من يدفع الضريبة |
لا يزال الباحثون عن لقمة العيش التي ضن لها الزمن عليهم فيما مضى من حكم الطاغوت وفيما جاء من الاحتلال وحكم السلطة الانتقالية الحالية ، هم الأكثر تضرراً من جراء دفع ضرائب من نوع خاص لم يسمع به من قبل ولم يرَ له من اثر في أحكام الضرائب المعمول بها في دول العالم ، فليست ضريبتهم هي للدخل أو للعقار أو للتركة فان جميع هذه الأنواع لا أساس لها عندهم ، فلا الدخل متوفر بشكل انسيابي ومستقر وإنما هو متذبذب بين الوجود والعدم بين فرصة العمل المسماة عندنا ) عماله ( وبين عدمها حينما يبخل عليهم الزمان بها فيرجعوا إلى بيوتهم فارغة جيوبهم مملوءة قلوبهم غيضاً وغضباً على سوء الأحوال وتردي الأوضاع ، وأما العقار فلهم منه غرف صغيرة ، وحيطان قصيرة لا تستر من ناظر ولا تستقبل من ضيف رضوا بها على رداءتها وسوء سمعتها بين العامة لأنها تعرف في عرفهم عليه السلام حواسم ) نسبة إلى حرب السقوط الأخيرة . وأما التركة فلم يترك لهم الآباء إلا تركة ثقيلة من الأبناء القاصرين والعجزة المعدمين الذين يشكلان ثقلاً أضافياً على كاهلهم المثقل بالهموم أصلاً . هؤلاء هم من يئن تحت وطأة ضرائب من نوع جديد ، ولنسميه ) متحضر ( ! إن ضريبة النفس التي تزهق في وضح النهار وأمام أنظار الضمير الإنساني الصامت الذي يخاف أن ينبس ببنت شفه ، مداراة لمن يقف وراء هذه الجرائم أو يهيئ الحاضن المناسب لها ، ويوفر أساليب ديمومتها تحت اطر لا يصدقها إلا السذج من الناس أو الواعين المتغافلين عن منشأها عمداً خوف أن يصلهم عليه السلام ساطورها) فيفلق هامتهم ويدفعهم نفس ضريبة المساكين فوق ضريبة دخلهم وتركتهم .. ولكنها ليست من أنسابهم الميتين بل من متسلطيهم المستكبرين ، والطغاة المستبدين الذين جنوا من استكبارهم وطغيانهم ذلاً وخزياً في حياتهم الدنيا وسيلقون غياً ، لقد أورثوهم تركة الفقر والبؤس والحرمان من ابسط سبل العيش . إن جباة هذه الضرائب يشكلون مثلثاً تتعامل أضلاعه بطريقة الشد والبسط ، يمثل رأس المثلث وهو كبير الجباة – الاحتلال وإدارته التي لا زالت تمسك بالملف الأمني ولم توفر لأنفسها الأمن كي توفره للشعب المسكين ، بل نعتقد جازمين أن بعض الضرائب الكبرى من تخطيطها أو تأثيرها على اقل تقدير والمعلومات التي تصل إلينا تؤكد ذلك ، ونكتفي بواحدة كشاهد إثبات على صدق الدعوى – فقد أوقفت دورية أمريكية سيارة خاصة لأحد المواطنين مرقمة بعلامة الرمادي ، وكان صاحبها زوجاً لامرأة من أهالي كربلاء جاء ليأخذها من أهلها ، وتم حجز سيارته على أن يأخذها في اليوم التالي بعد إجراءات معينة ، وحينما انطلق ليأخذها راجعاً إلى بغداد ، كانت الصدفة ضاحكة له فقد رصد احد شرطة المرور في احد التقاطعات أن مجموعة أسلاك غريبة تتدلى أسفل السيارة مما اضطر إلى إيقافها وفحصها ، وقد تبين أنها مملوءة بالمتفجرات التي زرعها الحاجزون للسيارة . وأما الرأس الثاني فيمثله أعداء مذهب أهل البيت ) عليهم السلام ( من تكفيريين وطائفيين وحاقدين الذي ينفسون عن حقدهم باستهداف الأبرياء من الناس بعد أن أعجزتهم الحيلة عن مواجهة العدو أو استهداف المسبب لهزيمتهم في بعض المواقع والمناطق . وأما الرأس الأخير – الثالث – فهو الحكومة التي تتعامل بانفعال حاد في مناطق حساسة تمثل توتراً طائفياً حاداً يتأجج في فترات مداهمة البيوت وحملات الاعتقالات العشوائية التي يقودها جهاز الشرطة والحرس الوطني في هذه المناطق ، فان كل عملية دهم واعتقالات يقابلها الحاقدون تفجيراً وتفخيخاً للمساكين من الناس وفي أكثر من موقع وخصوصاً مواقع تجمع العمال الباحثين عن لقمة العيش – المسمى بالمسطر – فقد تكرر المشهد في تكريت والحلة ،وبغداد في أحيان متعددة . ولم تتعظ الحكومة أو تستفيد من تجارب الأمس لتغيير نمط معالجتها للتوترات الطائفية ، ولم تتعامل مع مناطق التشنج من دافع وطني ومسؤولية رسمية بحته ، إذ غالباً ما تشوب هذه العمليات أنفاساً تفسر على نحو طائفي مقيت من قبل بعض الجهات التي تدعي الوطنية وهي منها براء . إن المعالجات بهذه الطريقة العسكرية تخلق أكثر من مبرر لاحتقان طائفي يتفجر في مواقع ) العمالة ( المساكين ، لأحد سببين أو كليهما : السبب الأول :- إن معظم الأجهزة الأمنية مخترقة من قبل عناصر الأجهزة الأمنية السابقة الذين يملأهم الحقد على الوضع العراقي الجديد فهم يعملون جادين على عدم استعادة العراق لعافيته يشاركهم نماذج قد أعمى الحقد قلوبهم وبصائرهم فراحوا يقتلون ويسفكون الدم الحرام بقلوب وعقائد فارغة سيجنون وبالها يوم القيامة ولهم عذاب دون ذلك في البرزخ . السبب الثاني :- إن احتفاظ الاحتلال بالملف الأمني يعني وضع القيد على تحرك قوات الأمن العراقية ، وتجميد حركتها بحرية لمعالجة الأزمات على أن مشاركة قوات الاحتلال معها أو مشاركتها مع الاحتلال يجعلها منظورة بعين النظر إلى الاحتلال ومستهدف كاستهدافه ، إذ لا يفرق بينهما أن لم يحسب عملها لصالح الاحتلال وحماية وجوده ، ومن هذا المنطلق نفهم استهداف الأجهزة الأمنية العراقية وحصاد العديد من نفوس منسبيها لا لشيء إلا لان عملها المرتبط بالقوات المحتلة يعطيها صفة الإدانة والخيانة عند هؤلاء وقد نبهنا العاملين فيها بضرورة التصرف المستقل والحرص على مشاعر الناس . واعتقد أن نقل الملف الأمني إلى العراقيين واستقلال القوات العراقية بمعالجة الأزمات وفق منطق متدرج يبدأ بجملة من التفاهمات والمبادرات بواسطة أهل الوجاهة اعني الأطراف جميعاً يدفع بكثير من التوترات وردود الفعل المتشنجة إلى التخفيف وربما إلى الانتهاء ليأمن أهل المساطر – من عمالته – من خوف دفع ضريبة النفس |
مناسبات مجتمعة |
اجتمعت في يوم واحد من التاريخ العراقي الحاضر ثلاث مناسبات مع اختلافها في أسباب نشوئها والغاية من بقائها ، ومقدار تفاعل المجتمع معها ، ولكن اختلافها لا يمنع ولا يشكل عائقاً منطقياً في عدم اجتماعها وربما كان الاجتماع هو الاصوب في نظر العقل والعقلاء والعرف والنبلاء – اقصد نبلاء القيم والأخلاق – . وها هي المناسبات الثلاثة : أربعينية الإمام الحسين عليه السلام u ) وتمثل اكبر زيارة لمحبي أهل البيت عليه السلام عليهم السلام ) لمرقد سبط رسول الله عليه السلام صلى الله عليه واله ) الحسين عليه السلام u ) الشهيد ، قتيل العبرات . والمشهد الجماهيري في هذه الزيارة بالذات لم تألفه الشيعة منذ زمان بل لم تألفه شعوب الأرض في أقدس مناسباتها ، والسبب الوحيد لهذا الاستقطاب الجماهيري المنقطع النظير هو صاحب الذكرى الإمام الحسين عليه السلام u ) الذي ترجم التاريخ الإنساني بكل مفاصله وأطواره ، صراعاً بين الحق والعدل والخير والإحسان و ….. وبين الباطل والظلم والشر والاعتداء و ….. فاستولى على القلوب وألهب العواطف والصدور لوعة على مقتله فكانت ذكرى تتجدد كل حين تجدداً تزداد فيه سمواً وسعةً . فهل كان إحياؤها على المستوى المطلوب والمنتج .. كلا بصراحة وبدون تردد اذ لم ترفع شعارات تدلل على الاهداف الحسينية والغايات الشرعية التي من اجلها طالبت الشريعة احياءها ، وعلى اقل التقادير برفع شعار دفع الاحتلال وادانة الارهاب ، ونصرة الامام الهادي والعسكري عليه السلام عليهما السلام ) وحث الموالين على