرورية لدحر الارهاب واقبار الجريمة ، ودقتكم الاسفين ما بين الاجهزة الامنية وامساككم بالملف الامني .

      انسيت انكم المسؤولون عن توفير الامن للمواطنين وممتلكاتهم كما يقرره القانون الدولي والاتفاقيات الدولية حول الاحتلال ؟

      ولنا شواهد كثيرة على تورطكم في الجريمة .. ساستعرضها لك لانك من قوم متغطرسون تتحدثون بمنطق القوة ، قانون القوة لا قوة القانون .

      فاسمعها ولا اخالك تنكرها :

      الشاهد الاول : عرف نفسك الاذاعة العالمية B.B.C ما عندك ورد الينا خبر اذعناه بان قوة من الجيش الامريكي والحرس الوطني دخلت الصحن الشرف مدعية وجود عناصر ارهابية متخفية هناك .

      واهالي سامراء يدعمون ذلك فقد عرضت الفضائية العراقية عن شاهد عيان بان هذه القوة قد دخلت في الساعة الثامنة إلا ربعاً من مساء يوم الثلاثاء الى الصحن ، وقيدت زمرة الحماية البالغة ( 5 افراد من الشرطة ! ) وصادرت اسلحتهم وهواتفهم وقيدت ايديهم وحصرهم في غرفة صغيرة داخل الصحن ، خرجوا بعد خروج القوات الداخلة في صباح يوم الاربعاء الساعة السابعة ( ولم يذكر المواطن السامرائي ) كيف خرجوا – وان احدهم كان أخاه – وبعدها حصل الانفجار على دفعتين …… .

      الشاهد الثاني : العقل الخالي من نوائب الاضغان والمتحلي بالحكمة .. ما عندك ؟ فقله .

ان المرقد المبارك يدار من قبل اهالي سامراء ، ويبدو انه يدار من قبل الوقف السني لاننا لم نلحظ أي نشاط يتعلق به من قبل الوقف الشيعي وكأنه في دار غربة ويقول بلسان حاله – وشلون بي بدار غربتي – وان استهدافه من قبل اهلها يحلو للبعض من المتعجلين والذين ينقصهم بعد النظر ، ان يتفوهوا به ليس له أي مبرر معقول في الوقف بالذات اذ امكان استهدافه كان متوفراً طيلة المدة المضرمة لانحسار الوجود الشيعي والرعاية من قبل وقفه ( الشيعي ) .

      وان اهالي سامراء كما عهدناهم لهم اعتقاد كبير بالامام المهدي ( عليه السلام ) فهو امامهم وامام غيرهم فلا تجد الواحد منهم عندما يريد تصديق كلامه الا وهو حالف به او متكتف اليه ، ويعتبرونه جدهم وهم ينتسبون اليه ، وهو ملاذهم ومحل دعاؤهم ورمز تاريخهم ، ولا يعقل ان يرتكبوا مثل هذا الجرم وقد كانت سامراء طريق مرورنا الى مشروع بيجي في الثمانينات ، ولم يجد منهم الا الترحيب وحسن المعاملة .

      الشاهد الثالث : عرف نفسك … التاريخ .. اليوم هو يوم تسلّم الملف الامني الى القوات العراقية لقضاء سامراء من قبل قوات الاحتلال واثارة ذريعة بهذا الحجم يعطي اشعاراً يعجز هذه القوات وعدم اهليتها لتسلم الملف الامني وان الوقف لم يحن بعد لهذا الاجراء ، لان الوجود الاحتلالي لا يزال يتذرع بمبررات فاذا انتفت فلا مبرر لوجوده .

      وليس صدفة ، انه من ايام عاشوراء امتداداً ويسبق ذكرى شهادة الامام السجاد ( عليه السلام ) بيومين وهو يشكل ظرفاً مناسباً لاستغلال التعاطف الجماهيري والارتباط الاعتقادي بالمعصومين الذي يزداد في مثل هذه الايام لتأجيجه ودفعه باتجاه اللاضبط والانفلات فيما لو مست هذه المراقد او ذواتها بما يخدش تلك العواطف ، وهذا التوقيت لا يأتيه الا من يفهم متى يضرب على الوتر الحساس وبمنطقة غالبة سكانها من السنة .. .

      الشاهد الرابع : البصر …. ما عندك يا بصر فانت مسؤول بالنص القراني – إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء .. فاجاب البصر – لقد رأيت الدمار الحاصل بالمرقد الشريف ، ومنه عبرت خواطري وتصوراتي الى خبرة الفاعل والمنقذ وامتياز عملهم ، فان خراباً كهذا الذي حصل لا يمكن ان تتوفر امكانياته لبعض ضعاف النفوس من الارهابيين واذا توفرت جدلاً فلا يصل مداها لما وصل اليه الدمار الحاصل لان العبرة ليست في السلاح بل في طريقة استخدامه والخبرات المتوفرة في مجاله .

