منع الحكومة الفرنسية الحجاب في الجامعات

ان قرار الحكومة الفرنسية بمنع الحجاب على المسلمات داخل الجامعات هو جرح جديد لمشاعر المسلمين في كافة انحاء المعمورة . فما هو تعليقكم على هذا الحدث المهم في الحياة الاجتماعية المسلمة وما هو التكليف الشرعي لذوي المسألة، هذا وادامكم الله

بسمه تعالى- هذا الامر ليس بجديد على امثال هؤلاء ، وهو ممتد الى الماضي السحيق ليتصل بالدعوة المحمدية المباركة، وقد اوضح ذلك وصرح به الكتاب العزيز الذي تركناه وراء ظهورنا سخريا، قال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم ….)الاية. والغريب المدهش في كلامه تعالى انه استعمل (لن) لتأيد النفي ، أي على طول الخط وامتداد الصراع بين الاسلام والاخرين ، لن يحصل رضاهم عنا الا باتباع ملتهم . والتي تعني الاصطباع بصيغتهم ونهج سلوكهم وتبني عاداتهم وتقاليدهم واذا تأخر عدم الرضا وظهر الرفض فانما ذلك مراعاة لشعاراتهم البراقة والتي يغررون بها شعوب العالم من الديمقراطية، والحرية الشاملة للمظهر الخارجي لملبس الانسان ما دام لا يتضرر به الاخرون. ولكن عندما تصل الحالة الى ظاهرة يخاف انتشارها في بلدانهم، تظهر حقيقة نواياهم وسر مقاصدهم بمختلف ردود الفعل الممكنة، ومنها القرار الصدار من حكومة فرنسا، من الدول التي تدعي لنفسها التحضر والتمدن والتعايش بسلام واحترام مع شعوب الارض وتقاليد ابناءها وتعهد قانونهم بحماية حقوق وحريات الاخرين فضلا عن حماية حريات شعوبهم وان اختلفت مشاربهم ومعتقداتهم.

ان الصراع الحالي ما بين الاسلام والغرب يتمثل في هذه الفترة التاريخية بتحجيم الدور الاسلامي في الحياة الاجتماعية العامة وبمحاصرته في اضيق نظاق خوفا من تأثيره الواضح دون حاجة الى الفرض والاكراه ولا يتطلب الامر الا عدم فسح المجال امام المظاهر الاسلامية لتفعل فعلها في تغيير النفوس واشعارها باهمية الالتزام الاخلاقي والديني في ضبط السلوك العام وتجنب المضاعفات السيئة على صعيد الممارسات الشاذة للسلوك الخاص والعام.

22 ذي القعدة 1424هـ