التعجيل باعمارهما او ارسال رسالة واضحة للحكومة للتعجيل بذلك فهذه قضيا ملحة كانت . المناسبة ظرفاً مناسباً لتفعيلها وتحريكها والا لم تحصل فرصة اخرى مواتية لها . والشيء الغريب ، ولا شيء غريب في هذا الزمان البائس هو ان الجهات الدينية او الرسمية المؤثرة في دائرة القرار الشعبي لم توجه الجماهير بهذا الاتجاه ولم تحثهم عليها ، واقتصر اثرها على مجرد احياء الذكرى لذاتها . ربما لتعقيد الامور وبعثرتها كانت هي السبب في عدم التوجيه الشعبي ، ومع صحة هذه القراءة للواقع العراقي وان تحريكاً بهذا الاتجاه سوف يزيد في الطين بله ، فان رفع شعارات مطالبة الاحتلال وقواتها بالالتزام بالاعراف والقوانين الدولية واحترام ارواح الناس وممتلكاتهم وحماية مصالحهم ومحاسبة المتجاوز وتحريك القضية عبر الامم المتحدة ومجلس الامن لايقاف كثير من الارتكابات الاحتلالية وشيوعها القتل للابرياء بلا مبرر وبدم بارد واعلام العالم ما ترتكبه هذه القوات بحق الشعب امر ضروري ومطلوب ويعبر عن اتزان في التصرف وحكمة في الفعل كما يحلو للبعض التعبير . اختلفت الاقوال في قذيفة استهدفت القبة المذهبة الحسينية في يوم الاثنين المصادف 19 صفر او عليه السلام 20 ) صفر ، فمن قائل بانها قذيفة هاون ساعد على اطلاقها بعض العملاء ممن اعطوا الاحداثيات لبعض الارهابيين ، ومن قائل بانها قذيفة صاروخية اطلقت من الجو من خلال طائرات الهالكوبتر الامريكية والتي كانت تتحرك على جانبي الطريق العام ذهاباً وأياباً ، فقد رصد احد المشاة المؤمنين الطائرتين حال اطلاقهما صاروخين ، وفي نفس الوقت الذي اعلن عند اذاعة خبر الانفجار والصحيح هو الثاني قطعاً وان كان الاول لا يخلو من صحة . والسؤال المطروح في هذه الذكرى التي اسس لها المعصومون عليه السلام عليهم السلام ) وحثوا شيعتهم على احيائها مهما كانت الصعاب وغلّت التضحيات – هو ان هذه الممارسة الشعائرية تؤدى لذاتها او لما وراءها وهو مما اراده المعصومون عليه السلام عليهم السلام ) . الذي اراه انها تؤدى لذاتها من دون تفاعل جماهيري مع ما ورائها وهو الاهداف والغايات التي اريد ان تتحقق في خضم هذه الممارسة العبادية . فعندما نتعاطف مع الحسين عليه السلام u ) على اساس عاطفي صرف شيء وعندما نتعاطف معه على اساس عقائدي وحركي واصلاحي وتغييري وثوري شيء اخر ، والذي اراده الشارع هو الثاني قطعاً جاعلاً الاول مقدمة اقناعية للثاني واستمالة تلبية وعاطفية له باعتبار سعة تأثير العاطفة وشمولية أثرها لكافة مستويات الناس . ولكن هل طبقنا المراد ام اكتفينا بالاعتياد ، وما حصل الثاني متناسين المناسبة الثانية وهي – احتلال العراق من قبل القوى الغربية ومن يكابر في التسمية ويحبذ جعلها تحرير او مساعدة فيكذبه واقع الحال وصدق المفهوم من الوجهة السياسية فليرجع لقاموس المصطلحات السياسية . وهي مناسبة تأبى عقول البشر قبل قلوبهم قبولها او السكوت عنها والأَمَر الرضوخ اليها كحالة انقاذية لفترة سوداء وكأن القدر لشعب كالعراق ان يبدل الاسوأ بالاسوأ والظالم بالمستبد . واذا اختلطت الاوراق وضاعت مفردات السياسية واستحكم الاعلام بتغيير الرأي ونسيان الواقع فان ذكرى الاربعينية لا تعرف الخلط والنقر بمفردات السياسة وعندها الباطل باطل والظلم هو الظلم ، نفس الظلم الذي وقف بوجهه الامام عليه السلام u ) وقدم كل تلك التضحيات التي يقف العالم اليوم وفي كل يوم اجلالاً واكباراً لها من اجل قيم انسانية نبيلة واخرى مرفوضة – صدع بها جهاراً – هيهات منا الذلة – واي ذلة اعظم من احتلال البلد ومصادرة حريته وارادته . لقد قطعنا وتين المناسبة الاربعينية عندما تناسينا معبريتها عن رفض كل ما هو ظلم واعظم الظلم الاستبداد والاحتلال . ولو تذكرنا الاثنين لأحرزنا الامرين ، التعاطف وهو المقدمة والتفاعل وهو النتيجة ولأصبحنا انصار الحسين عليه السلام u ) وممثلين نهج الحسين عليه السلام u ) . واما وقد نسينا التفاعل وبكينا للتعاطف ، فلست ادري اعلى الحسين عليه السلام u ) بكينا او على انفسنا وسوء تقديرنا اقمنا تعازينا . وبالامتزاج سنحقق احياء المناسبة الثالثة وهي عيد نوروز والذي يعتبر عيداً للعراقيين جميعاً وان اختص بالاكراد منهم ، عيداً اذا شعرنا بأهمية موقفنا وجدارة مولاتنا للامام الحسين عليه السلام u ) عندما نكون على الخط الصحيح الذي رسمه الامام عليه السلام u ) لمحبيه ومواليه من بعده وغاية سرور الانسان يحصل اذا ادى ما عليه من واجب النصرة وحق الطاعة وجاهد في سبيل ما خطط له الحسين عليه السلام u ) لتبقى كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين هي السفلى . وحيث قصرنا فلم يحتفل بهذه المناسبة – كعيد – كما ينبغي للاعياد ان يحتفل بها لان العيد يعني الجائزة التي يكسبها الفرد عندما يحقق نصراً على الظلم ظلم نفسه الامارة او ظلم شيطانه المريد الذي يريد اغوائه او ظلم الطواغيت التي تريد استعباده وامتصاص خيراته ومصادرة كرامته واللعب بمصيره وتحطيم ارادته وقتل حريته واستلاب استقلاله وضياع دينه وهو ما ضحى من اجله الحسين عليه السلام u ) . |
منهاج النجاح |
كلمة سماحة الفقيه قاسم الطائي (دام ظله) في المؤتمر التأسيسي الأول-الذي دعا الى تأسيسه قبل أكثر من سنتين- لـ(شورى العلماء) المنعقد في فندق بابل يوم السبت في 23/ربيع الأول /1930هـ -21/3/2009م السادة الحضور أهلاً بكم وسهلاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جرت العادة عندي أن أبدأ بمقطع من دعاء الإفتتاح الذي نقرأه في ليالي شهر رمضان لنكون على درجة وجانب من الرأفة والرحمة الإلهية، ونحصل على البركة في بداية المشروع. (اللهم إني أفتتح الثناء بحمدك وأنت مسدد للصواب بمنك -فالتسديد للصواب ليس بعلم من الإنسان بل بمن من الله- وأيقنت أنك أرحم الراحمين في موضع العفو والرحمة، وأشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة، وأعظم المتجبرين في موضع الكبرياء والعظمة -الكبرياء ردائي فمن نازعني ردائي أدخلته ناري ولم أبالي- اللهم أذنت لي في دعائك ومسألتك، فأسمع ياسميع مدحتي، وأجب يارحيم دعوتي، وأقل ياغفور عثرتي، فكم ياالهي من كربة قد فرجتها، وهموم قد كشفتها، وعثرة قد أقلتها، ورحمة قد نشرتها، وحلقة بلاء قد فككتها-من منكم لم يمر بضائقة من هذه ويكشفها الله عنه. الحمد لله الذي يجيبني حين أناديه، ويستر عليّ كل عورة وأنا أعصيه، ويعظم النعمة عليّ فلا أجازيه. هذا المقدار من الدعاء فيه غنى وكفاية للتبرك والتيمن في إطلاق المشروع ليكون مقروناً بالإستعانة بالله والتوكل عليه. تتمحور علاقة الإنسان في إتجاهات ثلاثة-مع الله سبحانه، ومع البشر، ومع الطبيعة، فإذا ما سعى في إطلاق مشروع ما وأراد له النجاح فعليه أن يستميل هذه المحاور الثلاثة ليحصل على توافقها مع مشروعه- ويمكنه ذلك على ما وجدناه بالتجربة والإستقراء وبما كسبناه من علوم ومعارف. بالصدق أولاً في القول والعمل مع الله سبحانه، ومع الناس، ومع الطبيعة في ظروفها وملابساتها فلا يقول أكثر مما يعمل ولا يسعى أوسع مما يقدر، ويتعامل مع محيطه بمقتضى قدرته ومؤهلاته، وإلا فشل وأفشل المشروع وسقط عن الإعتبار ومن أعين الناس وهذا واقع لغير الصادق لا محالة. وبالصدق