مفاهيم حسينية – مفهوم الذكر – الحلقة الثالثة
بقلم المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله )
إن التذكارات الحسينية على اختلاف صورها من عقد العزاء والمآتم واللطم في الدور والشوارع أوجبت تقدم الطائفة، وكان عمل الشيعة أوضح المصاديق والحجج على القساوة التي جاء بها الأمويين ولفيفهم من تلاوة الشعر وذكر المصاب لتسرب ذلك بوضوح الى أدمغة الأطفال والعامة الذين لا يفهمون ما يشتمل عليه القريض والكتب من وقائع الحادثة وهو أحكم وآكد في تأثير النفوس واحتدام القلوب في حفظ الرابطة المذهبية بين الائمة ومواليهم وله نصيب وافر من رسوخ العقيدة، انتهى ما نقلناه بطوله لعظيم فائدته وقد اجاد (قده) فيما أفاد.( )
ومن هذا يتضح جلياً الحث الشديد والتأكيد المستمر على التذكر لمصاب ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) لشدة تاثير النفوس بهذا التذكير وإبقاء النفوس تواقه لمعرفة الحدث وبطله الخالد، فتستميل اليه طوعاً وترتبط به اعتقاداً وبهذا ونحوه من احياء أمرهم تبقى شريعة سيد المرسلين حية متجددة متسعة مقنعة متزايدة في نفوس البشر.
إذن التذكير أو التذكر أو الذكر هو وسيلة لربط المتذكِر بمتعلق الذكر الذي هو مصاب الائمة (عليهم السلام) وأشدهم تأثيراً للنفوس هو مصاب أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وهذا معنى ما قلناه بأن الذكر هو وسيلة الارتباط، فإذا أرتبط بالحدث فقد احياه واحياؤه يعني ابقاؤه، فاحياء أمرهم يكون بتذكر والتذكير بمصائبهم ومآثرهم (عليه السلام)، ودفعاً للغفلة عنهم ونسيان تاريخهم في تثبيت اركان الدين ورسالة رب العالمين.
