لقد فجع العالم بهذا الحادث البشع الذي اودى بحياة رمز من رموز القادة العراقيين الذين عاشوا لبلدهم ووطنهم ولاسلامهم جامعا بين ميداني السياسة والدين ومفنداً مقولة الفصل المشؤومة التي ارتكزت في نفوس الكثيرين فراحوا يتابعون ما يصدر من اعداء الاسلام من مقالات غايتها تضعيف الدين واثره في الحياة الاجتماعية والنهضوية للمسلمين.ولقد جاءت الفاجعة في وقت عصيب ومعقد قد عقد العراقيون الآمال الكبيرة على شخصيته وقدرتها على توحيد البيت العراقي بمختلف اعرافه واديانه وطوائفه فكان بحق املها الذي تتطلع اليه لخلاصها من الفوضى والضياع الا ان قوى الشر ما انفكت تكيل للاسلام وقادته وللبلد وساسته المؤامرات واشاعة بذور الفرقة والشقاق . فجاءت آخر مؤامراتهم بأستشهاد السيد آية الله محمد باقر الحكيم وثلة من المؤمنين ممن لبوا نداء الله في اقامة شعيرة صلاة الجمعة العبادية ولم يراعوا حرمة المكان المقدس ولا الوقت المقدس ولا الشعيرة المقدسة ولا انسانية الانسان ولا كل قيم السماء والارض باحترام الانسان وحياته التي وهبه الله اياها.كانت جريمة تنكر لها كل شرفاء العالم منددين بها وبشاعة اثرها ودموية فعلها الاجرامي الارهابي .واذ ندين بشدة هذا الفعل الاجرامي فأننا نطالب قوات التحالف واحرار العالم والمنظمات الانسانية والدولية واحرار العراق والقوى السياسية بمختلف اطيافها ان نتحمل مسؤولياتها في منع مثل هذه الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية الحرة ونطالب بإنزال اقسى العقوبات بمرتكبيها ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه الامارة ان يعبث بمصائر الناس ويستهتر بحياتهم احياءً لنزواته الشيطانية .وان الظلم الذي نزل بالعراقيين في هذا الظرف بالذات وبالفقيد واهله خاصة يجب ان لا يمر بدون عقاب ]وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ[ .نسأل الله تعالى ان يتغمد فقيدنا ومن قضى نحبه معه واسعة رحمته وفسيح جناته ويحشره مع الشهداء والصديقين والصالحين ]وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً[. وان يعوض الشعب العراقي المسكين بدمائه الزكية الغير ويكتب لهم النصر على الاعداء. انه نعم الولي ونعم المجيب.
قاسم الطائي
6 رجب 1424