يعرف نفسه ويضعها موضعها فلا يحملها فوق طاقتها ولا يبخسها حقها وفي الموروث الديني- رحم الله من عرف قدر نفسه، وبه يعرف قدره عند ربه ويعرف قدره عند الغير، وبالصدق تتقوى علاقته مع ربه لانه يحب الصادقين فيجره ذلك الى التخلق بإخلاق الله- من الرحمة والقدرة والرأفة والإحسان والعلم والعدل، وهي ما يحتاجها البشر جميعاً، فإذا ما وجدوك رحيماً أنفتحت لك قلوبهم، وإذا ما وجدوك قادراً تفاعلت معك هممهم، أو محسناً أتسقت معك أفعالهم، أو عادلاً زالت عنك مظالمهم، أو عالماً أنزاح عنك جهلهم، وحينئذ ستتسق لك الأمور في إقناعهم وتعزيز الثقة لنفوسهم بك، فتتطبع لك نفوسهم وأعمالهم- وينعكس ذلك على الطبيعة في أسبابها فتكون طوع أمرك وما تريد .. وإذا حصل التوافق ما بين اسبابك وأسبابها وصلت الى الهدف وحققت الإنجاز.. وهذا ما يرشد إليه قوله تعالى ((ولو أن أهل القرى أمنوا وأتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون)) الأعراف 96. وبالصدق تتمتن علاقتك مع الغير وتحسن التعامل والتفاهم معهم، وستكون قادراً لرفع ما يجول في خواطرهم من أوهام أو شكوك، فتبددها بصدقك معهم وحسن تصرفك فيطمئنوا لقولك، ويصدقوا بفعلك، وهذا بالضبط ما تريده في سعيك لتحقيق الهدف. وبالصدق يعرف الإنسان ما تنطوي نفسه من همة وإرادة -وهذا ثانياً-ً لا يتجاوز مداها في عمله ولا يستهدف أكبر من قدرته، وإلا كان الفشل حليفه، فيسقط من أعين الناس وتقل هيبته ومكانته عندهم. وإذا عرف إرادته فيتحرك في إطارها فيعرض مشروعه وفق الإمكانيات المتاحة عنده والإرادة المكنونة لديه، ويمضي فيه خطوة بعد أخرى، فإذا ما تجاوز الأولى، إنضمت مكاسبها لإرادته لتصنع منها إرادة جديدة لمواجهة خطوة أخرى أو تحد جديد، ومن هنا سيعرف صنعه المنهج الصحيح، وهو منهج التدرج في السعي والعمل والطرح وهو يضيف من كل خطوة خبرة جديدة ويكسب علماً مستأنفاً، وبالتالي سيسير قدماً في مشروعه أياً كان صفة هذا المشروع سياسية كانت أم أقتصادية أم إجتماعية أم دينية، ويهديك الى ذلك النظر الى بعض الألمعيين ممن حققوا نجاحات باهرة في تاريخهم وسيرتهم، وذلك واضح في سيرة رسول الإنسانية (صلى الله عليه وآله) الذي نعيش ذكرى ولادته الميمونة هذه الأيام، وكذلك بعض علماء الأمة المجاهدين. وقد تعترض طريقه بعض الصعوبات قد لاتكون بالحسبان فعليه أن يكون جاهزاً، إذ ليس كل ما يستهدفه في الطريق منجزاً لعل بعض الخطوات لايصيبها أويحالفها النجاح لضروف خارجة عن دائرة قدرته لحكمة يعلمها الله سبحانه وهو في كل مرة لا يحالفه فيها النجاح يعيد حساباته ويستفيد من تجربته، إسناداً لارادته لتصبح أكبر قدرة على مواجهة التحديات، فيفيده الصبر -وهذا ثالثاً- قوة في إرادة وثباتاً في موقف، ولولا الصبر فأن الضعف سيدب في الإرادة فلا تقوى على الإستمرار لاتمام المشروع وإنجاز الهدف. كما وسيتعلم في التدريج أن الأمور مرهونة بإوقاتها وأن أختيار الوقت المناسب في طرح الفكرة والمشروع دعامة أخرى لنجاحه فيختار الوقت الذي يحتمل فيه موافقة الأسباب التي تحقق له النجاح والإنجاز، وورد أن الأمور مرهونة بإوقاتها .. وأنه لابد مع تأكيد الإرادة ومزيد من الصبر فأن الظفر واقع لا محالة. إذ لايعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمن. أخوتي الحضور أن المشروع المطروح أمامكم هو مشروعكم وأنتم مؤسسوه لانه لكم وفي خدمتكم وخدمة بلدكم ، وتقدم حياتكم فأن شاركتمونا العمل كانت لكم حضوة النجاح وأن تركتمونا من دون عراقيل لمشروعنا كان لنا تجربة ولكم عبرة، والإنسان لا يؤآخذ أمام الله بنتائجه بقدر ما يؤآخذ بإعماله إذ النجاح بحاجة الى توافق العديد من الأسباب ليست كلها تحت دائرة تأثير الإنسان وقدرته، إنما هي تحت تأثير القدرة الإلهية وسنته في الكون ومنه تعرف الحاجة الى ما سمعته من التخلق بإخلاق الله ليستميل قدرته في توافق أسباب النجاح له. وأنبه السادة الحاضرين بأن المشروع هو نواة لعمل جماعي لا تكون فيه للشخصانية والفردانية مجال وتأثير وأن ضم عناوين معينة لكنها تؤثر بشكل إيجابي وليس بسلبي، ونعتقد في مشاركة الجميع دعماً لتعزيز ثقة الآخرين وتقديرهم للمشروع وتأكيد إيمانهم بضرورة إسناده ودعمه بعد أن يجدوا أبتعاده عن مواطن الذاتية والشخصانية التي لم نجن منها إلا التنازع والتناحر الموجب للخلاف المسبب للفشل، ((ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)) . كما وأنبه بأن المشروع لا يلامس السياسة ولا عمل السياسيين بقدر ما يقدم نصحه وإرشاده لمن يريدها كما أنه يعتبر من أدوات العمل الحوزوي لتمتين العمل الجماعي وجعله أكثر تاثيراً في الوسط الإجتماعي .وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 22/ربيع1/ 1430هـ |
محهزلة صدام |
من الأمور التي كتبت على هذا الشعب المسكين بعد القهر والظلم وأطوار الاستبداد وصور الإستعباد لسنوات عجاف أكلت ما قُدم لهن ، كتبت عليه أن يقع فريسة للإستخفاف بحاله ويتسابق على اللعب بمشاعره على ما يشاهده المواطن من ما نسميه (محهزلة) صدام ـ أي محكمة (مهزلة ) صدام . فقد وجدنا القضاء على مستوى عالٍِِ من الدقة والموضوعية والاحتكام إلى الأدلة والوقائع وتجميع القرائن والدلائل ـ تارة بدعوى النزاهة والعدالة لمحاكمة مجرم العصر ـ الذي أهلك الحرث والنسل وأباد العباد وجرف البلاد ، ولم يألُ جهداً في أن يفعل كل ما يريد مهما كان في مستوى الانحطاط والجريمة بدون مراعاة لقيم العدل والنبل والإنصاف ، أما الرحمة فهي معدومة بالمرة . ماذا تقول لشخص يؤآخذ شعباً بجريرة فرد ؟! وماذا تقول لشخص قيمه لا تعادل جرة قلم ؟! وماذا تقول لشخص غامر بشعب بكامله في إتون حروب مدمرة عصفت به في مهاوي الفقر والذل والاستجداء من دول كنا نتصدق عليها ؟ ! وماذا نقول لشخص يطلبه كل العراقيين ، بدماء قتلى ، وضمان أموال ومصادرة دور ومرارة غربة وتهجير عوائل ، وديات جراحات ، وأر وش جنايات ، وإنتهاك حرمات ، (ودوس) بيوتات ، وجرائم موبقات وتبذير ثروات وتسطيح العقول ، ونشر الخمور ، وهتك المراقد والقبور ، وتزييف الحقائق والوثائق ، وضمان طلقات الموت على أهل المعدومين ، والتجارة بالأعراض والنواميس و…………. . وأية واحدة من هذه الجرائم تحيل براءته إلى سراب فضلاً عن جميعها ، وهي غير خافية على القاصي فضلاً عن الداني .. الأمر الذي يلزم القاضي بإدانته بل هو مدان فعلاً لأنه إذا أصفرت البراءة لرجل مثل (هدام) فلم يبق إلا الإدانة ، فكيف يطلب له بمرافعة ويضمن حقه بالبراءة وهو لم يترك لها موضعاً في عمله ولا موقعاً في سلوكه. وإذا كان مدان بالفعل وبالتمام ، ولا موضع لبراءته فلماذا لا يقتص منه بما يستحقه من القصاص العادل . الذي قال الله تعالى في كتابه (( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) سورة البقرة )) فحياة الشعب بالقصاص من هذا الطاغية ليأمن العباد وتثمر البلاد . فمحاكمة من هو مقطوع بإدانته ـ حيث لم يترك بأفعاله ـ مورداً يلتمس له منه موضع في مقولة ( المتهم بريء حتى تثبت إدانته ) . فهذه القاعدة قد خرجت عن مورد هذا الشخص بعد أن غطت جرائمه كل حياته ، وعندما تطلق هذه القاعدة فانما تطلق في أحتمال البراءة ـ وهل يحتمل جاهل فضلاً عن عاقل براءة لهذا الطاغية !! لانه إذا احتملها فهو ليس بعاقل قطعاً . كل العراقيين مستعدون للشهادة على جرمه ، بل كل دول الجوار بل كل دول المنطقة بل كل العالم ، فهل تجد مجرماً قد غطت جرائمه المعمورة وشهدوا عليه عياناً يلتمس له بمحكمة عادلة لتعطيه فرصة أن يكون بريئاً . إنه الضحك على الذقون ، وذر الرماد في العيون وإنا لله وإنا إليه راجعون . وهو إستخفاف بإرادة هذا الشعب المظلوم . ثم ما بال القضاء عندما يحدد مفهوم المحاكمة ـ الذي يرجع إلى أصل الحكم …. وهو التمييز بين شيئين أو الفصل بينهما ، فيفصل بين المتهم والبريء ، والضامن والمضمون ، والمصلح والمفسد وهكذا ، أي أن المفهوم متضمن لأمرين يراد به الفصل فيهما والحكم على شخص باحدهما ، فاما أن يوصف بالبريء وهو حكم واما أن يوصف بالمتهم ويدان وهو حكم . وفي حالات لم يوجد إلا وصف واحد . فلا موضوع لمفهوم الحكم الذي أصل المحاكمة وحال صدام ليس فيه الا وصف الأدانة ولا مورد للبراءة ، فأي محكمة هذه تقام على ساق واحدة ؟ |