      وقد كشف لي هذا العمل – والقول للبصر – انه ممارسات لاجهزة متمرسة مخابراتيه كانت ذكية في التوقيت ، والمكان ، وشأنية الموقع لخلق اكبر اثارة للفتنة الطائفية .

      الشاهد الخامس : المحللون والمراقبون السياسيون .. انتم معنا اهلاً بكم بماذا تشهدون ؟

نشهد ان حملة الاحتجاجات والتظاهرات الغاضبة العالمية على الاساءة للرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه واله ) قد اخرج دعاة الديمقراطية والحرية من دول الغرب التي تتباكى على حقوق اليهود – وثبوت محرقتهم – عندما ادانت وبأثر رجعي مؤرخاً انكليزياً انكر وجودها عام 1989م ثم تراجع عن رأيه اخيراً فلم يشفع له وحكم بثلاث سنوات على مقولة ثبتت عنده كمحقق تاريخي .

      فقد اندفعت هذه الدول تفكر جديا للتوصل الى مخرج من الازمة فاكثر ما يخافون منه هو غضب الشعوب وتحررها من قيود حكوماتها التي اسروها قبل ايصالها الى رأس السلطة ، فوجدوا بعد طول تفكير وتأمل فيما يكون اقسى واعمق اساءة وتأثيراً على المسلمين بعد ان توحدت كلمتهم بالادانة لهذه الاساءة ومن يقف وراءها ومطالبتهم بتشريع قانون عبر الاتحاد الاوربي او الامم المتحدة يحرم الاساءات الى الاديان والرموز الدينية ، كما حرموا وسجنوا من يشكك بالمحرقة المزعومة .

      الشاهد السادس : الوضع الامني بسامراء … هات ما عنك … منع التجوال في مدينة سامراء لكونها من المناطق الساخنة كما تسمى ، والوقت هو من الخامسة عصراً الى السابعة والنصف صباحاً ففي هذا الوقت من يتحرك يقتل او يدان – وهذا الحظر من قبل قوات الاحتلال والمتحرك الوحيد هم ومن يسمح لهم بالحركة بترخيص منهم وليس هم الا افراد الشرطة العراقية والحرس الوطني … .

      الشاهد السابع : العملية السياسية … ما بالك تشهدين ؟! فأنت قائلة :- ان اقتراب موعد اتفاق الكتل البرلمانية على حل المشاكل المتعلقة بتشكيل الحكومة وانتهاء الازمة السياسية الخانقة التي افرزتها نتائج الانتخابات السابقة ، فمن الصراع الحاد على موقع رئاسة الوزراء بين اعضاء الكتلة الفائزة بالمرتبة الاولى الى الصراع ما بينها وبين بقية الكتل حول شكل الحكومة ، فهل هي حكومة وفاق وطني ، او وحدة وطنية او انقاذ وطني او استحقاق وتطول قائمة الـ ( أو ) ..؟!

      والمفروض ان الحسم قد افرزته صناديق الاقتراع واقرته الارادة الوطنية للشعب الذي هبّ لانجاح الانتخابات وتحمل مشاق ومخاطر كبيرة ، واول من شط  في القول السفير الامريكي وادارة حكومته التي اعلنت طرحه انها تريد حكومة وحدة وطنية ضاربة عرض الحائط نتائج الانتخابات والعملية الديمقراطية برمتها ثم تتابع الاخرون لنسف اساس العملية الديمقراطية بعد ان وجدوا ان الرغبة الامريكية تتحرك بعيداً عن الاستحقاق … ربما لان السير على مؤدياته يعزز الوجود ( الشيعي ) السياسي المتنامي في البلد وهذا ما لا تريده الدول الغربية وان جاء عبر الوسيلة السلمية الديمقراطية فان ديمقراطية تخرج عن سرب الطور الامريكي تعساً لها وبعداً ، وسترسل اليها حجارة من سجيل ترمي الفائزين بالعجز والتقصير .. .

      الشاهد الثامن : .. من هذا .. يقال انه الجامعة العربية … ها .. هي صاحبة وراعية مؤتمر المصالحة الوطنية الذي يراد له ان يعقد في بغداد بعد تشكيل الحكومة او قبلها .. ولا نرغب بمصطلح المصالحة – بل نريد به ( المشاركة الوطنية ) لحل الازمة العراقية والحيلولة دون وصول امور الى طريق مسدود يعرض مصالح البلد للاضرار والدمار ويهيئ المناخ المناسب لبقاء قوات الاحتلال وخلط الاوراق واثارة النفس الطائفي يضع مشروعنا في مهب الريح .

      المحقق : هل عندك شهود تفي أو تريد ان تقول شيئاً لان هذه الشواهد تجعل ادانتك محققة وصحيحة ولسنا ممن يظلم حتى مع عدوه .

     المتهم : سواء عليك أكنت من المدينين أم لم تكن ، ليس من الامر شيء .