ميثاق شراكة وطنية |
التداعي الخطير الذي حصل بعد الجريمة العظيمة التي استهدفت الإنسانية في تاريخها والأديان في معتقداتها والأعراف في قيمها ، من خلال تفجير مرقد الإمامين الهمامين العسكريين في سامراء (عليهما السلام ) . قد جعل الجميع في موقع المسؤولية التأريخية والوطنية ، ووضع الكل في موضع الاتهام والمتاجرة بالبلد من أجل مكاسب سياسية ضيقة أو ترتيب أوضاع معينة قد تخدم فئة دون أخرى بعيداً عن مصلحة العراق العظيم . ولأجل وضع النقاط على الحروف وأحياء مبادرة وطنية عامة للملمة الشمل وتنفيس الاحتقان الطائفي المقيت وبلورة مسودة مشروع وطني كبير يلتزم به الجميع ويتعاهدون على المضي على هداه وإنجاز بنوده والوصول من خلاله الى حماية وحدة العراق وتأريخه . نقترح المبادىء التالية كميثاق شراكة لتحقيق ما ذكر ـ ويتضمن الميثاق : 1ـ الإسراع باعادة المرقد الشريف الذي فجر الازمة واحدث الخلل وباسرع وقت ممكن لتفوت على الاعداء ما رسموه لتمزيق البلد واشعال فتيل أزمة ، ويشترك كل من الوقف الشيعي والسني في بناءه وبمدة قياسية لا تزيد عن شهر ليرجع الى وضعه المعماري وبافضل صورة ويصار الى انجاز ذلك بتكليف من الحكومة العراقية ، وانبثاق لجنة متابعة من الجمعية الوطنية تشمل كل الكتل الكبيرة المشاركة ، وممثلين عن المرجعيات الدينية . وتتولى هيئة خاصة ادارة المرقد بعد انجازه تنبثق من الوقفين وتؤيد من المرجعية وجعل يوم 23/ محرم من كل عام يوم ادانة للجريمة لتبقى شاهدةً على خسة الفاعلين وعدائهم للانسانية . 2- الاسراع باعمار ما خرب من المساجد والحسينيات وتعويض المتضررين واعطاء ديات للمسلمين الذين سقطوا في الفتنة ، تدفع من قبل الخزينة الوطنية ويرجع في تحديدها الى الاصول الفقهية لكل طائفة ، كي لا يضيع دم امرئ مسلم هدراً . 3- منع استعمال الالفاظ التوصيفية بالطائفية ، كلفظ السنة او الشيعة او الكرد ويكتفى بلفظ المواطن ، العراقي ، ويصار الى اصدار قرار يمنع تداول واستعمال هذه التوصيفات التي تثبت النفس الطائفي وتؤطر له ، ويشمل المنع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة مع فرض قيود على بث الفضائيات التي تؤكد على هذه الاوصاف وتزيد من استعمالها في نقلها اخبار العراق. 4- حماية المناطق المشتركة من اعمال طائفية مقيتة تطهيرية ، كتهجير الشيعة من مناطق السنة والعكس وارجاع كل العوائل التي حصل لها ذلك وتضمن سلامتهم من قبل السلطات المحلية للمحافظة او القضاء والحكومة المركزية ، ويتعهد شيوخ العشائر ورجال الدين بضمان سلامتهم وتوفير الحماية لهم ومحاربة استعدائهم وترويعهم ، ويحاسب من يدعو لذلك او يحرض عليه او يقوم به . وتشكيل لجان من افراد الحكومة او الجمعية الوطنية ، لمتابعة ذلك ومراقبته شهرياً او نصف شهرياً ومحاسبة المقصرين . 5- التزام رجال الدين المسلمين باقامة صلاة جمعة موحدة ، وخصوصاً في المناطق المشتركة ، تؤدى بشكل تناوبي اقامة ومكاناً – أي مرة يقيمها رجل من هذه الطائفة واخرى رجل من تلك الطائفة ، ومرة في جامع لهذه واخرى في جامع لتلك على الخلاف – أي يقيمها رجل دين من هذه الطائفة بجامع تلك .. وهكذا لزيادة الالفة والوئام والود . وتستصدر فتوى شرعية تجمع الفريقين تحرم اعمال القتل والسلب والنهب للابرياء من العراقيين مهما كان انتماؤهم الطائفي او العرقي او الديني ، توقع من قبل رجال دين مشهورين لهم اهلية الفتوى ، وتشير الى عدم التعرض لمعتقدات الاخرين نقداً وتشهيراً . 6- اتخاذ موقف واضح من الاحتلال – اما خروجه من تلقاء نفسه ، يتعهده في وقت معين – واما جدولة خروجه من قبل الحكومة واما اخراجه بوسيلة يتفق عليها الجميع . مع اعتبار السفير الامريكي الحالي شخص غير مرغوب فيه لاثارته النعرة الطائفية وتدخله في الشؤون الداخلية للبلد وفضوله في كثير من القضايا الوطنية . واعتبار من يلوذ به او يستمد العون منه ، خارجاً عن الاطار الوطني ولا يمثل النزاهة الوطنية المطلوبة . 7- يلتزم جميع المشاركين في الحكومة بالابتعاد عن ممارسات محاصصية في التوظيف والتعيين ، تبتعد عن الكفاءة والنزاهة وتقيد التعيين بالولاء فقط ، مما يعني حصرها للتعيين بالافراد الموالين لها دون غيرهم كما هو المشاهد الان وللاسف الشديد ، وفي ذلك مضافاً الى تمزيق لعمل الحكومة التي هي كل واحد لجميع العراقيين بعيداً عن انتماءاتهم ، والا لوقع الجميع بممارسات النظام السابق في التعيين المنحصر بالانتماء الحزبي . فانها تخلق مناخاً مناسباً لترامي التهم بين القوى السياسية واجهزة الدولة مما يعرض البلد لخطر المواجهة وخلط الاوراق ، وبعثرة الامور التي يراد لها الاستقرار ، وعلى الجميع ان يفهم ان تمرير بعض التصرفات عبر الوسائل الاعلامية يشجع على الاحتقان الطائفي ويفتح الباب امام تحالفات اقليمية او دولية مع بعض الجهات تزيد في الازمة تعقيداً . 8- العمل الجاد على تقويض نفوذ الدول المجاورة في الشأن العراقي والحيلولة دون مشاركة من يشتبه بارتباطهم بعلاقات شخصية مع دول الجوار وغيرها واحترام الخصوصية العراقية والسعي لتأكيدها في العلاقات مع هذه الدول . 9- ان لا يحدث أي شخص بصفة كونه ممثلاً عن الشعب فان ذلك ليس له ولا من حقه الا بقدر ما يمثل من مساحة اجتماعية ، وحجمه التمثيلي ، ويكون التمثيل عن المجموعة عبر تشكيل لجنة وطنية عامة تأخذ على عاتقها ذلك وتحدد الاطر والضوابط التي ينبغي ان تتحرك من خلالها وهي ( اللجنة ) نعم المرجعيات الدينية – مطلقاً – مما لها وجود اجتماعي وجماهيري ، والكتل السياسية المعروفة بنضالها ضد الطغيان والشخصيات الاجتماعية ذات الجاه الكبير كرؤساء العشائر والنخب والكوادر العلمية ذات الخبرة الطويلة والسمعة الطيبة والتاريخ النظيف ، ولا بأس بضم مجموعة من شرائح المجتمع منها ، وتعلن اللجنة ان كل تصريح خارج اطارها لا يمثل وجهة نظر الشارع العراقي والارادة الوطنية . 10- فتح صفحة المسامحة للذين تورطوا باعمال مخالفة للقانون وارتكبوا بعض الاخطاء بحق الشعب العراقي من حيث الانتماء للبعث او اختلاس المال العام – باستثناء من تجرأوا على ارواح الناس وتلطخت ايديهم بدماء الابرياء فان الامر يستدعي محاكمتهم ومحاسبتهم بسرعة كي لا يشكل وجودهم محلاً للتجاذب بين العراقيين ، ومن تورطوا باعمال ارهابية في الفترة المنصرمة التي استهدفت ارواح الناس وممتلكاتهم – وليكن شعارنا متأسياً بالسيرة النبوية المباركة والتي اعلنها فور دخوله مكة فاتحاً بنصر الله تعالى ( من دخل دار ابي سفيان فهو آمن ومن اغلق عليه بابه فهو آمن … ) . 11- الكفالة الاجتماعية لعوائل الذين سقطوا في الاعمال الارهابية خلال الثلاث سنين الماضية من خلال سن قانون خاص يتضمن رعاية عوائلهم ويوفر لهم ظروف معاشية اسوة ببقية العوائل العراقية ، ويخفف عن معاناتهم واحساسهم بالظلم الذي لحق بهم ، ويكون شاملاً لجميع العراقيين ممن طالهم الارهاب . 12- ان تراعي الحكومة مشاعر العراقيين وطريقة تعاملهم مع الاحتلال ، فتصدر تشريعاً توافق عليه الجمعية الوطنية ، يلغي كل القرارات التي سنها الحاكم المدني – برايمر – واهمها عدم مطالبة القوات الاحتلالية قانونياً للجرائم التي يرتكبها افرادها بحق الشعب العراقي وممتلكاته وبأثر رجعي يحملها مسؤولية كل الذي حصل من ارتكابات من هذا القبيل ، وتوقف اعمالها الترويعية على الطرق التي تتحرك فيها هذه القوات وان لا تعط لنفسها الحق في استغلال الطريق او ارعاب المارين . والافضل للقوات الحكومية لتؤمن عدم تعرضها للعمليات العسكرية ان لا تتدخل فيما لو حصلت مواجهات ما بين الاحتلال والمسلحين من المقاومين وتتخذ طريق الحياد فان مشاركتها مع قوات الاحتلال يضعها في صفهم فتستهدف كما يستهدفون وبالتالي تفقد مشروعيتها واحترام الشعب لها ، وينبغي احترام من يتخذ المقاومة طريقاً لطرد الاحتلال كما يحترم خيار العملية السياسية ، وان يكون مطاردة الارهاب عمل الحكومة فقط . 13- تراعى الثوابت الوطنية للشعب من خلال عمل الحكومة والبرلمان ، فلا يجوز ابرام اية معاهدة او اتفاق مع المؤسسات المالية العالمية والمنظمات الدولية او الدول الاخرى الا بموافقة واضحة وصريحة من البرلمان وبعد دراسة المعاهدة او الاتفاق دراسة وافية تضع نصب اعينها بقاء القرار العراقي مستقلاً بعيداً عن تأثيرات هذه المؤسسات وتدخلها في القرار الحكومي – بالنسبة للجانب الاقتصادي والسياسي – والا ستصادر الارادة العراقية وتصبح مرتهنة بتوجهات هذه المؤسسات – ولن يكون هناك أي تقدم وبناء اذا لم يتخلص العراق من تدخلات هذه الجهات . وتعتبر الاتفاقيات السابقة غير ملزمة للحكومة الدائمة او تعاد على وفق ضوابط المصلحة الوطنية العليا للبلد – واهمها استقلاله في دائرة القرار الحكومي . 14- التجنب عن سوء الفهم لتصرف الحكومة من قبل بعض الجهات ورميها بالطائفية عندما تعالج حالة تمرد او ارهاب او قتل جماعي او تطهير عرقي في بعض المناطق وكأن المدان هو الحكومة لا الارهاب ومن يموله وبهذا توصف الحكومة بأنها طائفية مع انها تؤدي واجبها الوطني في حفظ الامن ومطاردة الارهاب وعلى الجميع ان يفهم ذلك كي لا يحصل تصعيد وترامي للتهم يربك عملها ، ويدخل ضمن عمل الحكومة اعطاء تعريف واضح ومحدود للارهاب كي لا يحصل لبس او خلط . 15- توسع دائرة المشاركة في مؤتمر المصالحة ( المشاركة او الشراكة ) الوطنية المزمع انعقاده في بغداد في شهر آذار ، فلا تقتصر المشاركة على الذين شاركوا بالعملية السياسية وبعض الكتل السياسية الاخرى ، وان أي تغييب للقوى والشخصيات الوطنية والواقفة بوجه الظلم والطغيان سيؤدي حتماً الى عدم مشروعية ما سيسفر عن ذلك المؤتمر وستعتبر نتائجه غير ملزمة للقوى والشخصيات غير المشاركة ، وليعلم الجميع ان الكل شركاء في هذا البلد والتجاوز على حقوق الشريك يعني العودة الى الوراء والوقوف عند الماضي . واذ نضع هذه القراءة وتصوراتها امام كل العراقيين بلا استثناء منطلقين من حقيقة ثابتة لا نختلف عليها وهي ان كلنا عراقيين نجتمع في هذا البلد وننتمي اليه ، وحقه علينا ان نعيد له مكانته الدولية وسمعته العالمية ونتجاوز عن مصالحنا الضيقة من الذاتية والفئوية والحزبية والطائفية والعرقية والدينية ، نضع هذه انطلاقا من واقع مسؤولياتنا الوطنية والشرعية التي تحتم علينا ان نعمل بهمة الغيارى والمخلصين عملاً لا قولاً . نرجو من الجميع ملاحظتها بعين التقييم والاهتمام ليتوصل الجميع الى حل يرضي الجميع تحت محفز ( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ (105) سورة التوبة ) . والحمد لله رب العالمين .. والسلام على اهل بلدي اجمعين . |
نتائج الانتخابات |
من الطبيعي ان نتائج الانتخابات لمجالس المحافظات ستفرز واقعا سياسيا جديدا وستغير الخارطة السياسية العراقية فيما لو سارت بشكل طبيعي ، وستكون النتائج الجديدة محلاً لأختيار مصداقية الساسة العاملين في الساحة العراقية فيما لو كانت النتائج قد أتت على عكس ما يشتهون ، ولم يكن لتوقعاتهم في الفوز من اثر مما سيضعهم في دائرة التساؤل من قبل طبقاتهم الشعبية ومؤيديهم عن سبب هذا الانتكاس ، وليس هو كذلك ، لان العمل السياسي يتعاور بين النجاح والفشل ومن غير المنطقي ان يكون النجاح حليف أهل السياسة ، وإنما هي تقاس بكثرة النجاحات في مقابل الإخفاقات وهذا الأمر معروف عند متعاطي السياسة ، ولكن الأهم من المعرفة هو القبول بالفشل كمحطة من محطات عملهم للانطلاق منها نحو نجاح جديد ، وليس مهماً ان نطعن بالنتائج ونرمي وثاقتها بالتزوير أو التلاعب وهذا ما يرتكبه الساسة الذين تأتي نتائج الانتخابات بما لا تشتهي سفن طموحهم . ولكنها ليست نهاية الشوط ومطاف قطار الحركة السياسية ، فان في انتخابات البرلمان القادمة طموحا في الفوز من خلال الاستفادة من تجربة هذه النتائج ومحاولة تصحيح ما وقعت فيه من أخطاء أدت الى تلك الهزيمة الانتخابية . والسياسي البارع هو من يستفيد من الفشل ليتزود من خلاله لانطلاقة جديدة في جولة مقبلة ومن المؤكد انه سيحقق النجاح غالبا فيما لو أحسن اللعبة السياسية ، وقبل بالأمر الواقع وبارك للناجحين أو الفائزين فيها لان المهم عنده وهو يعيش حالة سياسية جديدة في عراق اليوم الذي نريده جميعا معافا من كل أمراض الواقع المرير الموروث من النظام السابق ، هو نجاح العملية الديمقراطية في العراق وتقدمها للأمام تكريسا لحياة سياسية مستقرة ستنعكس على واقع البلد اقتصاديا واجتماعيا وامنيا وحضاريا . وسيكون ممن شارك في تقدم بلده ونجاح تجربته الديمقراطية وهذا هو الفوز الحقيقي ، وان لم يفعل سيسقط من أنظار الرأي العام وسيجد نفسه منبوذا أكثر من ذي قبل . |
هل تصدق |
هل تصدق ان النفط العراقي لا يعرف مصيره من مقدار التصدير والجهات المصَدَر لها وكم هي القطوعات النفطية ، وكم هو انتاج العراق الحالي ، وما هي الكميات المصنعة محلياً وما مقدار انتاج المصافي العراقية من المشتقات النفطية ، كما اعلن ذلك الدكتور الجلبي ، واين كان من هذا التصريح ، وما هو موقف وزير النفط السابق والحالي بل من المسؤول الحقيقي عن النفط العراقي ؟!! هل تصدق ان تكاليف الحرس الخاص للشخصيات السياسية وبعض الدبلوماسيين العرب والاجانب وبعض مكاتب شركات ما يوهم اعمار العراق تكلف الدولة العراقية ( 7 مليار دولار ) سنوياً أو اكثر ، كما صرح به شفاهاً مسؤول كبير في الحكومة الانتقالية السابقة ، واما ما يصرف على امن المواطن وتوفير الحماية له فهو صفر باليد ، تلك اذن قسمة ضيزى . هل تعلم او تصدق ان اكثر من ستين جهاز مخابرات يعمل في العراق وداخل بغداد بالتحديد ، ومن لم يكن له غرض هنا ، فانه يحاول كسب الخبرة وزيادة المعرفة من خلال ما يهيئه الظرف العراقي الحالي من مجال لعمل مخابراتي يرفع من كفاءة العاملين في مجاله . هل تصدق ان طريق بغداد – عمان الدولي محظور على ابناء العراق من الوسط والجنوب ، وان أي شخص او مجموعة يتهددها الموت بقطع الرؤوس في أية نقطة او محطة استراحة على الطريق وان الحكومة عاجزة بالتمام والكمال بل لا علاقة لها بالأمر ففي القريب ، ثم تصفية عائلتين من كربلاء كانتا مسافرين على هذا الطريق ، واكثر من خمسة عشر رجلاً كذلك – من ابناء الشيعة – نقلاً عن شاهد عيان قد سافر على هذا الطريق ولنسميه – طريق الموت او طريق ( الصد ما رد ) على ما يتناوله الناس بلغتهم الدارجة . هل تصدق ان بعض ابنية الدولة ومؤسساتها قد بيعت الى بعض الجهات ( بتراب الفلوس ) اما محاباة لهذه الجهة ضمن سياسة ( شيلني وشيلك ) المصرية ، واما لتسقيط تلك الجهة او تهيئة ملف ادانة لها في حالات الصراع المتوقعة على كراسي السلطة في أية لحظة . 9 – ربيع2 – 1427هـ |
هل تعلم |
إن الأعاصير التي ضربت سواحل الولايات المتحدة الأمريكية وأحدثت دماراً هائلاً ، أثبتت الوقائع عجز الحكومة الفيدرالية عن التعامل مع آثار الأعاصير ومعالجة الأزمة بأسلوب عملي وواقعي ولا يهمنا هذا الأمر فذالك شأن داخلي ، ولكن من الجدير بالذكر ان عمليات السلب والنهب قد انتشرت بشكل دفعي ومستمر مما أدى إلى تدخل الجيش الأمريكي ببعض وحداته لمعالجة وايقاف هذه العمليات . إذن هذه العمليات – المسماة في العرف العراقي الحاضر – حواسم – فقد وقعت حواسم في الدولة المتحضرة كما وقعت عندنا ، والمعنى انه لا فرق بين المتحضر في تقسيمهم للدولة وغير المتحضر – الثاني – كما يحلو للبعض أن يسميه . ولكن المفارقة بين المجتمعين هو أن الشعب العراقي قد هب للأخذ لشعوره بان له حقاً في ممتلكات الدولة قد استلبها منه النظام الحاكم وانه محروم من ابسط مقومات الحياة وانه يكابد ليلاً ونهاراً من اجل توفير لقمة العيش له ولابنائه ، وانه يشعر أن السلطة التي سقطت قد ابتلعت ثروات العراق وبددتها في مغامرات صبيانية حتى أوصلت العراق إلى الوصاية الدولية على وارداته النفطية – وكل هذه وغيرها يمكن اعتبارها مبررات واقعية للحسم – أي النهب – حتى انه في الفقه لا تقطع يد السارق لو كان العام عام مجاعة – أي لا يلزم بهذا الأجراء الرادعي لجريمة السرقة لرعاية الحالة العامة والحاجة إلى الطعام لسد جوعه . ولكن ماذا تقول لشعب متحضر كما يدعون – مثل الشعب الأمريكي ، فلا حكومة مستبدة ومتخذة مال الله دولاً ولا هي عرضَّّت شعبها للجوع والحصار وليست هي ممن ترك مواطنيها بدون كفالة لسد أمورهم المعيشية بل تضمن لهم مقداراً معين من الدخل الشهري لحين حصولهم على وظيفة ، ولا المجتمع الأمريكي واقع في مجاعة ولا …. . فقل لي بربك أي الشعبين يستحق ان نطلق عليه لفظة ( محوسم ) . كما طبل له الأعلام الغربي وكثير من الفضائيات حينما ركزت على أعمال السلب والنهب التي حصلت بعد سقوط بغداد مباشرةً وقد صورت للعالم تخلف الشعب العراقي وتعمد عرض مثل هذه الصور لتسيء لهذا الشعب العريق والأصيل ذي القيم النبيلة والإنسانية التي تنعدم في المجتمعات المتحضرة كما يدعون . فهل يستطيع الأمريكي العادي أن يدعو لوليمة يعملها لأكثر من مائة شخص أو مائتين كما يفعل العراقي البسيط في مناسبات معينة ، وهل يشارك تعازيه ويقدم ما يمكنه أن يقدم للمعزى كما يفعل بسطاء بلدنا الكريم بدفعهم ما نسميه واجب ( الفاتحة ) . وهل ………….. ؟ ) فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) سورة يونس )( |
هل في الإستسقاء منقذ |
شحة المياه التي بدأت ملامحها واضحة في بعض المناطق العراقية وخصوصاً الجنوب والصيف لم يحل بعد وقد تشكل مشكلة كبيرة تتعقد بها حياة بعض المزارعين وأهل المواشي اللذين قد تضطرهم الشحة الى ترك حياة الزراعة والتعيش بوسيلة أخرى غيرها أو تركها لقلة نفعها في مقابل ما يبذله المزارع من أجل الوصول الى الحصاد والقطف بعد أن دخلت الخضروات والفواكه الخارجية بلا حسيب ولا رقيب من قبل الجهات الرسمية حماية للحاصل المحلي وتشجيعاً للفلاح في عمله الزراعة. وكيف ما كان، فأن شحة المياه مشكلة كبيرة لم نرَ من المسؤولين من يعيرها الإهتمام المطلوب ليضع لها حلولاً وسياسات ناجحة بعد فشل السياسات القديمة، وإستمرارها بلا أدنى تغيير يذكر. ولكن التدقيق في أسباب الشحة يدفعنا كمؤمنين بالله ورسوله ومنظومة الأحكام الشرعية بأن هناك علاقة علية ومعلولية بين الإلتزام الديني بالتكاليف وإتقاء الله فيها وبين نزول البركات من السماء المتمثلة بالمطر الذي تهتز به الأرض وتربت والقارئ للقرآن من المسلمين لا يعجزه الأهتداء الى هذه المعاملة التي يرشد لها قوله تعالى ((ولو أن أهل القرى آمنوا وأتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء )) وغيرها وقد ورد في طرق الفريقين بأن من الذنوب ما يحبسن مطر السماء ومنها ما ينزل البلاء.. وإذا كان الأمر كذلك فنحن كمسلمين مدعوون للتوبة والأطلاع عن ما نرتكبه من الذنوب والموبقات بقصد أو من دونه كما في موارد الشبهات، والتلبيسات التي نقتحمها من دون معرفة الوجه الشرعي فيها كأغلب المعاملات السوقية التي تجري على قدم وساق في أسواقنا، فمن معاملات ربوية بصور عديدة، ومن بيوعات بلا ملكية، ومن تحميل للسعر بلا تقديم خدمة .. ومن بيع ما لايملك.. وغيرها، وكل هذه الموبقات تمنع مطر السماء من النزول ناهيك عن الزنا وأن تصور بصورة الزواج المنقطع أو اللواط وغيرها من الكبائر مع وضوح حرمتها وظهور نتائجها في الدنيا قبل الآخرة. ومن هنا فأننا قد نوجه المؤمنين والمسلمين الى ضرورة الالتفات الى هذا الوضع الذي يكشف عن سخط (ما) بسبب ما أرتكبته أيدينا، والى التوبة والرجوع الى الله وأحكامه ، وتطهير أنفسنا من آثار الذنوب، وتصفية قلوبنا من أدران السيئات ، وبعد الرجوع والتوبة نتوجه جميعاً في حالة الأستعانة والأستعطاف لأدرار الرحمة الألهية علينا ، خارجين لصلاة الأستسقاء مستصحبين أطفالنا ومواشينا في حالة من الذل والإنكسار لنكون مدعاة لرحمة الله تعالى ، ومن المؤكد أنه لا يخيب من دعاه . ولتكون الصلاة بإمامة شخص ورع وتقي ظاهره التقوى وسمعته الورع من يوم الأثنين بعد صيام ثلاثة أيام ،أوفي يوم الجمعة ،ووقتها قبل الزوال بعد طلوع الشمس ، وأن يشارك فيها الجميع ، في منطقة مكشوفة خارج الديار. إنها دعوه لإستدرار الرحمة وقطع نزول العذاب الذي لا يشعر به إلا من يصيبه ، نسأله تعالى مد العون لنا ، وإعانته على أنفسنا الأمارة بالسوء . ((وَلو أنّ أهلَ القُرى ءَامَنُوا واتّقوا لفَتَحنا عليهم بَركاتٍ من السماءِ والأرضِ )) (الأعراف / 96 ) |
هل من جديد؟ |
في قراءة سريعة لما تضمنه الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي أوباما في جامعة القاهرة يوم الخميس المصادف2009/6/4 وقد حاول الرئيس أن يقدم صورة جديدة للسياسة الأمريكية وكيفية تعاملها مع ملفات الساحة العالمية والشرق أوسطيه تختلف عن أسلافه من الرؤساء السابقين . وما يهمنا فيما تعرض له .. الملف الفلسطيني .. والإيراني .. حق الشعوب .. والعراق .. القضية الفلسطينية حاول بعد أن قدم مقدمة مفادها أن التحالف الأمريكي – اليهودي – قوي ولا يقبل التغيير وبهذا قطع على نفسه طريق إدانة الكيان الصهيوني وتوصيفه بالكيان المعتدي الغاصب ، ومن هنا لم يتعرض للقصف الوحشي البربري الذي لاقاه الفلسطينيين في غزة عندما أتت الآلة العسكرية الصهيونية على تدمير كل شيء حتى أبنية الإغاثة الدولية التابعة للأمم المتحدة ، نعم عرج بشكل مخجل على حماس ولم يصفها بالمنظمة الأرهابية كما دأب سلفه بوش الأبن ، وقد حثها على الرجوع الى الصف الوطني الفلسطيني .. وقد إرتكب خطأ بعد أن جاءت حماس بطريق شرعي ديمقراطي ما أنفكت والإدارات الأمريكية تعلن إرادة نشرها في العالم ، مع تراجع في خطاب أوباما بأنه لا يمكن فرض نظام ما على شعب آخر ولو بالقوة العسكرية . ولم يتأسف للشعب الفلسطيني والحصار المضروب عليه ، ولم يشر الى ضرورة فتح المعابر ، وإجماع شعوب الأرض على إدانة الهجمة الوحشية الإرهابية اليهودية . بل راح يطمئن اليهود ويظهر من أن حقه العيش في بلدهم كدولة ، ولم يجرؤ على تسميتها غاصبة والتف حول حقائق التاريخ ، في تمثيل مغلوط ، بأن على الفلسطينيين أن يستفيدوا من تجربة السود في أمريكا الذين حصلوا على حقوقهم ، فجعل الأصل اليهود والإستثناء الفلسطينيين – وليته مثل بالهنود الحمر في أمريكا الذين اكلتهم الخلطة الأمريكية من شعوب الأرض المختلفة ، والأمر يوحي بأنه جاهل الكيان الصهيوني في ذلك إذ مجرد الإشارة الى الهنود الحمر فأنها تحمل إدانة الى الكيان والى بلده في الأصل . ثم أنه لم يحدد متى ينبغي تأسيس الدولة الفلسطينية التي أعلن الرئيس السابق في حملته الإنتخابية أن عام2005 المنصرم سيشهد ولادة الدولة الفلسطينية ، وها نحن في2009 ولم نشهد إلا أكاذيب وأباطيل صارت سمة للإدارات الأمريكية . كما أجمل في تحديد الموقع الجغرافي للدولة الفلسطينية وأنه على أساس حدود48 أو67 وما هو مصير اللاجئين ، والقدس . وقد أضطر ان يبني إتزانه في معادلة لا تقبل التسوية ما بين حق الفلسطينيين في وطنهم وحق مدعى لليهود في أرض غيرهم ، حتى أن مطالبته بوقف المستوطنات يخضع للتفسيرات اليهودية من إستمرار ما هو مشيد والتوقف لما هو غير مشيد وفي كلتا الحالتين هو أكل من الأرض الفلسطينية على ما تضمنته قرارات مجلس الأمن بشأن فلسطين . وفي كلامه عن فلسطين فهو مصداق لقول الشاعر (( يطريك من طرف اللسان حلاوة …)) وإما ايران : فلم يظهر من خطابه سلامة برنامجها النووي وأنه مهيأ للأغراض السلمية وتوفير الطاقة ، وقد مزح في أثناء كلامه بضرورة أن يكون العالم خالياً من الأسلحة النووية ، فهل يستطيع تجسيدها في بلده أمريكا لتكون الدولة الرائدة في هذا الإتجاه ؟ وهل صرح بما في كيان الدولة اليهودية من ترسانة قوية بالأسلحة النووية تشكل مصدر تهديد لمعظم دول الأرض ؟ أولها دول الشرق الأوسط ، والدول العربية ، بل لم يتجرأ أن يشير ولو إشارة الى مخزونها من الأسلحة التدميرية التي الولايات المتحدة رافدها الرئيسي من ذلك . كان الأجدر بالرئيس الأمريكي من هذه الفقرة وما يتعلق بايران وفقرات أخرى تطرق لها كالتنمية أن يلقيه أمام المنتدى الإقتصادي العالمي ، أمام رؤساء الدول الرأسمالية الإحتكارية ، ولكن آثر توجيهه الى الطرف الأضعف الذي لا حول ولا قوة له في هذه القضايا . وأما العراق : فقد كذبت الحقائق الميدانية والسياسية كلامه عندما قال بأن العراق وأمريكا شريكان ، ولم يعرف وجه شراكتهما ، وفي أي شيء ، نعم في شيء واحد هو ما تسميه الإدارة الأمريكية (الأرهاب) ولم يسميه إلا بالعنف ، ونحن نعلم أن إدارته تملك الملف الأمني وترتب العديد من الأوراق السياسية في العراق ، ولو كان صادقاً لقدم الوزير السابق للكهرباء المدان بعمليات سرقة ونهب للأموال العامة الى العراق ، وقد هربته قواته المحتلة للعراق ولأرجع آلاف الأطنان من الزئبق الذي يسرق جهاراً من العراق ، ومن العمارة بالذات ، ناهيك عن اليورانيوم وغيره من المعادن التي لا تقدر بثمن . ولإطلق الودائع المجمدة في بلده للعراق ، وساعد على أصفاء ديونه مع الكويت والتي نعتقد جازمين أنها مبالغ فيها كثيراً ، فأن صغر منطقة الكويت في وقت الحرب وعدم أتيان القوات العراقية على تدمير كل شيء ، يجعل التقديرات للخسائر لا يتجاوز الـ(15) مليار دولار واما ان تصل الى ( 70) مليار فهذا ذبح للشعب العراقي وثرواته من القفا . وإذا حاول البعض إضافة الفوائد المترتبة على ذلك كان الجواب أنها ليست قرضاً مبرماً ليترتب عليه ذلك ، كما أن العراق مقيد بقرارات دولية لم تسمح له بالتصرف في موارده النفطية وبالتالي من قرر التعويض كان المسبب من حيلولة العراق بسداد ديونه : فكيف يحمله ما لايقدر ؟! . ولم يساعد العراق أيضاً على ما تقوم به تركيا ، من قصف لشمال العراق ، ولم يضبط إيقاع بعض القوى المتبجحة بعلاقتها مع أمريكا في تحقيق مكاسب أقليمية على حساب الشعب العراقي ، كما لم تضغط إدارته على الكويت لترسيم الحدود ، والحد من نهب بعض ثروات العراق النفطية في المنطقة المشتركة والتي كانت هي السبب في غزو الكويت . وأما حق الشعوب في العيش بسلام وحرية : فأول ما تواجه الرئيس مصير الشعب الهندي أصحاب الأرض الأصليين لبلاده – أمريكا – فلم يبق لهم من أسم ولا رسم في بلد الحريات وتقرير المصير !! . وقد أدركت الإدارة الأمريكية أن فرض الديمقراطية بالسلاح وعن طريق إحتلال الدول ، أمر مرفوض عالمياً ولا يجر على الولايات المتحدة غير مزيد من العداء ، والإستعداء ، وأنه سيستنزف طاقاتها وقدراتها وحياة أبنائها في تثبيت ما يسمونه بالنظام العالمي الجديد القائم على أساس ديمقراطي ولكن على المقياس الأمريكي لا غير . أن خطاب الرئيس هو محاولة لتلميع صورة أمريكا أمام العالمين الأسلامي والعربي والتي ساءت كثيراً ولم تنجح محاولات التدليس والغش الأعلامي لتمرير الحقيقة على الشعوب ، وربما كان الإنتصار الذي حققته المعارضة اللبنانية في جنوبه ، والفلسطينية في غزة ، مربط لفرس الإدارة الجديدة بعد أن وجدت أن قوتها مهما تعاظمت تبقى صغيرة أمام إرادة الشعوب وحقها أن تنظم وضعها على الطريقة الملائمة لها بعيداً عن إملاءات الإدارة الأمريكية ، ووسائل التخويف والضغط الصهيونية . وقد يكون الخطاب تطمين بصورة جديدة قد تسفر عن نفسها في المستقبل القريب بعد أن لم تنجح شعارات نشر بديمقراطية ، وحقوق الإنسان في العالم بالزي الأمريكي . |
هل من خيار ؟ |
ان تجربة الثلاث سنين اشرت بشكل واضح وجلي ان الخيار الوحيد الذي ينقذ البلد ويخرج الاحتلال هو خيار المقاومة والجهاد اذا أخلص الجميع الموقف وجعلوا نصب أعينهم مصلحة البلد وتاريخه وكرامته وسيادته وحاضره ومستقبله وعملوا على تأسيس مقاومة وطنية شاملة تحترم دم العراقي وتحافظ عليه ولا تخضع لتسميات طائفية وألقاب حزبية وفق رؤية شاملة لمجمل الاحداث وخطاب متزن في مفرداته واعلام صادق في اخباراته . ولكن هذا الخيار يتطلب رجالاً اشداء أقوياء حرصاء عازمين واعين عليهم قبل كل شيء ان يعطوا صورة واضحة عن الاحتلال وماذا يمثل وعن خيار المقاومة وما هي اهدافها كي لا يحصل لبس وخلط واضح نبهت عليه في اول جلسة لمؤتمركم الموقر في المدرسة الخالصية وكذا في جامع ام القرى وقد صدقت رؤيتنا في حصول خلط واضح بين الارهاب الذي يستهدف الابرياء ويطال المنشآة ودور العبادة ومراقد الائمة ، وبين المقاومة التي تستهدف الاحتلال فماذا كانت النتيجة ؟ نفرة عامة تقريباً بالنسبة للمقاومة لأن الصور التي تتحرك امام الرأي العام هي القتل والتهجير والسلب والتفجير باسم المقاومة كما تعلنه وسائل الاعلام الرسمية وغيرها مما عزز قناعة الشارع بان المقاومة شيء غير نظيف ولا شريف ولو كانت الحركة من البداية لتأسيس وعياً عاماً باهمية المقاومة وتحديد مفهومها وفرزها عن الارهاب لما حصل ما حصل من النفرة حتى اصبح تخليص مفهومها من الارهاب مستعصياً . المقاومة التي تدافع عن شرف الوطن وكرامته وسيادته وحرية ابناءه واستقلال قراره يجب عليها ان تتجنب استهداف الابرياء او تتورط في استهدافهم من قبل الاحتلال وتنظم عملها الميداني وتحصن نفسها اعلامياً فانها حينئذٍ ستكسب تعاطفاً جماهيرياً واسعاً وستؤسس لنفسها موقع المبادرة في تمثيل الشعب وأحقية هذا التمثيل . وليست بالضرورة ان تكون المقاومة مسلحة فليكن هذا بالحسبان ضمن : 1- مقاطعة العمل مع القوات المحتلة فيما يختص بعملها وشؤونها كالقواعد والمعسكرات وقد اعتبرنا هذا محرماً شرعاً وفق موازين الافتاء الشرعي التي نلتزم بها فان هذا الاجراء يزيد في ازمة الاحتلال ويضعه في دائرة القلق على الدوام ويشعره برفضه من قبل الشعب. 2- الحيلولة دون رفع حاجز النفرة والرفض للاحتلال عن طريق عدم الاشتراك في معظم القضايا الاجتماعية والانسانية وتركهم يتحملون مسؤوليتهم القانونية في ادارة شؤون البلد وفك الارتباط معهم في القضايا المشتركة لزيادة الضغط عليهم وارباك حالهم . 3- رفض أي تصريح يصدر من هذه القوات وتوصيفه بالكاذب جملة وتفصيلاً وإدانة من يؤسس عليه تحليلاته وتصريحاته . 4- إدانة الشخصيات التي تتصل بالسفير الامريكي والبريطاني واعتبارها خارجة عن اطارها الوطني وعدم قبول عذرها في الاتصال مهما كانت الاسباب واعتبار السفير الامريكي شخص غير مرغوب فيه لأن يمارس عمل تدخلي مباشر أشبه بالمندوب السامي . 5- وعي المشروع الامريكي قائم على عزل العراقيين وفق نطاق الطائفة او العرق الواحد واعتبار الشخصيات الدينية والوجهاء ورؤساء العشائر مسؤولين عن هذه التهجيرات وإطلاق التصريحات غير المسؤولة في رمي التهم وتبادلها تصرّف غير مسؤول يساعد من حيث يقصد او لا يقصد في اتمام المشروع الامريكي وينبغي دائماً توجيه الادانة الى الاحتلال مباشرة وبشكل واضح وجلي . 6- الوقوف على حقيقة هي ان معظم العمليات الحادثة في العراق من تفجيرات وتهجير وسلب وقتل وتدمير تدار من قبل قوى اجنبية يقف الاحتلال على رأسها . الاصرار على الحكومة بالضغط عليها عبر وسائل الاعلام ومطالبتها بكشف نتائج التحقيقات التي اعلنت عن تشكيل لجانها في جرائم ارهابية كبرى حصلت في البلد قد وعدت بعرض نتائجها عند الحصول عليها على الشعب والوصول الى الجناة نذكر منها العمل الذي اودى بمقتل ( 50 ) من افراد الحرس الوطني اثناء حكومة علاوي وحادثة جسر الائمة وتفجير مرقد الامامين العسكريين ( عليهما السلام ) ومذبحة حسينية المصطفى أخيراً لتتضح الحقيقة ويدان المجرم أياً كان ويطالب بمحاكمته فوراً ولا يسمح للحكومة بتسويف المطلب فان نزيف الدم سوف يستمر اذا لم نعي الحقيقة ونتعرف على الجناة . |
هل يحق لهم |
دأبت ادارة محافظة النجف الاشرف عند زيارة شخص ما يمثل واقعاً سياسياً اما داخل السلطة او خارجها ان تغلق منافذ الطرق المؤدية الى المدينة القديمة وهو اجراء احترازي للمحافظة على حياة هذا الشخص ، والسؤال هل هذا الاجراء يستحق ان ترتكب ادارة المحافظة هذا الاجراء الذي يسبب توتراً واضحاً لدى المواطنين وانزعاجاً فاضحاً يترجم في كثير من الاحيان الى سباب وشتم وتذمر وصياح ولعن وانتقاد للسلطة وادارتها ، كل ذلك لان مسؤولاً ما وهو فرد كغيره من الافراد حياته مهمة كما هي حياة غيره ان الكل متساوون امام القانون ، غايته ان موقعه يضيف اليه اهمية اخرى في الحرص على حياته ، ولكن هل تستحق كل تلك الاجراءات المفتعلة ؟ نعم يستحق تأمين طريقة الى المكان المقصود وتوفير حركة سريعة له في التنقل واما غلق الطرق وتحشيد آلاف العسكر وقطع منافذ السبل الى مركز المدينة ، مع انه عصب الحياة الاقتصادية لاهالي النجف التي تتركز على نقل سواق التاكسيات والمحلات التجارية وزوار العتبة الحيدرية المطهرة ، ومكاتب علماء الدين التي يرتادها الزوار للتبرك والسؤال ، فاذا قطع الطريق تعطلت كل هذه المصالح الاجتماعية . فرد واحد في مقابل نصف مليون مواطن على وجه التقريب متضررين متذمرين ، مع الاعتراف بان الوضع الامني في مدينة النجف يحقق تقدماً على غيرها من محافظات العراق ، مما يعني ان اتخاذ كل هذه الاجراءات اسراف واضح وعمل مفرط ، اذا ضبطت مداخل المدينة من الخارج بطرقها الثلاثة . ويزيد في الطين بلة ان ادارة المحافظة الموقرة قد اصدرت ( بطاقات دخول ) للمدينة في اوقات كهذه لبعض الشخصيات او اهالي المنطقة واصحاب المحلات التجارية . ويفترض انها صدرت لمعالجة حالات الغلق هذه امام هؤلاء لان في الظروف الاعتيادية تصبح الحركة طبيعية الا في الدخول الى المنطقة القديمة . والاكثر اساءة هو ما يتعرض له رجال الدين وبعض الفقهاء من منع فاضح من قبل نقاط السيطرة في بدايات الشوارع بحجة ان المنع صادر من المحافظ نفسه وان جميع الباجات تعطل – بما في ذلك باج سيارة الفقيه الفلاني . فقل لي بربك من جعل المسؤول في هذا الموقع ؟ ومن حث على اتمام العملية السياسية ؟ ومن ضبط ايقاع الشارع كي لا ينفلت؟ وينقاد افراداً وجماعات لصناديق الاقتراع ، ولو لم تراع المرجعية ورجال الحوزة العلمية ، هل كانت تتم ؟ ويصير فلان الفلاني عضواً في البرلمان أو وزيراً ؟ ربما ، وربما لا يصير . هل كان غير الفقيه راعياً ؟ ورجل الدين في كل دول العالم على اختلاف اديانهم له مكانة خاصة تتمظهر بالتقدير الزائد والاحترام المتكثر وتقديم كل الخدمة والتسهيل المطلوب بشأنه ، فهل كان رجل ديننا اقل شأناً وحاشاه ؟ وهو من يهتم بأمور الناس ويشاركهم آلامهم واحلامهم ويرسم مستقبلهم على الصعيدين الدنيوي والاخروي ، ويتقدمهم في اوقات الشدة والمحن ويراعي مشاعرهم ويوجه انظارهم ويقربهم الى الطاعة ويقنن سلوكهم بما لا يؤديه أي رجل دين من غير مذهبنا على ما يشهد به التاريخ والحاضر ، ومع الفرق الكبير يُسف بحق رجل ديننا ويكرم رجل دينهم ، فاية عدالة وخلق نحن عليه ؟ . ويزداد الامر سوءً عندما يكون القائمون على شأن المحافظة من المتدينين وممن يأتمرون بأمر المرجعية ويتفاخرون بأنهم ابناء ولاية على ابن ابي طالب ( عليه السلام ) وانهم من مدينة العلم والمعرفة والادب قد اتحفت تاريخ البلاد برجالات عظام في الثورة والعلم ، فهل يجتمع هذا مع تصرفهم ذاك ؟ . لا ينبغي المبالغة في مثل هذه الاجراءات لانها قد توصل المساكين من المواطنين الى حالات قد لا يحمد عقباها وبامكان رجل الدين ان يحرك الشارع لو اراد . 28 – جمادي1 – 1427هـ |
|